الإعداد للنسخة الـ11 من معرض «الشارقة - وجهة نظر»

يحتفي بالتصوير الفوتوغرافي ويدعم فنانين من آسيا وأفريقيا

الإعداد للنسخة الـ11 من معرض «الشارقة - وجهة نظر»
TT

الإعداد للنسخة الـ11 من معرض «الشارقة - وجهة نظر»

الإعداد للنسخة الـ11 من معرض «الشارقة - وجهة نظر»

تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها للخريف، النسخة الحادية عشرة من معرضها المخصص للتصوير الفوتوغرافي «الشارقة - وجهة نظر»، والذي يقام في الفترة من 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 14 يناير (كانون الثاني) 2024 في الديوان الأميري القديم في الحمرية.

يشارك في هذه النسخة - بحسب بيان صادر عن المؤسسة - أربعة فنانين ومجموعة فنية واحدة، تتحدى أعمالهم المفاهيم المكرسة في ممارسات التصوير الفوتوغرافي وكسر أنساقه الفنية التقليدية، وتُعرض أعملهم عبر نموذجين: العروض التقديمية المستقلة لاشتغالاتهم الفردية ذات الطابع الذاتي، وفضاء سردي موحد يجمع ممارساتهم المشتركة في شكل حوارية مفتوحة على هموم الصورة، كما يصاحب المعرض برنامجٌ إرشادي احترافي يجمع الفنانين مع ممارسين ثقافيين أو متخصصين في صناعة الصورة بناءً على اختياراتهم.

وعلى الرغم من أن كل فنان من الفنانين يقدم مقاربته الخاصة، فإنهم يشتركون في اتجاهات متداخلة، وهي: النزوع إلى التقنيات المعاصرة في صناعة الصور، وإعادة صياغة الصور التي جمعوها أو ورثوها والتفاعل مع الآثار البصرية للموروثات الاستعمارية، حيث تستخدم أميمة أبراغ (مواليد 1999، الدار البيضاء) تقنيات الكولاج والتلاعب الرقمي لإعادة تأسيس أرشيف المغرب الاستعماري المشظى، كاشفة عن قابلية وجود أخطاء متوارثة فيه، في حين تظهر ياشنا كاول (مواليد 1995، مومباي) الأسرار الكامنة في ألبوم صور عائلتها، كاشفة عن كيف يمكن لتأطير اللحظة أن يشكل تواريخ شخصية وذاكرة جماعية مشتركة.

ومن خلال سرد القصص العاطفية، يوثق محمد مهدي (مواليد 1996، الجيزة/ مصر) تهجير مجتمع الصيد في حي «المكس» بمدينة الإسكندرية الساحلية، ويلتقط تأثير سياسات إعادة التنمية الحضرية على أجيال كثيرة، بينما يعيد كل من نانا أوفوسو أدجي (مواليد 1993، أكرا) وكاريج دزيدولا كبودو (مواليد 1999، كوماسي) ومانويلا نيبولوني (مواليد 1986، ميلانو) صياغة صور البطاقات البريدية الشهيرة لبريد غانا ما بعد الاستقلال ضمن المشهد الحضري المعاصر للبلاد. وتقارن كليا ريخو (مواليد 1988، باريس) سلسلة من البورتريهات العائلية الحميمة ذات الإضاءة الخفيفة مع سرديات العنف المتناقلة بين الأجيال، مشيرة بذلك إلى تعقيد العلاقات الإنسانية.

يشار إلى أن «الشارقة - وجهة نظر» معرض يقام بشكل سنوي، ويدعم المصورين الفوتوغرافيين في أفريقيا وآسيا في بداية مسيرتهم المهنية، ممن وُلدوا، ويقيمون حالياً في إحداهما، أو هم جزء من شتات هاتين القارتين. ويأتي المعرض في سياق الأنشطة المتنوعة لمؤسسة الشارقة للفنون والتي تستقطب طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع الهويّات الثقافية والحضارية كافة، بما يعكس ثراء البيئة المحلية وتنويعاتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.


مقالات ذات صلة

معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم 10 أيام من الاحتفاء بالكتاب والثقافة

يوميات الشرق جذبت فعاليات المعرض وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر (هيئة الأدب)

معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم 10 أيام من الاحتفاء بالكتاب والثقافة

بحلول مساء يوم (السبت) انقضت الأيام العشرة من فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وتم إسدال الستار على المعرض الذي انطلق تحت شعار «الرياض تقرأ».

عمر البدوي (الرياض)
ثقافة وفنون جانب من توقيع اتفاقية ونشر عدد من الكتب الصينية للعربية بين «دار كلمات» وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين (الشرق الأوسط)

اتفاقية لترجمة الثقافة الصينية ونشرها في الخليج

يشمل الاتفاق ترجمة الكتب الفلسفية والتاريخية التي تعنى بالجانبين الصيني والعربي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
كتب ميشيل فوكو

من «إيخمان في القدس» إلى «من أجل السماء»

حين تكون الضحية نتاجاً لثنائية متضامنة: غياب العقل وعبثية الشر.

شرف الدين ماجدولين
كتب محمد مبوغار صار

القائمة الأولى لـ«الغونكور»... حضور مميّز للكتاب الأفارقة

بعد أيام من انطلاق الموسم الأدبي، كشفت أكاديمية «الغونكور» عن القائمة الأولى للكتاب المرشحين للفوز بالجائزة الأدبية هذه السنة.

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب غلاف الرواية

الكاتبة السعودية عائشة مختار في «الريح لا تستثني أحداً»

تقدم الكاتبة السعودية عائشة مختار عملها «الريح لا تستثني أحداً» بوصفه «مُتتالية قصصية»، ينهض معمارها على فن القصة القصيرة المُكثفة

منى أبو النصر (القاهرة)

تاريخ سوريا السياسي خلال مائة عام

تاريخ سوريا السياسي خلال مائة عام
TT

تاريخ سوريا السياسي خلال مائة عام

تاريخ سوريا السياسي خلال مائة عام

عن «مركز جسور للدراسات»، وهو مركز سوري أسسه ويديره محمد سرميني، ومقره الرئيسي في تركيا، صدر كتاب بعنوان «الأحزاب السياسية في سوريا 1924 - 2024»، وهو من إعداد وتحرير وائل علوان ورياض الحسن، وكلاهما باحثان في المركز، إضافة لمشاركة فريق من الباحثين والمختصين ضمن عمليات الإعداد والمراجعة والتحرير.

يقع الكتاب في 3 أبواب رئيسية، الباب الأول منها يحلل الحياة السياسية وظواهرها في سوريا من واقع النظر إلى الأحزاب السياسية القائمة حالياً، ثم يذكر أهم التحالفات السياسية التي تشكلت الأحزاب السورية ضمنها، ثم الباب الثاني والثالث يقدم فيه الكتاب بمنهج وصفي المعلومات الرئيسية لكل حزب من ضمن أحزاب الكتاب التي بلغ عددها 134 حزباً، يوزعها الكتاب بين هذين البابين، فيرد في الأول منهما الأحزاب قبل عام 2011، وعددها 42 حزباً، ثم يأتي الباب الأخير الذي يضم الأحزاب التي نشأت بعد عام 2011 وعددها 92 حزباً.

يرتب الكتاب في بابيه الثاني والثالث الأحزاب السياسية ضمن فصول، حيث يجمع كل فصل الأحزاب السياسية ذات التوجه الواحد، ويرتب الفصول أو التوجهات حسب ظهورها وتأسيس الحزب السياسي الأول فيها، ثم يورد الأحزاب ذات التوجه ذاته مراعياً العامل الزمني في ترتيبها.

يجد القارئ المعلومات الرئيسية عن كل حزب، تبدأ بتاريخ تأسيسه ثم المؤسس وظروف التأسيس، والزعماء الذين توالوا على قيادة الحزب وأهم الشخصيات السياسية البارزة فيه، ثم الحالة التنظيمية والأحداث الرئيسية في مسيرة الحزب من الانقسامات أو الاندماجات أو الخلافات... ثم يستعرض الكتاب تعريف الحزب لنفسه بإيجاز مبيناً الهوية السياسية والفكرية المعلنة له، ويختم كل حزب بتموضعه في خريطة الاصطفافات السياسية الحالية، مشيراً إلى ارتباطه مع أطراف الصراع في سوريا (النظام أو المعارضة أو الإدارة الذاتية).

وجاء في المقدمة أن الكتاب «يفتح باب المقارنة للحياة السياسية بين مرحلتين رئيسيتين في سوريا، تشكل فترة حكم البعث جدار الفصل بينهما، الأولى فترة تنوع الحياة السياسية التي أنشأت الأحزاب التقليدية (الشيوعية والقومية باتجاهاتها المتعددة والإسلامية والليبرالية)، والثانية بعد عام 2011 حيث بدأت الحياة السياسية تعود للتنوع من جديد، بما تبقى من الأحزاب التقليدية، أو في الأحزاب الناشئة»، و«تكمن ضرورة المقارنة في رصد حجم الجمود أو التغيير الذي طرأ على التوجهات الفكرية للأحزاب، وعلى أدبياتها السياسية والآيديولوجية، وفي طريقة تعاملها مع الحالة الوطنية، أو مع التحولات الإقليمية والدولية».

وحسب المقدمة، فإن هناك صعوبات واجهها فريق الإعداد، أهمها «كثرة الأحزاب في الساحة السياسية السورية، وكثرة الانشقاقات التي كانت تتعرض لها الأحزاب السورية، خصوصاً الأحزاب الكردية، وقلة المصادر والمراجع التي تناولت الأحزاب الحديثة، وخصوصاً التي نشأت بعد عام 2011، وضعف النشاط الإعلامي لكثير من الأحزاب، فضلاً عن أن كثيراً من الأحزاب ليس لها مواقع إلكترونية، وبعضها ليس له نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، وصعوبة تصنيف جزء من الأحزاب من الناحية السياسية والفكرية، خصوصاً الناشئة بعد عام 2011، حيث نشرت في أهدافها ومبادئها أفكاراً عامة، دون أن تضع برنامجاً سياسياً محدداً يميزها عن باقي الأحزاب، ولصعوبة تصنيفها فقد ذهب الكتاب إلى أنها أحزاب ديمقراطية فقط دون أن يكون لها توجه محدد، وأدرجها ضمن الأحزاب الديمقراطية والليبرالية».

إضافة إلى ذلك، يطرح الكتاب قضايا سياسية ليفتح المجال لنقاشها، ويسميها «الظواهر»، وأهمها: صعود الأجنحة العسكرية للأحزاب السياسية، وصعود الأحزاب القومية، وصعود البعد الجغرافي في تغيير أسماء أحزاب كردية إلى كردستانية، وصعود الأحزاب المحافظة، وإشكالات في الإطار الدستوري والقانوني، وضعف تمثيل الأحزاب في المعارضة الرسمية.