«الشقيقة»... المرأة الأكثر خطراً في العالم

أصغر سناً وأكثر عدوانية من أخيها كيم جونغ أون

كيم يو جونغ
كيم يو جونغ
TT

«الشقيقة»... المرأة الأكثر خطراً في العالم

كيم يو جونغ
كيم يو جونغ

تشرف كيم يو جونغ، الشقيقة الوحيدة للزعيم الأعلى لكوريا الشمالية، كيم جونغ أون، على تحديد مسار السياسة الخارجية للبلاد حالياً. وإذا كان شقيقها شاباً وعدائياً، فهي أصغر سناً وأكثر عدائية.

في وقت سابق من الشهر الحالي، وبعد أن استخدم نشطاء حقوق الإنسان في كوريا الجنوبية البالونات لإرسال منشورات دعائية مناهضة لكوريا الشمالية عبر الحدود، أطلقت عليهم كيم يو جونغ وصف «حثالة البشرية» و«الكلاب المهجنة». وقد أساءت إلى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي منتقدة فشله في منعهم، ووبخته لأنه «وضع رقبته» في «قبضة غطرسة» الولايات المتحدة. ثم حذرت من اتخاذ «إجراءات انتقامية» رداً على ذلك، وهددت فيما يبدو بتدمير مكتب الاتصال بين الكوريتين الذي أنشئ عام 2018 لتيسير الاتصال بين الشمال والجنوب. ولقد دمرته بالفعل. كما هددت بتحريك القوات العسكرية إلى المناطق الحدودية منزوعة السلاح.

ووصف بعض المحللين الثنائي بأنه نسخة من الثنائي الكلاسيكي على مدى العامين الماضيين؛ إذ ازدادت مكانة كيم يو جونغ في الداخل والخارج بصورة كبيرة.

كانت بجوار شقيقها خلال اجتماعات القمة مع السيد مون، والرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس ترمب. والأمر الأقل وضوحاً، ولكن ليس الأقل أهمية: في أواخر عام 2019، قيل إن كيم يو جونغ عُينت رئيسة لإدارة التنظيم والتوجيه، وهو الموقع الرسمي للسلطة السياسية في كوريا الشمالية، حيث تُتخذ كافة القرارات الرئيسية للموظفين ذات الصلة بالحزب والجيش والبيروقراطية.

مع ذلك، لم يصدر بيان رسمي ممهور باسمها إلا في شهر مارس (آذار) الماضي، حيث سخرت من السيد مون، ووصفته بأنه «مُعاق عقلياً» و«كلب مرتعب». ثم كانت هي التي اعترفت علناً بأن السيد ترمب قد أرسل رسالة إلى شقيقها يعرض عليه المساعدة في التعامل مع جائحة «كورونا». وهي الآن تدير أيضاً إدارة الجبهة المتحدة، المسؤولة عن سياسة كوريا الجنوبية.

لعبت بصفة غير رسمية دور المتحدثة باسم شقيقها ورئيسة الأركان ومستشارة الأمن القومي. بعد فترة وجيزة من الحادثة الغريبة التي وقعت في وقت سابق من هذا الربيع، والتي اختفى خلالها كيم جونغ أون إلى حد كبير من المشهد العام، مما أثار شائعات بأنه قد يكون عاجزاً، وربما متوفى، ثم عاد إلى الظهور مرة أخرى، صارت شقيقته وجهاً للنظام الحاكم في البلاد.

إن تسريع الجهود الرامية إلى تعزيز المؤهلات القيادية لكيم يو جونغ هو استراتيجية معقولة من وجهة نظر بيونغ يانغ... فأبناء كيم جونغ أون، الذي يقال إنه في السادسة والثلاثين من عمره، أصغر كثيراً من أن يتمكنوا من خلافة والدهم في أي وقت قريب.

يُقال إن كيم يو جونغ، هي في أوائل الثلاثينات من عمرها، ولديها الكثير لتحققه - على الأقل على المدى القصير أو المتوسط - من خلال زيادة سمتين أساسيتين من استراتيجية نظام كيم للحفاظ على الذات: التهديدات الخارجية المحسوبة، والقمع الداخلي البالغ.

في عام 2012، أشرف كيم جونغ أون، الذي لم يكن في الثلاثين من عمره آنذاك، على اختبارين لصواريخ بعيدة المدى. وليس هناك سبب للاعتقاد بأن كيم يو جونغ ستكون أقل عدوانية أو استبدادية من أخيها - أو والدهما وجدهما - بل ربما تكون أكثر من ذلك. إن طبيعة النظام الذي تمثله، وربما ترثه ذات يوم، تتطلب ذلك.

إن كون المرأة الآن هي القائد الأعلى البديل لكوريا الشمالية - في ثقافة ذات هيمنة ذكورية بالأساس، سياسياً وغير سياسي - هي حادثة أولى من نوعها، ولكنها ليست بدعة؛ إذ إن ضمان بقاء سلطة أسرة كيم بلا منازع يتخطى أي أعراف اجتماعية. ويستند الأساس الآيديولوجي للنظام إلى القيادة الثورية شبه الخارقة التي يفترض تفوقها على البشر، والتي يتمتع بها القائد المؤسس للبلاد، وذريته المباشرة من بعده.

الشقيق الأكبر لكيم جونغ كيم جونغ تشول لا يتمتع بالفطنة السياسية أو الاهتمام بشؤون البلد، كما اعتاد والدهما، كيم جونغ إيل، أن يصفه. وأما كيم بيونغ - إيل، الأخ غير الشقيق لكيم جونغ إيل، والذي عاش لفترة طويلة في شبه المنفى في أوروبا الشرقية، فهو يعامل كقريب بعيد أكثر من كونه عضواً أساسياً في «سلالة جبل بايكتو» النادرة التي تنتمي إليها عشيرة كيم. وفي أفضل الأحوال، يجب أن يخضع للمراقبة والاحتواء. وفي أسوأ الأحوال، قد تكون حياته، مثل حياة عم آخر وأخ غير شقيق لكيم جونغ أون، محفوفة بالمخاطر وقصيرة الأمد.

وهكذا يبدو أن كيم يو جونغ هي حاملة الشعلة الوحيدة القادرة على المواصلة اليوم. على مدى عقود، كان قادة كوريا الشمالية بارعين في رسم صورة تتسم بالغرابة. فهم يظهرون ميلاً إلى العدوانية المفرطة، على سبيل المثال، حتى يتمكنوا من الترويج لأي مداولة في وقت لاحق باعتباره تقدماً، أو اختراقاً، أو تنازلاً. ويعد التلاعب النفسي من ثوابت قواعد اللعب الدبلوماسي لدى بيونغ يانغ. والآن، قد يتيح ظهور كيم يو جونغ في النظام فرصة لاستغلال التعصب الجنسي للسيد ترمب، من بين أمور أخرى، لتحقيق مكاسب تكتيكية، سواء أكانت تلعب دوراً عسيراً أم أنها تلعب دور الساحر اللطيف.

تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية لبداية الحرب الكورية عام 1950، والتي فجرها غزو الشمال للجنوب. وتوقع البعض منا أن تحتفل بيونغ يانغ بهذا اليوم ببعض الاستفزازات العسكرية، غير أن هذا لم يحدث. ولكن شيئاً من هذا القبيل يكاد يكون مؤكداً في المستقبل القريب. توقعوا استفزازاً، أو لكمة، أو سخطاً، أو أمراً آخر، وبالتأكيد بعض التحديات قبل الانتخابات في الولايات المتحدة - أي شيء - للتخلص من السيد ترمب، المحاصر كما هو من قبل الجائحة، والاحتجاجات الجماهيرية، والأزمة الاقتصادية التاريخية. ولا تندهشوا إذا نفذت كيم يو جونغ وعودها.

*أستاذ الدراسات الكورية في مؤسسة «كيم كو - كوريا»، والأستاذ المساعد في كلية «فليتشر» للقانون والدبلوماسية.

(خدمة: نيويورك تايمز)


مقالات ذات صلة

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

ثقافة وفنون «فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

عن دار «أقلام عربية» بالقاهرة، صدرت طبعة جديدة من كتاب «فلسفة هيوم: بين الشك والاعتقاد» الذي ألفه الباحث والأكاديمي المصري د. محمد فتحي الشنيطي عام 1956

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ذاكرة إسطنبول المعاصرة ورواية أورهان باموك الشهيرة في متحف واحد في إسطنبول (الشرق الأوسط)

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

لعلّه المتحف الوحيد الذي تُعرض فيه عيدان كبريت، وبطاقات يانصيب، وأعقاب سجائر... لكن، على غرابتها وبساطتها، تروي تفاصيل "متحف البراءة" إحدى أجمل حكايات إسطنبول.

كريستين حبيب (إسطنبول)
كتب فرويد

كبار العلماء في رسائلهم الشخصية

ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك إذا ذكر اسم عالم الطبيعة والرياضيات الألماني ألبرت آينشتاين؟ نظرية النسبية، بلا شك، ومعادلته التي كانت أساساً لصنع القنبلة الذرية

د. ماهر شفيق فريد
كتب ناثان هيل

«الرفاهية»... تشريح للمجتمع الأميركي في زمن الرقميات

فلنفرض أن روميو وجولييت تزوَّجا، بعد مرور عشرين سنة سنكتشف أن روميو ليس أباً مثالياً لأبنائه، وأن جولييت تشعر بالملل في حياتها وفي عملها.

