«ميريت الثقافية» تناقش تراث طه حسين بوصفه مثقفاً إشكالياً

«ميريت الثقافية» تناقش تراث طه حسين بوصفه مثقفاً إشكالياً
TT

«ميريت الثقافية» تناقش تراث طه حسين بوصفه مثقفاً إشكالياً

«ميريت الثقافية» تناقش تراث طه حسين بوصفه مثقفاً إشكالياً

خصصت مجلة «ميريت الثقافية»، في عددها لشهر نوفمبر (تشرين الأول) الحالي، ملفاً لمناقشة تراث طه حسين بعنوان «نصف قرن على رحيل العميد... قراءة في أوراق مثقف إشكالي». تضمّن الملف سبع مقالات هي: طه حسين... بين «توليد» سقراط و«شك» ديكارت للدكتورة سامية سلَّام، جماليات القهر عند طه حسين... «المعذبون في الأرض» نموذجاً للدكتور ماهر عبد المحسن، قراءة في خطاب طه حسين النقدي للشعر العذري للدكتور معتز سلامة، طه حسين رائد التنوير للدكتور خيري فرجاني، «دعاء الكروان» بين الأدبي والسينمائي... اتفاق البدايات واختلاف زاوية الرؤية للدكتورة سميرة أبو طالب، محطات على درب العميد بقلم محمود قدري، وعمار علي حسن يستعيد بصيرة طه حسين بطريقة مختلفة للدكتور خالد عزب.

وتضمّن ملف «رؤى نقدية» خمس مقالات: شعرية الخلاص بالأسطورة... فريد أبو سعدة يلعب على أقنعتها في «ذاكرة الوعل» للشاعر جمال القصاص، الشعر المعاصر للدكتورة منال البستاني (من العراق)، أسميتها مريم لسامرة المومني وتراب الغريب لهزاع البراري... مقاربات موضوعية للدكتور حسن البكور (من الأردن)، تذويت الإنسان في مجموعة «مدن تأكل نفسها» لشريف صالح... قراءة أدبية من منظور نفسي للدكتورة رشا الفوَّال، وسياقات العودة إلى انتهاكات الماضي في ديوان «نصف احتمال للفرح» للشاعرة «عبير زكي» للدكتور محمد صلاح زيد.

وتضمّن ملف «الشعر» تسع قصائد لشعراء من مصر وسوريا ولبنان. وفي ملف «القصة» خمس قصص لكُتاب من فلسطين واليمن والمغرب.

وخصص العدد باب «نون النسوة» لقراءات في رواية «الكل يقول أحبك» للقاصّة والروائية «مي التلمساني»، وتضمّن أربع مقالات: بنية الشتات وهوية العابر، صيغة أخرى للوجود... دراسة فى رواية «الكل يقول أحبك» للدكتور أيمن تعيلب، «الكل يقول أحبك»... وحدة التيمة السردية وتعالق البنى المتجاورة للدكتورة سحر محمد فتحي، تجليات البوليفونيا وتعدد الرؤى السردية في رواية «الكل يقول أحبك» للدكتورة نجوى منصور (من الجزائر)، والتعددية الثقافية... بين الاندماج والازدواجية... قراءة في رواية «الكل يقول أحبك» للدكتورة نهلة راحيل.

وتضمّن باب «تجديد الخطاب» مقالين عبارة عن مساجلة وردّ على افتتاحية شهر سبتمبر (أيلول) لرئيس التحرير.

أما باب «حول العالم» فتضمّن ثلاث ترجمات، فترجمت منى كامل مقالاً بعنوان «كيف انتقلت مصر من اللغة القبطية إلى اللغة العربية؟» كتبه البروفيسور صموئيل روبنسون، أحد كبار أساتذة الدراسات المسيحية الشرقية، والذي يعمل حالياً أستاذاً متفرغاً في «مركز اللاهوت والدراسات الدينية» بجامعة لوند بالسويد. وترجم لطفي السيد منصور مقالاً بعنوان «ثورة الإنسانية العابرة... كيف سيقلب الطب التكنولوچي وأوبرة العالم حياتنا رأساً على عقب؟»، كتبه لوك فيري، أحد أهم فلاسفة فرنسا المعدودين حالياً. كان آخِر ما نشره كتاباً ضخماً بعنوان «قاموس عاشق للفلسفة». وترجم عبد الرحيم نور الدين (من المغرب) حواراً أجرته إلهام يونس مع بيير تروتينيون بعنوان «الفلسفة في العالم العربي الإسلامي».

