قال الفنان أمير المصري إن ترشيحه لجائزة السينما المستقلة البريطانية (BIFA) يعد تقديراً له في حد ذاته، وأكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن عام 2023 شهد نشاطاً فنياً لافتاً له في أوروبا وأميركا، وأشار إلى حرصه على الوجود في مصر بشكل دائم خلال العام الجديد المقبل، حتى يتمكن من تقديم أعمال مميزة بها بعد أن ظهر لأول مرة عبر السينما المصرية من خلال فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين» أمام محمد هنيدي 2008.
ونال الفنان المصري، الذي هاجر منذ سنوات إلى بريطانيا رفقة أسرته، تقديراً كبيراً منذ توج بجائزة «البافتا» لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «ليمبو» 2021.
ومع نهايات العام الجاري حرص أمير المصري على حضور مهرجان البحر الأحمر السينمائي ثم مهرجان الجونة ليشاهد أكبر قدر من الأفلام العربية التي وجد بها أعمالاً فارقة، كما شارك بمهرجان الجونة في ندوة «العرب في الخارج: إعادة رسم صورة الشرق عالمياً».
وكان أمير قد حضر حفل توزيع جوائز السينما المستقلة (BIFA) الذي أقيم الشهر الماضي بلندن، وقام وعدد كبير من زملائه من النجوم وصناع الأفلام بعمل وقفة احتجاجية ضد استمرار الحرب على غزة.
وكان قد تم ترشيح المصري لأفضل دور مساعد عن فيلم «In Camera» الذي يؤدي من خلاله شخصية «كونراد»، ويقول عنه إن «قصة الفيلم تشعرك كأنك في حلم، وهي عن ممثل يحلم بأن يقدم أدواراً جيدة لكن تحدث له مشكلات طوال الوقت ويتعرض لعنصرية من بعض الإنجليز، وأجسد شخصية شريكه في المسكن حيث تحدث صدامات بيننا، وشارك الفيلم بمهرجان (كارلو في فاري) في دورته الماضية».
ويعبر عن سعادته بترشيحه لهذه الجائزة رغم أنه لم يحصل عليها: «هذا شيء أفتخر به، ترشحي في حد ذاته جائزة، لا سيما أن المسابقة تكون صعبة، وهي تعكس لي أنه ليست هناك تفرقة بيني وبين نظرائي من الممثلين من بلدان أخرى، ويعكس أنني قطعت خطوات أحاول فيها اختيار أعمال متباينة».
ورغم ذلك لا ينكر الممثل المصري تعرضه لمواقف غير عادلة في عمله بالخارج قائلاً: «لا أعدها عنصرية وإنما قلة تفَهم، ففي بدايتي حين كنت أتقدم لأداء دور معين؛ البعض يقول لي شكلك لا يصلح، فيما أجدهم يهتمون بالبيض أو السود والهنود أكثر من العرب، كان هذا في البدايات، ورأيي أن العنصرية تبدأ من الكتابة بسبب تنميط الشخصيات العربية في أدوار الإرهابي أو الحرامي، أو الثري الخليجي. الآن هناك تطور بدأ يتغير».
وشارك أمير بالفيلم الأميركي «A Haunting In Venice» من إخراج وبطولة كينث براناه، وظهر خلاله ضيف شرف ليكون مفاجأة الفيلم الذي يعد استكمالاً لسلسلة أفلام المحقق «هيركل بوارو»، كما شارك بفيلم «Club Ziro» الذي نافس ضمن أفلام المسابقة الرسمية بمهرجان كان، وأدى من خلاله شخصية راقص باليه ويقول عنه: «كان الدور تحدياً كبيراً بالنسبة لي، وكانت أول مرة أحضر مهرجان (كان)، رغم أن فيلم (ليمبو) شارك به عام 2020، لكن كان ذلك في ظل وباء (كوفيد 19)، فلم أتمكن من حضور المهرجان».
ويكشف المصري أن حصاد نشاطه الفني في عام 2023 كان مثمراً بأوروبا، ففي التلفزيون شارك بمسلسل «Vigil» بشخصية «داننيل رمزي» وهو رجل من لندن يتحرى جريمة قتل، ويلفت أمير إلى أهمية هذه الخطوة قائلاً: «لأن القائمين على (الكاستنج) حين يجدون ممثلاً يلعب أدواراً عربية باستمرار يضعونه في هذه الدائرة، لكن حينما أخرج عن هذا الإطار لأقدم شخصية مواطن بريطاني أو غيره يقولون هذا ممثل يؤدي جميع الأدوار، لذا أحاول تقريب هذه الفكرة للمنتجين وشركات الكاستنج».
كما صور مسلسلاً بآيرلندا سيعرض في يناير (كانون الثاني) القادم «Faithless» وهو عمل درامي كوميدي مكون من 6 حلقات عن عائلة مصرية تعيش في آيرلندا، ويؤدي شخصية «زين»، وهو ممثل مصري يعيش في أميركا لكنه يعود لآيرلندا ليساعد شقيقه في تربية أولاده بعد وفاة زوجته، ويقول عنه: «هو مسلسل عائلي ممتع كاتبه آيرلندي - مصري والقصة قريبة من حياته».
في ظل نجاح يحققه أمير المصري في الغرب يظل تطلعه لتقديم أعمال مصرية ترضي طموحه: «هذا العام كان لدي أكثر من عمل بمصر لكن تأخر البدء في تصويرها، وكنت مرتبطاً في التوقيت الجديد بأعمال في بريطانيا فاعتذرت عن الأعمال المصرية، لكنني تضايقت لأنني أحب العمل في بلدي، لذا قررت الوجود هنا بشكل أكبر مع بداية العام المقبل وسأركز أكثر بالأعمال المصرية».
ورغم أن المصري لا يرى وجود فارق في الإمكانيات الفنية بين مصر وأوروبا، فإنه يقول إن «هناك وقتاً ضائعاً في الأعمال المصرية ينعكس على طول ساعات التصوير»، ويجد أمير في قرار نقابة الممثلين الذي صدر أخيراً بعدم تجاوز ساعات التصوير 12 ساعة، قراراً مهماً.
ويتطلع الفنان الشاب لتقديم أدوار مختلفة وقريبة من الناس، وكما يقول: «أهم شيء هو السيناريو وفريق العمل، وأتمنى أن يكون لدي وقت للتحضير والاستعداد للشخصية، غير أن هذا لا يحدث دائماً، فمرحلة التحضير مهمة وتتطلب وقتاً مناسباً».
ويؤكد أمير انفتاحه على السينما العربية: «حضرت مهرجان البحر الأحمر هذا العام، وشاهدت أفلاماً عربية بها تطور واضح، وكذلك السينما السعودية بها تطور كبير، وهناك رغبة في تقديم أعمال مختلفة مثل فيلم (نورة) الذي شاهدته لأول مرة بالمهرجان وأعجبت به».