رغم أنّ المخرج المصري الشاب جاد شاهين توقّع مشاركة فيلمه «الترعة» (The Call Of The Brook)، في محافل ومهرجانات، فإنّ القدر ابتسم له بمشاركته ضمن مهرجان «كان» السينمائي. بالنسبة إليه «النجاح هو لحظة مشاهدة الجمهور للفيلم، وهذا ما لم يحدث بعد»، وفق ما يقول لـ«الشرق الأوسط».
ويمثل الفيلم مصر في المهرجان، من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي، ضمن قسم «مدارس السينما» للمرة الأولى منذ 10 سنوات، وهو يُعرض في برنامج الأفلام القصيرة، يوم الخميس 25 مايو.
تدور القصة حول شاب صعيدي يذهب إلى ترعة (قناة ري) ملعونة ويصطدم بأمر غريب يدفعه للتشكيك بكل شيء. يعدّ مخرجه الفيلمَ تعبيراً صادقاً عن مخاوفه الطفولية والحالية، كما يجسّد هواجس شخصيات تحرّكها دوافعها في حماية أحبائها داخل عالم ساحر يستند إلى أسطورة شعبية مصرية.
وعن الرؤية الإخراجية للفيلم ومدى تماهيها مع تقنيات الأفلام القصيرة في السينما العالمية، يقول شاهين وهو أيضاً كاتب السيناريو: «لا أرى في مراقبة أعمال الآخرين من مصر وخارجها طريقة صحيحة لإخراج أي فيلم؛ لأنها ستفشل في النهاية. حين تراقب سواك، تضع نفسك في مقارنة معهم ومع ظروفهم وهواجسهم التي من المحتمل أن تكون مختلفة عنك»، مؤكداً: «أنجزتُ فيلمي بطريقتي وكما شعرتُ، وعبّرت من خلاله عن قلقي ومخاوفي بفخر وحرية».
جرى التحضير للفيلم لنحو 6 أشهر من العمل مع الفريق والممثلين، وبسبب الميزانية المحدودة صُوِّر في يوم واحد لمدة 16 ساعة، وفق شاهين.
وكشف البوستر الرسمي عن شخصية «النداهة» المرتبطة في الذاكرة الشعبية المصرية بأجواء الرعب والمجهول، ويقوم ببطولته محمود عبدالعزيز وهبة خيال وسارة شديد... وهو من إنتاج مصري- إنجليزي مشترك بين شاهين وأحمد نهلة وفرانسيس كلارك.
ويرى المخرج أنّ الشباب السينمائيين المصريين في مجالات العمل كافة، من إضاءة وديكور، يبشّرون بمستقبل باهر. وبسؤاله عن إمكان تعويض الأفلام القصيرة غياب الأفلام الطويلة في مهرجان «كان»، يردّ: «لا شيء يعوض غياب شيء آخر. غياب الأفلام المصرية الطويلة هو غياب لهذه الأفلام فقط»، مبدياً سعادته بوجود فيلم مصري آخر هو «عيسى» لمراد مصطفى في مسابقة «أسبوع النقاد».
ويرى شاهين أنّ «من بين أسباب استمرار إنتاج الأفلام الروائية القصيرة، هو سهولة إنتاجها على المستوى المادي، وهي تقريباً الطريقة الوحيدة لأي مخرج جديد يحاول التعبير عن نفسه والإعلان عن وجوده في عالم صناعة الأفلام».
لكن هل تُعد الأفلام القصيرة جسر النجاح الأول للمخرج؟ يجيب: «أو جسر الفشل! كمثل أي شيء، هي فرصة لأن تكتشف نفسك ويكتشفك الآخرون من حولك».
وعن عمله المقبل، يكشف: «أحضّر لفيلمي الطويل وهو في مرحلة التطوير؛ من كتابتي وإخراجي. أنهيتُ كتابة المعالجة وأعكف على وضع السيناريو، وهو يشبه أجواء (الترعة)، لكنه متشابك ومليء بالأساطير والشخصيات التي تحركها مخاوفها وهواجسها، وأتطلع إلى أن أراه قريباً على الشاشة الكبيرة».