مع حسن في غزْة ★★★ إخراج: كمال الجعفري
فلسطين/ قطر/ ألمانيا | وثائقي
عروض 2025: افتتاح مهرجان لوكارنو.
على الرغم من أن هذا الفيلم لا يصوّر أحداث حرب غزّة لا من قريب ولا من بعيد، فإنه يذكّر بها طوال مدّة عرضه. إنها هناك عبر فعل الاسترجاع نفسه، وعبر المكان وكيف كان حين صوّره المخرج وكيف لا بد أنه أصبح الآن مع اندلاع تلك الحرب. هو تسجيل آيل لأن يكون وثيقة تاريخية ذات محتوى دامغ. ما يطالعنا الفيلم به هم البشر والطرق والبيوت والأسواق والشاطئ ومن ورائه ذلك البحر الأزرق الجميل.
ما في جعبة المخرج هو تسجيل فترة حياة كانت، على صعوبتها حتى في عام 2001 عندما انطلق المخرج باحثاً عن رفيق سجن، ما زالت ممكنة. حرب 2023 لم تكن الأولى لكنها الأفدح. كل ما تلتقطه الكاميرا في «مع حسن في غزّة» ما عاد موجوداً في فيلم يمر بك هذا كذاكرة حيّة. المواد المستخدمة تم تصويرها سنة 2001 من دون خطّة وحين لم يجد المخرج رفيق السجن، عبد الرحيم، الذي انطلق باحثاً عنه قرر جمعها في هذا التوثيق من دون تدخّلات. هذا قد يُفسّر الأسلوب القائم على التنويع وعدم الالتزام بخط بحثي أو سياق متّصل.
ينتقل الفيلم بين ما تم تصويره على نحو يبدو اعتباطياً بكاميرا محمولة ومهزوزة وفالتة من أي خطّة (لدرجة الإزعاج أحياناً) من مشهد ومضمون إلى مشهد ومضمون آخرين وهناك الكثير ليتحدّث فيه: الأطفال السعداء بالتقاط أسماك صغير يجرفها الموج طوعاً، المناوشات بين الغزاويين والإسرائيليين في الليل، جلسات البيوت حيث يفترش الجميع الطعام. الأسواق وما تعرضه والناس وما تتحدّث فيه.
خلال ذلك، ما يعرضه الفيلم هو حياة البسطاء من الناس وما يدفعه إلى تفكيرنا من التساؤل عمن قد يكون بقي على قيد الحياة؟ أي مبنى ربما ما زال واقفاً؟ أي طفل نجا من تلك الزمرة السعيدة بوجود كاميرا تصوّرهم. «مع حسن في غزّة» ليس على مستوى تقني (صوت وصورة) عالِ لكن هذا بدوره من لُحمة ما قام الجعفري بتحقيقه.
ABSOLUTION★★★
إخراج: هانز بيتر مولاند
الولايات المتحدة | تشويق
عروض 2025: تجارية.
يختلف «غفران» عن تلك الأعمال الأخيرة التي قام ليام نيسون بتمثيلها في السنوات الأخيرة مثل Taken وCold Pursuit وHonest Thief، في أن هذا الفيلم ليس مبنياً على «الأكشن» ولو أن هناك بعض المشاهد التي لا بد منها، بل على نسبة أعلى من الدراما مع لمسات عاطفية وإنسانية. يقدم الفيلم حكاية رجل يُنادى باسم ثغ (Thug أو بلطجي) مُصاب بنوع من الألزهايمر (ناتج ربما عن فساد خلايا دم في الدماغ يتعرّض لها الملاكمون كما غيرهم) ولديه عامان من الحياة قبل استفحال الأمر. في أحد المشاهد يفكر بالانتحار لكنه يمضي قدماً في محاولته رأب الصدع مع ابنته وحفيده.

يتعرّف على امرأة أفرو-أميركية لكنه يعلم من البداية أن علاقتهما لن تستمر طويلاً. يقوم بعمليات نقل بضائع لحساب رجل (رون بيرلمان) خدمه ثغ لثلاثين سنة. عندما يعلم رئيسه ذاك بحالته يطرده. يجبره ثغ على ملء حقيبته بالمال لينطلق موزّعاً المال على محتاجين. يحرر فتيات من ملكية قوّاد ويشتري البيت الذي تعيش فيه ابنته المهددة بإخلائه. في ربع الساعة الأخيرة يسعى ثغ للتكفير عن حياته السابقة. إنها الفترة من الفيلم التي سيتصالح فيها القاتل مع نفسه.
إخراج مولاند سديد، لكنه غير كاف لمنح الفيلم أكثر من تلك المعالجة الفنية المعهودة لأفلام تريد دمج التشويق مع الدراما. الناجح هو تفاهم نيسون مع شخصيته والاثنان مع المخرج الساعي لفيلم مختلف عن أفلام الأكشن الأخرى.
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز





