لقاء سويدان لـ«الشرق الأوسط»: الفن يسرق العمر

أكدت رفضها تقديم مسرحية «سيد درويش» مجدداً

تطمح لتقديم شخصية الفنانة الراحلة شادية في عمل درامي وتقديم أغنياتها بصوتها أيضاً ({الشرق الأوسط})
تطمح لتقديم شخصية الفنانة الراحلة شادية في عمل درامي وتقديم أغنياتها بصوتها أيضاً ({الشرق الأوسط})
TT

لقاء سويدان لـ«الشرق الأوسط»: الفن يسرق العمر

تطمح لتقديم شخصية الفنانة الراحلة شادية في عمل درامي وتقديم أغنياتها بصوتها أيضاً ({الشرق الأوسط})
تطمح لتقديم شخصية الفنانة الراحلة شادية في عمل درامي وتقديم أغنياتها بصوتها أيضاً ({الشرق الأوسط})

قالت الفنانة المصرية لقاء سويدان إنها تتطلع لتجسيد شخصية الفنانة الراحلة شادية درامياً، وأوضحت في حوار لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل أزمة مسرحية «سيد درويش»، مشددة على رفضها تقديم العرض مجدداً، كما أكدت عدم تخوفها من الجلوس على كرسي المذيع.

وذكرت لقاء أنها خاضت تجربة تقديم البرامج خلال العام الماضي في «لقاء مع»، مشيرة إلى أن برنامجها التلفزيوني الحالي «لقاء على الهواء» يختلف كثيراً، حيث يناقش قضايا المرأة والمجتمع ويتضمن فقرات فنية وثقافية متنوعة بشكل عام على الهواء مباشرة خلال يومين أسبوعياً، بخلاف البرنامج الأول الذي كان يهتم كثيراً بقضايا المرأة لكنه لم يحظ بدعاية وانتشار كبيرين.

وشددت لقاء على أنها «شخصية عاشقة للتفاصيل وترفض أنصاف الحلول».

برأيها أن تقديم البرامج ليس هيناً بل مسؤولية كبيرة لأنها تخاطب فئات وشرائح مجتمعية عدة ({الشرق الأوسط})

كما نوهت إلى أن «التمثيل يكسب الفنان جرأة أمام الكاميرا ويمنحه سلاسة في محاورة الضيوف خلال اللقاء، لكن تقديم البرامج ليس هيناً بل مسؤولية كبيرة، لأنه يخاطب فئات وشرائح مجتمعية عدة، ولا بد من الحرص على تقديم محتوى هادف ومفيد».

وتحدثت لقاء عن دورها في مسلسل «الوصفة السحرية»، الذي يعرض حالياً ويتناول العلاقات الزوجية والصداقة كما يعرض حالات مجتمعية متنوعة بشكل كوميدي لايت، وقالت: «المخرج وظّف قدراتي التمثيلية بجدارة عبر شخصية كوميدية تتمتع بمشاعر إيجابية وقوية، وتدخلت في اختيار بعض التفاصيل مثل شكل الشعر والأزياء كي تناسب المشاهد وتعبر عن الشخصية».

وتوضح لقاء أنها تمثل منذ 39 عاماً، لكنها لم تفكر يوماً في مصطلح «البطولة المطلقة»، لافتة إلى أن «الفن ليس له كتالوج»، كما أكدت أنها «بطلة في المسرح دائماً، أما عن تقديم دور البطولة في الدراما فإما الاستمرارية أو السقوط والابتعاد، لذلك (أفضل الوجود عبر أدوار تبرز القدرات التمثيلية) بعيداً عن مشاغل البطولة». مشيرة إلى أنها لعبت دور البطولة، خصوصاً في أدوارها التي قدمتها أمام كبار النجوم على غرار عادل إمام، ونور الشريف.

وعن عودتها للغناء مجدداً، قالت لقاء: «أنا كسولة نوعاً ما، خصوصاً خلال الفترة الماضية، فقد وضعت تركيزي في أمور أخرى، لكنني أعمل حالياً على الاهتمام بعملي والتركيز على ما سأقدمه»، لافتة إلى أنها «بصدد إصدار عدد من الأغنيات (السينغل) قريباً».

الفنانة لقاء سويدان ({الشرق الأوسط)}

وعن المسرح، وصفته الفنانة المصرية بـ«(أبو الفنون) الذي يجذب الممثل ويجعله أكثر عمقاً واهتماماً بالتفاصيل»، مؤكدة أنها عملت بالمسرح منذ صغرها وتحبه كثيراً، لكنها أكدت أنه يستحوذ على وقت كبير من أجل التركيز عليه بداية من التحضيرات والبروفات والجهد الكبير في العرض نفسه، وأشارت: «كل هذه التفاصيل تمنع الفنان من تقديم أعمال أخرى، سواء بالسينما أو التلفزيون، وخصوصاً إن كانت مسرحية ذات مواسم متعددة».

وكشفت لقاء أنها قدمت أخيراً مسرحية «سيد درويش» عبر مواسم عدة وتحتاج للتفرغ لأعمال أخرى في الفترة المقبلة، كما أوضحت أن الأزمة الشهيرة للمسرحية بينها وبين بطل العرض الفنان محمد عادل، الشهير بـ«ميدو عادل»، شهدت ضجة كبيرة حينها من دون داع، وشددت على أنها رفضت الحديث عنها لوسائل إعلامية، لأنها فنانة لها «استايل» معين ولا تحب القيل والقال والدخول في مهاترات.

كما أوضحت لقاء أنها «عضو بالمسرح القومي منذ 22 عاماً، ولم تنجرف للحديث عن مشكلات تقدمت خلالها بشكوى رسمية في البيت الفني للمسرح، لكنها ستوضح كل التفاصيل التي دعتها لترك المسرحية بعد انتهاء التحقيقات القانونية».

الفن ليس له «كتالوج»... ولم أفكر يوماً في مصطلح «البطولة المطلقة»

وشددت لقاء على أنها ترفض العودة لتقديم مسرحية «سيد درويش» مجدداً، موضحة: «مشكلتي ليست مع الفنان ميدو عادل فقط ولكنها منظومة متكاملة، فقد تحملت أموراً كثيرة، من بينها ضعف الدعاية، وعدم التزام البعض، بالإضافة للخروج عن النص».

وأشارت لقاء إلى أن اختفاءها والابتعاد عن الحياة العامة والفن في بعض الأحيان هما «اختيار شخصي» من أجل الاهتمام أكثر بمحيطها العائلي، مشيرة إلى أنها لا تفضل تكريس جزء كبير من حياتها للفن، لكنها تحب فعل الكثير من الأشياء والعيش بأريحية، والخروج والسفر دون قيود.

وعن خوضها تجربة التدريس الدرامي في مدينة دبي قبل عدة سنوات، قالت: «أحب خوض التجارب الجديدة، برغم أنني لا أجيد فعل شيء سوى التمثيل، لكنني في الوقت نفسه لا يمكنني الارتكان عليه طول الوقت، فمهنة الفن شاقة وتسرق العمر سريعاً».

وتطمح لقاء لتقديم شخصية الفنانة المصرية الراحلة «شادية» في عمل درامي متكامل وتقديم أغنياتها بصوتها أيضاً، مؤكدة أنها «عرضت الأمر على بعض صناع الفن لكن لم يتم اتخاذ أي خطوة جدية تجاه المشروع حتى الآن».


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم