سارة الهاني لـ«الشرق الأوسط»: الغلط ممنوع في الأغنية الخليجية

«معاناتي» جديدها بعد غياب عشر سنوات

تحضّر لأعمال جديدة مع شركة {روتانا} (سارة الهاني)
تحضّر لأعمال جديدة مع شركة {روتانا} (سارة الهاني)
TT

سارة الهاني لـ«الشرق الأوسط»: الغلط ممنوع في الأغنية الخليجية

تحضّر لأعمال جديدة مع شركة {روتانا} (سارة الهاني)
تحضّر لأعمال جديدة مع شركة {روتانا} (سارة الهاني)

تركت فراغاً الفنانة سارة الهاني على الساحة الفنية منذ غيابها عنها لنحو عشر سنوات. كثيرون تساءلوا أين هي؟ ولماذا هذا البعد؟ تعود اليوم في أغنية «معاناتي» باللهجة الخليجية. وهي من كتابة الشاعر السعودي قوس، وتلحين مواطنه سهم، وتوّجتها مع الموزّع اللبناني، الموسيقي عمر صبّاغ.

تغني سارة قصتها الشخصية في هذا العمل الذي صدر أخيراً. ولكنها في الوقت نفسه، تؤكد على أنها تحكي خلالها قصصاً مشابهة لأشخاص عدة. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «أترجم فيها حالتي وحالة كل إنسان شعر بالمعاناة. من الطبيعي القول إنني نقلت عبرها أحاسيس اجتاحتني في فترة معاناة عشتها. وفي الوقت نفسه أخاطب فيها من خاض تجارب مشابهة».

تقول أنها محظوظة كونها تقيم بالسعودية ولطالما تمنت السكن في مدينة الرياض (سارة الهاني)

في الفترة الماضية عاشت سارة الهاني حزناً عميقاً على فقدان شقيقتها لينا في حادث سير. فهل أغنيتها الجديدة تتعلق بهذا الحدث المأساوي؟ ترد: «لا أبداً، يبقى موضوع شقيقتي بعيداً كل البعد عما أتناوله فيها». فـ«أنا أمتنع عن رسم هذا الموضوع في أغنية. ومهما غنّيت لن أستطيع إيفاءها حقها. فرحيلها جرح تسبب لي بغصة وفراغ كبيرين بقلبي. موضوع الأغنية منفصل تماماً عنها، ولا رابط بينهما».

تقيم سارة الهاني حالياً في السعودية. قرار استقرارها هناك اتخذته منذ نحو ثلاث سنوات. البعض اعتقد أنها تزوجت وسافرت لتقيم مع زوجها هناك. فما هي أسباب قرارها هذا؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «قرار إقامتي في السعودية، اتخذته عن قناعة تامة. ولطالما تمنيت السكن في مدينة الرياض. فليس هناك من زواج أو ما شابهه لأقوم بهذه الخطوة. وفي حال تزوجت يوماً ما، فسأعلن هذا الخبر على العلن». وتتابع الهاني: «أنا محظوظة كوني أقيم هنا. وقراري صادف حصول الانفتاح الكبير للمملكة بعد حين. وكأني كنت أدرك أنها مقبلة على تطورٍ كبير. كما أن فكرة غنائي بالخليجية كانت الدافع الأول لي للاستقرار فيها».

صوّرت الأغنية في بيروت مع المخرج نادر موصللي وتصفه بصاحب موهبة رائعة (سارة الهاني)

تروي سارة الهاني لـ«الشرق الأوسط» أنها تحضّر لهذه الأغنية منذ نحو عام. «أحب هذا اللون بطبيعتي، وأعلم أنه من الصعب إتقانه. فكان يلزمني التدريب والتمرين. وأنا من المعجبات بالشعر الخليجي لا سيما أني من هواة الشعر عامة. الكلمة المغناة تعني الكثير لأهل الخليج، ولا يستخفّون بها. كذلك ألحانهم تتميز بإيقاعها الجميل. لا شك أنهم تطوروا مع الوقت فنياً، ولكنهم في الوقت عينه بقوا محافظين على مستوى أغانيهم. فالجمهور السعودي هو لجنة حكم بحد ذاته. ومن ينجح في الغناء أمامه يكون قد اجتاز الامتحان. فالجمهور السعودي متذوق ممتاز للفن. ومن ناحية ثانية ممنوع الغلط في الأغنية الخليجية. فهو لا يتساهل مع هذا الموضوع».

الـ«تريندات» لا تهمني ولم ألحق بها يوماً فقناعتي تفرض علي تقديم ما أحبه

سارة الهاني

حرصت سارة طيلة إقامتها في السعودية على البحث عن العمل المرجو كي تعود معه إلى الساحة. «كان من الصعب جداً تحقيق هذه العودة بعد غياب ضمن أغنية عادية، وليست على المستوى المطلوب. الأمر لا يتعلق بسوق الخليج، ولكنني هنا وجدت ضالتي. وتعاملت مع أهم صنّاع الأغنية الخليجية. وأنا سعيدة بالتفاعل الذي حققته الأغنية».

أكدت أن التحضير لأغنية {معاناتي} استغرق نحو عام (سارة الهاني)

 

تعاملت مع أهم صنّاع الأغنية الخليجية وسعيدة بالتفاعل الذي حققته «معاناتي»

سارة الهاني

كسرت «معاناتي» حاجز المليون مشاهدة عبر موقع «يوتيوب» حتى اليوم. ومن المتوقع أن تكمل طريق النجاح في الأيام المقبلة. وعما إذا هي غادرت لبنان إلى غير رجعة؟ تردّ: «لا أبداً، أنا لبنانية قلباً وقالباً. لا أستطيع الاستغناء عن وطني بتاتاً، وسأبقى أغني اللبنانية. وهناك عمل أحضّر له في هذا الخصوص سيرى النور قريباً».

وعن الملحن اللبناني الذي تتمنى التعاون معه تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا معجبة جداً بالفنان مروان خوري. وأتوقع أن تناسب ألحانه أسلوب غنائي».

الجمهور السعودي «لجنة حكم» ومن ينجح في الغناء أمامه اجتاز الامتحان

سارة الهاني

ترفض سارة الهاني الالتحاق بـ«التريند» الرائج على «السوشيال ميديا». تكتفي باختيار أغنيات تناسبها وتحاكي تطلعاتها. وتوضح: «الـ(تريندات) لا تهمني بتاتاً، ولم ألحق بها يوماً، فقناعتي تفرض علي تقديم ما أحبه، وما يصل إلى الناس، بإحساس وبساطة. وأفضل أن أغيب لفترة عن الساحة على أن أغني ما ينسجم مع الرائج اليوم».

تحمل «معاناتي» التفاؤل والأمل رغم تناولها المعاناة. وتعلّق سارة الهاني: «جميعنا نمر بانكسارات، ولكننا نعود وننتصب من جديد. ولذلك الأغنية تحثّنا على التفاؤل مهما مررنا بمصاعب. ورسالتي من خلالها تقضي بإكمال طريقنا بصلابة ورجاء. فلا أحد يمكنه أن يزودك بالشجاعة والقوة أكثر من نفسك».

أتمنى التعاون مع مروان خوري وأتوقع أن تناسب ألحانه أُسلوبَ غنائي

سارة الهاني

صوّرت الأغنية في بيروت مع المخرج نادر موصللي. وتصفه بصاحب موهبة رائعة. «أحياناً المخرجون الصاعدون يمكنهم أن يزودوك بالأفضل. فهم لا ينقصهم سوى إعطائهم الفرصة المناسبة».

حالياً تتعاون الهاني مع شركة روتانا للإنتاج. وهي تحضّر لمجموعة أعمال جديدة. وتختم: «لم نرغب في انتظار ألبوم كامل من أجل عودتي هذه. وأعتبر (معاناتي) هي التحية التي ألقيها على محبي سارة الهاني. وبانتظار الأعمال المقبلة وجهوزيتها فأنا أعد جمهوري بأنني لن أطيل الغياب عنهم بعد اليوم. وأنا سعيدة بما لاقيته من حب وترحاب، من قبل الجميع، وفخورة بالمجموعة الفنية التي اخترتها لأسجّل هذه العودة. وأعتبر نفسي نجحت في الامتحان، والآتي أجمل».


مقالات ذات صلة

سيلينا غوميز تدخل نادي المليارديرات

يوميات الشرق الممثلة والمغنية الأميركية الشهيرة سيلينا غوميز (رويترز)

سيلينا غوميز تدخل نادي المليارديرات

تستطيع الممثلة والمغنية الأميركية الشهيرة سيلينا غوميز، الآن، إضافة لقب مليارديرة إلى قائمتها الطويلة من الإنجازات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الوتر السادس ألبومها الغنائي الجديد «حبايب قلبي» حقق كل ما كانت تحلم به (حسابها على «فيسبوك»)

كارمن سليمان لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمرأة في أغنياتي

ترى الفنانة المصرية كارمن سليمان، أن ألبومها الغنائي الجديد «حبايب قلبي» حقق كل ما كانت تحلم به أثناء التحضير له.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس يؤكد حمادة إنه يحرص على تقديم أغاني الإيقاع السريع جنباً إلى جنب مع الأغنية الهادئة ({الشرق الأوسط})

حمادة هلال: الإيقاعات السريعة لن تبعدني عن «الشجن»

قال الفنان المصري حمادة هلال إنه كان ينوي إطلاق أحدث أغنياته «حَصل» من دون كليب في البداية، لكنه قرر لاحقاً تصويرها ووجد ردود فعل واسعة عليها

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق ترى النضج مسؤولية وشرطاً لموسيقى مُقنعة (صور غالية شاكر)

غالية شاكر... «موسيقى الشارع» للجميع

غالية شاكر كاتبة أغنيات، ملحّنة، وعازفة على آلات من بينها الغيتار والطبلة، تشترط الإحساس بالفكرة قبل أن تتحوّل موضوعاً فنّياً للجميع.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق دونالد ترمب راقصاً في أحد تجمّعاته الانتخابية بولاية ميشيغان شهر يوليو الماضي (إ.ب.أ)

دونالد ترمب يرقص... وأصحاب الأغاني يتذمَّرون

قضت محكمة في أتلانتا الأميركية بمنع المرشّح الجمهوري دونالد ترمب من استخدام إحدى الأغاني في تجمّعاته الانتخابية، وذلك بعد اعتراض ورثة كاتب الأغنية.

كريستين حبيب (بيروت)

اقتحام ممثلات مصريات الغناء... توقيع حضور أم «موهبة شاملة»؟

سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})
سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})
TT

اقتحام ممثلات مصريات الغناء... توقيع حضور أم «موهبة شاملة»؟

سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})
سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})

رغم أن اقتحام ممثلات مصريات مجال الغناء ليس أمراً جديداً، فإن اتجاه بعضهن لتقديم الأغاني «السينغل» بالآونة الأخيرة أثار تساؤلات بشأن أسباب ودوافع هذه الصيحة.

ويعتبر متابعون ونقاد أن هذا الاتجاه يعد سلاحاً ذا حدين، وأن استمراريته تكون بيد الجمهور.

الفنانة المصرية غادة إبراهيم التي تعد أحدث المنضمات لقائمة الممثلات اللواتي اقتحمن مجال الغناء، تعتزم طرح أول أعمالها الغنائية بعنوان «أنا كاريزماتيك» خلال أيام، مؤكدة أنها بصدد إصدار مجموعة أغنيات أخرى سيجري طرحها تباعاً.

تدافع غادة إبراهيم عن اتجاهها للغناء بتقديمها لوناً غنائياً يتماشى مع كل الأعمار بعيداً عن الابتذال والإسفاف ({الشرق الأوسط})

وكشفت غادة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن سبب تسمية الأغنية بهذا العنوان، قائلة: «كل أغنية لدي ترتبط بحدث معين مررت به، و(كاريزماتيك) هي أول (تريند) اشتهرت به وانتشر بشكل واسع لأكثر من ثلاث سنوات».

ووفق الملحن المصري منير الوسيمي، فإن اتجاه الممثلين أو الممثلات لتقديم الأغاني ليس أمراً جديداً حيث كانت توظف أغانيهم في الأعمال الدرامية، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه «أكثر ملحن عمل مع ممثلين قدموا تجارب غنائية في أعمالهم من بينهم أحمد زكي، ومحمود عبد العزيز، ويحيى الفخراني، وسمير غانم، وجورج سيدهم، وسمير صبري».

ويرى الوسيمي أن هذا الاتجاه لا يعيب أحداً بل يعد ميزة جديدة تضاف لرصيد الممثل وفرصة جيدة لإظهار موهبته التي تثبت قدميه بمهنته، بشرط عدم إضراره بالذوق العام واختيار كلمات وألحان مناسبة تروق للناس.

في حين اعتبرت الناقدة المصرية مها متبولي أن «اتجاه الممثلات للغناء ما هو إلا وسيلة لجمع المال بشكل سريع»، وفق تعبيرها.

أيتن عامر التي طرحت خلال الأيام الماضية أحدث أغنياتها بعنوان {إفراج} (حسابها على {انستغرام})

واستبعدت متبولي أن «يكون ذلك من أجل الحضور الفني أو بسبب موهبة شاملة لديهن»، مشددة على أن «الغناء له قواعد وأصول متعارف عليها، وظهور ذلك بين ليلة وضحاها أمر لا يدعو للغرابة بل له هدف واضح».

وتلفت متبولي إلى أن «العائد المادي من مواقع التواصل الاجتماعي والحفلات الغنائية وحفلات الأعراس وراء الاتجاه للغناء».

وتشير متبولي إلى أن لوني «المهرجانات»، و«الراب»، نجحا في جذب الناس وجعلا البعض يفكر في الربح السريع، إذ لم تعد الأصوات الطربية هي المسيطرة، بل الأعمال «غير المميزة»، بحسب وصفها.

حسناء سيف الدين طرحت أحدث أعمالها الغنائية "نبذة سريعة" قبل أيام

وهو ما يؤيده الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد واحدة من الممثلات اللواتي حاولن احتراف التمثيل بالآونة الأخيرة، تتمتع ولو بقدر معقول من الموهبة الغنائية أو جمال الصوت، كما أن الموهبة الشاملة لا تظهر فجأة وليست أمراً يمكن تعلمه، فنبرة الصوت والقدرة على تطويع الحنجرة والأحبال الصوتية موهبة أولاً وقبل أي شيء، ثم يتم تطويرها بعد ذلك بالدراسة، لكنها لا تكتسب إن لم تكن موجودة».

هذا الاتجاه لا يعيب أحداً بل ميزة تضاف لرصيد الممثل وفرصة جيدة لإظهار موهبته

الملحن منير الوسيمي

وتدافع غادة إبراهيم عن اتجاها للغناء بالتأكيد على «أنها ليست مطربة، بل مؤدية تقدم لوناً غنائياً يتماشى مع كل الأعمار بعيداً عن الابتذال والإسفاف»، كما نوهت إلى أنها «درست (فوكاليز وصولفيج وبيانو وعود) وتعرف كيفية الغناء السليم»، مؤكدة أن «وجود الأجهزة الحديثة والمحسنات الصوتية جعلا الصعب سهلاً».

ويعتبر الوسيمي أن الجمهور هو المنوط بالحكم على تجارب الممثلات الغنائية واستمرارهن من عدمه: «لنا في هدى سلطان مثال؛ فقد نجحت وجذبت الناس لصوتها بتمكنها وفنها الراقي».

في معظم الأحيان لا تستمر التجربة طويلاً وربما تكون الأغنية الأولى هي الأخيرة

الناقد محمد عبد الخالق

في حين يشير عبد الخالق إلى أن «الممثل عندما يقرر الغناء لن ينتظر الجمهور منه أكثر من إيقاع راقص وصورة مبهرة، مكتفياً بمشاهدة فنانه وهو يقدم شيئاً جديداً عليه حتى لو لم يُجِدِه، وفي معظم الأحيان لا تستمر التجربة طويلاً، وربما تكون الأغنية الأولى هي الأخيرة».

ووفق الناقد المصري فإن «منصات السوشيال ميديا أصبحت من أهم وسائل انتشار الممثلين المطربين».

وكانت الفنانة المصرية رانيا يوسف قد طرحت أخيراً أول أعمالها الغنائية بعنوان «ليك»، التي تخوض من خلالها تجربة الغناء الاستعراضي، ووفق تصريحات لمخرجة الكليب، بتول عرفة، فإنها استعانت بقدرات رانيا التمثيلية خلال تصوير الأغنية.

رانيا يوسف طرحت أول أعمالها بعنوان {ليك} والتي تخوض به تجربة الغناء الاستعراضي (حسابها على {فيسبوك})

 

العائد المادي من الحفلات والأعراس ومواقع التواصل الاجتماعي وراء الاتجاه للغناء

الناقدة مها متبولي

كما طرحت الفنانة المصرية حسناء سيف الدين، أحدث أعمالها الغنائية «نبذة سريعة»، عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب»، قبل أيام.

وتتيح عضوية أي نقابة فنية في مصر لمنسوبيها اقتحام أي لون فني.

وقبل غادة إبراهيم ورانيا يوسف، طرحت فنانات عدة أغنيات منوعة ما بين «سينغل» وألبوم، من بينهن الفنانة أيتن عامر التي طرحت خلال الأيام الماضية أحدث أغنياتها بعنوان «إفراج»، وأيضاً الفنانة سمية الخشاب التي طرحت الصيف الماضي أغنية «اركب على الموجة»، وكذلك الفنانات دنيا سمير غانم، وبشرى، وليلى أحمد زاهر، وغيرهن.