اختُتمت فعاليات الملتقى بعرض سينمائي لفيلم «عرق البلح» المنتج عام 1998 للمخرج رضوان الكاشف (هيئة الأفلام)
بريدة:«الشرق الأوسط»
TT
بريدة:«الشرق الأوسط»
TT
«ملتقى بريدة» يناقش «الهجرة والسفر في السينما»
اختُتمت فعاليات الملتقى بعرض سينمائي لفيلم «عرق البلح» المنتج عام 1998 للمخرج رضوان الكاشف (هيئة الأفلام)
شهدت الجولة الخامسة من ملتقى النقد السينمائي في بريدة (وسط السعودية)، نقاشات ثرية ركزت على موضوع «الهجرة والسفر والانتقال في السينما»، بمشاركة مختصين ومهتمين بالنقد السينمائي، محليين ودوليين، وذلك استعداداً للمؤتمر الرئيسي للنقد السينمائي الذي يقام بالرياض الشهر المقبل.
وأكد المهندس عبد الله آل عياف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، أن سلسلة ملتقيات النقد السينمائي أثبتت تمتع جمهور السينما المحلي بذائقة رفيعة، مبيناً أنها تُسهم في صقل المهارات الفنية والنقدية لدى المتلقّي. وأشار إلى أن «ملتقى بريدة» يمثّل دورة سينمائية مكثفة ناقشت حالة الهجرة والسفر في الأعمال السينمائية.
وتضمّن الملتقى عروضاً وجلسات نقاشية عدة لنخبة من المتخصصين في مراجعة السينما ونقدها، حيث بدأ بورشة «توليف الأفلام»، قدمتها المخرجة اللبنانية رانيا أسطفان، مُناقِشةً فيها عملية المونتاج والتحرير السينمائي، وتبعها عرضٌ للدكتور الحبيب ناصري عن السمات الفنية والجمالية في سينما المهاجرين تحت عنوان: «الثابت والمتحول»، وآخر للكاتب والناقد السينمائي إبراهيم العريس عن الهجرة ومعانيها في السينما العالمية والمحلية.
واستعرض الشاعر والكاتب المصري يوسف رخا الإنجازات التي أسهمت في نقل السينما العربية من مجالها الإقليمي إلى مهرجانات السينما الكبرى مثل أعمال المخرج يوسف شاهين، بينما اختُتمت فعاليات الملتقى بعرضٍ سينمائي لفيلم «عرق البلح»، المُنتَج عام 1998، للمخرج رضوان الكاشف، وعقدت جلسة نقاش حوله بين المخرجة السعودية ضياء يوسف، والباحث السعودي عبد الله الزيد، بحضور عدد من المدونين، والكتّاب والمهتمين بالتحليل السينمائي.
كانت هيئة الأفلام قد أطلقت ملتقى النقد السينمائي في مارس (آذار) الماضي، وتنقّلت جولاته بين جدة والظهران وأبها وتبوك، لتحط رحالها أخيراً في بريدة، قبل الانتقال إلى المؤتمر السينمائي الاستثنائي الذي يعقد في الرياض خلال الفترة بين 7 و14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بوصفه منصة تجمع المختصين والمهتمين بالنقد السينمائي وثقافة الفيلم، لتبادل الخبرات والاطلاع على المستجدات في مجال النقد السينمائي، ومفاهيمه، وتطبيقاته الحديثة.
احتاج الممثل الفرنسي طاهر رحيم إلى استخدام قالب في الفكّ السفلي، وساعات من الجلوس بين يدَي خبير الماكياج ليؤدّي دور البطولة في الفيلم الجديد «مسيو أزنافور».
يرفض المهندس تقديم سيرة والده درامياً قائلاً: «لم يكتب والدي مذكراته بل كان يردّد أن أعماله هي المتحدث الرسمي بعد وفاته، كما أنّه لا يصلح أحد لتجسيد شخصيته».
نهاية الفيلم السعيدة تزوّد مُشاهدها بالأمل، فيصفّق لفريق العمل إعجاباً وتشجيعاً. موهبة شبابية جديدة تُمثّلها ميرا شعيب في عالم السينما اللبنانية...
فيفيان حداد (بيروت)
ثلاثة أفلام تتحدّث عن إسرائيل من زوايا مختلفةhttps://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7/5058036-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%91%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%A9
يسبح المتابع لأفلام مهرجان «ڤينيسيا» الذي يقترب حثيثاً من انتهاء دورته الـ81 يوم السبت، بين أفلام تتماوج في اتجاهات متعددة. يأخذنا كل فيلم صوب موضوع مختلف. رؤية خاصة، أسلوب عمل منفرد، مفادات متعددة. حتى عندما لا يكون أيّ من هذه الأفلام منفرداً في أسلوبه أو في موضوعه، بل حتى وإن لم يُنجِز المتوقع منه، فإن توالي التجارب مجتمعة هو ثراء ومتعة وأعمال زاخرة بالمعرفة.
لكن لا بد من القول إن أفلاماً كثيرة، ومن بينها ما هو جيد، باتت ترتاح لما يمكن وصفه بـ«مشاهد الصدمة». تلك التي تعمد لتأكيد ما تريد لفت النظر إليه باختلاق لقطات كان يمكن للرسالة المطلوبة الوصول لما تريد تحقيقه وقوله، لو نهجت أسلوباً يعتمد على تشكيل أبسط وأثرى وأكثر أصالة.
ليس أن المعنيّ هنا هو عدم الابتكار والتحديث، لكن لا بدّ أن يكون لهما (الابتكار والتحديث) رؤية فنية وقواعد سليمة تدفع حيال نجاح المعالجة وليس تكبيلها.
عائلة فلسطينية في يافا
واحد من الأفلام التي استعاضت عن السّهل الممتنع بالممتنع وحده، «عطلة سعيدة» للفلسطيني إسكندر قبطي (من عرب 1948) الذي عرض في مسابقة «آفاق»، فيلم خالٍ من مشاهد مفتعلة، لكن معالجته السّردية ليست مبرّرة.
دراما من 5 فصول كل منها يروي جانباً من قصّة واحدة. الطريقة ليست بالطبع جديدة (أكيرا كوراساوا عمد إليها في فيلمه الرائع «راشامون» سنة 1950)، لكنها في إطار ما يوفره الفيلم من أحداث لا تطرح الحل الأفضل لما هو معروض: المكان حيفا. الزمن الحاضر. رامي رجل فلسطيني عاشر امرأة يهودية اسمها شَلي والآن هي حبلى. يروي قبطي قصّته، ثم ينتقل إلى قصّة والدته ذات الشخصية المهيمنة التي لا تعرف شيئاً عن هذا الموضوع ومشغولة بعرس ابنتها التي تصرّ على أن يأتي حافلاً بالبهجة مهما كلّف مادياً. زوجها في ورطة مالية ويريد بيع البيت وهي تعارض. القصّة الثالثة تنقلنا إلى شَلي ووالدتها (ذات الشخصية القوية بدورها) التي تعارض أن تحبل ابنتها من عربي. ثم نحط مرّة أخرى في دار العائلة الفلسطينية لأن هناك بوادر حب مع طبيب فلسطيني وصديق لرامي. الفصل الخامس هو ما سيحصده المؤلف - المخرج من مفادات عن هذه الحكاية.
هذا فيلم جيد بمضمونه ينضح بالملاحظات التي تطرحها الحكاية أولاً، ثم الكاميرا بعد ذلك، مثل العلاقات المتشابكة بين الشخصيات الفلسطينية في الداخل والشخصيات اليهودية المرتبطة بالأولى بحكم العمل أو بحكم العلاقة الشخصية. المشكلة تقع في جانبين، تكرار دخول شريط الصوت التابع للمشهد اللاحق قبل انتقال الكاميرا ونحن إليه (هذا مُحتمل بضع مرّات، لكن أكثر من ذلك هو تكرار لا يضيف شيئاً)، وحقيقة أن الفيلم المليء برطل من الحوارات يريد التماثل بالأسلوب التسجيلي رغم أنه دراما ممتلئة بالاحتمالات الحاضرة أو الغائبة. هذا كله يجعل الاهتمام بما يدور يتفاوت من مشاهد لآخر.
المهندس المختلف
هناك معالجة متشابكة في فيلم آخر هو «الوحشي» (The Brutalist). لكن هذا التشابك بين ما هو معروض وبين ما كان يمكن أن يُعرض بنجاح أعلى، هو اللقاء النظري الوحيد بين الفيلمين.
«الوحشي» فيلم جيد بلا ريب، لكنه يبني ويهدم، ومن ثَمّ يبني من جديد مواقفه، وخلال ذلك يُكرّر ما كان يكفي ذكره في المرّة الأولى. يدور حول لازلو (أدريان برودي)، مهندس معماري من يهود المجر الذين هربوا من النازية إلى الولايات المتحدة. عند وصوله يستقبله قريب له (أليساندرو نيڤولا) الذي يملك شركة تعهدات معمارية. هذا التعاون يدلي بلازلو إلى التعرف على لي ڤان بورين (غاي بيرس) أحد كبار أثرياء ولاية بنسلفانيا الذي، يطلب منه بناء مجمع فوق أرضه يضمّ فيما يضم، كنيسة ومدرسة وجمنيزيوم ومكاتب. نمضي أكثر من ساعتين في متابعة قيام لازلو بالمشروع متمتعاً بمباركة ڤان بورين ومساندته رغم خلافات لازلو مع محيطين ببورين وبينهم ابنه. محامي بورين يساعده في جلب زوجته وإحدى قريباته.
تكاد التفاصيل أن تقتل فيلماً يقوم على مواجهة لازلو (ثم عائلته) لحياة يصعب له العيش فيها من دون التنازل والتأقلم معها. يقف الفيلم معه في هذه المواجهة فإذا به الشخص الوحيد الذي يمكن للمُشاهد القبول به. هذا على الرغم من أنه اعتاد سريعاً على الهيرويين، أمر يحدث غالباً بعيداً عن الكاميرا، لكنه في النهاية ينضح بقفزة صوب مشهد اغتصاب بورين له في بعض أنحاء إيطاليا خلال زيارة. يسأله بورين قبل ذلك «كيف تناهض ما تعرضت له من اضطهاد وتقبل إهانة نفسك؟». سؤال مهم كان يمكن أن يقع قبل ذلك المشهد أو بعده. هناك أيضاً تلك المؤثرات الصوتية التي تهدر وتستخدم مطارق وضرب على أنابيب فارغة (أو ما هو قريب منها) وأدوات أخرى مختلفة لخلق تأثير صادم. الناتج فيلم ضخم ببصرياته، مضج في صوتياته ودراما متكلّفة في السرد.
أين الحرب؟
لا يضع المخرج الإسرائيلي عاموس جيتاي علامة استفهام على عنوان فيلمه الجديد «لماذا الحرب» (Why War)، بذلك ينتقل بعنوانه إلى طموح لا ينجزه الفيلم وهو تفسير أسباب الحرب.
بدايته تنطلق بلقطة بكاميرا «ستدي كام» لمدّة 7 دقائق، واحدة تبدأ في شارع وتنتهي داخل تجمّع، لكنها لا تفضي إلى شيء. الفيلم مأخوذ جزئياً عن رسائل متبادلة بين سيغموند فرويد وألبرت أينشتاين وهذه بدورها لا تفضي إلى شيء.
تظهر الممثلة الفرنسية إيرين جاكوب وهي تكتب رسالة (نسمعها تقرأها في الوقت نفسه) موجهة إلى المخرج، تتساءل فيها عن معنى الحرب. لا تصل إلى جوابٍ وينتقل الفيلم إلى لقاءٍ بين الفرنسي ماثيو أمالريك في دور فرويد، والإسرائيلي ميشا ليسكوت في دور أينشتاين. الأول بغليونه والثاني بباروكة شعر مضحكة. كذلك حال النظريات المتبادلة حول الحرب والثقافة والإنسان. تأتي وتذهب دون أن تترك أي أثر.