عشر سنوات على رحيل المخرج توفيق صالح

أفلامه كانت نقداً اجتماعياً أثارت الإعجاب ثم التجاهل

توفيق صالح خلال الاحتفاء به
توفيق صالح خلال الاحتفاء به
TT

عشر سنوات على رحيل المخرج توفيق صالح

توفيق صالح خلال الاحتفاء به
توفيق صالح خلال الاحتفاء به

مرَّت عشر سنوات على رحيل المخرج توفيق صالح في جو من الصمت التام الذي لا يليق بمخرج كان من بين قمم السينما العربية. ففي شهر أغسطس (آب) سنة 2013 لفظ مخرج «يوميات نائب في الأرياف» و«السيد البلطي» و«المخدوعون» نفسه الأخير عن 87 سنة بعد حياة مرّت بصعاب مختلفة، لكنها شهدت نجاحاً مهمّاً على صعيد نقّاد السينما لجيلين متواليين على الأقل، قبل أن يفتر الإعجاب به ولو إلى حد.

خارج بلده

أنهى المخرج رحلة سينمائية احتوت على سبعة أفلام فقط حقّقها ما بين 1955 و1982. لمَ سبعة أفلام فقط؟ لا حقيقة واضحة ومؤكدة في هذا الصدد. بعض العاملين في مجال الإنتاج يقولون إن المخرج هو من رفض العمل معهم. بعض السينمائيين من جيله، وتحديداً يوسف شاهين وصلاح أبو سيف، عرض عليه مشاريع، لكنها لم تبرح المرحلة الأولى من البحث فيها.

هناك من يقول إن المخرج كان خائفاً من العودة إلى العمل بعد فترة توقف طويلة في السبعينات والثمانينات. لكن هذا لا يبدو صحيحاً. ربما تردد في العودة تبعاً لمشاكل واجهته في إطار عمله، لكن الخوف ليس عاملاً فعلياً هنا.

الأكثر احتمالاً أن توفيق صالح كان يبحث عن المشروع المتكامل الذي يصيغ منه عملاً يتجاوز، في قيمته وأهميته، ما سبق له أن حققه من أفلام. ولم يجده. كان متردداً، وهذا خطأ، لكنه كان يطمح فعلاً لتحقيق الفيلم المستقل والمناسب، كما ذكر لي أكثر من مرّة. ولأنه أنجز أفلاماً فشلت تجارياً، فإن القطاع الخاص في مصر لم يكترث له إذا عمل أو لم يعمل. وما لبث أن وجد نفسه منفياً على نحو رسمي من قِبل المؤسسة العامة للسينما من بعد تحقيقه الفيلم الوحيد لحسابها وهو «يوميات نائب في الأرياف» سنة 1969.

هذا ما أدّى به إلى العمل خارج مصر فحقّق «المخدوعون» سنة 1972 لحساب المؤسسة العامّة للسينما في دمشق، الفيلم الذي اقتُبس عن رواية الراحل غسّان كنفاني، وتمتّع بموجة إعجاب كبيرة بين النقاد والإعلاميين والمثقّفين.

من فيلم «المخدوعون» (مؤسسة السينما السورية)

بدا هذا النجاح إيذاناً ببداية جديدة تفضي إلى المزيد من الأعمال الجديدة، لكن المخرج ابتعد مجدداً عن الوقوف وراء الكاميرا حتى عام 1980. حينها كان قد استقر في بغداد مع عائلته وبدأ التدريس. لكن في ذلك العام حقق فيلمه الأخير «الأيام الطويلة»، الذي ألّب عليه العديد من النقاد والمثقفين كونه كان سيرة ذاتية للرئيس العراقي صدّام حسين.

إعادة تقييم

من الإجحاف إلى حد كبير أن يؤاخذ توفيق صالح على تحقيقه فيلماً واحداً نفّذه تحت ضغوط كبيرة، والانقلاب عليه وعلى تاريخه على أساس أن التقدير الذي صاحبه خلال السنوات التي حقق فيها أفلامه من الخمسينات وحتى الثمانينات كان مُغالى في تقييمها. لكن هذا ما حصل بالفعل، فسادت إعادة التفكير في قيمة توفيق صالح بعض الوجهات الثقافية وبعض النقاد على نحو متوازٍ، مع قيامهم بإعادة تقييم حسن الإمام على أساس أن نقاد الأمس ظلموه. الواقع أنّ كلاً من صالح والإمام سينمائيان مختلفان تماماً، وغير متساويين في أوجه كثيرة. واحد اهتم بحكايات الغوازي والراقصات وأفلام الميلودراما، وآخر هدف لتحقيق أعمال جادة في موضوعات مجتمعية حسّاسة.

الجدّية في الطرح والتميّز في فن الطرح ليسا تذكرة مضمونة للنجاح، لا في عالمنا العربي ولا خارجه. الفرص تختلف، ونسبة تحقيق المعجزات أيضاً، لكن كثيراً ما وجد مخرجون جادّون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: تلبية رغباتهم حسب رؤيتهم لدور السينما وفهمهم لها، أو تلبية رغبات الجمهور السائد. العديد منهم عمد إلى الاختيار الثاني ليستمر.

أنجز توفيق صالح أول أفلامه بعنوان «درب المهابيل» (1955)، المأخوذ عن معالجة لنجيب محفوظ، ومن ثم توقف لبضع سنوات قبل أن يعود وينجز «صراع الأبطال» (1962)، ليتوقف ثانية ويعود في «السيد البلطي» (1967). بعد ذلك واصل العمل بلا توقف فحقق «المتمردون» (1968)، ومرّ عام واحد بعد ذلك قبل أن يحقق «يوميات نائب في الأرياف» (1969). تبع ذلك مرور ثلاث سنوات قبل العودة في «المخدوعون» (1972)، فثماني سنوات قبل فيلمه السابع والأخير «الأيام الطويلة».

منهج بوجهين

غابت عن نتاجاته الأولى الرغبة في إيجاد المعالجة الفنية الصحيحة التي تستطيع توجيه ورفع ذلك المحتوى. هي أفلام صادقة في نقد التخلّف وأسبابه وجشع البعض للمال وسقوط الآخرين ضحايا لهذا الجشع. صادقة في دعوتها لتأسيس «نظام» جديد (والكمة تتردد في «صراع الأبطال» و«المتمردون») يحمي الناس من الجهل والأمراض (كلا الفيلمين دار حول أطباء يطرحون ضرورة التغيير الذي يطال مفهوم حكم كامل). لا تخلو أفلامه من محاولة تأسيس أسلوب عبر مشاهد ولقطات لتفاصيل شخصية وميدانية، لكنها تبقى في إطار الاستسلام للسرد التقليدي في الوقت نفسه.

ربما لم يعرف صالح غير ذلك الإطار حينها، وربما عرف، لكنه اختار ما يضمن وصول المضمون إلى الجمهور. على أن نقّاد ذك الحين (الستينات) كان لهم يد في تشجيع المخرج على الاستمرار في منهجه. فبينما كان ذلك التشجيع مهماً لأي سينمائي يطلب لنفسه النجاح الذي سيساعده على مواصلة التقدم في ميدانه، حمل موقف النقاد الإيجابي سلبية واحدة، وهي أنهم تحدّثوا في المضامين التي احتوتها أفلامه، مثل «صراع الأبطال» و«درب المهابيل»، ورحبوا بها بمنأى عن تناول عناصر فنية أخرى موجودة أو غائبة. طبعاً هي مضامين جادّة وضرورية، لكن تلك الأعمال لم تكن - على صعيد فني بحت - ذات تميّز فعلي عن أعمال مخرجين آخرين تطرّقوا بدورهم إلى أحوال البلاد قبل أو بعد ثورة 1952.

بداية ونهاية

وُلد المخرج في مدينة الإسكندرية بتاريخ 1926/10/27. عائلته كانت مرتاحه ووالده الطبيب كان منفتحاً ومهتماً بأن يواصل ابنه دراساته العليا. في شبابه التحق بكلية فيكتوريا، تلك التي درس فيها كذلك يوسف شاهين، قبل أن يتوجه إلى باريس لدراسة السينما.

حين عاد صالح إلى مصر كتب معالجة سينمائية لفيلمه الأول «درب المهابيل»، التي ساعده نجيب محفوظ على إعادة صياغتها على نحو يمكن قبولها رقابياً. لكن صالح، إذ نفَد من متاعب الرقابة في ذلك الفيلم الأول، وجد الرقابة تعترضه أكثر من مرّة لاحقاً. من تلك المرّات كان ما حدث بينه وبين الرقابة سنة 1966 عندما انتهى من إخراج «المتمردون»، الذي يدور حول الإهمال الطبّي في تلك الفترة، فعارضته الرقابة، مما اضطره لتغيير النهاية التي اختارها لأخرى تحمل أملاً.

من «يوميات نائب في الأرياف» (موقع السينما. كوم»

الحال نفسها، على نحوٍ أفدح، ووجه به سنة 1969 عندما نقل رواية توفيق الحكيم «يوميات نائب في الأرياف»، فطالبت الرقابة حينها بتغيير عدد كبير من المشاهد أو حذفها. تدخل الرئيس جمال عبد الناصر وأجاز عرض الفيلم الذي انتقد أوضاع الحياة السياسية السائدة بوضوح.

على قلّة أفلامه، مقارنة مع سواه من فرسان السينما المصرية (يوسف شاهين، صلاح أبو سيف، كمال الشيخ وآخرين)، كان توفيق صالح مخرجاً ناجحاً، نسبة لأهمية أعماله وثباته على النواحي النقدية التي استخدمها لوصف الحالة السياسية والمعيشية.

اضطره كل ذلك إلى مغادرة مصر وتلبية طلب المؤسسة العامة للسينما في سوريا لتحقيق فيلم «المخدوعون»، عن رواية الراحل غسّان كنفاني. لبّى صالح ذلك الطلب، وأنجز أفضل فيلم حققه على الصعيد الفني (رغم هفوات كِتابه) وأحد أهم أعماله على صعيد المضمون.

عاد قبل سنوات قليلة من وفاته واحتفلت به «جمعية الفيلم» في القاهرة بحفل كبير حضره نجوم وسينمائيون ونقاد.

الفيلم الأخير «الأيام الطويلة»، يُمكن بكل سهولة عدم حسبانه من بين تلك الأعمال النقدية والاجتماعية كونه نُفّذ بإلحاح من مؤسسة السينما العراقية كتحية للرئيس العراقي صدام حسين، لكن فيه من الخصال الفنية ما لا يجب أن يغيب عن الإشارة إليه بحيادٍ تام عن ظروف عمله.

كان هذا الناقد زار المخرج في بغداد أكثر من مرّة، واستمع إلى بعض تلك الظروف. لم يكن أمام صالح سوى الموافقة على رغبة المؤسسة العامّة للسينما في توظيف اسمه الكبير إعلامياً لسرد قصّة حياة الرئيس العراقي. لكنّ الفيلم ليس «بروباغاندا» وإن وضع صدّام حسين في دائرة ضوء إيجابية: «كان يمكن لهذا الفيلم أن يأتي إشادة علنية كاملة للرئيس العراقي»، قال في مقابلة، «لكنّي وجدت أنه من الممكن البحث قليلاً في التاريخ وتقديم فيلم عن الظروف وليس عن السياسة».


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)
صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)
TT

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)
صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت والذي يمتد لـ215 دقيقة، بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» (الكرة الذهبية) في دورتها الـ82 أمس (الأحد).

وانطلق في هوليوود حفل جوائز «غولدن غلوب» السنوي الذي يحتفي بالعاملين في مجال السينما والتلفزيون في احتفال بفندق بفرلي هيلتون في بفرلي هيلز، بولاية كاليفورنيا الأميركية. ويعتبر هذا العرض هو البداية الرسمية لموسم الجوائز لعام 2025

وتم تصوير «ذا بروتاليست» باستخدام تقنية «فيستا فيغن»، ويجري عرضه بفترة استراحة في المنتصف، وحصل مخرج الفيلم برادي كوربيت على جائزة أفضل مخرج كما حصد بطل الفيلم أدريان برودي جائزة أفضل ممثل.

وتدور أحداث الفيلم حول فنان يهودي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويحمل الفيلم العديد من الروابط مع أحد أفلام برادي الأكثر شهرة؛ «عازف البيانو».

الممثلة الأميركية زوي سالدانا في حفل «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)

وفاز الفيلم الغنائي الناطق بالإسبانية «إيميليا بيريز»، للمخرج جاك أوديار، بجائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، معززاً فرصه في الفوز بجوائز أوسكار، كما حصل على جائزة أفضل ممثلة مساعدة لزوي سالدانا، وأفضل أغنية «إل مال»، وأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية.

وأكّد أوديار لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه يشعر بارتياح لإنجازه هذا العمل. وقال: «عندما يحظى فيلم ما بترشيحات كثيرة، نخشى من خيبة الأمل».

القائمة الكاملة لجوائز «غولدن غلوب»

وفيما يأتي قائمة بالفائزين في الفئات الرئيسية لجوائز «غولدن غلوب» التي أقيمت دورتها الثانية والثمانين الأحد في بيفرلي هيلز:

- أفضل فيلم درامي: «ذا بروتاليست»

- أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي: «إيميليا بيريز»

- أفضل ممثل في فيلم درامي: أدريان برودي عن «ذا بروتاليست»

- أفضل ممثلة في فيلم درامي: فرناندا توريس عن «آيم ستيل هير»

- أفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي: سيباستيان ستان عن «إيه ديفرنت مان»

- أفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي: ديمي مور عن «ذي سبستنس»

- أفضل ممثل في دور مساعد: كيران كولكين عن «إيه ريل باين»

- أفضل ممثلة في دور مساعد: زوي سالدانيا عن «إيميليا بيريز»

- أفضل مخرج: برادي كوربيت عن «ذا بروتاليست»

- أفضل فيلم بلغة أجنبية: «إيميليا بيريز»

-أفضل إنجاز سينمائي وعلى شباك التذاكر (فئة جديدة): «ويكد»

- أفضل فيلم رسوم متحركة: «فلو»

- أفضل مسلسل تلفزيوني درامي: «شوغَن»

- أفضل ممثل في مسلسل درامي: هيرويوكي سانادا عن «شوغَن»

- أفضل ممثلة في مسلسل درامي: أنّا ساواي عن «شوغَن»

- أفضل مسلسل موسيقي أو كوميدي: «هاكس»

- أفضل ممثل في مسلسل موسيقي أو كوميدي: جيريمي ألن وايت عن «ذا بير»

- أفضل ممثلة في مسلسل موسيقي أو كوميدي: جان سمارت عن «هاكس»

- أفضل فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير: «بايبي رييندير»

- أفضل ممثل في فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير: كولن فاريل عن «ذا بنغوين»

- أفضل ممثلة في فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير: جودي فوستر عن «ترو ديتيكتيف: نايت كنتري»

- الأفلام التي حصلت على أكبر عدد من الجوائز: «إيميليا بيريز» مع 4 جوائز و«ذا بروتاليست» مع 3 جوائز.

والفوز في «غولدن غلوب» يجعل الأفلام تكسب جماهير جديدة وتبني زخماً لاحتفال توزيع جوائز الأوسكار المرتقب في أوائل مارس (آذار).

من خلال فوزه، يسجّل الممثل أدريان برودي عودة إلى المشهد السينمائي، بعد أكثر من عقدين على فوزه بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم «ذي بيانست»، الذي أدى فيه أيضا دور أحد الناجين من محرقة اليهود، وبات بفضله أصغر شخص يفوز بأوسكار في هذه الفئة. وقال الأحد: «قبل فترة ليست ببعيدة جداً، شعرت أنّ هذه اللحظة قد لا تتاح لي مرة أخرى». وأضاف: «هذه القصة... تذكرنا برحلة والدتي وأجدادي للفرار من أهوال الحرب والمجيء إلى هذا البلد العظيم».

حصد بطل فيلم «ذا بروتاليست» أدريان برودي جائزة أفضل ممثل في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

وفي واحدة من أكبر مفاجآت الأمسية، فوز البرازيلية فرناندا توريس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «آيم ستيل هير»، الذي يتناول قصة عائلة فككها النظام الدكتاتوري العسكري في البلاد خلال سبعينات القرن العشرين، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

البرازيلية فرناندا توريس فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «آيم ستيل هير» (أ.ف.ب)

إلى ذلك، فازت ديمي مور بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «ذي سبستنس»، الذي تؤدي فيه شخصية نجمة هوليوودية سابقة مدمنة على مصل لتجديد الشباب. وأقرّت مور أنها كانت تخشى أن تصبح ممثلة مسنّة.

ديمي مور الفائزة بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «ذي سبستنس» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

وشكرت مخرجة الفيلم الفرنسية على «النص الساحر والجريء والشجاع»، الذي أتاح لها التميّز باحتفال مهم. وقالت: «أنا في حالة صدمة. أمارس هذه المهنة منذ فترة طويلة، منذ أكثر من 45 عاماً، وهذه المرة الأولى التي أفوز بها كممثلة».