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

صدر حديثاً عن دار نوفل - هاشيت أنطوان كتاب «دليل الإنسايية» للكاتبة والمخرجة الآيسلندية رند غنستاينردوتر، وذلك ضمن سلسلة «إشراقات».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

كبار العلماء في رسائلهم الشخصية

فرويد
فرويد
TT

كبار العلماء في رسائلهم الشخصية

فرويد
فرويد

ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك إذا ذكر اسم عالم الطبيعة والرياضيات الألماني ألبرت آينشتاين؟ نظرية النسبية، بلا شك، ومعادلته التي كانت أساساً لصنع القنبلة الذرية: الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء. واسم العالم الإيطالي غاليليو؟ سرعة سقوط الأجسام واكتشاف أقمار كوكب المشترى وذلك باستخدام تلسكوب بدائي. واسم العالم الإنجليزي إسحق نيوتن؟ قانون الحركة. واسم عالم التاريخ الطبيعي الإنجليزي تشارلز دارون؟ نظرية التطور وأصل الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعي. واسم عالم النفس النمساوي سيغموند فرويد؟ نظرية التحليل النفسي ودراسة اللاشعور. نحن إذن نعرف هؤلاء الرجال من خلال اكتشافاتهم أو اختراعاتهم العلمية. ولكن كيف كانوا في حياتهم الشخصية؟ ما الجوانب البشرية، بكل قوتها وضعفها، في شخصياتهم؟ أسئلة يجيب عنها كتاب صادر في 2024 عن دار نشر «بلومز برى كونتنام» في لندن عنوانه الكامل: «رسائل من أجل العصور: علماء عظماء. رسائل شخصية من أعظم العقول في العلم».

Letters for the Ages: Great Scientists. Personal Letters from the Greatest Minds in Science.

غلاف الكتاب

أشرف على تحرير الكتاب جيمز دريك James Drake، ويقع في 275 صفحة ويمتد من «الثورة الكوبرنطيقية» إلى نظرية «الانفجار الكبير» التي تحاول تفسير أصل الكون. أي من عالم الفلك البولندي نيقولا كوبرنيكوس في القرن السادس عشر، وقد أحدث ثورة علمية بإثباته أن الشمس تقع في مركز النظام الشمسي وأن الأرض وسائر الكواكب تدور حولها، وصولاً إلى عالم الطبيعة الإنجليزي ستيفن هوكنغ في القرن العشرين ونظرياته عن الدقائق الأولى من عمر الكون والانفجار الكبير والثقوب السوداء.

الكتاب مقسم إلى عشرة فصول تحمل هذه العناوين: الإلهام، النظرية، التجريب، المنافسة، الاختراق، الابتكار، خارج المعمل، العلم والدولة، العلم والمجتمع، على مائدة التشريح.

تسجل هذه الرسائل الصداقات والمنافسات التي حفلت بها حياة هؤلاء العلماء، دراما النجاح والإخفاق، ومضات الإلهام والشك، وكيف حققوا منجزاتهم العلمية: اللقاحات الطبية ضد الأوبئة والأمراض، اختراع التليفون، محركات السيارات والقطارات والطائرات، الأشعة السينية التي تخترق البدن، إلخ... وتكشف الرسائل عن سعي هؤلاء العلماء إلى فهم ظواهر الكون ورغبتهم المحرقة في المعرفة والاكتشاف والابتكار وما لاقوه في غمرة عملهم من صعوبات وإخفاقات وإحباطات، ولحظة الانتصار التي تعوض كل معاناة، ومعنى البحث عن الحقيقة.

مدام كيوري

إنهم رجال غيروا العالم أو بالأحرى غيروا فكرتنا عنه، إذ أحلوا الحقائق محل الأوهام وشقوا الطريق إلى مزيد من الاقتحامات الفكرية والوجدانية.

هذه رسالة من غاليليو إلى كبلر الفلكي الألماني (مؤرخة في 19 أغسطس 1610) وفيها يشكو غاليليو من تجاهل الناس – بمن فيهم العلماء - لنظرياته على الرغم من الأدلة التي قدمها على صحتها: «في بيزا وفلورنسا وبولونيا والبندقية وبادوا رأى كثيرون الكواكب ولكن الجميع يلزم الصمت حول المسألة ولا يستطيع أن يحزم أمره لأن العدد الأكبر لا يعترف بأن المشترى أو المريخ أو القمر كواكب. وأظن يا عزيزي كبلر أننا سنضحك من الغباء غير العادي للجموع. حقاً كما أن الثعابين تغمض أعينها فإن هؤلاء الرجال يغمضون أعينهم عن نور الحقيقة».

آينشتاين

وفي مطلع القرن العشرين أجرت ميري كوري – بالاشتراك مع زوجها جوليو كوري - أبحاثاً مهمة عن عنصر الراديوم. وقد كتب لها آينشتاين في 1911 يشد من عزمها ويعلن وقوفه بجانبها في وجه حملات ظالمة كانت قد تعرضت لها: «السيدة كوري التي أكن لها تقديراً عالياً... إنني مدفوع إلى أن أخبرك بمدى إعجابي بعقلك ونشاطك وأمانتك، وأعد نفسي محظوظاً إذ تعرفت على شخصك في بروكسل».

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية كتب عالم الطبيعة الدنماركي نيلز بور إلى رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل (22 مايو 1944) عن التقدم الذي أحرزه بور وزملاؤه في صنع السلاح النووي: «الحق إن ما كان يمكن أن يعد منذ سنوات قليلة ماضية حلماً مغرقاً في الخيال قد غدا الآن يتحقق في معامل كبرى ومصانع إنتاج ضخمة بنيت سراً في أكثر بقاع الولايات المتحدة عزلة».

يونغ

وتبين الرسائل أن هؤلاء العلماء – على كل عظمتهم في ميادين تخصصهم - كانوا بشراً يخضعون لما يخضع له سائر البشر من عواطف الحب والكراهية والغيرة. فعالم الرياضيات الإنجليزي إسحق نيوتن، مثلاً، دخل في خصومة مريرة مع معاصره الفيلسوف الألماني لايبنتز حول: أيهما الأسبق إلى وضع قواعد حساب التفاضل والتكامل؟ وظل كل منهما حتى نهاية حياته يأبى أن يعترف للآخر بالسبق في هذا المجال.

وسيغموند فرويد دخل في مساجلة مع كارل غوستاف يونغ تلميذه السابق الذي اختلف معه فيما بعد وانشق على تعاليمه. وآذنت الرسائل المتبادلة بين هذين العالمين بقطع كل صلة شخصية بينهما. كتب يونغ إلى فرويد في 18 ديسمبر (كانوا الأول) 1912: «عزيزي البروفيسور فرويد: أود أن أوضح أن أسلوبك في معاملة تلاميذك كما لو كانوا مرضى خطأ. فأنت على هذا النحو تنتج إما أبناء أرقاء أو جراء (كلاباً صغيرة) وقحة. ليتك تتخلص من عقدك وتكف عن لعب دور الأب لأبنائك. وبدلاً من أن تبحث باستمرار عن نقاط ضعفهم، ليتك على سبيل التغيير تمعن النظر في نقاط ضعفك أنت».

تبين الرسائل أن هؤلاء العلماء ـــ على كل عظمتهم في ميادين تخصصهم ــ كانوا بشراً يخضعون لما يخضع له سائر البشر من عواطف الحب والكراهية والغيرة

وقد رد عليه فرويد من فيينا بخطاب مؤرخ في 3 يناير (كانوا الثاني) 1913 قال فيه: «عزيزي الدكتور: إن زعمك أنني أعامل أتباعي كما لو كانوا مرضى زعم غير صادق على نحو جليّ. وأنا أقترح أن ننهي أي صلات شخصية بيننا كلية. ولن أخسر شيئاً بذلك».

ما الذي تقوله لنا هذه الرسائل بصرف النظر عن الخصومات الشخصية العارضة؟ إنها تقول إن العلم جهد جماعي وبناء يرتفع حجراً فوق حجر فآينشتاين لم يهدم نيوتن وإنما مضى باكتشافاته شوطاً أبعد في مجالات المكان والزمان والجاذبية.

إن العلم ثقافة كونية عابرة للحدود والقوميات والأديان، والعلماء بحاجة دائمة إلى صحبة فكرية والحوار مع الأقران وإلى زمالة عقلية وتبادل للآراء والنظريات والاحتمالات. والعالم الحق يعترف بفضل من سبقوه. فنيوتن الذي رأيناه يخاصم لايبنتز يقر في سياق آخر بدينه لأسلافه إذ يقول في رسالة إلى روبرت هوك – عالم إنجليزي آخر – نحو عام 1675: «إذا كنت قد أبصرت أبعد مما أبصره غيري فذلك لأنني كنت أقف على أكتاف عمالقة» (يعني العلماء الذين سبقوه). وفى موضع آخر يقول – وهو العبقري الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية - ما معناه: «لست أكثر من طفل جالس أمام محيط المعرفة الواسع يلهو ببضع حصى ملونة رماها الموج على الشاطئ».