وفي باب «ثقافات وفنون» حوار أجراه سمير درويش مع أستاذ التاريخ الدكتور خالد فهمي، بعنوان «لا يعيب المؤرخ أن يتبنى موقفاً تجاه ما يؤرّخ له، وأن تكون له قناعاته واختياراته الفلسفية والسياسية». وفي ملف «شخصيات»، كتب أسامة جاد عن «ألفريد جاري... المتمرد العصيّ على التصنيف». وفي ملف «فنون» مقالان: نيات الإنسان وسجايا الحجر... المسجد الجامع بالقيروان للكاتب والفنان التشكيلي يحيى الشيخ (العراق - النرويج)، والفن والفنان في العصر الراهن... رؤية نقدية، كتبه رشيد أيت الولي (من المغرب).

وفي ملف «رأي» كتب حمزة رستناوي (من سوريا): محطات في قطار الطب والشعر. وفي ملف «كتب» أربع قراءات: «حبّة بازلاء تنبت في كفي».. حين تحمل الرواية عبء الإنسانية بشتى تجلياتها بقلم دينا الحمامي، الغالية أرض الفيروز بين الوثائقي والإنساني... قراءة في رواية (غالية) لأحمد سليم، بقلم أميرة عبد الشافي، علاقة الإنسان والمدينة على كاميرا القصيدة... «يشبه القاهرة» لمنة أبو زهرة نموذجاً، بقلم محمد أسامة أحمد، ورواية «أفندينا»... قراءة في الأبعاد السياسية للدكتور معاذ إشتية (من فلسطين).

لوحة الغلاف والرسوم المصاحبة لمواد باب «إبداع ومبدعون» للفنان السوداني الحسن المنتصر (1986)، الرسوم المصاحبة لمواد باب «نون النسوة» للفنان السوري سموقان أسعد (1951)، والصور الفوتوغرافية في مداخل الأبواب والغلاف الثاني للفوتوغرافي السويسري روبرت فرانك (1924 - 2019).

وتتكون هيئة تحرير المجلة من المدير العام الناشر محمد هاشم، وسمير درويش رئيس التحرير، وعادل سميح نائب رئيس التحرير، وسارة الإسكافي مدير التحرير، والماكيت الرئيسي إهداء من الفنان أحمد اللباد، والتنفيذ الفني إسلام يونس.


مقالات ذات صلة

أسود منمنمة من موقع الدُّور في أمّ القيوين

ثقافة وفنون أسود عاجية ونحاسية من موقع الدُّوْر في إمارة أم القيوين، يقابلها أسد برونزي من موقع سمهرم في سلطنة عُمان

أسود منمنمة من موقع الدُّور في أمّ القيوين

خرجت من موقع الدُّور في إمارة أم القيوين مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية المتنوّعة، تعود إلى حقبة تمتد من القرن الأول ما قبل الميلاد إلى القرن الثاني للميلاد.

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون مجلة «الفيصل»: صناعة النخب في الوطن العربي

مجلة «الفيصل»: صناعة النخب في الوطن العربي

صدر العدد الجديد من مجلة «الفيصل»، وتضمن مواضيع متنوعة، وخصص الملف لصناعة النخب في الوطن العربي، شارك فيه عدد من الباحثين العرب

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون أفلاطون

ما بال العالم كله ينعم بالسلام ونحن من حرب لحرب؟

الأغلب من دول العالم يعيش حياة طبيعية تختلف عما نراه في أفلام السينما

خالد الغنامي
ثقافة وفنون عبد الزهرة زكي

عبد الزهرة زكي: الكتابة السردية هبة هداني إليها الشعر

«غريزة الطير» رواية للشاعر العراقي عبد الزهرة زكي، صدرت أخيراً في بغداد، ولاقت احتفاءً نقدياً ملحوظاً، وهي الرواية الأولى له بعد صدور مجموعته الشعرية الكاملة

علاء المفرجي (بغداد)
ثقافة وفنون عادل خزام

«مانسيرة» تجمع شعراء العالم في قصيدة واحدة

تُغذّى جذور القيم الثقافية كلما تعمقت صلتها بتراث الأمكنة والناس. لكن ماذا لو اكتشفنا أن العالم، بقاراته الخمس، قادرٌ على أن يكون مهداً لقصيدة واحدة؟

شاكر نوري (دبي)

أسود منمنمة من موقع الدُّور في أمّ القيوين

أسود عاجية ونحاسية من موقع الدُّوْر في إمارة أم القيوين، يقابلها أسد برونزي من موقع سمهرم في سلطنة عُمان
أسود عاجية ونحاسية من موقع الدُّوْر في إمارة أم القيوين، يقابلها أسد برونزي من موقع سمهرم في سلطنة عُمان
TT

أسود منمنمة من موقع الدُّور في أمّ القيوين

أسود عاجية ونحاسية من موقع الدُّوْر في إمارة أم القيوين، يقابلها أسد برونزي من موقع سمهرم في سلطنة عُمان
أسود عاجية ونحاسية من موقع الدُّوْر في إمارة أم القيوين، يقابلها أسد برونزي من موقع سمهرم في سلطنة عُمان

خرجت من موقع الدُّور في إمارة أم القيوين مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية المتنوّعة، تعود إلى حقبة تمتد من القرن الأول ما قبل الميلاد إلى القرن الثاني للميلاد. كشفت أعمال التصنيف العلمي الخاصة بهذه اللقى عن مجموعة من القطع العاجية المزينة بنقوش تصويرية، منها عدد كبير على شكل أسود تحضر في قالب واحد جامع. كذلك، كشفت هذه الأعمال عن مجموعة من القطع المعدنية النحاسية المتعدّدة الأحجام والأنساق، منها 4 قطع على شكل أسود منمنمة، تحضر كذلك في قالب ثابت.

تمثّل القطع العاجية تقليداً فنياً شاع كما يبدو في شمال شرقي شبه الجزيرة العربية، وتنقسم حسب نقوشها التصويرية إلى 3 مجموعات، فمنها ما يمثّل قامات أنثوية، ومنها ما يمثّل قامات آدمية مجرّدة يصعب تحديد هويتها الجندرية، ومنها ما يمثّل بهائم من الفصيلة السنورية. تزين هذه البهائم قطع يتراوح حجمها بين 3 و4.5 سنتيمترات عرضاً، حيث تحضر في تأليف تشكيلي ثابت، مع اختلاف بسيط في التفاصيل الجزئية الثانوية، ويوحي هذا التأليف بشكل لا لبس فيه بأنه يمثّل أسداً يحضر في وضعية جانبية، طوراً في اتجاه اليمين، وطوراً في اتجاه اليسار. يغلب على هذا الأسد الطابع التحويري الهندسي في تصوير سائر خصائصه الجسدية، من الجسم العضلي، إلى الرأس الكبير، إلى الأرجل الصغيرة. نراه فاتحاً شدقيه، رافعاً قائمتيه الأماميتين، وكأنه يستعدّ للقفز، ويظهر ذيله من خلفه وهو يلتف ويمتد إلى أعلى ظهره.

ملامح الوجه ثابتة لا تتغيّر. العين دائرة كبيرة محدّدة بنقش غائر، يتوسّطها ثقب يمثّل البؤبؤ. الأذنان كتلتان مرتفعتان عموديتان، والأنف كتلة دائرية موازية. فكّا الفم مفتوحان، ويكشفان في بعض القطع عن أسنان حادة مرصوفة بشكل هندسي. تحدّ الرأس سلسلة من النقوش العمودية المتوازية تمثل اللبدة، وهي كتلة الشعر الكثيف الذي يغطي الرقبة. يتكون الصدر من كتلة واحدة مجرّدة، تعلوها سلسلة من النقوش الغائرة تمثل الفراء. يتبنى تصوير القائمتين الخلفيتين نسقين متباينين؛ حيث يظهر الأسد جاثياً على هاتين القائمتين في بعض القطع، ومنتصباً عليها في البعض الآخر. في المقابل، تظهر القائمتان الأماميتان ممدّدتين أفقياً بشكل ثابت. أرجل هذه القوائم محدّدة، وهي على شكل كف مبسوطة تعلوها سلسلة من الأصابع المرصوفة. الذيل عريض للغاية، وتعلو طرفه خصلة شعر كثيفة تماثل في تكوينها تكوين أرجله.

عُثر على سائر هذه القطع العاجية في قبور حوت مجموعة كبيرة من اللقى شكّلت في الأصل أثاثها الجنائزي. للأسف، تبعثر هذا الأثاث، وبات من الصعب تحديد موقعه الأصلي. كانت القطع العاجية مثبّتة في أركان محدّدة، كما تؤكد الثقوب التي تخترقها، غير أن تحديد وظيفتها يبدو مستحيلاً في غياب السند الأدبي الذي من شأنه أن يكشف عن هذه الوظيفة الغامضة. تحضر الأسود إلى جانب القامات الآدمية، والأرجح أنها تشكّل معاً علامات طوطمية خاصة بهذه المدافن المحلية.

تمثّل القطع العاجية تقليداً فنياً شاع كما يبدو في شمال شرقي شبه الجزيرة العربية

إلى جانب هذه القطع العاجية، يحضر الأسد في 4 قطع معدنية عُثر عليها كذلك ضمن أثاث جنائزي مبعثر. تعتمد هذه القطع بشكل أساسي على النحاس، وهي قطع منمنمة، تبدو أشبه بالقطع الخاصة بالحلى، واللافت أنها متشابهة بشكل كبير، ويمكن القول إنها متماثلة. حافظت قطعتان منها على ملامحها بشكل جلي، وتظهر دراسة هذه الملامح أنها تعتمد نسقاً مميزاً يختلف عن النسق المعتمد في القطع العاجية، بالرغم من التشابه الظاهر في التكوين الخارجي العام. يحضر هذا الأسد في كتلة ناتئة تبدو أشبه بالقطع المنحوتة، لا المنقوشة، ويظهر في وضعية جانبية، جاثياً على قوائمه الـ4، رافعاً رأسه إلى الأمام، ويبدو ذيله العريض في أعلى طرف مؤخرته، ملتفاً نحو الأعلى بشكل حلزوني. العين كتلة دائرية ناتئة، والأذن كتلة بيضاوية مشابهة. الفكان مفتوحان، ممّا يوحي بأن صاحبهما يزأر في سكون موقعه. اللبدة كثيفة، وتتكون من 3 عقود متلاصقة، تحوي كل منها سلسلة من الكتل الدائرية المرصوفة. مثل الأسود العاجية، تتبنى هذه الأسود المعدنية طابعاً تحويرياً يعتمد التجريد والاختزال، غير أنها تبدو أقرب من المثال الواقعي في تفاصيلها.

يظهر هذا المثال الواقعي في قطعة معدنية من البرونز، مصدرها موقع سمهرم، التابع لمحافظة ظفار، جنوب سلطنة عُمان. عُثر على هذه القطعة في ضريح صغير يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، واللافت أنها وصلت بشكلها الكامل، وتتميز بأسلوب يوناني كلاسيكي يتجلّى في تجسيم كتلة الجسم وسائر أعضائها. يظهر الأسد واقفاً على قوائمه الـ4، مع حركة بسيطة تتمثل في تقدم قائمة من القائمتين الأماميتين، وقائمة من القائمتين الخلفيتين، وفقاً للتقليد الكلاسيكي المكرّس. يحاكي النحات في منحوتته المثال الواقعي، وتتجلّى هذه المحاكاة في تجسيم مفاصل البدن، كما في تجسيم ملامح الرأس، وتبرز بشكل خاص في تصوير خصلات اللبدة الكثيفة التي تعلو كتفيه.

يبدو هذا الأسد تقليدياً في تكوينه الكلاسيكي، غير أنه يمثّل حالة استثنائية في محيطه، تعكس وصول هذا التقليد في حالات نادرة إلى عمق شمال شرقي شبه الجزيرة العربية.