ما بين كوكب بارد فوق كوكب بعيد ودراما ساخنة على الأرض

شاشة الناقد: MICKEY 17

«ميكي 17» (وورنر)
«ميكي 17» (وورنر)
TT

ما بين كوكب بارد فوق كوكب بعيد ودراما ساخنة على الأرض

«ميكي 17» (وورنر)
«ميكي 17» (وورنر)

MICKEY 17

(جيد)

‫• إخراج: بونغ جون هو‬ Bong Joon Ho

• الولايات المتحدة | خيال علمي

• عروض مهرجان برلين (2025).

بعد جولته الناجحة في طبقات المجتمع الكوري في «طفيلي» (Parasite) الذي نال عنه «أوسكار أفضل فيلم عالمي» سنة 2019، قام المخرج جون هو باستدارة كاملة صوب فيلمه الأسبق «Okja» المنجَز سنة 2017، ليس من حيث الموضوع بحد ذاته، بل من حيث اختيار التطرّق إلى العلم بوصفه سبيلاً للثروة والسُلطة. العلم والاستهلاك يسيران يداً بيد لخدمة القلّة و«ميكي 17» يماثل «أوكجا» وأعمالاً أخرى للمخرج (من بينها «ذكريات جريمة قتل»، 2013) في مزجه الحكاية بإسقاطات نقدية اجتماعية.

روبرت باتينسون هو «ميكي»، والتاريخ هو 2054. بعض الأحداث تدور على الأرض، وأخرى في الفضاء، وفوق كوكب اسمه «نيفلهايم» تدور أيضاً أحداث. ميكي عاش 16 مرّة سابقاً بفضل ڤاكسين؛ يصنع منه نُسخاً متعددة. كلما انتهت صلاحية إحداها (بالموت عادة)، تُوفّر نسخة أخرى منه. النسخة 17 انضمّت إلى مركبة فضائية، ولأنه بلا خبرات محدَّدة، اقترح أن يشغل وظيفة «مُستغنى عنه»، وهذا يعني أنه يقبل أن يموت. إنه جرذُ اختبار لمعرفة ما إذا كان الكوكب صالحاً للحياة فعلاً أم لا؛ خصوصاً أن هناك وحوشاً تعيش عليه.

يُعتقد أنه مات فعلاً، ويُستنسخ لشخص بالملامح والذكريات نفسها... سيلتقيان (ويتقاتلان) أمام سؤال مرير حول المدى الذي قد يذهب العلم إليه مستقبلاً. هو ليس الفيلم الوحيد الذي طرح هذا السؤال، كما أنه ليس أفضل مَن أجاب عنه. يؤدي مارك رافالو شخصية سياسي أميركي يُجسّد التركيبة العلمية الاستهلاكية السياسية ذات التوجه الديني اليميني. أمرٌ أقرب لنموذج (مقصود) بين رونالد ريغان ودونالد ترمب. بيد أن المرء هنا يتمنَّى لو أن صورة هذا السياسي لم تُرسم كاريكاتيرياً وبلا عمق.

الفيلم مثيرٌ في حكايته، وباتينسون جيد فيما يقوم به. يُشيّد خطوة مهنية مهمّة لما سبق وقام به. لكنه مضطرب في وجهاته وسرده غير المتواصل.

«هستيريا» (بلوتو فيلم)

HYSTERIA

(جيد)

‫• إخراج: محمد عاكف باياكاتالاي‬

• ألمانيا/ تركيا | تشويق

• عروض مهرجان برلين (2025).

ليست هناك أفلام كثيرة في تاريخ السينما من بطولة «مساعد مخرج». هنا تفعيلة جيدة في هذا المضمار بطلتها ممثلة جيدة وغير معروفة خارج ألمانيا، اسمها دڤريم لينغناو. إنها «إليف» الشابة التي تجد نفسها في دوّامة من المواقف عندما يحتج فريق تركي وكردي على قيام مخرج الفيلم (سركان كايا) بتصوير مشهد لحرق القرآن الكريم، عادّين ذلك مساساً بشعور المسلمين، وقد يؤدي إلى ردّات فعل عنيفة واحتجاجات. في البداية، لم يكن لها رأي في هذا الخصوص، بيد أنها تعكس فرحها عندما تُخبرها المنتجة الألمانية «ليليث» (نيكولت كرابيتز) بأنها قررت إعادة التصوير من دون ذلك المشهد. المشكلة أن أحدهم سرق ما صُوّر من داخل الشقة التي استأجرتها المنتجة، والتي تستخدمها إليف. وسيبقى السؤال: مَن هو الفاعل ولماذا؟ لأن إليف لا تزال مُتّهمة، كذلك عاملون آخرون في الفيلم. في المشهد النهائي ستُوسَّع دائرة الشكوك لتشمل المخرج فيجيت (سركان كايا) والمنتجة نفسها. نهاية الفيلم هي نقطة ضعف أساسية؛ إذ تحاول معاقبة الجميع لمجرد غاية المخرج للقول إن الجميع مسؤول.

يتعامل الفيلم مع الوضع الجاهز للانفجار بين المواطنين الأتراك والألمان مع أنياب العنصرية، لكنه يتراجع عن تحويل الفيلم إلى نقد محدد. حوار جيد، والمخرج يدفع صوب تشويق دائم. هو كتب سيناريو كان يمكن لبطولته أن تكون لمخرج الفيلم أو منتجته أو بعض أعضاء فريقه من الرجال، بيد أن اختيار فتاة والدها تركي، وأمها ألمانية، وتقف على خط نحيف قد يعرّضها للسقوط، يمتاز بالذكاء.

Voy Voy Voy (فيلم كلينيك)

ڤوي ڤوي ڤوي

(وسط)

• إخراج: عمر هلال

• مصر | كوميديا

• عروض جائزة «مركز الفيلم العربي» (2025).

مثّل هذا الفيلم السينما المصرية في سباق «أوسكار أفضل فيلم عالمي»، العام الماضي. كيف وهو لا يرقى إلى المستوى المفترض؟ لم يعد ذلك مهمّاً، لكن ما زال في البال كمُّ الاستقبال النقدي المؤيد للفيلم، على أساس أنه فيلم جديد في موضوعه، وجيد في إخراجه.

في الواقع قد يكون جديداً، لكن ذلك ليس نقطة الفصل فيه، لأنه في نهاية مطافه كوميديا تفتقر لأسباب الضحك، وإخراجه تقليدي من دون عمق، وبه أخطاء كثيرة في خانة المنطق.

يدور حول الشاب «حسن» (محمد فراج) الذي، تحت ضغط الحاجة لزيادة دخله، يدّعي أنه كفيف وينضم لفريق كرة قدم من المكفوفين الذين يتدرّبون لمباراة عالمية لأمثالهم ستُقام في بولندا. هي فرصة لحسن للهجرة بعيداً عن الوضع الماثل. هناك ما يشد الاهتمام إلى أن يبدأ المُشاهد بالتقاط نقاط الضعف في القصّة والأداءات والإخراج عموماً. الفكرة نفسها كان يُمكن لها أن تشيِّد عملاً أفضل لو كان لدى صانعي الفيلم الطموح الكافي.



من شباك التذاكر إلى «مهرجان أفلام السعودية»... الكوميديا الشبابية تكسب الرهان

الطلاب في فيلم «فخر السويدي» الذين تجمعهم مغامرات مضحكة (الشركة المنتجة)
الطلاب في فيلم «فخر السويدي» الذين تجمعهم مغامرات مضحكة (الشركة المنتجة)
TT

من شباك التذاكر إلى «مهرجان أفلام السعودية»... الكوميديا الشبابية تكسب الرهان

الطلاب في فيلم «فخر السويدي» الذين تجمعهم مغامرات مضحكة (الشركة المنتجة)
الطلاب في فيلم «فخر السويدي» الذين تجمعهم مغامرات مضحكة (الشركة المنتجة)

في الوقت الذي يحافظ فيه الفيلم الكوميدي السعودي «شباب البومب 2» على تصدّر شباك التذاكر السعودي، محققاً إيرادات تجاوزت 2.77 مليون ريال، وذلك بعد شهر من بدء عرضه، تشهد الدورة الحادية عشرة من «مهرجان أفلام السعودية» إقبالاً لافتاً على عروض أفلام كوميدية سعودية، في مؤشر يلفت إلى الحضور المتنامي لهذا النوع من الأعمال بين صنّاع الأفلام والجمهور على حد سواء.

ورصدت «الشرق الأوسط» حضوراً جماهيرياً مكثفاً في عروض فيلمين كوميديين هما «إسعاف» و«فخر السويدي»؛ إذ امتلأت صالات العرض، واصطفت الجماهير في طوابير طويلة، معظمهم من فئة الشباب وصغار السن، وهي الفئة التي يستهدفها فيلم «شباب البومب 2»؛ ما يعكس توجه الجمهور المحلي بشكل واضح نحو الكوميديا.

والمشترك بين هذه الأفلام الثلاثة، على تفاوت مستوياتها الفنية، أنها لا تتعامل مع الكوميديا بوصفها هامشاً، بل تقدمها كلغة للتواصل مع الجمهور ومعايشة واقعه ومفارقاته اليومية.

فريق فيلم «إسعاف» مع المخرج كولين توج (الشركة المنتجة)

«إسعاف»... مغامرة خطرة

فيلم «إسعاف»، إخراج كولين توج، وبطولة: إبراهيم الحجاج، ومحمد القحطاني، وفيصل الدوخي، وفهد البتيري، ونرمين محسن، ومطلق مطر، ومهند الصالح، وسعيد صالح، وحسن عسيري، ولطيفة المجرن، ونجوم آخرين، تتناول قصته شابين يعملان مسعفَين؛ الأول مستهتر والثاني جاد، وكلاهما يتورطان مع مجرم يلاحقهما بشكل مريب (فيصل الدوخي)، ويحاولان الهرب منه، ولكن يقعان في ورطة كوميدية، تفاعل معها الحضور في قاعة المهرجان بالضحك والتصفيق طيلة مدة الفيلم الذي تمكن من تحقيق المركز الرابع في قائمة شباك التذاكر السعودي، في أسبوعه الأول، بإيرادات تجاوزت 1.8 مليون ريال.

حضور كثيف شهده فيلم «فخر السويدي» أثناء عرضه في المهرجان (تصوير: إيمان الخطاف)

«فخر السويدي»... كوميديا مدرسية

أما فيلم «فخر السويدي» الذي تدور أحداثه داخل مدرسة ثانوية للبنين في حي السويدي بمدينة الرياض، فيتناول قصة مدير المدرسة «شاهين» (فهد المطيري) الذي يخترع فصلاً دراسياً جديداً للطلاب باسم «الفصل الشرعي»؛ ما يعرضه للكثير من المتاعب مع أخيه مالك المدرسة، وكذلك مع الطلاب والمعلمين الذين يحاولون الخروج عن المألوف لتحقيق مطالب المدير «شاهين».

وقد حظي الفيلم كذلك بحضور جماهيري كبير، وتفاعل الجمهور بالضحكات على المواقف الكوميدية التي يمتلئ بها الفيلم، علماً بأنه من المنتظر عرضه في صالات السينما السعودية يوم 8 مايو (أيار) المقبل.

ويضم «فخر السويدي» مجموعة من الممثلين، على رأسهم: فهد المطيري، وفيصل الأحمدي، وسعيد القحطاني، ويزيد الموسى، وياسين غزاوي، وصلاح الدالي، إضافة إلى محمد علي، ومهند الصالح، وعبد الله أحمد، وأسامة صالح، ونايف الفواز، وعبد العزيز المبدل، وأسامة القس. وهو فيلم من تأليف يزيد الموسى، ومن إخراج هشام فتحي وعبد الله بامجبور وأسامة صالح.

وبشكل عام، استطاع مهرجان أفلام السعودية الذي تُنظمه «جمعية السينما»، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ودعم هيئة الأفلام، أن يجذب شريحة جديدة من فئة الشباب الذين تستهويهم الأفلام الكوميدية، خاصة مع كثافتها في الدورة الحادية عشرة التي يُسدل الستار على فعالياتها مساء الأربعاء المقبل، في حفل كبير يُقام في مسرح «إثراء»، ويتخلله تتويج عدد من الأفلام الفائزة ضمن عدة مسارات.