«هيئة قصور الثقافة» المصرية تعيد طبع 20 كتاباً لطه حسين

في الذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي

«هيئة قصور الثقافة» المصرية تعيد طبع 20 كتاباً لطه حسين
TT

«هيئة قصور الثقافة» المصرية تعيد طبع 20 كتاباً لطه حسين

«هيئة قصور الثقافة» المصرية تعيد طبع 20 كتاباً لطه حسين

تحت عنوان «تجديد ذكرى طه حسين»، أعادت «الهيئة العامة لقصور الثقافة» التي تتبع وزارة الثقافة بمصر، طبع عشرين عنواناً من أبرز مؤلفات عميد الأدب العربي، وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيله.

وهذه العناوين هي: «مع المتنبي»، و«ألوان»، و«خصام ونقد»، و«صوت أبي العلاء»، و«مع أبي العلاء في سجنه»، و«تجديد ذكرى أبي العلاء»، و«نقد وإصلاح»، و«من أدبنا المعاصر»، و«كلمات»، و«بين بين»، و«من لغو الصيف إلى جد الشتاء»، و«أحاديث»، و«مرآة الضمير الحديث»، و«جنة الحيوان»، و«الفتنة الكبرى... عثمان»، و«الفتنة الكبرى... علي وبنوه»، و«مرآة الإسلام»، و«من بعيد»، و«فصول في الأدب والنقد»، و«في الشعر الجاهلي»، و«الأيام».

ومن جانبه، أوضح الشاعر جرجس شكري، أمين عام النشر في «الهيئة العامة لقصور الثقافة»، أن الإصدارات الجديدة تأتي تحية لرجل كرّس حياته لمناقشة المسكوت عنه في الأدب العربي، وأيضاً في المجتمع المصري، وكان بحق مجدداً في النظر إلى الثقافة العربية، وطرح حلولاً وأفكاراً لدفعها نحو المستقبل بخطى قوية وصحيحة، كما كان مدافعاً شرساً عن العقلانية، رفع شعار إعمال العقل منذ أن وطئت أقدامه قاعة الدرس، سواء في أروقة الأزهر أو في مدرجات جامعة السوربون بباريس.

يضيف شكري: «لقد آمن طه حسين بالدراسة الموضوعية وغير المنحازة لتراث الأجداد في مرحلة كان السواد الأعظم يفضّل النقل على إعمال العقل، وطالب بالتخلي عن الإيمان بما هو راسخ وثابت؛ إذ جاء كتابه (الشعر الجاهلي) عام 1926 عاصفة مدوية زلزلت أركان المجتمع المصري ونخبه الثقافية، وقاد صاحبه إلى ساحة المحاكم، ليحطم النزعة المحافظة والجمود الذي كان يتعامل به الجميع مع تراث الأجداد، واختار حرية الفكر، وحمل على عاتقه الحفاظ على هوية الثقافة المصرية وترسيخها لدى المصريين».

وُلد طه حسين في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 1889 في قرية «الكيلو» بمركز مغاغة بمحافظة المنيا، بصعيد مصر، وتوفي في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 1973. وكان والده حسين علي موظفاً بسيطاً رقيق الحال في شركة السكر، يعول ثلاثة عشر ولداً، سابعهم طه حسين. فقد بصره في السادسة من عمره نتيجة الفقر والجهل، وحفظ القرآن الكريم قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر طلباً للعلم.

في الأزهر بالقاهرة تتلمذ على الإمام محمد عبده الذي علمه التمرد على الطرائق البالية للاتباعيين والأصوليين. أعد رسالة الدكتوراه في الآداب ونوقشت في مايو (أيار) 1914 عن أديبه الأثير أبي العلاء المعري، ثم التحق بجامعة مونبلييه في فرنسا، وأكمل بعثته في باريس، وتلقى دروساً في التاريخ، ثم في الاجتماع، ثم حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع عام 1919 عن ابن خلدون.

عاد طه حسين إلى مصر في العام نفسه، وعُين أستاذاً للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة، واستمر كذلك حتى أوائل الخمسينات حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك الوقت إلى جامعة حكومية، وعُين طه حسين أستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب. أحدث كتابه «في الشعر الجاهلي» جدلاً واسعاً، وأسهم في الانتقال بمناهج البحث الأدبي والتاريخي نقلة كبيرة فيما يتصل بتأكيد حرية العقل الجامعي في الاجتهاد. وظل طه حسين يثير عواصف التجديد حوله طوال مسيرته التنويرية التي لم تفقد توهج جذوتها العقلانية قَطّ، سواء حين أصبح عميداً لكلية الآداب سنة 1930، أو حين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين، وكذلك حين واجه هجوم أنصار الحكم الاستبدادي في البرلمان. ولم يكفّ عن حلمه بمستقبل الثقافة أو انحيازه إلى «المعذبين في الأرض» في الأربعينات التي انتهت بتعيينه وزيراً للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950، فوجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره الأثير «التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن».



مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يناقش «النقد الفلسفي» وتشكيل المستقبل

الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)
الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)
TT

مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يناقش «النقد الفلسفي» وتشكيل المستقبل

الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)
الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)

تحت عنوان «النقد الفلسفي» انطلقت صباح اليوم، فعاليات مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة بدورته الرابعة، الذي يقام بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، وذلك بمقر بيت الفلسفة بالإمارة، برعاية الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة.

ومؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، هو أول مؤتمر من نوعه في العالم العربي ويشارك فيه سنوياً نخبة من الفلاسفة البارزين من مختلف أنحاء العالم، ويحمل المؤتمر هذا العام عنوان «النقد الفلسفي».

وتهدف دورة هذا العام إلى دراسة مفهوم «النقد الفلسفي»، من خلال طرح مجموعة من التساؤلات والإشكاليات حوله، بدءاً من تعريف هذا النوع من النقد، وسبل تطبيقه في مجالات متنوعة مثل الفلسفة والأدب والعلوم.

ويتناول المؤتمر العلاقة بين النقد الفلسفي وواقعنا المعيش في عصر الثورة «التكنوإلكترونية»، وأثر هذا النقد في تطور الفكر المعاصر.

الدكتور عبد الله الغذامي (تصوير: ميرزا الخويلدي)

ويسعى المتحدثون من خلال هذا الحدث إلى تقديم رؤى نقدية بناءة جديدة حول دور الفلسفة في العصر الحديث ومناقشة مجموعة من الموضوعات المتنوعة، تشمل علاقة النقد الفلسفي بالتاريخ الفلسفي وتأثيره في النقد الأدبي والمعرفي والعلمي والتاريخي ومفاهيم مثل «نقد النقد» وتعليم التفكير النقدي، إلى جانب استكشاف جذور هذا النقد وربطه ببدايات التفلسف.

وتسعى دورة المؤتمر لهذا العام لأن تصبح منصة غنية للمفكرين والفلاسفة لتبادل الأفكار، وتوسيع آفاق النقاش، حول دور الفلسفة في تشكيل المستقبل.

ويأتي المؤتمر في ظل الاحتفال بـ«اليوم العالمي للفلسفة» الذي يصادف الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، والذي أعلن من قبل «اليونيسكو»، ويحتفل به كل ثالث يوم خميس من شهر نوفمبر، وتم الاحتفال به لأول مرة في 21 نوفمبر 2002.

أجندة المؤتمر

وعلى مدى ثلاثة أيام، تضم أجندة مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة؛ عدداً من الندوات والمحاضرات وجلسات الحوار؛ حيث افتتح اليوم بكلمة للدكتور أحمد البرقاوي، عميد بيت الفلسفة، وكلمة لأمين عام الاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية.

وتتضمن أجندة اليوم الأول 4 جلسات: ضمت «الجلسة الأولى» محاضرة للدكتور أحمد البرقاوي، بعنوان: «ماهيّة النّقد الفلسفيّ»، ومحاضرة للدكتور عبد الله الغذامي، بعنوان: «النقد الثقافي»، وترأس الجلسة الدكتور سليمان الهتلان.

كما ضمت الجلسة الثانية، محاضرة للدكتور فتحي التريكي، بعنوان: «النقد في الفلسفة الشريدة»، ومحاضرة للدكتور محمد محجوب، بعنوان: «ماذا يُمكنني أن أنقد؟»، ومحاضرة ثالثة للدكتور أحمد ماضي، بعنوان: «الفلسفة العربية المعاصرة: قراءة نقدية»، وترأس الجلسة الدكتور حسن حماد.

أمّا الجلسة الثالثة، فضمت محاضرة للدكتور مشهد العلّاف، بعنوان: «الإبستيمولوجيا ونقد المعرفة العلميّة»، ومحاضرة للدكتورة كريستينا بوساكوفا، بعنوان: «الخطاب النقدي لهاريس - نقد النقد»، ومحاضرة للدكتورة ستيلا فيلارميا، بعنوان: «فلسفة الولادة - محاولة نقدية»، وترأس الجلسة: الدكتور فيليب دورستيويتز.

كما تضم الجلسة الرابعة، محاضرة للدكتور علي الحسن، بعنوان: «نقد البنيوية للتاريخانيّة»، ومحاضرة للدكتور علي الكعبي، بعنوان: «تعليم الوعي النقدي»، ويرأس الجلسة: الدكتور أنور مغيث.

كما تضم أجندة اليوم الأول جلسات للنقاش وتوقيع كتاب «تجليات الفلسفة الكانطية في فكر نيتشه» للدكتور باسل الزين، وتوقيع كتاب «الفلسفة كما تتصورها اليونيسكو» للدكتور المهدي مستقيم.

الدكتور أحمد البرقاوي عميد بيت الفلسفة (تصوير: ميرزا الخويلدي)

ويتكون برنامج اليوم الثاني للمؤتمر (الجمعة 22 نوفمبر 2024) من ثلاث جلسات، تضم الجلسة الأولى محاضرة للدكتورة مريم الهاشمي، بعنوان: «الأساس الفلسفي للنقد الأدبيّ»، ومحاضرة للدكتور سليمان الضاهر، بعنوان: «النقد وبداية التفلسف»، ويرأس الجلسة: الدكتورة دعاء خليل.

وتضم الجلسة الثانية، محاضرة للدكتور عبد الله المطيري، بعنوان: «الإنصات بوصفه شرطاً أوّلياً للنّقد»، ومحاضرة للدكتور عبد الله الجسمي، بعنوان: «النقد والسؤال»، ويرأس الجلسة الدكتور سليمان الضاهر.

وتضم الجلسة الثالثة، محاضرة الدكتور إدوين إيتييبو، بعنوان: «الخطاب الفلسفي العربي والأفريقي ودوره في تجاوز المركزية الأوروبية»، ومحاضرة الدكتور جيم إي أوناه، بعنوان: «الوعي الغربي بفلسفة ابن رشد - مدخل فيمونولوجي»، ويرأس الجلسة: الدكتور مشهد العلاف.

ويتكون برنامج اليوم الثالث والأخير للمؤتمر (السبت 23 نوفمبر 2024) من جلستين: تتناول الجلسة الأولى عرض نتائج دراسة حالة «أثر تعليم التفكير الفلسفي على طلاب الصف الخامس» تشارك فيها شيخة الشرقي، وداليا التونسي، والدكتور عماد الزهراني.

وتشهد الجلسة الثانية، اجتماع حلقة الفجيرة الفلسفية ورؤساء الجمعيات الفلسفية العربية.