كتب ومقالات صائب سلام (1954 - 1990)

كتب ومقالات صائب سلام (1954 - 1990)
TT

كتب ومقالات صائب سلام (1954 - 1990)

كتب ومقالات صائب سلام (1954 - 1990)

صدر حديثًا كتاب «كلمات ومواقف 1954 - 1990» لرئيس الحكومة اللبنانية الراحل صائب سلام عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل.

وجاء في مقدمة الكتاب:

يحوي كتاب «كلمات ومواقف» خطباً ومحاضرات ألقاها رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام، في مناسبات سياسيّة ووطنيّة بين عامي 1954 و1990، وفيها يناقش أفكاره وآراءه حول أحداث لبنانية وعربية. هذا الكتاب الوثائقي الذي جُمع محتواه من أرشيف «الجامعة الأميركيّة في بيروت» ومن محفوظات الرئيس سلام الخاصّة، يقدّم لمحة وافية وشاملة عن مواقفه الأساسية في قضايا عدّة، ويظهر بشكل أساسي توجّهاته السياسية طوال حياته، أبرزها توجّهه الوطني والعروبي عبر مواقفه من الصراع العربي – الإسرائيلي، ودعمه للمقاومة الفلسطينية. هناك أيضاً محطّات من رؤيته لبناء الدولة اللبنانية، لكونه أحد الذين ساهموا في عمليّة بناء لبنان الحديث، عبر مشاركته في الجلسة النيابية لنزع المواد الانتدابيّة من الدستور، وفي رسم العلم اللبناني الجديد. ومنذ الخمسينات، دعا إلى بناء دولة حديثة ومتطوّرة في كلّ المجالات، إلى جانب الدعوة إلى وضع دستور حديث يقوم على إلغاء الطائفيّة. من هنا تكتسب هذه «الكلمات والمواقف» أهميّتها، لكونها وثيقة مهمّة لمحطّات من تاريخ لبنان الحديث وتحوّلاته، خصوصاً الحرب الأهليّة اللبنانية التي كان سلام قد حذّر منها منذ الخمسينات.

كذلك، تقدّم «الكلمات» الرؤية العروبية لهذا الزعيم الوطني الذي لم يتعامل مع لبنان إلا كجزء من محيطه العربي والإسلامي. وفي هذا السياق، تأتي أيضاً خطاباته وكلماته «المقاصديّة»، أي تلك المتحورة حول جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت التي ترأّس مجلس أمنائها بين عامي 1958 و1982، إذ أدرك أن «المقاصد» كانت الفرصة الأساسية المتاحة لنهوض المجتمع اللبناني الإسلامي، خصوصاً من خلال تحديث العمل التربوي للجمعيّة.

ولد صائب سلام في بيروت عام 1905، وتوفي فيها سنة 2000. نائب لبناني، ورئيس وزراء لبنان لسنوات خلال الخمسينات والستينات وبداية السبعينات. يعدّ أحد الزعماء اللبنانيين الذين ساهموا في بناء أسس الدولة اللبنانية. عاصر أبرز التحوّلات السياسية الوطنية في القرن الماضي، وشارك في «مؤتمري جنيف ولوزان» و«مؤتمر الطائف» كما شكّل «جبهة الاتحاد الوطني» المعارضة التي أدّت إلى ثورة 1958. أسّس «شركة طيران الشرق الأوسط» في الأربعينات، وأطلق «شركة الزيوت والدهون»، وأطلق «اتحاد المؤسسات التربوية الإسلامية»، وشارك في تأسيس «الندوة اللبنانية»، كما شغل مناصب عدّة منها رئيس «شركة الضمان العربية»، ورئيس جمعيّة «المقاصد» في بيروت.


مقالات ذات صلة

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المعرض يشهد استحداث ممر تكريمي للشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن (وزارة الثقافة)

تجلّيات الثقافة والفكر تُزيّن معرض الرياض الدولي للكتاب

المعرض يُعدّ تظاهرة ثقافية وفكرية سنوية بارزة بالمنطقة تجسّد منذ عقود الإرث الثقافي للمملكة وترسّخ ريادتها في صناعة الثقافة وتصدير المعرفة.

عمر البدوي (الرياض)
خاص الحجيلان يكشف حدود الدور الفرنسي في تحرير المسجد الحرام play-circle 01:52

خاص الحجيلان يكشف حدود الدور الفرنسي في تحرير المسجد الحرام

في الحلقة الأخيرة من مذكراته، يوضح رجل الدولة السعودي الشيخ جميل الحجيلان، حقيقة الدور الفرنسي في جهود تحرير الحرم المكي الشريف من مجموعة جهيمان العتيبي.

بندر بن عبد الرحمن بن معمر (الرياض)
يوميات الشرق تبدأ فصول من المعرفة والفكر والثقافة على مدى 10 أيام من عمر المعرض (واس)

رحلة معرفية جديدة تنطلق في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024

تنطلق (الخميس)، التظاهرة الثقافية الدولية للكتاب، تحت شعار «الرياض تقرأ»، التي تبدأ معها فصول من المعرفة والفكر والثقافة.

عمر البدوي (الرياض)
كتب دليل من أجل الحكم الرشيد

دليل من أجل الحكم الرشيد

أسئلة مهمة يطرحها هذا الكتاب بشأن السمات والمهارات وطرائق التفكير التي تصنع القائد الناجح، ويقترح عليهم مؤلفه من وحي خبرته الشخصيّة أموراً ينبغي للقادة فعلها - أو تجنُّب القيام بها - للحصول على صيت خالد في التاريخ.

ندى حطيط (لندن)

«رقصة داكنة»... وقائع اختطاف «داعش» للموصل في رواية عراقية

«رقصة داكنة»... وقائع اختطاف «داعش» للموصل في رواية عراقية
TT

«رقصة داكنة»... وقائع اختطاف «داعش» للموصل في رواية عراقية

«رقصة داكنة»... وقائع اختطاف «داعش» للموصل في رواية عراقية

تنطوي رواية «رقصة داكنة»، الصادرة مؤخراً في القاهرة عن «دار العربي»، على تجربة شديدة الخصوصية، فقد كتبها مؤلفها محمد سيف المفتي بالنرويجية أولاً، ثم قام بترجمتها إلى العربية لاحقاً، وهى تتناول وقائع اختطاف مدينة الموصل على يد تنظيم «داعش». ومما يزيد في تفرد العمل أن المؤلف هو أحد أبناء الموصل، بالتالي قام بتوظيف معرفته العميقة بالمدينة ليخرج لنا نصاً يرصد عمق المأساة الإنسانية في إيقاع سريع يتسم بالتشويق والمفارقات.

يقول المؤلف في مقدمة الطبعة العربية إنه غادر العراق عام 1997 لكنه لم يكن يعلم إلى أين، ثم حط رحاله في النرويج، حيث أتقن اللغة سريعاً، ودخل معترك الحياة لكي يعوض ما خسره. وفي عام 2006، وبينما كان جالساً في بيته يتابع أخبار العراق ظهر أمامه خبر مفاده أن السلطات التركية تمكنت من إلقاء القبض على «عبد الهادي العراقي»، والذي يعد الذراع اليمنى لأسامة بن لادن. رنّ هاتفه المحمول وكان المتصل صديقاً مقرباً ليبلغه بخبر جعل العالم ينقلب أمامه، وهو أن «عبد الهادي العراقي» الظاهر أمامه في الشاشة هو صديقهما «نشوان عبد الباقي»، فدُهش كيف يمكن لـ«نشوان» أن يتحول من مدافع عن السلام إلى إرهابي ينشر الرعب في العالم؟ لافتاً إلى أنه بعدها بدأ البحث في قضيته: كيف يمكن لإنسان يرفض حمل السلاح، ويؤمن بالسلام أن يتحول خلال فترة قصيرة إلى شخصية راديكالية متطرفة؟

من أجواء الرواية نقرأ:

«إنه أيلول، إلا أن أشعة شمسه ظلت لاسعة، تسللت من خلف الستائر لتتحرش بعيني (سيف) وتوقظه. كان قد غفا على الأريكة والجوال فوق صدره، نهض متعباً من طريقة نومه ومشوش الأفكار من محادثات الليلة الماضية. تمطى وأمسك رقبته المتخشبة ومسدها عدة مرات وما إن رفع نظره حتى وقعت عيناه على اللوحة التي جملت الحائط الطويل في الصالة. كانت مكتوبة بخط جميل أبدعه الخطاط الموصلي المعروف يوسف ذنون. ورغم اعتياده رؤيتها وقراءتها، ففي هذه اللحظة كان ينظر إليها كأنه يراها للمرة الأولى في حياته. الكلمات رغم قلتها كانت علاجاً مهدئاً سريع الفاعلية (يقيني بالله يقيني).

كانت هذه نصيحة أبيه له في كبوة كبيرة من كبوات حياته فقد فيها معظم بضاعة محلاته الثلاثة دفعة واحدة وبقي ينظر إلى حيطان جرداء تعيسة تحمل رفوفاً خاليةً. كان ذلك في بداية تسعينات القرن الماضي عندما فبرك جهاز الأمن قضية ضده بأنه يبيع بضاعة ممنوعة إذ كانت الدولة أصدرت قراراً بمنع بيع البضائع الأجنبية، وتسببت 15 قنينة عطر فرنسي وُجدت مخبأة بأحد مخازن المحل في فقد حصيلة ما جناه طوال حياته. وحتى لا يُسجن، أغلق المحلات وجلس في البيت. الحقيقة لم تكن العطور هي السبب، بل نقد ضد الدولة كتبه بطريقة مبطنة في مقال نشر في الجريدة المحلية، وبالفعل لم تنتبه له الرقابة كما توقع إلا بعد أن أثار ضجة كبيرة. قاطع حينها العالم، لم يكن يقابل أحداً ولا يشتهي الطعام بل يدخن السجائر في غرفته بشراهة ويتأهب للشجار مع (دانا) لسبب وبلا سبب».