SUPERMAN
★★★
* جيمس غَن
* الولايات المتحدة | كوميكس
* عروض 2025: تجارية.
«سوبرمان» الجديد يقف على الخط الفاصل بين السذاجة والطيبة. من ناحية تتسم العديد من أحداثه بتبسيط جوهر السوبرمانية جاعلة قدراته أمراً نسبياً فهو يُضرب أكثر مما يَضرب ويُهان ويُعذب على غير عادة أبطال أفلام الكوميكس. لكنه ينتفض - ولا بد له أن ينتفض - وينتصر على أعدائه رغم عشرات المعوقات والمواجهات بينه وبين وحش ومخلوقات إلكترونية أرسلها عدوّه اللدود لَكس لوثر (نيكولاس هولت) لقتله بعدما نجح في تشويه سمعته ودفع الحكومة الأميركية للقبض عليه كونه «لاجئاً غير شرعي» ورد من كوكب آخر من دون تأشيرة ولا حتى جواز سفر.
من المثير أن سوبرمان يعتبر نفسه مُرسلاً لإنقاذ أميركا والعالم وهو، في معظم مراحل الفيلم، لا يستطيع إنقاذ نفسه. يتعرض للأذى ويقذفه الناس بالحجارة هذا قبل أن يجد له الفيلم مخرجاً.
هناك مشاهد تكرر المفاد الواحد بضع مرّات. وبينما الحوار، في العديد من المشاهد يتمتع بالكفاءة والعمق، غير أن سرعة الإلقاء تماشياً مع سرعة الإيقاع المعتمد يُطيح بأهميته. على ذلك لا يخفق الفيلم في منح المشاهد التشويق المطلوب ولا الصورة الجديدة لسوبرمان في بدايات مغامراته. هذا الفيلم هو «إعادة تشغيل» (Reboot) وتركيب للحكاية الأولى حول نشأة البطل المغوار.
في كنه الفيلم أن سوبرمان هبط الأرض لكي ينقذ من فيها. يعتقد أنه ينتمي إلى أهل الأرض حتى ولو كانت خصاله ليست أرضية. مؤكداً على دوره الإنساني. يفشل هنا وينجح هناك والإعلام الرسمي يهاجمه قبل أن يصفح عنه ويعتذر في النهاية.
الأمر اللافت الآخر أن كل ذلك يمر في سرعة ومن دون كثير من التعمّق في المدلولات باستثناء أن جزءاً مهمّاً من الفيلم يدور حول غزو دولة اسمها بوراڤيا بلداً مجاوراً اسمه جارهانبور. بوراڤيا بلد قوي عسكرياً تحميه مؤسسات حكومية أميركية وجارهانبور بلد ضعيف مؤلّف من عزّل أبرياء. لا بوراڤيا اسم قريب من كلمة «إسرائيل» ولا جارهانبور اسم قريب من «فلسطين»، لكن العديد من الدلالات تُفيد أن الفيلم بنى هذا الجزء من موضوعه بوحي مما يقع في غزة. الصحراء ذاتها. القدرات المتباينة نفسها ورئيس وزراء بوراڤيا يشبه، بدناً وتصرفات، يائير نتنياهو. في الفيلم يلقي حتفه عندما يتم إلقاؤه من ارتفاع شاهق. لا عجب
يٌجسّد شخصية سوبرمان الجديد الممثل ديڤيد كورنسوَت الآتي من دور ثانوي قام به في فيلم Twisters في العام الماضي. لا بأس به حال يتعوّد المرء عليه. لكن لا هو ولا الفيلم بأسره يستطيعان تجاوز أفضل فيلمين من السلسلة هما «سوبرمان» لرتشرد دونر (1978) و«سوبرمان 2» لرتشرد لستر (1981). لكنه بالتأكيد أفضل مما تبع هذين الفيلمين حتى وقت قريب.
KINGDOM
★★★
* ميشل شياشومسكي
* بولاند| دراما عن حرب مقبلة
* عروض 2025: مهرجان «نيو هورايزون إنترناشيونال فيلم فستيڤال» (بولاندا)
بولندا عبر رؤية من الظلال في نظرة مستقبلية قريبة. «مملكة» هو نوع من الأفلام الذي ينتمي إلى رؤية مخرجه الشاب فنياً كما كنص ومضمون.
يدور حول رجل ديڤيد (جوليان زڤيوڤسكي) أُقيل من عمله ويُفجع بمقتل شقيقه ويقبل رأي أصدقاء أخيه بأن الموت لم يكن نتيجة حادثة كما يُشاع بل كميناً نصبه الأعداء. يشعر بأن عليه قبول ما يُقال له والانضمام إلى تلك المجموعة للانتقام من القتلة. هي مجموعة تنتمي إلى ميليشيا باسم «العنكبوت الأسود» تمارس نشاطها العسكري ضد أعداء في حرب قائمة. متآلفة فيما بينها وتعبّر عن مؤازرتها لديڤيد في محنته.
لا يذكر الفيلم من هم الأعداء (نرى إعدام إثنين منهم من بعيد) ولا يحدد التاريخ. لكن هذا لا يمنعه من تجسيد الحالة التي يتحدّث عنها كما لو كانت واقعة بالفعل.
أسلوب شياشومسكي لافت. لجانب سرد ذي إيقاع هادئ وغير مستعجل، يختار المخرج تصوير معظم مشاهده في الظل. تصوير ديڤيد وسواه من الخلف وبإضاءة دون طبيعية سواء أكانت المشاهد داخلية أو خارجية. الكاميرا من الخلف وكثيراً ما تكمن عن بعد. الناتج أسلوب عمل متّحد يشكل تحدياً لرغبة المشاهد في التعامل من كثب مع شخصيات الفيلم لكنه الأسلوب الذي يضمن للمخرج منهجاً بحثه في مستقبل معتم بدوره.
إذا ما كان المخرج يهدف إلى شيء محدد من خلال سيناريو كتبه حول احتمال نشوب حرب ضد عدو محتمل (روسي؟) فهو وضع تصوير الثمن الإنساني والأخلاقي الذي يدفعه المتحاربون خصوصاً إذا ما كانوا من طينة طيّبة تنقلب على نفسها تحت الضغط. في الفيلم تيمات متعددة مثل القتل المُشاع والهوية المفقودة والمستقبل المظلم والشعور بالذنب. يتجنب الفيلم الإدانة لكنه يمنح الفيلم رؤيته القاتمة لعالم فالت من ضوابطه.
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز






