HAMLET ★★★★ • إخراج: غريغوراي كوزنتزف
• روسيا (1964)
ختم كوزنتزف (1905 - 1973) مسيرته الفنية الثرية بثلاثة أفلام مقتبسة من الأدب الغربي: «دون كيشوت» لميغيل دي سرڤنتس (1957)، و«هاملت» (1964)، ثم «الملك لير» (1970). وهذان الأخيران من أدب ويليام شكسبير، وهما في الوقت نفسه من أفضل الاقتباسات السينمائية التي حُقِّقت عن هاتين التراجيديتين في التاريخ (أكثر من 120 اقتباساً من 1910 إلى اليوم).
هاملت هو الأحق بخلافة والده بعدما قتل عمّه أبيه وتزوج من أمّه ليضمن العرش. هو مصمّم على الانتقام، لكنه لا يستطيع استعجال حدوثه. وفي حين تبدأ المسرحية بمشهد احتفال القصر بتولّي كلوديوس الحكم، يستبدل المخرج ذلك بلقطات فوقية لبحر هائج يرتطم بالقلعة. هذا رمز مؤكد لحالتي التوتر والغضب المكبوتين. هذا الاختيار أكثر فاعلية بوصفه تأسيساً لما سيقع. القلعة هنا رمز آخر للسلطة، والمشاهد التي تصوّر هاملت (كما قام به إينوكنتي سموكتتونوڤسكي) خارج القلعة تتوازى مع حقيقة أنه فقد زمام الأمور.
يحافظ كوزنتزف على علاقة وثيقة في الأصل، ويؤسس لسينما خالصة ضمن تقاليد تلك الفترة. ما يجعل الفيلم أحد أفضل الأعمال الشكسبيرية التي أُنتجت هو اختيارات المخرج لكيفية تنفيذ كل مشهد احتفاءً بالنص الأدبي وبالصورة المرئية في الوقت نفسه. هذا فيلم يريد نقل نص شكسبير، بقدر ما يريد أن يصنع احتفالاً فنياً به.
ما يمكن الإشارة إليه هو أن استخدام شكسبير لـ«الشبح» (روح والد هاملت) يقترب كثيراً من استخدامه الساحرات الثلاث في «ماكبث»، من حيث إن الشبح والساحرات هم من يوجّهون هاملت وماكبث صوب أفعالهما اللاحقة سعياً لاستعادة السلطة (في «هاملت») والاستيلاء عليها (في «ماكبث»).
HAMLET ★★★
• إخراج: لورنس أوليڤييه
• بريطانيا (1948)
تعكس نسخة الممثل والمخرج لورنس أوليڤييه اقتناعه بأنه على الفيلم الحفاظ على روح النص الشكسبيري بأمانة. احترام النصوص تقليد راسخ ما بين الأعمال المسرحية والفيلمية البريطانية (خاصة في إنتاجات ما قبل وما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة) وعلاقتها بالمصدر الأصلي. لكن هذا لا يعني التزام أوليڤييه بالنص كما هو، لأن الحفاظ على روح النص ومعانيه يختلف عن التعامل مع النص نفسه.

يختزل أوليڤييه الشخصيات إلى أربعة أساسية هي: هاملت، وعشيقته أوفيليا، وعمّه كلوديوس، ووالدته غرترود، مستبعداً شخصيات أخرى مهمّة، مثل أصدقاء هاملت الثلاثة روزنكرنتز وغيلدنستيرن وفورتنبراس. يندفع أوليڤييه باتجاه التركيز على الضعف النفسي والعاطفي لبطله، وكيف أنه لم يعد يكترث كثيراً لانتقامه من عمّه بقدر ما يكترث لاستعادة والدته منه. العلاقة بين هاملت ووالدته هي أحد محاور الرواية، وغالبية الاقتباسات الفيلمية عالجتها من زوايا متقاربة.
المشكلة التي يواجهها الفيلم هي أن أوليڤييه كان قد بلغ الأربعين من العمر حين مثَّل هذا الدور، ما يجعل تشخيص هاملت الذي كتبه شكسبير وفي باله شاب في العشرينات غير مقنع. أداء أوليڤييه المدروس يعوّض هذا الجانب السلبي قدر الإمكان. إنه أداء رصين وعميق ليس غريباً على فناني المسرح والسينما البريطانيين حيال أعمال أدبية كبيرة كهذا.
HAMLET ★★★1-2
• إخراج: فرانكو زيفريللي
• إيطاليا (1999)
اختلافات كثيرة في فيلم زيفريللي تبدأ من المشهد الأول. في حين أن المسرحية تنطلق بمشهد يوفّر مدخلاً لأزمة هاملت (مشهد ظهور شبح والده)، يختار زيفريللي بدء فيلمه بجنازة الأب، مزوّداً إياها بحوارات كُتبت لمشاهد أخرى. كذلك تحرّر المخرج من جغرافية المكان. فيلمه تصوير ثري لمكان مختلف، عوض القتامة الواقعية في النسختين السابقتين، يندفع زيفريللي لتقديم جماليات هي جزء من تكوين جديد للفيلم بصرياً. هذا فيلم استعراضي في الدرجة الأولى، والمكان جزء من هذا الاستعراض، وكذلك التصاميم الفنية والتصوير وملابس الممثلين، وحقيقة أن الفيلم بالألوان وليس بالأبيض والأسود كما في نسختَي كوزنتزف وأوليڤييه.

هذا، إلى جانب تحديث شخصيات الفيلم وإثراء النص بمعطيات سياسية تخصّ الحاضر، يجعل الفيلم ترجمة مفتوحة على اختلافات كثيرة من دون أن ينفصل عن الحكاية نفسها، أو الابتعاد عن طروحاتها.
«هاملت» الشخصية والدراما جزء مهم في المعالجة البصرية والرؤية الاستعراضية التي عالج زيفريللي بها معظم أفلامه (وبينها نسخته من «روميو وجولييت») حبّاً في منح مشاهديه فرصة مشاهدة فيلم شكسبيري مختلف.
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز






