شاشة الناقد

كايلي سبايني في «بريسيلا» (زوتروب برودكشنز)
كايلي سبايني في «بريسيلا» (زوتروب برودكشنز)
TT

شاشة الناقد

كايلي سبايني في «بريسيلا» (زوتروب برودكشنز)
كايلي سبايني في «بريسيلا» (زوتروب برودكشنز)

في العام الماضي خرج علينا باز لورمن بفيلمه عن ألفيس برسلي. الآن نحن مع زوجته برسيلا برسلي ولديها حكاية مختلفة عنه.

Priscella**

إخراج: ‪صوفيا كوبولا‬ | الولايات المتحدة | 2023

هناك لمسة مصطنعة تشمل كل أفلام المخرجة صوفيا كوبولا. لمسة تمنع هذا الناقد من قبول دعوتها للمضي معها إلى حيث تريد أن تأخذ مشاهديها. هذا متوفر في أيّ من أفلامها السابقة بما فيها «ماري أنطوانِيت» (2006)، الذي استقبل جيداً في «كان» لسببين، الأول أن نصف الفيلم مثير كأسلوب عمل فني، والثاني أن الفرنسيين يحبون تقدير الأميركيين لتاريخهم، حتى ولو كانت الشخصية هي الملكة التي طلبت من شعبها أن يأكلوا البسكويت.

«برسيلا» يملك تلك المسحة الاصطناعية التي تبدو هنا في مكانها إذا ما رضي المرء بذلك القدر من الإجادة. يتحدّث عن زوجة المغني الأميركي الشهير ألفيس برسلي نقلاً عن كتاب زوجته برسيلا «ألفيس وأنا». يبدأ الفيلم سنة 1959 عندما التقت بريسلا بألفيس لأول مرّة. هي كانت في الـ14 من العمر وهو في الـ24. حين عاد من ألمانيا زار والديها وأعلن حبه لها وتزوّجا، وبذلك أصبحت زوجة أشهر نجوم الغناء (وأحد أشهر نجوم السينما ولو لفترة قصيرة). الفضول يتوقّف هنا لأن المخرجة قررت الاكتفاء بتتابع الأحداث كما ترد في الكتاب. المشكلة ليست في نقل النص المنشور، بل حقيقة أن المعالجة تقليدية بلا نفحة تجديد. حتى مراحل الانتقال الزمني تعمد إليها على نحو لم نشاهده منذ الستينات: عبر أوراق الروزنامة المنتزعة من التقويم.

«بريسيلا» يمكن اعتباره الجواب على فيلم «ألفيس» في العام الماضي. ليس إنه معاكساً لما ورد في ذلك الفيلم، بل لأن فيلم باز لورمن احتفى بألفيس (كما أداه أوستن بتلر) فناناً مطرباً، وشخصية جذابة ومستقطبة ونجماً كبيراً بالطبع، بينما فيلم كوبولا ينضوي على قصّة حب تتحوّل إلى مشاكل شخصية وعاطفية. الصورة التي توفرها لألفيس نقلاً عن زوجته ليست باهية، إذ بعد انحسار الحب وارتفاع الشهرة بات شخصاً مختلفاً حيالها يريدها أن تبقى في البيت بلا أي طموح خاص بها، وحين تواجهه بعلاقاته العاطفية يغضب ويرميها بما تصل إليه يده (في ذلك المشهد كرسي).

كل من كايلي سبايني في دور بريسيلا وجاكون إلرودي في دور ألفيس جيدين. أحياناً ما يوحيان بأن الكيمياء بينهما ليست متناسبة ولا الفيزياء أيضاً، كون سبايني قصيرة وإلرودي طويل القامة، مما يخلق في البداية ما يدعو للسخرية قبل أن تتحوّل إلى نقطة غير مضيئة كلما صوّرتهما كابولا معاً.

تبقى صوفيا كوبولا على السطح طوال الفيلم. في تلك المشاهد التي تتطلب إشعارنا بوحدة بريسيلا الناشئة عن إهمال زوجها لها، ستكتفي بالدلالات العامّة وتهيئة الديكور لكي يستقبل لقطة بعيدة مع ضوء محدود. لكن لا شيء من كل هذا يتجاوز النظرة إلى حيث كان من المطلوب النفاذ إلى المشاعر.

* عروض: عالمية.

‪ The Killer ‬***

إخراج: ‪ديفيد فينشر‬ | الولايات المتحدة | 2023

القانون الأول، يقول فيلم «القاتل» لمستمعه أن يُصغي لنفسه ولا يدع أي شيء آخر يعترض طريقه. نصيحة ثمينة لا نجد أن قائلها قادر على تطبيقها.

في «القاتل» شخصية رجل بلا اسم (مايكل فاسبيندر) يعمل قاتلاً مأجوراً، وفي البداية نراه يحاول قنص سياسي في شقته في باريس. إنه في ذلك المشهد الأول المؤلف من نحو 10 دقائق يبدأ بتلاوة القوانين التي على كل قاتل محترف، أو من يود أن يصبح قاتلاً محترفاً، اتباعها. 10 لاءات حاولت تذكّرها حتى أكتبها هنا (أو ربما لكي أمارسها فيما لو قررت التحوّل إلى قاتل محترف) لكني نسيت معظمها.

«القاتل» (أركايا إنترتينمنت)

واحدة من تلك اللاءات أو القوانين التي ما زالت في البال هو الصبر خلال العمل. نصيحة قيّمة أخرى، خصوصاً عندما تشاهد فيلماً كهذا يُخفق في تحديد ما يريد قوله. تنتهي مهمّته بالفشل (بعض القوانين لم يكن فاعلاً على ما يبدو)، ويعود إلى جمهورية الدومينيكان، حيث يعيش، ليكتشف أن صديقته (صوفي شارلوت) قد ماتت مقتولة. من هنا الفيلم هو قصّة انتقام أخرى. بطلنا الذي لا يعطيه المخرج اسماً يكتشف الفاعلين ويمارس مهنته في التخلص منهم.

للفيلم حسناته بالتأكيد. إخراج الخبير ديفيد فينشر يقتنص اللحظات المهمة في مشاهد موحية وبسرد متواصل. لكن الفيلم لا يكشف ما هو المرغوب قوله هنا. ما هو المفاد العام الذي يمكن أن يخرج به المُشاهد؟ هذه شخصية لا تستطيع أن تحبّها ولا المخرج يطلب منك أن تكرهها. هو حرفي تصدقه لكن الأحداث المحيطة به لا تملك ما يكفي لمنحه الأهمية والتميّز. هناك ما يستدعي الاهتمام في الفيلم، لكن في اللحظة التي نبدأ فيها بالتساؤل عن ماهية الرسالة التي يود طرحها، يتساقط كل شيء أرضاً.

* عروض: حالياً في صالات السينما

‬Shoshana**

إخراج: مايكل وِنتربوتوم | بريطانيا | 2023

استوحى وِنتربوتوم فيلمه عن قصّة نُشرت قبل نحو 20 عاماً بعنوان «One Palestine Complete» لكاتب غير معروف جداً في الوسط الأدبي هو توم سيغيف، صحافي إسرائيلي لديه بضعة مؤلفات تهتم بتاريخ المنطقة و«فلسطين واحدة كاملة» هي واحدة منها، وتعود إلى الثلاثينات عندما كانت البلاد ما زالت تحت عهدة بريطانيا. في تصريحاته، ذكر وِنتربوتوم أنه قرأ الرواية خلال الغزو الأميركي للعراق، ووجد أن الدور الذي قامت به بريطانيا خلال تلك الفترة يشبه الدور الذي قامت به الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. هذا التشبيه غير موجود في الفيلم، لكن الاستنتاج الذي يمكن للمُشاهد الخروج به لا يختلف كثيراً عن تلك الصورة. يحتوي «شوشانا» على سرد تاريخي، لكنه ليس ناصعاً كما يتمنى المرء. هذا لأن الفيلم - الذي يذكر في مقدّمته أنه مبني على وقائع حقيقية - يتبنى وجهة نظر بطلته المهاجرة الروسية شوشانا (إرينا ستارشنبوم) التي تؤمن بأن فلسطين عليها أن تكون دولة لليهود. انتقال المخرج بين الفريقين، العربي واليهودي، ليس متساوياً في الفترة الزمنية الممنوحة لكل فريق. هذا مفهوم تبعاً للنص الأصلي، لكن المخرج كان يستطيع تجاوزه، فيما لو أراد رسم صورة كاملة. لكن في الوقت الذي لا يود الفيلم فيه أن يكون بوق دعاية لأي طرف، يصرف المخرج وقتاً لا بأس به لمناوءة الصوت العنصري بين فصيل ثوري يهودي ينادي باستخدام العنف ضد العرب لأنه «لا يمكن بناء إسرائيل إلا بالعنف»، وآخر يؤمن بحل الدولتين. على الجانب العربي، نجد البريطانيين يمارسون أسلوب البطش حيال المعارضين للهجرة اليهودية إلى فلسطين. في الوقت نفسه هناك إدانة مماثلة (ولو عابرة) للدعوة التي تتبناها المنظمات اليهودية لفرض سيطرتها وطرد الفلسطينيين من أراضيهم.

لقطة من «شوشانا» (ريفوليوشن فيلمز)

ما سبق ذكره هنا يؤدي إلى قرارات غير نهائية، ومستويات غير ثابتة، وآراء لا تقدم على موقف واحد حتى نهايته. هناك قصّة حب واضحة بين شوشانا والضابط ويلكِن، عندما يلتقيان في حفلة بالمدينة التي ستصبح تل أبيب يوظفها الفيلم كدراما عاطفية مواكبة للمواقف السياسية الناشئة. هناك أيضاً مشاهد مبهمة من حيث ترتيب أحداثها ومعرفة ما المقصود منها وما هي المواقف التي يؤيدها البعض ويعارضها البعض الآخر ولماذا. هذا عاكس لما يبدو حيرة المخرج في قراراته. في أفضل الحالات يريد توفير فيلم بثلاثة أضلاع متساوية (عرب وبريطانيون ويهود). في سبيل ذلك، يمضي وقتاً كبيراً في تبادل المواقف والاتجاهات من دون أن يحقق الرغبة المطلوبة.

* عروض: مهرجان تورنتو

ضعيف* | وسط**| جيد ***| ممتاز**** | تحفة*****


مقالات ذات صلة

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

يوميات الشرق المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد» المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود» الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها للفقراء

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

في ظل الجدل الذي أثير أخيراً حول «موهبته» احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.