انطلاق مؤتمر «هي هَبْ» للأزياء بالرياض

يجمع مؤتمر «هي هَبْ» في الرياض أبرز قادة صناعة الأزياء بالمنطقة والعالم (الشرق الأوسط)
يجمع مؤتمر «هي هَبْ» في الرياض أبرز قادة صناعة الأزياء بالمنطقة والعالم (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق مؤتمر «هي هَبْ» للأزياء بالرياض

يجمع مؤتمر «هي هَبْ» في الرياض أبرز قادة صناعة الأزياء بالمنطقة والعالم (الشرق الأوسط)
يجمع مؤتمر «هي هَبْ» في الرياض أبرز قادة صناعة الأزياء بالمنطقة والعالم (الشرق الأوسط)

انطلق، الجمعة، مؤتمر الأزياء وأسلوب الحياة «هي هَبْ» بالرياض، ليقدم لزوّاره تجارب ملهمة عبر فعاليات متنوّعة في عالم الأزياء والجمال والفن والتصميم والفخامة، في حدث يأتي بالتعاون مع «مستقبل الأزياء» (Fashion Futures)، إحدى فعاليات هيئة الأزياء السعودية.

ويجمع الحدث، الذي يستضيفه حي جاكس التاريخي حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عدداً من أبرز قادة صناعة الأزياء في المنطقة والعالم، وروّاد الموضة والمشاهير والمؤثرين. بينهم الممثلة البحرينية أميرة محمد، وراجح الحارثي مقدّم برنامج «سعودي آيدول»، والممثلة السعودية خيرية أبو لبن، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى، مثل إلين سليمان، والدكتور حسن غنيم، وسلطان بن عبد اللطيف، وزينب الخليفة.

وأكدت مي بدر، رئيسة تحرير مجلة «هي»، وبوراك شاكماك الرئيس التنفيذي للهيئة، على النمو السريع الذي تشهده صناعة الأزياء في السعودية خصوصاً، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام، وأشارا إلى الدور المهمّ والبارز الذي يلعبه المؤتمر في تثقيف وإلهام الجيل القادم من رواد الأعمال وقادة الصناعة في المجال.

جمانا الراشد الرئيس التنفيذي لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» لدى حضورها حفل انطلاق المؤتمر بالرياض (الشرق الأوسط)

وقالت مي بدر: «عندما أطلقنا النسخة الأولى من (هي هَبْ) عام 2021، كان هدفنا الأساسي هو أن نشهد أفضل مؤتمر يجمع بين روّاد الموضة والأناقة والجمال والفن والثقافة. إلا أن المشهد الثقافي في السعودية، كان قد ازدهر بشكل استثنائي، ما يجعلنا فخورين بأن هذه النسخة هي الكبرى على الإطلاق وأكثر من أي وقت مضى»، مضيفة: «ستحمل أيام المؤتمر الخمسة برنامجاً مكثفاً من النقاشات الغنية والملهمة والحصص التعليمية والندوات وورش العمل».

من جهته، أوضح شاكماك أن مهمّتهم في «مستقبل الأزياء» هي تثقيف وتعزيز التبادل العالمي وخلق الفرص لهذه الصناعة، عاداً المؤتمر «المنصّة المثلى لتحقيق ذلك». وتابع: «معاً، سنخوض حوارات عميقة حول المواهب الإبداعية التي استطاعت أن ترسم مسارات جديدة لها، وأن تسطر قصص نجاحاتها عبر تحقيق أهدافها الإبداعية»، داعياً الجميع إلى «استكشاف عمق التحول الذي طرأ على صناعة الأزياء والجمال والإبداع لدينا، وقوة الأزياء السعودية وتأثيرها من خلال المعارض الكثيرة في المؤتمر».

بدوره، أكد مايك فيربرن، المدير العام لـ«SRMGx»، أن المؤتمر أثبت مكانته بقوة باعتباره المؤتمر الرائد في مجال الموضة والجمال وأسلوب الحياة بالمنطقة، وقال: «نحن في (SRMGx) نقدّم تجارب رائعة ومؤثرة بما يعزّز تواصلنا مع المتلقي ومع العلامات التجارية»، مضيفاً: «يمثل (هي هَبْ) بنسخته الثالثة اليوم تتويجاً لجهودنا. أنا فخور بما حققناه، ففي وقت سابق من هذا العام، جمعنا الأسماء الرائدة في الإعلام في مهرجان (كان ليونز) لمناقشة مستقبل الابتكار في الصناعات الإبداعية».

يلعب المؤتمر دوراً في تثقيف وإلهام الجيل القادم من رواد الأعمال وقادة صناعة الأزياء (الشرق الأوسط)

وحظي الضيوف من كبار الشخصيات بجولة حصرية في المعارض والأنشطة الموسعة التي يضمّها «هي هَبْ»، التي تشمل العلامات الفاخرة من «Richard Mille وBulgari»، ومعرض «The Saudi100 Brands Exhibit»، ومركز التسوّق الجديد برعاية «Bacora» الذي يقدّم مجموعة واسعة من العلامات التجارية ومنتجات الأزياء، بالإضافة إلى القطع الفنية لعدد من أبرز الفنانين في المنطقة، مثل ريكس شوك، ومؤسسة «بدو المستقبل».

واختتم حفل إطلاق المؤتمر بعروض موسيقية، قدّمها المغني السعودي عبد الخالق، وفنان البوب السعودي «ملهم» على مسرح «بيلبورد عربية»، الذي سيستضيف مجموعة من العروض الحيّة لفنانين من العالم العربي في كل ليلة من ليالي «هي هَبْ»، من بينهم الفنانة السعودية داليا مبارك، والمغربية منال، واللبنانية مشاعل، وفرقة «ديسكو مصر»، والمغني والمنتج الكويتي «دافي»، وغيرهم.

ويتضمن «هي هَبْ» برنامجاً متنوعاً من جلسات الحوار والندوات وورش العمل مع شخصيات بارزة، مثل الفنانة اللبنانية العالمية إليسا، والنجمات العربيات شيرين رضا، ونادين نجيم، وستيفاني عطا الله، والمصممة أندريا وازن، ورائدة الأعمال يارا النملة مؤسِّسة «WMM»، وسارة أبو داود الرئيسة التنفيذية ومؤسسة مجوهرات «ياتغان»، وغيرهن. كما يضم معارض تفاعلية وعروضاً موسيقية حية ومباشرة، وحصصاً تعليمية رئيسية من مشاهير صناعة الأزياء والجمال، كخبير المكياج «هنداش»، ومنسقة الأزياء ريبيكا كوربين - موراي، ورائدة الأعمال الرقمية واستشارية الفخامة نجود الرميحي.


مقالات ذات صلة

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

لمسات الموضة بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

لم يعد تعاون المشاهير يقتصر على الترويج والظهور في المناسبات بل يشمل حالياً تصميم الأزياء

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)

لماذا نقرأ للقدماء؟

 أرسطو
أرسطو
TT

لماذا نقرأ للقدماء؟

 أرسطو
أرسطو

أثارت أستاذة الفلسفة آغنيس كالارد البروفيسورة في جامعة شيكاغو في مقالة لها نشرتها «ذا ستون/ نيويورك تايمز» قضية جدوى قراءة أرسطو اليوم، خصوصاً ونحن نراه يتبنى قيماً تخالف القيم الإنسانية التي تواضع الناس في زماننا على مجافاة ما يخالفها. ما لم تشر إليه كالارد هو أننا نعلم أن الثورة العلمية التي بدأت مع كوبرنيكوس (1473 – 1543) وانتهت بإسحاق نيوتن (1642 – 1727) قد دمرت علوم أرسطو، سواء على صعيد النظريات التي قال بها، أم على صعيد المنهج الذي اتبعه، فقد أسس غاليليو غاليلي المنهج التجريبي الذي نسف إدخال التأمل في دراسة الطبيعة. وغاليليو هو من قام باكتشاف أقمار المشتري التي تدور حوله فأسقط نظام أرسطو والبطالمة عن مركزية الأرض، وهو من اكتشف بمقرابه الذي صنعه بنفسه النمش على وجه الشمس (العواصف المغناطيسية) فأبطل نظرية كمال الشمس والأفلاك. ثم جاء قانون الجاذبية النيوتوني فألغى نظرية أرسطو عن المحرك الذي لا يتحرك. ما الذي بقي؟ الأخلاق.

لا يقف اختلافنا معه عند العلم، بل ينتقل إلى مستوى الأخلاق، حين نجده لا يكتفي بالتغاضي عن جرائم العبودية، ويدافع عنها، بل يراها مفيدة لاقتصاد الدولة وللمُستعبَد نفسه، على حد سواء. من وجهة نظره، هناك بشر لا يُحسنون التكسب ولا أن يستفيدوا في حياتهم، وبالتالي فالأفضل لهم أن يكونوا مجرد أدوات بأيدي غيرهم. ولا تقف معاداة أرسطو لليبرالية عند هذا الحد، بل يقرر في مواضع كثيرة من كتبه أن المرأة غير قادرة على اتخاذ القرار السلطوي، وبالتالي لا يجوز تمكينها من السلطة سوى سلطتها في بيتها. وتمتد عنصرية أرسطو وطبقيته إلى حرمان من يعمل بيده من حق المواطنة، كما أنه يحرمه من حق التعليم، في نسخته من المدينة الفاضلة. وفي موضع من كتاب «الأخلاق» يقرر أن قبيح الصورة لا يستحق السعادة ولا المعرفة، ويمكن القول بأنه قام بالتأسيس للأخلاق الأرستقراطية، فقد قرر أن المواعظ الأخلاقية لن تُفيد المستمعين، إلا إذا كانت نفوسهم في أصلها نبيلة وكريمة وشريفة، يقصد بذلك أن خطابه موجه فقط لطبقة الأرستقراطيين والنبلاء وعِلية المجتمع، أما بسطاء الناس وسوقتهم، فليسوا بداخلين في هذه المعادلة، ولن يصلوا إلى الفضيلة –بحسب أرسطو– مهما سمعوا من المواعظ الأخلاقية. «كل من كان خسيس النسب أو شديد القبح فهو محروم من الوصول للسعادة الكاملة». أما إذا حاول هؤلاء أن يتجاوزوا حدودهم وأن يسْموا على ما هم فيه، كمحاولة الفقير أن يكون كريماً جواداً وهو لا يملك ما ينفقه، فهذا في حكم أرسطو: «غبي وأحمق». إذن، فالأخلاق والفضائل عند أرسطو طبقية ولا تليق إلا بمن يقدرون عليها ممن لديهم رغبة في استثمار مكانتهم الاجتماعية واستغلالها جيداً.

عندما نفتش في نصوص الفلاسفة فسنجد أن أرسطو لم يكن وحده، فهيراقليطس كان يحتقر عموم الناس، وصدرت عن هيوم وكانط عبارات عنصرية ضد السود، وفريجه، صاحب المنعطف اللغوي، صدرت عنه عبارات صُنفت على أنها مضادة للسامية. لكن عنصرية أرسطو أسوأ وأوسع دائرة، فهو ضد كل من ليس بإغريقي. في عنصرية تشبه موقف ديكارت من الحيوانات التي يصفها بأنها آلية وبلا روح ولا وعي. ولهذا كان تلاميذه يطاردون الكلاب في شوارع باريس ويضربونها بالعصي لكي يثبتوا أنها لا تشعر، كما قال الأستاذ.

لكن ما هو موقفنا نحن من هذا؟ هل نتجاهل مثل هذه الهفوات ونركز اهتمامنا على الأفكار العظيمة التي أدلوا بها في مواضع أخرى؟ أم أن هذه العنصرية هي جزء لا يتجزأ من فلسفاتهم؟ هذا هو السؤال الذي حاولت كالارد الإجابة عنه.

عندما نفتش في نصوص الفلاسفة فسنجد أن أرسطو لم يكن وحده، فهيراقليطس كان يحتقر عموم الناس، وصدرت عن هيوم وكانط عبارات عنصرية ضد السود، وفريجه، صاحب المنعطف اللغوي، صدرت عنه عبارات صُنفت على أنها مضادة للسامية.

في الواقع، هناك من يمكن فصل هفواتهم عن فلسفاتهم من مثل هيوم وكانط وفريجه، ويمكننا أن نعتبرها فلتات لسان أو مفردات مخزونات رشحت عن ثقافة وتربية أهل ذلك العصر. وهناك من لا يمكن فصل فلسفتهم عن أحكامهم الجائرة، ومن هؤلاء أرسطو، فكل فلسفته قائمة على عدم المساواة. مكانة الإنسان تكتسب مع النشأة، وبالتالي فلا فضيلة للنساء ولا للعمال ولا للأجانب من غير الإغريق، فكل من ليس بإغريقي بربري، كل هؤلاء ليس لهم حق في المطالبة بالاحترام. إنه لا يؤمن بمفهوم الكرامة الإنسانية الذي بُنيت عليه حقوق الإنسان، بل كل ما يتعلق بحقوق الإنسان لا يتفق مع فلسفة أرسطو.

ما فات الأستاذة كالارد أن تشير إليه هو أن هذه النظرة الأرسطية المتعالية هي أحد الأسباب المهمة لنشوء المركزية الأوروبية، وهي تلك النظرية التي تحدو بها العيس إلى الغرب باعتباره مركزاً للأحداث العالمية أو متفوقاً على جميع الثقافات الأخرى. صحيح أنه من المحبب إلى النفس أن نكون قادرين على أن نؤيد إمكانية الخلاف الجذري حول الأسئلة الأكثر جوهرية، لكن هذا لن يمنعنا من رصد الأخطاء الشنيعة في تاريخ الفكر وتفكيكها لكيلا تعود مرة ثانية. ورغم أن قسماً كبيراً مما دونه أرسطو قد ثبت أنه غير صحيح، وأن الأخلاق التي دعا إليها تنطوي على ما لا يطاق؛ فإنه ما زالت أقسام الفلسفة في جامعات العالم تُدرس أخلاق أرسطو كجزء من مناهج الفلسفة. لا يمكن أن يطالب متعلم بمحاربة أرسطو أو منع كتبه أو عدم طباعتها، فهو اسم في غاية الأهمية في تاريخ الفكر ومحطة جوهرية في رحلة الروح، وهذا الاسم قد وقع اليوم تجاوزه، لكنه علامة مهمة لكي نفهم كيف وصلنا إلى محطتنا الحالية.