«ميريت» الثقافية... ملف عن المشهد الأدبي في اليمن

«ميريت» الثقافية... ملف عن المشهد الأدبي في اليمن
TT

«ميريت» الثقافية... ملف عن المشهد الأدبي في اليمن

«ميريت» الثقافية... ملف عن المشهد الأدبي في اليمن

خصصت مجلة «ميريت» الثقافية في عددها لشهر يوليو (تموز) الجاري ملفين مهمين، تناول الأول «إشكالية العلاقة بين الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي»، وضم 5 مقالات، منها: «الآيديولوجيا الناعمة والقيم الإنسانية» للدكتور محمد دوير، و«صناعة الموافقة... لماذا نتجاهل شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية؟» للدكتورة أسماء عبد العزيز.

وتناول الملف الثاني المشهد الإبداعي الراهن في اليمن، وضم 19 قصيدة للشعراء اليمنيين: أحمد حسن الزراعي، وبدرية محمد الناصر، وجميل حاجب، وجميل مفرِّح، ورحمان صالح، وسهام الباري، وصالح محمد الحاتلة، وصدام الزيدي، وعبد الغني المخلافي، وعبد المجيد التركي، وعبد الوكيل الأغبر، وعمار الشامي، ومازن توفيق، وعلوان الجيلاني، ومحمد العديني، ومحمد القعود، ومحيي الدين جرمة، ومعاذ السمعي، ونبيل القانص.

كما تضمن 14 قصة لأدباء وكتاب من اليمن: أحمد قاسم العريقي، والغربي عمران، وانتصار السري، ودعاء الأهدل، وذكريات عقلان، ورانيا عبد الله، وسعيد محمد الحمادي، وسالم بن سليم، وسهير السمان، وسيناء الروسي، ولارا الظراسي، ونجاة باحكيم، ونجيب التركي، ووجدي الأهدل.

وتضمن باب «رؤى نقدية» 6 مقالات: متن أيمن بكر وهوامش العميد، للدكتور محمد عليم، ومظاهر القمع في روايتين: مصرية وألمانية، بقلم نورهان طارق رشون (وآخرين) إشراف الدكتورة شيماء محمود عوض، ورواية «زلنبح» لحجاج أدول، والإنسان وقوى ما وراء الطبيعة! للدكتورة زينب العسال، وعلاقات التفاعل النصي وأشكاله في الرواية المعاصرة، للدكتور عمار عزت (من العراق)، والتأويل بين إيكو وياوس... الموسوعة وأفق التوقع نموذجين، بقلم إبراهيم البوعبدلاوي (من المغرب)، ومفهوم البلاغة في التراث المصري... تطبيقاً على كتاب «مواد البيان» للدكتور عوض الغباري.

وتم تخصيص باب «نون النسوة» لتقديم قراءات حول المجموعة القصصية «ثورة الفانيليا» للكاتبة هبة الله أحمد. أما باب «حول العالم» فتضمن ترجمتين: فقد ترجم حسام جاسم (من العراق) «كتابات مختارة» بقلم روزا لوكسمبورغ (1871- 1919)، وهي سياسية اشتراكية ثورية ومنظِّرة ماركسية وفيلسوفة واقتصادية بولندية ولاحقاً ألمانية، أثَّرت في الحركة العمالية الأوروبية والماركسية ومناهضة النزعة العسكرية، والحركة الأممية البروليتارية. وترجم نبيل موميد (من المغرب) الفصول السبعة الأولى من رواية «قوانين الجاذبية» للروائي الفرنسي جون تولي (1953- 2022)، والتي صدرت سنة 2003 عن دار «جوليار»، وأعادت طبعها دار «روتروفي» سنة 2016.

وبالعدد حوار أجراه سمير درويش مع وزير الخارجية اليمني السابق، الدبلوماسي خالد اليماني. وفي ملف «فنون» مقال: «الذاتي والمشترك في تجربة الصرخة والمكان بخزفيات سناء الجمالي أعماري» لمحمد المبروك عمراني (من تونس)، وفي ملف «شخصيات» مقال: «أبو خليل القباني... عبقرية بحظ عاثر» لإيمان البستاني (من كندا).

وتضمن ملف «كتب» 4 مقالات: عن كتاب نوارة نجم «إنت السبب يا بابا!» لدينا الحمَّامي، وقراءة في رواية «سيرة الكائنات» للكاتبة ياسمين مجدي، لزكريا صبح، وحين تلتهم الكتابة الحياة... قراءة في رواية الملهمات للمغربية فاتحة مرشيد، بقلم تيسير النجار، وقراءة في رواية: 2048... حكاية العربي الأخير، للروائي والكاتب الجزائري واسيني الأعرج، بقلم سامي الطلَّاق (من السعودية).

لوحة الغلاف والرسوم المصاحبة لمواد باب «إبداع ومبدعون» للفنان السوري إسماعيل رفاعي (1967)، والرسوم المصاحبة لمواد باب «نون النسوة» للفنانة المصرية عزة أبو السعود (1951)، والصور الفوتوغرافية في مداخل الأبواب والغلاف الثاني للفوتوغرافي اليمني عبد الله حيدرة (1992).

وتتكون هيئة تحرير «ميريت» من: المدير العام محمد هاشم، وسمير درويش رئيس التحرير، وعادل سميح نائب رئيس التحرير، وسارة الإسكافي مديرة التحرير، والماكيت الرئيسي إهداء من الفنان أحمد اللباد، والتنفيذ الفني إسلام يونس.


مقالات ذات صلة

زينة يازجي: «سباق القمة» يقدّم الانتخابات الأميركية من منظور مختلف

إعلام زينة يازجي (الشرق الأوسط)

زينة يازجي: «سباق القمة» يقدّم الانتخابات الأميركية من منظور مختلف

مع احتدام سباق البيت الأبيض، يتجه الاهتمام العالمي نحو الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع بوصفها واحدة من أكثر المنافسات السياسية

مساعد الزياني (دبي)
إعلام اعتماد «ميتا» على منشورات المُستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي... يجدد مخاوف «الخصوصية»

اعتماد «ميتا» على منشورات المُستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي... يجدد مخاوف «الخصوصية»

أعلنت شركة «ميتا» عزمها البدء في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، معتمدة على بيانات مصدرها المنشورات العامة للمستخدمين على «فيسبوك» و«إنستغرام»،

إيمان مبروك (القاهرة)
المشرق العربي عربة عسكرية إسرائيلية خارج المبنى الذي يستضيف مكتب قناة الجزيرة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

«الجزيرة» تعدّ اقتحام القوات الإسرائيلية لمكتبها في رام الله «عملاً إجرامياً»

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه أغلق مكتب قناة «الجزيرة» في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لأنه «يحرض على الإرهاب».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
العالم شعار مجموعة «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تحظر وسائل الإعلام الحكومية الروسية على منصاتها

أعلنت مجموعة «ميتا»، المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب»، فرض حظر على استخدام وسائل الإعلام الحكومية الروسية لمنصاتها، وذلك تجنّبا لأي «نشاط تدخلي أجنبي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
إعلام ميكروفونات القنوات العراقية حاضرة بكثافة في الظهور المدوي لرئيس «هيئة النزاهة»

الإعلام ووسائل التواصل تحاصر السلطات الثلاث في العراق

للمرة الأولى في العراق، منذ تغيير النظام عام 2003 بواسطة الدبابة الأميركية، تتمكّن وسائل الإعلام العادية ووسائل التواصل الاجتماعي من محاصرة السلطات الثلاث.

حمزة مصطفى (بغداد)

سيّدتا الحجر تحافظان على سرّ هويتهما الفنية

تمثالان من متحف البحرين الوطني بالمنامة (مقبرة الحجر الأثرية)
تمثالان من متحف البحرين الوطني بالمنامة (مقبرة الحجر الأثرية)
TT

سيّدتا الحجر تحافظان على سرّ هويتهما الفنية

تمثالان من متحف البحرين الوطني بالمنامة (مقبرة الحجر الأثرية)
تمثالان من متحف البحرين الوطني بالمنامة (مقبرة الحجر الأثرية)

تحوي جزيرة البحرين سلسلة كبيرة من المقابر الأثرية، منها مقبرة تُعرف باسم الحجر، تضم مجموعة كبيرة من المدافن الفردية والجماعية، تختزل تاريخاً طويلاً من التقاليد الجنائزية يمتد من الألفية الثانية قبل الميلاد إلى القرون الأولى من عصرنا. في هذه المقبرة التي لم تكشف بعد عن كل مكوّناتها، تم العثور على تمثالين أنثويين في مدفن فارغ من أي عظام بشرية، ويتميّزان بأسلوب فني لا نجد ما يشابهه في مدافن البحرين الغنية بشواهد القبور التصويرية الآدمية، ويشكّلان معاً حالة فريدة في هذا الميدان الأثري الذي ظهرت معالمه تدريجياً خلال أعمال المسح المتواصلة في العقود الأخيرة.

تحمل مقبرة الحجر اسم القرية التي تجاورها، وتحدّها جنوباً قرية أخرى تُعرف باسم القدم. تتوسط المقبرة هاتين القريتين المشرفتين على شارع البديع في المحافظة الشمالية، وتشكل موقعاً أثرياً واسعاً استكشفته إدارة الآثار البحرينية في مطلع السبعينات. تبيّن سريعاً أن هذا الموقع يحوي مقبرة تعود إلى مرحلة استيطانية موغلة في القدم، برزت فيها البحرين حاضرةً من إقليم وسيط امتدّ على ساحل الخليج، عُرف باسم دلمون. أنشئت هذه المقبرة خلال فترة دلمون المبكرة، بين عامي 2000 و1880 قبل الميلاد، وتطوّرت خلال فترة دلمون الوسطى، بين 1400 و1300 يوم خضعت البلاد لسلطة سلالة الكاشيين التي حكمت بلاد الرافدين بعد انهيار دولة بابل الأولى، كما جرى استخدامها في حقبة دلمون الأخيرة، بين 900 و800 قبل الميلاد.

تواصل هذا الاستخدام في الحقبة التالية التي شهدت غياب اسم دلمون، حيث برزت البحرين في ظل العالم الهلنستي المتعدد الأقاليم، وعُرفت باسم تايلوس، كما برزت في ظل الإمبراطورية الفرثية التي شكلت قوة سياسية وثقافية كبرى في إيران القديمة. هكذا تعاقبت الأزمنة في مدافن الحجر الأثرية، وبات من الصعب تحديد مراحل تعاقبها بدقة. تتمثل هذه المدافن بمجمعها الشمالي من القبور المحفورة في الصخور المطلة على شارع البديع في زمننا، وتقابل هذا المجمع سلسلة من المدافن تقع في الجزء الجنوبي من الموقع، تعود إلى حقبة تايلوس. من هذه المدافن مجموعة شواهد القبور من الحجر الجيري المحلي، تتميّز بطابعها التصويري الآدمي، وتشكّل تقليداً تتعدّد شواهده في مقابر البحرين الأثرية.

يتجلّى هذا التقليد الفني في البحرين تحديداً، كما تدل هذه الشواهد التي تتبع أساليب فنية متعدّدة تجمع بين التقاليد الفرثية والهلنستية في قوالب محلية خاصة، كما في نواحٍ متعددة من الشرق الأدنى وبلاد ما بين النهرين. من هذه الشواهد، يبرز تمثالان من مدافن الحجر، عثرت عليهما بعثة بحرينية خلال أعمال المسح التي قامت بها في مطلع تسعينات الماضي، وكشفت عنهما للمرة الأولى حين تمّ عرضهما عام 1999 ضمن معرض خاص بالبحرين، أقيم في معهد العالم العربي بباريس. خرج هذان التمثالان من قبر يقع في تل يحمل رقم 2 في الكشف الخاص بأعمال هذه البعثة، والغريب أن هذا القبر خلا من أي عظام بشرية، كما خلا من أي أوانٍ جنائزية، على عكس ما نراه عادة في القبور المعاصرة له. في هذا القبر الخالي، عُثر على هذين التمثالين منصوبين جنباً إلى جنب، وهما تمثالان متشابهان من النوع النصفي الذي يقتصر على الجزء الأعلى من الجسم، يجسدان سيدتين تتماثل ملامحهما إلى حد التطابق.

يتشابه التمثالان في الملامح والحجم، حيث يبلغ طول الأول 74.5 سنتمتر، ويبلغ طول الثاني 72 سنتمتراً، وعرض كل منهما 37.5 سنتمتر، وسمكه 15 سنتمتراً. تتبع شواهد القبور البحرينية عادة طراز النقش الناتئ على المسافة المسطحة، وتجسّد قامات آدمية تحضر بين أعمدة تعلوها أقواس في أغلب الأحيان. تخرج سيدتا الحجر عن هذا التقليد، وتتبعان تقليداً آخر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنحت الثلاثي الأبعاد. تغيب الحركة عن هذين التمثالين بشكل كامل، وتحضر حالة من السكون والثبات تميّزت بها التقاليد الشرقية في الدرجة الأولى. الوجه كتلة دائرية ثابتة فوق عنق مستطيلة، وملامحه محدّدة بشكل يمزج بين النحت والنقش. العينان لوزتان واسعتان مجرّدان من البؤبؤ، تحدّ كل منهما أهداب عريضة ناتئة، يعلوها حاجب على شكل قوس. قوسا الحاجبان منفصلان، ومن وسطهما ينسل طرف الأنف المستطيل. الثغر مطبق، مع شق في الوسط يفصل بين شفتيه. الأذنان ظاهرتان، وهما منمنمتان، وتتمثل كل منهما بحِتار مقوّس يحيط بالصيوان، ويضم الشحمة السفلى. الجبين أملس وعريض، ويعلوه شعر يتكون من خصلات منقوشة متجانسة، يفصل بينها فرق في الوسط. تلتف هذه الخصلات إلى الوراء، وتحيط بشبكة أخرى من الخصلات تنسكب عمودياً على الكتفين.

البدن كتلة واحدة، والذراعان ملتصقان به، ويحدّهما شقّان عموديان ناتئان. الصدر الأنثوي ناتئ بخفر شديد، ويعلوه كما يبدو لباس بسيط مجرّد، كما يوحي الشق الناتئ الملتف حول العنق كعقد. تنتصب هاتان السيدتان فوق منصّتين تختلفان في الحجم، وتمثلان حالة فريدة لا نجد ما يماثلها في ميدان النحت الجنائزي البحريني الذي لم يكشف بعد عن سائر مكوناته، وهما على الأرجح من نتاج نهاية القرن الثاني الميلادي، أي من نتاج تايلوس الأخير.

في محاولة لتحديد خصوصية هذين التمثالين، عمد البعض إلى مقارنتهما بقطع من فلسطين تعود إلى تلك الحقبة، وكشفت هذه المقارنة عن شبه لا يبلغ التماثل والتطابق. في الختام، تحافظ سيّدتا الحجر على سرّهما، في انتظار اكتشافات أخرى تسمح بالكشف عن هويتهما الفنية بشكل جليّ.