حسن يوسف يستعيد ذكرياته خلال تكريمه في «قصر السينما» بمصر

تحدث عن علاقته بعبد الحليم حافظ قبل تصوير «الخطايا»

حسن يوسف مع الفنان تامر عبد المنعم والمخرج عادل عوض على المسرح (صفحة قصر السينما على فيسبوك)
حسن يوسف مع الفنان تامر عبد المنعم والمخرج عادل عوض على المسرح (صفحة قصر السينما على فيسبوك)
TT

حسن يوسف يستعيد ذكرياته خلال تكريمه في «قصر السينما» بمصر

حسن يوسف مع الفنان تامر عبد المنعم والمخرج عادل عوض على المسرح (صفحة قصر السينما على فيسبوك)
حسن يوسف مع الفنان تامر عبد المنعم والمخرج عادل عوض على المسرح (صفحة قصر السينما على فيسبوك)

استعاد الفنان المصري حسن يوسف ذكريات مسيرته الفنية عبر نجوم ومخرجين عمل معهم، وأفلام ارتبط بها الجمهور على مدى أكثر من نصف قرن، وذلك خلال حفل تكريمه الذي أقامه «قصر السينما» في القاهرة برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، (مساء الأحد)، وبرعاية وزارة الثقافة المصرية. وشهد حفل التكريم حضورا «لافتا» من الجمهور، وفيما عبر يوسف عن سعادته بحضور الجمهور، قائلا إن «الفنان من دون الجمهور يخسر كثيرا». فيما ظهر الفنان المصري الكبير مستندا إلى عكاز برفقة ابنته ناريمان.

حسن يوسف برفقة ابنته خلال تكريمه (صفحة قصر السينما على فيسبوك)

الحياة «فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان» حسبما قال الأديب المصري نجيب محفوظ؛ لكن ذكريات حسن يوسف بدت حاضرة في ذهنه وكأنها وقعت بالأمس، خاصة ذكرياته مع الفنانة سعاد حسني التي جمعته بها أفلام عديدة، مؤكدا «كل أفلامنا معا كانت ناجحة، لكن سعاد لم تعش حياتها سوى في أفلامها، فكل زيجاتها (لم تنجح) مع الأسف، وكثيرا ما كانت توقظني بعد منتصف الليل لمشكلة بينها وبين المخرج صلاح كريم، أول أزواجها، فأذهب إلى بيتها بـ(البيجاما)».

وتطرق يوسف إلى بداياته الفنية، قائلا إن «الفنان حسين رياض أول من آمن بموهبتي ورشحني لفيلم (أنا حرة) أمام الفنانة لبنى عبد العزيز، وقدمني للمخرج صلاح أبو سيف الذي حضر ليشاهدني بالمسرح القومي، مما أصابني بارتباك خلال العرض، لكني نجحت والحمد لله في لفت أنظار المخرج، وبدأت رحلة السينما الجميلة».

وكشف عن بداية معرفته بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بعدما تم استدعاؤه من شركة «صوت الفن» لتوقيع عقد بطولة فيلم «الخطايا»، حيث فوجئ باتصال من عبد الحليم، قال له «سنكون أخوين علاقتهما وثيقة بالفيلم، فكيف سنصور ذلك ونحن لا نعرف بعضا»، و«دعاني عبد الحليم لزيارته في بيته، وقد طالت إقامتي معه لأسبوع، حيث حبسني في بيته وتصادقنا، وحينما بدأنا التصوير كانت علاقتنا بالفعل مثل شقيقين، وكان فنانا لا يعوض».

حسن يوسف يوجه تحية للحضور (صفحة قصر السينما على فيسبوك)

وأدار الحوار مع حسن يوسف المخرج عادل عوض نجل الفنان محمد عوض الذي جمعته ويوسف صداقة قوية عبر أفلام عديدة تقاسما بطولتها. وقال يوسف «جمعتني بمحمد عوض زمالة وصداقة لا أنساها». وتحدث حسن يوسف عن نشأته بحي السيدة زينب بالقاهرة، مشيرا إلى أنه «المكان الذي شكل ملامح شخصيته»، مؤكداً أن والدته كانت «ست بيت عادية» وكان يطلق عليها «البطلة» لأنها أنجبت 13 طفلاً (فقدت 6 منهم) وكانوا ستة «أولاد» معروفين بشقاوتهم، وفتاة أطلق عليها اسم فاتن لحبه لفاتن حمامة.

وكشف الفنان الكبير عن اعتزام نجله عمر عمل فيلم وثائقي عن رحلته وزوجته الفنانة شمس البارودي الفنية، والإنسانية، مشيرا إلى أن زوجته وضعت شروطا لذلك، وهي أن يتم التصوير في بيتنا، وأن يتولى عمر التصوير بنفسه، مضيفاً أن نجله يعكف على كتابته حاليا ليكون الفيلم أول ظهور فني لشمس البارودي بعد أكثر من أربعين عاما منذ اعتزالها الفن عام 1980، مؤكدا أنها «كانت صاحبة أعلى أجر بين ممثلات جيلها، لكنها فضلت أسرتها وبيتها على نجوميتها». وواصل ضاحكاً «إنها تحب المطبخ أكثر مني».

ولم يخل اللقاء من خفة ظل حسن يوسف، ومن خروجه عن النص أحيانا، حيث قال إن «الفنان عبد المنعم مدبولي تلفظ بـ(ألفاظ غير لائقة) على المسرح عند مشاركتهما في مسرحية (موليير)، وأن توفيق الدقن أقلع عن تناول (المشروبات الكحولية) بإيعاز من أبنائه».

وشهد تكريم حسن يوسف حالة من سوء التنظيم. وأبدى الفنان تامر عبد المنعم اعتذاره لضيق القاعة التي أقيم بها التكريم، مؤكداً أنه «كانت هناك قاعة أكثر اتساعا؛ لكن ظروف الفنان الصحية لم تمكنه من صعود السلالم»، فيما انتقد الفنان حسن يوسف «عدم وجود مصعد بقصر السينما».


مقالات ذات صلة

زيادة كبيرة في أسعار «أنبوبة البوتاجاز» تفاقم الغلاء بمصر

شمال افريقيا مصريون يترقبون رفع أسعار بعض السلع والخدمات بعد زيادة سعر أنبوبة البوتاجاز (الشرق الأوسط)

زيادة كبيرة في أسعار «أنبوبة البوتاجاز» تفاقم الغلاء بمصر

قررت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر زيادة سعر «أنبوبة البوتاجاز» المنزلي من 100 إلى 150 جنيهاً بدءاً من الأربعاء.

عصام فضل (القاهرة )
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في قصر التحرير بالقاهرة (أ.ب)

مصر ترفض أي تعديلات بشأن الأمن على حدودها مع غزة

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن بلاده لن تقبل أي تعديلات على القواعد الموضوعة قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بشأن الأمن على حدودها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مصريون يتجمعون (السبت الماضي) حول موقع حادث قطار الزقازيق (الحكومة المصرية)

مصر: حبس 6 متهمين في حادث «قطار الزقازيق»

قرّرت نيابة الزقازيق بدلتا مصر الثلاثاء حبس 6 متهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية في واقعة تصادم قطارين.

أحمد عدلي (القاهرة)
الاقتصاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى لقائه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بالرياض (واس)

محادثات سعودية ــ مصرية تناقش آفاق التعاون المشترك

استعرض الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مع مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس (الاثنين)، العلاقات الثنائية بين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا أحمد فتوح (فيسبوك - صفحة اللاعب)

إخلاء سبيل اللاعب المصري أحمد فتوح في قضية «الدهس»

قررت الدائرة الثانية لمحكمة جنايات مطروح في مصر، الاثنين، إخلاء سبيل أحمد فتوح، لاعب نادي الزمالك المصري ومنتخب مصر لكرة القدم، بكفالة 50 ألف جنيه مصري.

محمد عجم (القاهرة)

مخرجو الفيلم الواحد خاضوا التجربة وتابوا

جوني دب في «الشجاع» (جيريمي توماس بردوكشنز)
جوني دب في «الشجاع» (جيريمي توماس بردوكشنز)
TT

مخرجو الفيلم الواحد خاضوا التجربة وتابوا

جوني دب في «الشجاع» (جيريمي توماس بردوكشنز)
جوني دب في «الشجاع» (جيريمي توماس بردوكشنز)

انتهى الممثل جوني دَب من إخراج فيلم يجمع بين الكوميديا والدراما تحت عنوان «مودي- ثلاثة أيام على جناح الجنون» (Modi‪-‬ Three Days on the Wing of Madness) ويروي فيه حكاية فنان إيطالي يعيش في باريس خلال الحرب العالمية الأولى ولديه 72 يوماً ليجد الفرصة المناسبة والمكان الصحيح لعرض رسوماته.

هذا ربما يكون أهم دور للممثل آل باتشينو في السنوات العشرين الأخيرة على الأقل. فهو يؤدي دور الفنان بكل ما لديه من قدرة على تشكيل شخصيات بوهيمية التفكير وغريبة الأطوار.

لكن ما هو غريب الأطوار كذلك، أن يُخرج دَب من بعد أن كان قرر في أحاديث له، من بينها لقاء تم بيننا على أعتاب الجزء الخامس من «قراصنة الكاريبي» (2017)، إنه لن يعود إلى الإخراج مطلقاً بعد تجربته الوحيدة سنة 1997 عندما عرض في مهرجان «كان» فيلم وسترن حقّقه تحت عنوان «الشجاع» (The Brave).

«الشجاع» احتوى على فكرة جيدة لم يعرف الممثل - المخرج دَب طريقة لمعالجتها على نحو صحيح. هو، في الفيلم، شاب من أصل إحدى القبائل الأصلية يعيش حياة مدقعة وله سجل مع البوليس يبرم اتفاقاً مع ملاك الموت (مارلون براندو) أملاً في مساعدته في تلك الحياة المدقعة التي يعيشها والإهمال الفردي والمجتمعي الذي يواجهه.

الفيلم الجديد لجوني دَب دخل قبل أسبوعين غُرف ما بعد التصوير، وعبره خرج دَب من قائمة الممثلين الذين حققوا فيلماً واحداً في حياتهم ثم تابوا!

خطوات سريعة

بالطبع هناك ممثلون كثيرون أخرجوا أفلاماً على نحو متواصل من بينهم روبرت ردفورد، وكلينت إيستوو، و(الياباني) تاكيشي كيتانو، والبريطاني كينيث برانا، وأنجلينا جولي، والفرنسية جولي دلبي، كما الممثلة (المنسية) ساندرا لوك (ولو إلى حين)، وميل غيبسون، لكن أولئك الذين حققوا فيلماً واحداً وامتنعوا كانت لديهم أسباباً مختلفة دفعتهم لدخول عرين الإخراج وأسباباً مختلفة أخرى للتوقف عنه. وليسوا جميعاً ممثلين بالضرورة.

درو باريمور واحدة من هؤلاء الذين أقدموا على هذه التجربة عندما حقّقت سنة 2009 فيلم «Whip it»، الذي دار حول فريق نسائي يمارس رياضة «الرولر كوستر» (سباق زلاجات داخل ملعب مغلق). مثل جوني دَب، نراها الآن ستعود في محاولة ثانية تحت عنوان «استسلمي دوروثي» (Surrender Dorothy). فيلمها السابق لاقى استحساناً محدوداً بعضه عدّ توجهها للإخراج بادرة في محلها لكن هذا لم يثبته الفيلم جيداً

على الخطى نفسها قامت الممثلة بري لارسون التي كانت سطعت سنة 2015 بفيلم «غرفة» (Room) ونراها الآن واحدة من ممثلي سلسلة «كابتن أميركا»، بالانتقال إلى الإخراج في فيلم وحيد بعنوان «يونيكورن ستور». المشكلة التي واجهتها أنها استعجلت الانتقال من التمثيل بعد عامين فقط من نجاح «غرفة».

أفضل منها في فعل الانتقال من التمثيل إلى الإخراج هي رجينا كينغ، الممثلة التي لها باع جيد في السينما بوصفها ممثلة جادة وجيدة. في عام 2020 تصدّت لموضوع مثير حول اللقاء الذي تم بين محمد علي ومالكولم أكس و(الممثل) جيم براون و(المغني) سام كوك داخل غرفة فندق في ميامي. عنوان الفيلم هو «ليلة في ميامي» ويسبر غور ما دار في ذلك اللقاء الذي خرج منه محمد علي ليشهر إسلامه.

دراما من الممثلة رجينا كينغ (أمازون ستديوز)

كونها ممثلة جعلها تستخدم الأزرار الصحيحة لإدارة المواهب التي وقفت أمام الكاميرا وهم الممثلون ألديس هودج (في دور جيم براون)، ليزلي أودوم جونيور (سام كوك)، وكينغسلي بن أدير (مالكلولم إكس)، وإيلي غوري (محمد علي).

وجدت المخرجة كينغ قبولاً رائعاً حين عرضت الفيلم في مهرجان «ڤينيسيا» في ذلك العام لكنه ما زال فيلمها الوحيد.

طموحات محقّة

على النحو نفسه، قام الممثل مورغن فريمن قبل 30 سنة بتجربة لم يكرّرها عندما اقتبس مسرحية بعنوان «بوفا» (Bopha) سانداً بطولتها إلى داني غلوفر، ومالكولم مكدويل وألفري وودارد. كانت مغامرة محسوبة تستند إلى طموحٍ مبني على عناصر إيجابية عديدة إحداها أنه اقتباس عن مسرحية لاقت نجاحاً حين عرضت في برودواي، ومنها أنها تطرح مشكلة جديدة في حياة جنوب أفريقيا بعد انتهاء حقبة التفرقة العنصرية. الجديد فيها أنها تحدّثت عن أزمة مختلفة يشهدها بطل الفيلم، غلوفر، وتناولت الوضع العنصري من وجهة نظر رجل أسود هذه المرّة على عكس ما تم سابقاً تحقيقه من أفلام تحدّثت عن مواضيعها من وجهة نظر شخصيات أفريكانية بيضاء.

على حسناته لم يُنجز الفيلم أي نجاح، وانصرف مورغن فريمن بعده إلى تمثيل أدوار التحري الذي لا يمكن حلّ القضايا المستعصية والجرائم الصعبة من دونه.

ما سبق يُحيط بأسماء ممثلين ما زالوا أحياء عاملين في مجالات الفن ممثلين (وأحياناً منتجين أيضاً)، لكن إذا ما ذهبنا لأبعد من ذلك لوجدنا أن «تيمة» الفيلم الواحد ليست جديدة تماماً وأن أحد أشهر المحاولات تمّت سنة 1955 عندما حقق الممثل تشارلز لوتون فيلمه الوحيد «ليلة الصياد» (The Night of the Hunter) في ذلك العام.

قصّة تشويقية جيدة في كل جوانبها قادها على الشاشة روبرت ميتشوم وشيلي وينتر. الأول مبشّر ديني ملتزم والثانية زوجته التي تشارك أولادها سراً لا تود الإفصاح عنه. لوتون كان ممثلاً مشهوداً له بالإجادة لعب العديد من الأدوار الأولى والمساندة وغالباً لشخصيات مهيمنة ومخيفة.

درو باريمور خلال التصوير (فوكس سيرتشلايت)

تجربة فريدة

على أن ليس كل الذين حققوا أفلاماً يتيمة من الممثلين. لا بدّ من الإشارة إلى طارئين أتوا من جوانب فنية مختلفة ولو عبر نموذج واحد. فنانون في مجالات أخرى عمدوا إلى تحقيق أفلامهم ثم انصرفوا عن متابعة المهنة رغم نجاح المحاولة.

أحد الأمثلة المهمّة التي تدخل في هذا النطاق الفيلم الذي حققه جيمس ويليام غويركو سنة 1973 بعنوان «Electra Glide in Blue». فيلم هامَ به نقاد ذلك الحين إعجاباً ثم ازدادوا إعجاباً به كلما التقطوه على أسطوانة أو معروض في إحدى تلك المحطّات. غويركو كان مدير الفرقة الغنائية الشهيرة في الثمانينات «Chicago»، ولا أحد يدري لماذا توقف عند هذا الفيلم ولم يحقق سواه.

تتمحور الحكاية حول ونترغرين، شرطي على درّاجة في تلك الربوع المقفرة من ولاية أريزونا (يقوم به روبرت بليك) الذي يكتشف جريمة قتل يريد البعض اعتبارها انتحاراً. التحري (ميتشل ريان) يحقق حلم ونترغرين بالارتقاء إلى مصاف التّحريين. لكنه حلم لا يدوم طويلاً وينتهي على نحو مفاجئ. احتوى الفيلم على كل ما يلزم لتحقيق فيلم يدخل نطاق الأعمال الكلاسيكية، وكان له ما أراد.