كشف العميد اللبناني جان ناصيف، الذي كان ضابطاً في جهاز المخابرات الذي كان معروفاً بـ«الشعبة الثانية»، أسراراً عن المفاوضات التي رافقت التوصل إلى «اتفاق القاهرة» بين لبنان والمقاومة الفلسطينية سنة 1969.
وفي مذكراته، التي تصدر بعنوان «سيرة عسكرية وعبر وطنية»، يروي ناصيف كيف تردّد الرئيس اللبناني آنذاك شارل حلو، ورئيس الحكومة رشيد كرامي، في ترؤس الوفد اللبناني إلى المفاوضات التي ترأسها من الجانب الفلسطيني ياسر عرفات. ويتحدَّث كيف عمد عرفات إلى تأخير وصوله إلى القاهرة، للتأكد من حصوله على دعم العدد الأكبر من الدول العربية. وعندما وصل إلى القاهرة في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 1969، كانت قد صدرت مواقفُ عربية داعمة للمطالب الفلسطينية، ما جعل الوفد اللبناني الذي كان برئاسة قائد الجيش العماد إميل بستاني في وضع ضعيف جداً.
وبعد عودة الوفد اللبناني إلى بيروت، اجتمع الضباط لمراجعة بنود الاتفاق التي كانت سرية، وتبيَّن أنَّ البند الوحيد الذي يحمي السيادة اللبنانية كان البند 13، بينما تجيز البنود الأخرى للفلسطينيين التنقل داخل لبنان، والتسلّح ضمن المخيمات، والقيام بالعمل العسكري ضد إسرائيل انطلاقاً من لبنان.
ويذكر العميد ناصيف أنَّ ضمير الرئيس حلو لم يكن مرتاحاً لاحقاً إزاء عدم تصرّفه بحزم حيال «اتفاق القاهرة»، وبقي يحاول طوال حياته التنصّل إعلامياً منه.