أحمد فهمي: نهضة السعودية الفنية أنعشت السينما المصرية

تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس دوره في مسلسل «بين السطور»

انفعالات وأحاسيس الشخصية التي يؤديها فهمي في المسلسل تعتمد على تعبيرات الوجه ولغة الجسد (حسابه على فيسبوك)
انفعالات وأحاسيس الشخصية التي يؤديها فهمي في المسلسل تعتمد على تعبيرات الوجه ولغة الجسد (حسابه على فيسبوك)
TT

أحمد فهمي: نهضة السعودية الفنية أنعشت السينما المصرية

انفعالات وأحاسيس الشخصية التي يؤديها فهمي في المسلسل تعتمد على تعبيرات الوجه ولغة الجسد (حسابه على فيسبوك)
انفعالات وأحاسيس الشخصية التي يؤديها فهمي في المسلسل تعتمد على تعبيرات الوجه ولغة الجسد (حسابه على فيسبوك)

قال الفنان أحمد فهمي إنه بذل جهداً كبيراً أثناء العمل على شخصية «حاتم» في مسلسله «بين السطور» بسبب البعد النفسي للشخصية، ونظرتها السلبية للحياة، التي تطلبت منه عقد عدة جلسات مع ورشة كتابة العمل.

وأكد فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن «أصعب ما واجهه خلال تصوير العمل، كانت انفعالات وأحاسيس شخصية (حاتم) التي فرضت عليه أن يصمت في أوقات كثيرة، ويكتفي بتعبيرات الوجه ولغة الجسد، وهو ما جعله يشعر بقلق حول كيفية استقبال المُشاهد لذلك».

المسلسل بطولة أحمد فهمي، بمشاركة صبا مبارك، ومحمد علاء، وناردين فرج، وسلمى أبو ضيف، ووليد فواز، وباسل الزارو، ويعرض حالياً عبر أكثر من قناة ومنصة، ومقتبَس من الدراما الكورية «MISTY»، وهو معالجة درامية وإشراف على الكتابة لنجلاء الحديني، وتطوير ورشة سرد، ومن إخراج وائل فرج.

برأي فهمي أن المنصات الالكترونية أنهت فكرة السيزون الدرامي (حسابه على فيسبوك)

وعن طريقة عرض المسلسل التي لا تعتمد على الإثارة والتشويق من الحلقة الأولى، وإنما تتطلب مُشاهداً صبوراً ينتظر حتى الوصول لحل اللغز في الحلقة الأخيرة، أشار فهمي إلى أن «هذا التخوف قد أصاب فريق العمل بالكامل، لكن اللجوء لبعض المشاهد المشوقة مثل مشهد الإجهاض في الحلقة الأولى كان من الطرق التي ساعدت على نجاح العمل في جذب الجمهور».

تخوف آخر يحكي عنه فهمي يتعلق بتوقيت عرض المسلسل، الذي ينتهي عرضه قبل رمضان بأيام قليلة، مشيراً إلى أنه اقتنع بأن «التوقيت مناسب جداً، والأجواء جيدة للمشاهدة قبل رمضان».

وعن قيامه ببطولة عدد من الأعمال الدرامية أخيراً، قال الفنان المصري إن «البطولة مصطلح مجازي» مؤكداً أنه لا يسعى إليها، ولا تشغله فكرة أن يكون البطل الأول للعمل، بقدر ما تهمه طبيعة الشخصية وحجم التأثير المتوقع من ناحيتها، لافتاً إلى أن الممثل قد يقتصر دور له على مشهد واحد فقط ويترك تأثيراً أكبر من بطولة فيلم أو مسلسل.

«البطولة مصطلح مجازي» ولا أسعى إليها

وعدّ فهمي أن «الممثل الذي يلعب أدواراً مهمة يصبح بطلاً»، لأن الأمر هنا بعيد تماماً عن مساحة الدور والمسميات حول النجم الأول وبطل العمل، الذي لن يستطيع تقديم عمل جيد من دون مخرج متمكن وسيناريو محكم وتصوير ومونتاج وممثلين جيدين، وجميع العناصر اللازمة لإخراج عمل مؤثر ومهم.

وعن التفاعل مع مسلسلات «الأوف سيزون» التي تعرض خارج شهر رمضان، وتحقق انتشاراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، قال فهمي إن «المنصات أنهت فكرة (السيزون تماماً)، وأصبحت السنة كلها مناسبة لعرض الأعمال الفنية، خصوصاً بعد تراجع نسب مشاهدة التلفزيون على نحو لافت». على حد تعبيره.

اعتذرت عن مسلسل «رحيل» لأنه بعيد عن انحيازاتي الفنية

واعتذر فهمي أخيراً عن بطولة مسلسل «رحيل» مع ياسمين صبري في رمضان، نافياً ما تردد عن أن السبب يتعلق بصغر مساحة دوره، مؤكداً أن «مساحة الدور كبيرة وربما تفوق مساحة دور ياسمين، لكنه اعتذر بسبب عدم ملاءمة الدور الذي عدّه بعيداً عن طريقة عمله وانحيازاته الفنية».

وانتهى فهمي أخيراً من تصوير مسلسل «نقطة سودة» المنتظر عرضه بعد شهر رمضان، تأليف أمين جمال، وإخراج محمد أسامة، موضحاً أنه «يؤدي دوراً مركباً»، محاولاً الابتعاد عن المنطقة التي لعب من خلالها دوره في «بين السطور»؛ حتى لا يقع في فخ تكرار نفسه.

أعمل حالياً على فيلم «رومانسي» يعيدني إلى السينما

وكان فيلم «جدو حبيبي» هو آخر فيلم تم عرضه لأحمد فهمي عام 2012، وعن هذا الغياب الطويل عن السينما يقول فهمي إنه لم يجد خلال تلك الفترة دوراً مناسباً له، مشدداً على أنه لا يرغب في الظهور السينمائي من دون اقتناع تام بالدور، مشيراً إلى أنه يعمل حالياً على فيلم رومانسي يعود به للسينما.

واختتم فهمي حديثه مؤكداً أن «السنوات الأربع الأخيرة شهدت تألق السينما المصرية، مُرجعاً السبب إلى أن (النهضة الفنية) التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة، أدت لانتعاش صناعة السينما المصرية على مستوى التوزيع والتسويق والسينمات».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».