شاشة الناقد

«إن شاء الله ولد» (إيماجنريوم)
«إن شاء الله ولد» (إيماجنريوم)
TT

شاشة الناقد

«إن شاء الله ولد» (إيماجنريوم)
«إن شاء الله ولد» (إيماجنريوم)

إن شاء الله ولد ****

إخراج: أمجد الرشيد | الأردن | 2023

• تتعدد المشاكل التي تواجه بطلة فيلم «إن شاء الله ولد» في هذا الفيلم الجيد من مخرج جديد يطرق باب السينما بثقة. بطلة الفيلم هي نوال (منى حوا) التي تستيقظ في أحد الأيام لتجد أن زوجها (محمد الجيزاوي) ميت في فراشه. يفتح هذا الموت المفاجئ الباب أمام تداعيات كثيرة. ليس فقط للزوجة وابنتها نورا (سالينا ربابة)، بل هناك حقيقة أن المنزل الذي تعيش فيه والذي ساعدت زوجها في شرائه ليس ملكها. وثيقة الشراء لا تحمل اسمها؛ لذلك تجد نفسها في وضع صعب عندما يطرق شقيق زوجها رفقي (هيثم عُمري) الباب ذات يوم لكي يطلب منها بيع المنزل؛ لأن الشرع يحتم أن يرث أهل الزوج كل شيء.

يوضح الفيلم بأنه ما دام أن الزوجة لم تنجب ولداً فإن الميراث من حق عائلة الأب. بطبيعة الحال ترفض البيع لأنه إذا ما فعلت ستجد نفسها في الشارع، كما تقول. الجدل هنا لا ينتهي ورفقي الذي يبدأ كلامه بهدوء يكشف عن أنه في نهاية الأمر يطمع في البيت والمال من دون أي حساب للزوجة التي لا تكن إليه بالقربى. بالإضافة إلى ذلك، هناك القضية التي يرفعها ضدها، وهناك عودة نوال إلى العمل ممرضةً لكي تعيل ابنتها، والزوجة المسيحية الحامل التي تريد إجراء عملية إجهاض لأن زوجها الذي حملت منه لديه علاقات أخرى. هناك تناقض في وضع هاتين المرأتين ينصبّ في سياق الحكاية من دون تعقيد. وإذا ما أضفنا حيرة نوال في أمرها، خصوصاً بعدما يعرض عليها زميل في العمل، الزواج، ندرك كم كان المخرج واعياً لضرورة التحكم في أفعال وردات أفعال كل شخصياته لكي يتجنّب السقوط في ميلودرامية الوضع والتعامل مع القضية الأساسية (وضع المرأة في المجتمع) من دون زلات عاطفية سريعة.

عروض مهرجان «كان»

The Covenant ****

إخراج: غاي ريتشي | الولايات المتحدة | 2023

• لا تشي خلفية المخرج البريطاني غاي ريتشي بأنه سيعمد في يوم ما إلى توظيف مهارته في سرد حكاياته في فيلم يحمل قضية جادة. مباشرة قبل هذا الفيلم، وفي العام ذاته، أخرج:‬ Ruse de Guerre The Covenant من بطولة ممثله المفضل جاسون ستاثام الذي تداول حكاية مكررة من نوع تصدي البطل ومعاونيه لمنظمة ترعرعت وكبرت وتهدد الآن سلامة العالم لولا بطل الفيلم ورفاقه. كعادته، عمد ريتشي إلى إرثه من المبالغات والمواقف التي تستدعي مشاهد المطاردات والحركة الدؤوبة والحوار الذي يشبه الإعلانات التجارية.

لكن «العهد» مختلف تماماً. ضابط أميركي اسمه جون كينلي (جاك جيلنهال) يختار مترجماً له اسمه أحمد (دار سالم) لكي يكون طرف تواصل مع الأفغانيين خلال إحدى سنوات الحرب الأميركية. في البداية هو لا يثق به كثيراً، لكن الثقة تتولّد عندما ينقذ أحمد فرقة أميركية بكاملها من كمين. بعد حين يتوجهان مع فرقة أخرى للكشف عن مخزن تكديس أسلحة في براري أفغانستان. هذه المرّة تهاجم قوات «طالبان» الأميركيين وتقتل الجميع باستثناء جون وأحمد. هما الآن هاربان بين الجبال الوعرة والوديان السحيقة وفي أثرهما مقاتلو «طالبان». يُصاب جون بطلقات نارية. يكشف أحمد عن معدنه ويجهد لأيام عدة في سبيل إنقاذ حياة الضابط متوجهاً به (حيناً بشاحنة وحيناً بعربة بيع جوّال) إلى حيث الأمان.

إذ يعود جون معافى إلى زوجته، لا يستطيع نسيان تضحية أحمد وبذله وكيف أنه الآن ينتقل متخفياً وزوجته وابنهما من قرية إلى قرية خوفاً من انتقام رجال «طالبان». يقرر العودة لمساعدة أحمد وعائلته على الفرار؛ ما يدفع باتجاه مغامرة أخرى.

الفيلم مشدود الوتيرة ورغم وجود مشاهد نعرف إلى أين ستؤدي بالحكاية، فإن حُسن التنفيذ وحُسن إدارة المخرج لفيلمه ينجيان الفيلم من مغبة السقوط في خانة التقليد. أداء العراقي دار سالم مدهش في حسن توقيته والمخرج يمنحه بطولة مناصفة يستحقها بلا تردد.

عروض تجارية عامّة.

«سبايدر - مان: عبر سبايدر ڤيرس» (صوني)

Spider‪-‬Man‪:‬ Across the Spider‪-‬ Verse **

إخراج: واكيم دوس سانتوس، جوستن تومسون، كمب باورز | الولايات المتحدة | 2023

• تمتّع «سبايدر - مان: عبر أشعار سبايدر» بإعجاب كبير من معظم النقد الغربي. استخدم المعجبون كلمات مثل «مذهل»، «جريء»، «ثري» وأحدهم وصفه بأنه «أصيل روحياً»! لكن كل هذه الكلمات وسواها لم تقنع الكثيرين للتوجه إلى صالات السينما ومشاهدة المذهل والجريء والثري والروحاني من كثب.

الفيلم هو رسوم متحركة أكثر التصاقاً بالأصل كما ورد في مجلات الكوميكس التي دارت حول هذه الشخصية. هو أكثر تشبّهاً بها من غالبية الأفلام الحيّة التي نقلت الشخصية ومغامراتها إلى المشاهدين عاماً بعد عام. لكنه لا يتحدث عن سبايدر مان واحد تساعده (أو تنافسه) سبايدر وومان، بل عن «سبايدرات» آخرين عدّة يشتركون معاً لمجابهة الخطر الآتي من شرير واحد. ليس من هموم الفيلم الذهاب لما بعد هذا السطر من الموضوع، لكن تعدد الشخصيات التي ترمي خيوطها العنكبوتية بسرعة وإتقان مدهشين يبدو كما لو أن صانعي الفيلم قرروا أن «سبايدر - مان» واحداً لا يكفي... «ماذا لو أضفنا إليه آخرين، ألن تتضاعف الإثارة؟». الجواب عن هذا السؤال يعود للمتلقي. بعضهم يحب أن يري بطله وقد أصبح نسخاً مختلفة كل منها يؤدي فعلاً كان من المفترض أن يؤديه هو وحده. البعض الآخر يجد في المحاولة قدراً من الاستماتة لتحقيق النجاح فقط.

الحركة دؤوبة والتوليف سريع، لكن القصّة تطير من النافذة فاقدة أهميّتها. أما تلك الرسوم المنفّذة بكاملها على الكومبيوتر فهي أكثر ملامح الفيلم تصنّعاً وخلوّاً من أي روح.

عروض تجارية عامّة.

A crack in the Mountain **

إخراج: أليستر إيڤنز | هونغ كونغ | 2022

• هناك في قلب مقاطعة «فونغناكي بان» في فيتنام يكمن أكبر كهف طبيعي في العالم. موجود منذ الأزل، لكن التفكير باستخدامه وسيلة جذب سياحي بدأ قبل بضع سنوات والحكومة سارعت لتنفيذ مشروع يتضمن تسهيل الوصول إلى الكهف ببناء عربات تنقل الراغبين بدخول الكهف واستكشافه من أسفل الجبل إلى أعلاه.

الفكرة لا غُبار عليها كون السياحة تعود بالنفع الاقتصادي للمنطقة وللبلد، شأنهما في ذلك شأن العديد من المناطق الطبيعية التي تتميّز بانفراد أو أهمية أو جمال ما، لكن ما يهم هذا الفيلم بحثه هو كيف أثّرت هذه الخطوة على البيئة الاجتماعية.

هذا الفيلم التسجيلي وفكرته مثيران للاهتمام، لكن تنفيذه في 100 دقيقة شأن آخر. معظم الوقت يمضي في مقابلات تطرح أسئلة وتصوّر الناس وهم يجيبون عنها. هذا بالإضافة إلى موسيقى صاعقة؛ ما يؤدي إلى إيقاع روتيني وضجر. المنقذ الوحيد (وغير الكافي) تصوير جيد للمناظر الطبيعية وتلك المشاهد داخل ذلك الكهف.

عروض بريطانية

ضعيف* | وسط**| جيد ***| ممتاز**** | تحفة*****


مقالات ذات صلة

«سينما 70» تطلق عروضاً في «مهرجان التلال العجيبة» شرق السعودية

يوميات الشرق تتيح العروض للزوار مشاهدة الأفلام تحت السماء المفتوحة (الشرق الأوسط)

«سينما 70» تطلق عروضاً في «مهرجان التلال العجيبة» شرق السعودية

أطلقت «سينما 70» عروضها السينمائية المفتوحة في الهواء الطلق ضمن فعاليات «مهرجان التلال العجيبة» في مدينة الجبيل الصناعية (شرق السعودية).

«الشرق الأوسط» (الجبيل الصناعية)
يوميات الشرق جانب من العرض الخاص للفيلم بالقاهرة (الشركة المنتجة)

فيلم «الحريفة 2» يراهن على نجاح الجزء الأول بشباك التذاكر

احتفل صناع فيلم «الحريفة 2» بالعرض الخاص للفيلم في القاهرة مساء الثلاثاء، قبل أن يغادروا لمشاهدة الفيلم مع الجمهور السعودي في جدة مساء الأربعاء.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق فيصل الأحمري يرى أن التمثيل في السينما أكثر صعوبة من المنصات (الشرق الأوسط)

فيصل الأحمري لـ«الشرق الأوسط»: لا أضع لنفسي قيوداً

أكد الممثل السعودي فيصل الأحمري أنه لا يضع لنفسه قيوداً في الأدوار التي يسعى لتقديمها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق يتيح الفرصة لتبادل الأفكار وإجراء حواراتٍ مُلهمة تتناول حاضر ومستقبل صناعة السينما العربية والأفريقية والآسيوية والعالمية (واس)

«البحر الأحمر السينمائي» يربط 142 عارضاً بصناع الأفلام حول العالم

يربط مهرجان البحر الأحمر 142 عارضاً من 32 دولة هذا العام بصناع الأفلام حول العالم عبر برنامج «سوق البحر الأحمر» مقدماً مجموعة استثنائية من الأنشطة.

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
TT

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)

لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها، ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي «وين صرنا؟» الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للممثلة التونسية درة زروق، والذي لفت الأنظار خلال العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأمتين وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.

ويعتمد في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية، حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات، ثم رفح.

وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها، يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.

ويظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميرا الهاتف الجوال وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.

وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفساً له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دُمرت تماماً بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ويتساءل قائلاً: «يا الله... وين كنا ووين صرنا؟!».

وقالت الممثلة درة زروق مخرجة الفيلم قبل عرضه العالمي الأول، أمس (الجمعة)، في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان: «أبطال الفيلم ناس حقيقية من فلسطين... كلنا عملنا الفيلم بحب وإيمان شديد بالقضية الإنسانية اللي بنتكلم عنها».

وأضافت حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «حبيت أقرب منهم من الجانب الإنساني، المشاعر؛ لأنهم عمرهم ما هيبقوا أرقام، هما ناس تستحق كل تقدير، وشعب عظيم».

وينافس الفيلم ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في المهرجان الذي يختتم عروضه يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني).