دليلك إلى النظرية الأدبية

تتخذ مساراً مستحدثاً منذ أواخر سبعينات القرن الماضي

غلاف" النظرية الأدبية: مقدمة" لتيري إيغلتون
غلاف" النظرية الأدبية: مقدمة" لتيري إيغلتون
TT

دليلك إلى النظرية الأدبية

غلاف" النظرية الأدبية: مقدمة" لتيري إيغلتون
غلاف" النظرية الأدبية: مقدمة" لتيري إيغلتون

منذ وقت مبكّر من بدء اهتمامي الجارف بالأدب والحرفة الأدبية أدركتُ أهمية الإحاطة بمفردات وموضوعات النظرية الأدبية. العمل من غير موجّهات دليلية نظرية في أيّ حقل معرفي إنّما هي خطأ جوهري ينبغي التثقيف على ضرورة تجاوزه. النظرية الأدبية تفترض بالضرورة الإطلالة على شيء من التاريخ الأدبي والنقد الأدبي.

حصل الأمر في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي. كانت قراءاتي في النظرية الأدبية قبلها غير ممنهجة، قرأت حينها كتباً لمؤلفين مختلفي المشارب والتوجّهات: سارتر ومؤلفه «ما الأدب؟»، تي. إس. إليوت وتنظيراته التي أوردها في كتابيه «ملاحظات نحو تعريف الثقافة» و«التراث والموهبة الفردية»، إف. آر. ليفز وكتبه الإشكالية «التراث العظيم» و«اتجاهات حديثة في الشعر الإنجليزي». تباينت المقاربات فيما بين هؤلاء الكُتّاب (والكُتّاب الآخرين بعامة) من غرق في بركة الآيديولوجيا الماركسية أو السايكولوجيا الفرويدية أو التراث الفكتوري أو استنطاق النص الأدبي في حدوده النصوصية. كان الأدب يبدو حينها وكأنّه قلعة حصينة معزولة ومسوّرة بكهنة متعصّبين ودستور عنوانه المُعْتَمَد الأدبي (Literary Canon).

غلاف" النظرية الأدبية...الأساسيات" لهانز بيرتنس

حصلت الانعطافة الكبرى معي بعدما قرأت كتاب «نظرية الأدب» (Theory of Literature) للمُنظّر والناقد التشيكي - الأميركي رينيه ويليك (Rene Wellek) (بمعاونة أوستن وارين). برغم أنّ الكتاب كان على شيء من البرودة الأكاديمية لكنّه كان رائعاً ومثيراً ويحفّز القراءة. كانت قناعتي حينها أنّ المشتغل في حقل الأدب لو قرن قراءته لكتاب نظرية الأدب بالأجزاء العديدة لكتاب ويليك الآخر عن تاريخ النقد الأدبي الحديث فستكون عدّته الأدبية مقبولة وتمكّنه من العمل ببصيرة بدلاً من الدوران في متاهة لانهائية. كان النقد الأدبي حينها ذا سطوة لا يمكن مخاتلتها، ولم يكن بدّ أمام الكاتب من معرفة شيء رصين من أفانين النقد الأدبي مقترناً بالنظرية الأدبية والتاريخ الأدبي.

شرعت النظرية الأدبية تتخذ مساراً مستحدثاً منذ أواخر سبعينات القرن الماضي عندما بدأ التطعيم الجاد للنظرية الثقافية بالنظرية الأدبية؛ أي بمعنى صار هناك توجّه عام لمثاقفة (Acculturation) النظرية الأدبية، ثمّ مع السنوات والعقود اللاحقة صار هناك توجّه أكثر وضوحاً وفاعلية لجعل النظرية الأدبية تياراً في مجرى النظرية الثقافية، والاثنان يصبّان في محيط الدراسات الثقافية (Cultural Studies). خفت النقد الأدبي كثيراً، ولم يعد متوقّعاً أن نشهد ولادة ناقد من طراز ليفز أو ويليك. عندما أراجع كتابات ويليك اليوم وأضعها قبالة المؤلفات المعاصرة أرى البون شاسعاً، ولا أشعر بحنين نوستالجي لتلك السنوات. لا ضيْرَ من توسعة حدود الجغرافية الأدبية وتعشيقها بمناشط إنسانية جديدة. هكذا يقتضي الحراك الدينامي التطوري للحياة والفكر البشري.

*****

كل فاعلية معرفية جديدة تتطلب كتباً تأسيسية لها. أعتقد أنّ كتاب «الثقافة والمجتمع» (Culture and Society (1958)) لمؤلفه الأشهر رايموند وليامز (Raymond Williams) هو واحد من أهمّ النصوص التأسيسية لمبحث الدراسات الثقافية. يناقش وليامز في كتابه هذا كيف تطوّر مفهوم الثقافة في الفكر البريطاني، ويجعل الأدب جزءاً من نسيج البنية الثقافية. أيضاً يمكن الإشارة إلى كتاب تيري إيغلتون (Terry Eagleton) «النظرية الأدبية: مقدّمة» (Literary Theory: An Introduction) (1983) الذي أظهر فيه المؤلف كيف أن كل نظرية أدبية (من الشكلانية إلى ما بعد البنيوية) هي أيضاً موقف ثقافي وآيديولوجي. كتاب مهم آخر هو ذاك الذي ألّفه جوناثان كولر (Jonathan Culler) بعنوان «النظرية الأدبية: مقدّمة وجيزة» (Literary Theory: A Very Short Introduction) ونشرته جامعة أكسفورد في طبعته الأولى عام 1997. يمزج هذا الكتاب بين النظريات الأدبية والنقاشات الثقافية التي باتت جزءاً مؤصّلاً في المثاقفة المجتمعية والدراسات الثقافية (اللغة، النص، القارئ، الهوية...). لا يمكن تغافل جهود المنظّر البريطاني ستوارت هول (Stuart Hall) أستاذ علم الاجتماع في الجامعة المفتوحة في بريطانيا، ومساهمته المفصلية في ترسيخ الدراسات الثقافية على المستوى الجامعي والثقافي العالمي.

في فضاء الأدب العربي والثقافة العربية يمكن الإشارة إلى جهود الباحثيْن د. عبد الله إبراهيم في كتابه «النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية» (1996)، وسعيد يقطين في كتابه «انفتاح النص الروائي: النص والسياق» (1989).

*****

لو أتيح لي الخيارُ في تسمية كتاب أقترحه ليكون دليلاً مرجعياً لتمثيل التعشيق التفاعلي بين النظرية الثقافية والنظرية الأدبية (أي زيادة جرعة المثاقفة في النظرية الأدبية) فسأختارُ كتاب «النظرية الأدبية: الأساسيات» (Literary theory: The Basics) لمؤلّفه هانز بيرتنس (Hans Bertens). نشرت دار نشر «راوتليدج» (Routledge) طبعة رابعة جديدة من هذا الكتاب أواخر عام 2024 في سياق سلسلتها الرائعة التي تتناول أساسيات الموضوعات المتناولة.

مؤلف الكتاب، هانز بيرتنس، يعمل أستاذاً فخرياً Emeritus للأدب المقارن في جامعة أوترخت الهولندية. يتناول نشاطه البحثي موضوعات ما بعد الحداثة، الأدب الأميركي، والنظرية الأدبية.

يعدّ كتاب بيرتنس مدخلاً تمهيدياً للطلبة أو القرّاء المهتمّين بفهم التيارات والنظريات الأدبية المعاصرة، وقد اتخذه العديد من الأقسام الجامعية مرجعاً لدراسة النظرية الأدبية. ما يميّز الكتاب هو لغة واضحة، مع تجنّب الإفراط في الاحترافية النظرية، إلى جانب ترتيب تاريخي للأفكار، بدءاً من النقد العملي (Practical Criticism) والنقد الجديد، مروراً بالبِنيوية، ما بعد البنيوية، النقد الثقافي، ما بعد الكولونيالية، نظرية النوع (Gender)، وما بعد الإنسان (Posthumanism). يُظهِر الكتاب كذلك كيف ترتبط النظرية الأدبية بالممارسة؛ أي كيف يمكن للنظرية أن تؤثر في قراءة النص، وكيف أنّ القراءات النظرية تعكس تحولاتٍ ثقافية وفكرية مشخّصة.

يمكن معرفة حجم المثاقفة في هذا الكتاب من تفحّص موضوعات فصوله. بعد مقدّمة موجزة تناول المؤلف في الفصلين الأول والثاني طبيعة قراءة النص الأدبي فجعلها في مقاربتين: قراءة من أجل المعنى، وقراءة من أجل الشكل. بالطبع قادت هاتان المقاربتان لتناول موضوعات النقد الجديد والنقد العملي، والشكلانية وبدايات البنيوية، ثم اتبعها المؤلف في الفصل الثالث بالبنيوية الفرنسية. بدأت المثاقفة الحقيقية في الكتاب بالفصل الرابع الذي تناول فيه المؤلف القراءة السياسية للأدب من بوّابة الطبقة، والنوع الجندري، والعِرْق في سبعينات وثمانينات القرن العشرين. بعدها تناول المؤلف الثورة ما بعد البنيوية (دريدا، التفكيك، ما بعد الحداثة)، ثم واصل في الفصل اللاحق معالم هذه الثورة (فوكو، لاكان، النسوية الفرنسية). خصّص المؤلف فصلاً لتناول الأدب والثقافة (التاريخانية الجديدة The New Historicism والمادية الثقافية). أما ما تبقى من فصول الكتاب فتناول فيها المؤلف موضوعة مابعد الكولونيالية في جانب النظرية والنقد، ثم أفرد فصلاً للنقد البيئي (Ecocriticism). الفصل الأخير من الكتاب اختصّه المؤلف لتناول الاتجاهات الجديدة في المثاقفة الأدبية.

تشدّد الطبعة الرابعة على موضوعات مثل «الدراسات الرقمية» (Digital Humanities)، مع التوسّع في موضوعة «ما بعد الإنسان»، و«ما بعد المادية» (Post-Materialism)، «دراسات الحيوان» (Animal Studies) بدلاً من الاقتصار على المثاقفة الكلاسيكية حول البيئة والنقد البيئي.

لو شئنا مقارنة الطبعة الرابعة بالثالثة فيمكن حصر الاختلافات النوعية في التالي. في الطبعة الثالثة هناك تركيز أقوى على التيارات «الكلاسيكية» للنظرية الأدبية؛ في حين أنّ الطبعة الرابعة تُعيد توجيه الاهتمام نحو التحديات المعاصرة للنظرية: كيف أنّ النظرية تتغير في ظلّ التطوّرات التقنية الثورية وصعود فكرة ما بعد الإنسان (Post-Human)، التغيرات البيئية، التقنيات، دراسات الحيوان، وما بعد النظرية الأدبية الكلاسيكية. كذلك تميل الطبعة الرابعة أكثر نحو دمج الفروع النظرية ذات الصلة بدلاً من إبقاء كل نظرية في فصل منفصل وذلك بغية منح القارئ فهماً متكاملاً للتداخل بين هذه الاتجاهات.

*****

ليس بمستطاعنا سوى الاعتراف بفيض الكتب التي تتوالى علينا في شتى الحقول المعرفية. واحدة من الميزات الفضلى للكتب المعاصرة الرصينة أنّها تمدّنا بجرعة معرفية تكفي في الأقلّ لشدّ عضد القارئ ودفعه للاستزادة من المعرفة بدلاً من الوقوع تحت رحمة فيضان العناوين التي لا يعرف في لجّة متاهتها أين يبدأ، وأي المسارات يتخذ، وكيف يتطوّر. أظنّ أنّ كتاب بيرتنس يخدم - كنقطة شروع - القارئ المتطلّع للمثاقفة الأدبية الحقيقية في عالم بات فيه الأدب اشتغالاً عاماً لمختصين بالذكاء الاصطناعي والرياضيات والفيزياء، ولم يعُدْ احتكاراً خالصاً تحكمه تقاليد «ليفز» المُطوّبة، مثلما لم يعُدْ «غابة مقدّسة» أقفل إليوت أبوابها ورمى مفاتيحها في الظلام.


مقالات ذات صلة

الشاعر ناصر بن جرّيد… عبَر سكة التائهين ثم رحل

يوميات الشرق الشاعر ناصر بن جرّيد (صور متداولة للراحل)

الشاعر ناصر بن جرّيد… عبَر سكة التائهين ثم رحل

فقد الوسط الفني والثقافي والأدبي والرياضي في السعودية، الشاعر والأديب ناصر بن جرّيد، بعد معاناة مع المرض، تاركاً إرثاً لافتاً جمع بين الموهبة والإبداع.

بدر الخريف (الرياض)
ثقافة وفنون غلاف كتاب «معجم الأدباء السعوديين»

«معجم الأدباء السعوديين» يترجم لـ1544 أديباً وأديبة عبر 150 عاماً

صدر للأديب وباحث الببليوغرافي السعودي، خالد بن أحمد اليوسف، كتاب «معجم الأدباء السعوديين»، الذي يرصد أسماء وتراجم الأدباء السعوديين، على مدى 150 سنة.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
ثقافة وفنون عائشة الأصفر

عائشة الأصفر: تناول المقموعين والمهمشين من همومي الجوهرية

برز اسم عائشة الأصفر في المشهد السردي الليبي، عبر مجموعة من الروايات التي توالى إصدارها على مدار سنوات طويلة، بدأتها برواية «اللي قتلوا الكلب»،

عمر شهريار
ثقافة وفنون حسام الدين محمد يبحث في «رسالة اللاغفران» علاقات الثقافة الخفية

حسام الدين محمد يبحث في «رسالة اللاغفران» علاقات الثقافة الخفية

صدر عن منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت وعمّان، كتاب «رسالة اللاغفران: نقد ثقافي على تخوم مضطربة» للكاتب السوري حسام الدين محمد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ترجمة دقيقة ودراسة متأنية لمسرحية ستريندبرغ

ترجمة دقيقة ودراسة متأنية لمسرحية ستريندبرغ

قف أمام «الآنسة جولي» بحلّتها العربية الجديدة، حائراً من أين أبدأ في الكتابة عن هذه التراجيديا التي تعكس قساوة الواقع المعيش؟ مِن مؤلفها،

طالب عبد الأمير

عصر «الفاشية التقنية» بدأ... لكنه لم ينتصر بعد

غاري إف. ماركوس
غاري إف. ماركوس
TT

عصر «الفاشية التقنية» بدأ... لكنه لم ينتصر بعد

غاري إف. ماركوس
غاري إف. ماركوس

في عام 1922، عندما صعد موسوليني إلى السلطة في إيطاليا، كانت الفاشية تبدو لأوّل وهلة مشروعاً لاستعادة النظام بعد فوضى الحرب العالمية الأولى؛ لكنها سرعان ما كشفت عن وجهها الحقيقي: سيطرة مطلقة باسم المصلحة العامة. اليوم، وبعد قرنٍ كامل، يعود السؤال ذاته بثوب جديد: هل نحن على أعتاب فاشية أخرى؛ «فاشية رقمية» تتغذّى من الخوارزميات والذكاء الاصطناعي؟

قد يبدو السؤال مبالغاً فيه؛ لكنّ نظرة واحدة إلى ما يحدث في «وادي السيليكون» تكفي لتولّد أعلى أشكال القلق. الشركات العملاقة، التي كانت تُبشّرُ بحرية الوصول إلى المعرفة إلى حدود تنشأ معها مشاعية معرفية مجانية، باتت هي ذاتها تتحكم في المعرفة؛ صناعةً ومناقلةً وترويجاً لما يرادُ وما لا يرادُ، والمنصّات التي رفعت شعار «تمكين الأفراد معرفياً» أصبحت تحدّدُ ما نقرأه، وما نعرفه؛ بل وحتى ما نعتقده.

في كتابه الأخير «ترويض وادي السيليكون (Taming Silicon Valley)»، المنشور أواخر عام 2024، يحذّر الباحث الأميركي غاري إف. ماركوس (Gary F. Marcus)، (وهو مختصٌّ في علم النفس واللغويات والذكاء الاصطناعي، ويعمل أستاذاً في جامعة نيويورك، وله كثير من الكتب المهمّة في هذه المجالات) من تبعات هذا الانجراف الهادئ نحو شكل جديد من السلطة... ليست سلطة عسكرية ولا آيديولوجية؛ بل «سلطة رقمية» تُمارَسُ من وراء الشاشات. يعتقدُ ماركوس أنّ الذكاء الاصطناعي - كما يُمارَسُ اليوم - لم يعُدْ محض علم أو أداة أو ثورة تقنية جديدة؛ بل صار نظاماً اجتماعياً واقتصادياً متكاملاً يصوغ سلوك البشر ويعيد تشكيل المؤسسات والمجتمعات. إنّه عصر نهضة جديدة بكلّ المقاييس والاعتبارات.

يؤكّدُ ماركوس في كتابه أنّنا نشهدُ اليوم انتقالة جذرية من «الفاشية الكلاسيكية» إلى «الفاشية التقنية (Techno-Fascism)». «الفاشية القديمة» كانت تعتمد على السيطرة المادية: الشرطة، والجيوش، والإعلام الموجّه، والخطابة. أما «الفاشية التقنية» فتعمل بطريقة أعلى أناقةً، وأشد خبثاً في الوقت ذاته. إنها لا تفرض عليك ما تفعل؛ بل تدفعك إلى فعله دون أن تدري.

حين تقترح عليك الخوارزمية ما «قد يعجبك»، فإنها في الحقيقة لا «تقترح»، بل توجّهك، وحين تجمع البيانات عنك لـ«تخصيص تجربتك»، فإنّها في الواقع تكتب سيرتك النفسية بدقةٍ تفوق ما تعرفه أنت عن نفسك. نحنُ نعيش لحظة مفارقة: لم يَعُد الإنسان يواجه الاستبداد في الشوارع؛ بل في جيبه: في هاتفه، في ساعته الذكية، وفي كومبيوتره اللوحي أو المحمول. الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرّد أداة للراحة أو الكفاءة؛ بل تحول إلى جهازٍ سياسي بامتياز: كلّما زادت قدرته على التنبؤ، زادت قدرة مالكيه على التحكّم فينا.

ماركوس يسمّي هذا الوضع «اختطاف المستقبل»؛ إذ يرى أنّ حفنة من الشركات - بقيادة أباطرة التقنية الرقمية: «غوغل»، و«ميتا»، و«مايكروسوفت»، و«أوبن إيه آي (Open AI)» - تمسك اليوم بالمفاتيح الجوهرية للمستقبل البشري على مستويات اللغة، والمعرفة، والقرار. هذه الشركات لا تمثّلُ «السوق الحرة» كما تدّعي؛ بل تمثلُ نوعاً من «الاحتكار العقلي العالمي». يصف ماركوس «الأباطرة الرقميين» بأنّهم «الفاشيون الجدد»: «نخبة الخوارزميات». ويمضي في الإيضاح بقوله إنّ «الفاشي القديم» كان يرفع شعارات القوة والوحدة القومية؛ أما «الفاشي الجديد» فهو يرتدي قميصاً رمادياً ويحمل بطاقة موظف في «وادي السيليكون»... إنه مبرمِج، أو مدير منتج، أو مستثمر مغامر؛ لكنّه في كلّ أشكاله الوظيفية يعتقد أنّه يصنع المستقبل؛ غير أنّه في الواقع يعيد صياغة الحاضر على صورته الخاصة.

يصف ماركوس «الأباطرة التقنيين» بأنّهم «الكهنة الجُدُد» الذين يملكون أسرار «الكود (Code)» والمعرفة التقنية... هم مَنْ يقرّرون شكل الذكاء الاصطناعي، والقيود المفروضة عليه، وما إذا كان يجب أن يخضع للرقابة أم لا. بهذا المعنى نحن أمام طبقة جديدة؛ طبقة من «الفاشيين التقنيين» الذين لا يحتاجون إلى رفع شعارات أو استعراض عضلات، يكفيهم أن يملكوا البنية التحتية الرقمية للعالم. يصف ماركوس الأمر بطريقة درامية مثيرة حينما يوردُ في كتابه أنّ «وادي السيليكون» استحال إلى ما يشبه «الفاتيكان الجديد للتقنية»: يملك العقيدة (الذكاء الاصطناعي)، والطقوس (الكود)، والمؤمنين (المُسْتَخْدِمين)، والقدّيسين الجُدُد (روّاد الأعمال)... لكنْ بخلاف الفاتيكان؛ لا يخضع أحدٌ فيه للمساءلة الأخلاقية.

ماركوس يرى أن هذه «اللامساءلة» هي جوهر الخطر؛ فحين تصبح الخوارزميات أذكى من البشر، ويُرفَعُ شعار «الثقة بالتقنية»، فمن ذا الذي بمستطاعه تقديم ضمانة مؤكّدة أو مقبولة بأنّ التقنية نفسها لا تنزلق إلى «فاشية خفية»؟

تعمل «الفاشية التقنية» بواسطة الوسائل التقنية الناعمة والأنيقة... ما يميّزُ «الفاشية التقنية» هو أنها لا تأتي بالبنادق، بل عبر «الواجهات الحاسوبية».

هي لا تمنعك من الكلام، بل تغرقك بالضجيج حتى لا تعود تعرف ما تقول.

هي فاشية لا تحتاج إلى الرعب، بل إلى الإدمان.

في هذا العالم تُصبح البيانات بديلاً للدم، والخوارزميات بديلاً للقوانين.

حين يقرر الذكاء الاصطناعي من يُوظَّفُ، ومن يُقصى، ومن يُراقَبُ، فإننا نعيش بالفعل شكلاً من أشكال «الحكم التقني (Technocracy)» الذي قد يتحول بسهولة إلى «فاشية» حين تُرفَعُ عنه الضوابط الأخلاقية والقانونية.

لعلّ من أهمّ ما ورد في كتاب ماركوس أنّه يقدّمُ قائمة من «12 خطراً فورياً» لـ«الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)»: من نشرِ المعلومات المضلّلة، إلى فقدان السيطرة على المحتوى، ومن تشويه الحقيقة إلى الترويج لأنساق آيديولوجية مشخّصة دون سواها؛ لكن خلف هذه المخاطر التقنية يكمن خطر أعمق: تحويل «الإنسان» نفسه إلى «بيانات قابلة للمعالجة».

حين يُختزَلُ الوعيُ إلى خوارزمية، والمشاعرُ أنماطاً، والعلاقاتُ إلى إشعارات، نكون قد دخلنا فعلاً «عصر ما بعد الإنسان»؛ العصر الذي تكتب فيه الآلة ميثاق الإنسانية من جديد.

«الفاشية القديمة» كانت تعتمد على السيطرة المادية: الشرطة والجيوش والإعلام الموجّه والخطابة... أما «الفاشية التقنية» فتعمل بطريقة أعلى أناقةً وأشد خبثاً

> عنوان كتاب ماركوس «ترويض وادي السيليكون» يبدو أقرب إلى صيحة استغاثة، منه إلى اقتراح أكاديمي. إنه يدعو إلى استعادة السلطة الأخلاقية من أيدي الشركات التقنية عبر سياسات واضحة للشفافية والمساءلة وحقوق البيانات. الأهمّ من ذلك أنه يدعو إلى وعي جماعي؛ فالتقنية لا تُروَّضُ بالقوانين وحدها، بل بوعي الناس الذين يستخدمونها. المسألة ليست حرباً بين البشر والآلات؛ بل بين مجتمعات بشرية تؤمن بالإنسان، ونُخب تقنية تؤمن بالفائقية التقنية حدّ جعلها الآيديولوجيا الحاكمة للعصر المقبل. ماركوس يذكّرُنا بأنّ السؤال لم يَعُدْ: «هل يمكننا تطوير ذكاء يفوق البشر؟»، بل: «هل يمكننا تطويرُ ذكاء يخدم البشر؟». «الفاشية التقنية» تبدأ حين نخلط بين الذكاء والسلطة، وبين الكفاءة والعدالة، وبين المعلومة والحقيقة.

> نحن عند خطّ الشروع فقط، ولم نشهد تغوّل عصر «الفاشية التقنية» بعدُ. يؤكّدُ ماركوس أنّ الذين يظنون أننا في منتصف الطريق يخطئون التقدير: نحن في البداية فقط. «الفاشية التقنية» ليست مشروعاً معلناً، بل تحوّل زاحف يحدث بصمت. كل تحديث جديد؛ كل تطبيقٍ «مجاني»، كل ميزة «مخصصة لك»، إنّما هي خطوة صغيرة في طريق بناء نظام شامل من المراقبة والضبط الناعم في «إمبراطورية الفاشية التقنية».

> لكنّ هذا المستقبل ليس قدَراً محتوماً لا مفرّ من مواجهته... يكتب ماركوس في خاتمة كتابه: «لم يزلْ لدينا خيار. يمكننا أن نعيد رسم العلاقة بين التقنية والمجتمع، شريطة أن نعترف أولاً بأننا فقدنا السيطرة». ترويض «وادي السيليكون» لا يعني كراهية التقنية، بل تحريرها من عبادة السوق، وألا تتحول القيم إلى كُود، وألا يتحول الإنسان إلى متغيرٍ في معادلة إحصائية.

> «الخوارزميات الحاسوبية» في عصرنا هذا هي التي تُسيّر العقول. نعم، قد لا نسمع خطاباً فاشياً صاخباً؛ لكننا نعيش ضمن نظامٍ يحدّد ما نراه وما نفكّرُ فيه وما نرغب به. «الفاشية التقنية» ليست ضجيجاً، بل صمتٌ منظمٌّ ومبرمَج. مقاومة هذا الشكل الجديد من السيطرة لا تكون بالهروب من التقنية، بل بفهمها، وتملكها، ومساءلتها. علينا أن نتذكّر أنّ كل خوارزمية كتبها إنسانٌ يمكن تغييرها. لكن أول خطوة في المقاومة هي الاعتراف بالحقيقة: «عصر الفاشية التقنية» قد بدأ؛ لكنه لم ينتصر بعد.


القواميس... بنك اللغة وجسر تواصل الشعوب

القواميس... بنك اللغة وجسر تواصل الشعوب
TT

القواميس... بنك اللغة وجسر تواصل الشعوب

القواميس... بنك اللغة وجسر تواصل الشعوب

صدر أخيراً كتاب «القاموسية: النشأة والتطور» للكاتبة المغربية الدكتورة ربيعة العربي، عن «مركز أبوظبي للغة العربية».

ويتناول الكتاب الفارق بين «القاموس» و«المعجم» ودور وأهمية كلٍّ منهما، والاستفادة من القواميس القديمة للحضارات والأمم المختلفة، في عملية الصناعة القاموسية، التي تُعد مورداً مهماً من موارد اللغة والثقافة، وتحافظ على هوية الشعوب من خلال توثيق مفردات اللغة واللهجات وطرق النطق، ودلالة المفردات، كما تُعد وسيلة للتواصل بين الشعوب.

يقع الكتاب في أربعة فصول، يحمل الفصل الأول عنوان «أوليات منهجية»، وتستعرض فيه الكاتبة تعريف القاموسية، والفرق بين القاموسية التطبيقية والنظرية، وبين القاموس والمعجم، وعلاقة القاموسية ببعض العلوم الأخرى.

أما الفصل الثاني فيأتي بعنوان «القاموسية في الحضارات القديمة»، تتبع من خلاله المؤلفة مسار الصناعة القاموسية في الحضارات القديمة.

وجاء الفصل الثالث بعنوان «القاموسية العربية والعبرية»، وتعرض فيه الكاتبة لتاريخ القواميس العربية والعبرية وأشهر القواميس.

وفي الفصل الرابع بعنوان «القاموسية الغربية»، تذكر الباحثة أن الصناعة القاموسية الغربية، تجاوزت الدور التقليدي المنوط بها، والمتمثل في جمع الثروة اللغوية وتصنيفها وفق قواعد معيارية، إلى الإسهام في توسيع النطاق الجغرافي للغات، وذلك بالتركيز على الجانب التعليمي الذي استهدفت به أساساً المتعلم الأجنبي.

مسار تاريخي

ويسرد الكتاب التطورات والتغيرات النوعية، سواء في التصور أو المنهج، التي واكب مسارها التاريخي ظهور مجموعة من القواميس التي اختلفت خواصها وطرائق جمعها للمادة وتبويبها، والمعايير التي ارتكزت عليها، وذلك باختلاف مقاصدها ووظائفها.

ووجدت الصناعة القاموسية - على اختلاف مقاصدها والدواعي التي بلورتها وحددت مساراتها - بداياتها في قوائم محدودة من الكلمات، وكانت هذه القوائم البذرة الأولى لتشكُّل القواميس. وهذا المعطى المحدد نجده متواتراً في مختلف الحضارات وعند مختلف الأمم والشعوب، وهو ما يدعو إلى استنتاج أن البدايات التأسيسية واحدة، وإن اختلف الزمان والمكان. ولئن كانت البدايات واحدة، فإن الغايات قد تعددت وتفرعت ما بين غاية دينية، وغاية فلسفية، وغاية أدبية. غير أن المؤطر لكل هذه الغايات أن جميع الحضارات قد صرفت اهتمامها إلى جمع ألفاظها باعتماد معيارين محددين نراهما يحضران بنسب متفاوتة في القواميس كلها. هذان المعياران هما: معيار الكم، ومعيار الكيف. وإذا كان الدافع وراء تبني المعيار الأول هو الإلمام باللغة، وحشد جميع ألفاظها، فإن الدافع وراء المعيار الثاني هو تنقية اللغة من الشوائب، وحصر الألفاظ الفصيحة والراقية، وترك المهمل منها والمستهجن.

وتأسست «المعجمية» قديماً بوصفها فرعاً من اللسانيات، وهي تعني علم الكلمة، وتفسير كل ما يتعلق بمعرفة الكلمات، وتهتم بالمادة والقيمة والأصل، ويعرفها البعض بأنها «فرع من فروع علم اللغة يقوم بدراسة وتحليل مفردات أي لغة بالإضافة إلى دراسة معناها أو دلالتها المعجمية بوجهٍ خاص وتصنيف هذه الألفاظ استعداداً لعمل المعجم، وهو علم نظري يدرس المعنى المعجمي وما يتصل به من قضايا دلالية».

وحسب الكتاب، تنقسم المعجمية إلى قسمين: «المعجمية العامة»، التي تهتم بدراسة المفردات بصرف النظر عن المظاهر الخاصة لأي لغة من اللغات. و«المعجمية الخاصة»، التي تهتم بلغة خاصة، وذلك بدراسة مفرداتها ووحداتها، وطبيعة المفردات في مرحلة زمنية محددة، وأصل المفردات وما يطرأ عليها من تغيرات، فهي تعد معجمية تاريخية ومعجمية مقارنة.

القواميس الصينية

حسب الباحثة المغربية، عرف الصينيون القواميس منذ 200 ق.م، ويُعد «إريا» أقدم قاموس، وقد شكل النواة المركزية للصناعة القاموسية الصينية، وبعده ظهرت عدة قواميس منها: قاموس شوفان عام 150 ق.م، وقاموس شيزو عام 9 ق.م، وقاموس يوبيان عام 530م.

وقد أسهم انتشار المسيحية خلال القرن السادس عشر في انتشار الثقافة الصينية، وخاصة في البلدان المجاورة مثل كوريا واليابان وفيتنام، مما أدى إلى انتشار القواميس الصينية الثنائية اللغة (القواميس الصينية الحديثة)، فظهرت قواميس تجمع بين الصينية والإنجليزية، والصينية واللاتينية، والصينية والهندية. وقد تميزت القواميس في تلك المرحلة بالتركيز على اللغة المنطوقة والعناية بالكلمات المعجمية، وظهور قواميس منظمة وفقاً للترتيب الألفبائي، مما أدى إلى ارتفاع عدد القواميس الصينية بشكل كبير، والاعتراف بالقواميس بوصفها مجالاً أكاديمياً، وتأسيس الجمعية الصينية للكتابة المعجمية. وتعددت أنماطها.

القواميس الهندية

تعود القواميس الهندية لأكثر من ألفي سنة، غير أن أقدم ما وصل إلينا من القواميس الهندية يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكان المحرك الأساسي لها هو الباعث الديني؛ إذ نشطت الحركة القاموسية عند الهنود حول الكتاب المقدس «الفيدا»، وقد اتخذت في بدايتها شكل قوائم تضم الألفاظ الصعبة الواردة في «الفيدا» مع إيراد شروحات لها.

واستندت القواميس إلى ترتيب الكلمات وفق معانيها وليس إلى الترتيب الألفبائي، وكانت تراعي في ترتيب الكلمات الحقول المعرفية التي تنتمي إليها كعلم الفلك والرياضيات والطب وغيرها.

القواميس الفارسية

يعتبر أهم قاموس فارسي وصل إلينا هو قاموس لغة الفرس، الذي ألفه أبو منصور السعدي، ورتبت فيه المداخل تبعاً للحرف الأخير لمساعدة الشعراء في إيجاد القافية المناسبة، وقدمت مرفقة بأبيات شعرية، وبه أبواب كتبت باللغة العربية مثل باب الألف والباء والتاء، واستمرت صناعة القاموسية الفارسية، ومن أهمها قاموس «برهان القاطع» الذي ألفه محمد حسن التبريزي عام 1724م.

ومرت مرحلة الصناعة القاموسية الفارسية بعدة مراحل منها: مرحلة ما قبل العهد المغولي، حيث اتسمت القواميس في تلك المرحلة بتركيزها على الشعر الفارسي، وذلك بعد تحول اللغة الفارسية إلى لغة البلاط والأدب. ومرحلة العهد المغولي، ومنها قاموس مجمع اللغات لأبي الفضل العلامي، واتجه هذا النوع من القواميس إلى جمع المفردات أو التعابير الصعبة الواردة في شعر شاعر أو كاتب معين. ومرحلة العهد الجديد، وظهرت القواميس الثنائية التي تجمع اللغة الفارسية واللغة العربية.

القاموسية العربية

تذكر الباحثة في الفصل الثالث أن الاهتمام بالصناعة القاموسية العربية بدأ في القرن الأول الهجري، وكانت الغاية الدينية هي المحددة لنشأتها، وشكل الاهتمام بغريب القرآن البذرة الأولى التي قادت السعي إلى جمع الألفاظ الغريبة الواردة فيه، وتدقيق دلالاتها إلى جانب الاستشهاد لها بالشعر الجاهلي، للتدليل على أنها من كلام العرب، ويرجح أن أول كتاب صنف في غريب القرآن كان من تأليف عبد الله بن عباس عام 68 هجرياً، والبعض يرجح أنه أبو سعد أبان بن تغلب عام 141 هجرياً.

وقد مرت الصناعة القاموسية العربية بثلاث مراحل هي: جمع الكلمات في شكل مسارد أي في قوائم دون ترتيب، ثم جمع الكلمات تبعاً للموضوعات، ومرحلة جمع الكلمات تبعاً لترتيب مخصوص، وكانت تهدف لجمع ألفاظ اللغة العربية وتبويبها. وقد ظهرت القواميس الحديثة في القرن الثامن عشر، مثل المعجم الوسيط، وقاموس «الغني الزاهر» لعبد الغني أبو العزم.

القواميس العبرية

تأثرت القواميس العبرية بالقواميس العربية، فسارت على منحاها من حيث طرائق الترتيب وصيغ التناول، وتعود أصولها إلى العصور الوسطى، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأصول القاموسية العربية، لدرجة أنه لا يمكن فصلها عنها. فقد كان الإسلام في تلك العصور في أوج ذروته، ومكن من الانفتاح الثقافي والعلمي في كل الاتجاهات؛ لذلك كان من الطبيعي أن يجعل اليهود من اللغة العربية وسيلة للمحافظة على تراثهم، حيث كتبت قواميسهم بلغة عربية وبحروف عبرية مع الاستشهاد بالشعر العربي وأقوال النحاة والفلاسفة العرب، بل إنهم ذهبوا إلى حد الاستشهاد بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.


فوز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بجائزة بوكر عن روايته «فلِش»

الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بعيد نيله جائزة بوكر البريطانية (أ.ب)
الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بعيد نيله جائزة بوكر البريطانية (أ.ب)
TT

فوز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بجائزة بوكر عن روايته «فلِش»

الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بعيد نيله جائزة بوكر البريطانية (أ.ب)
الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بعيد نيله جائزة بوكر البريطانية (أ.ب)

فاز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي الاثنين بجائزة بوكر البريطانية المرموقة التي تكافئ الأعمال الروائية المكتوبة باللغة الإنكليزية، عن روايته «فلِش».

وتفوق سالوي (52 عاما) على الروائية الهندية كيران ديساي التي فازت بالجائزة عام 2006 والبريطاني أندرو ميلر، ليحصل على الجائزة البالغة قيمتها 50 ألف جنيه استرليني (65500 دولار) والتي أعلنت في حفلة بلندن. ومن بين الروائيين الستة الذين تأهلوا الروائية الأميركية وراقصة الباليه السابقة كاتي كيتامورا وبن ماركوفيتس وسوزان تشوي.

وكان سالوي رشِح سابقا للقائمة القصيرة للجائزة عام 2016 عن عمله «آل ذات مان إز». وتدور رواية «فلِش»، وهي السادسة لسالوي، حول رجل مجري من الطبقة العاملة ينتقل من الخدمة العسكرية في وطنه إلى العمل مع أثرى الأثرياء في لندن. وتشمل حياته المعذبة علاقاته بنساء أكبر منه سنا والقتال في العراق.

وتضمنت لجنة التحكيم رئيسها والفائز السابق بالجائزة رودي دويل والممثلة سارة جيسيكا باركر بطلة مسلسل «سكس أند ذي سيتي».