أمير المصري: تعرضت لمواقف غير عادلة في بداياتي بأوروبا

تحدث لـ عن تفاصيل مسلسله الآيرلندي الجديد

خلال تصوير المسلسل الأيرلندي Faithless (حسابه على فيسبوك)
خلال تصوير المسلسل الأيرلندي Faithless (حسابه على فيسبوك)
TT

أمير المصري: تعرضت لمواقف غير عادلة في بداياتي بأوروبا

خلال تصوير المسلسل الأيرلندي Faithless (حسابه على فيسبوك)
خلال تصوير المسلسل الأيرلندي Faithless (حسابه على فيسبوك)

قال الفنان أمير المصري إن ترشيحه لجائزة السينما المستقلة البريطانية (BIFA) يعد تقديراً له في حد ذاته، وأكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن عام 2023 شهد نشاطاً فنياً لافتاً له في أوروبا وأميركا، وأشار إلى حرصه على الوجود في مصر بشكل دائم خلال العام الجديد المقبل، حتى يتمكن من تقديم أعمال مميزة بها بعد أن ظهر لأول مرة عبر السينما المصرية من خلال فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين» أمام محمد هنيدي 2008.

ونال الفنان المصري، الذي هاجر منذ سنوات إلى بريطانيا رفقة أسرته، تقديراً كبيراً منذ توج بجائزة «البافتا» لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «ليمبو» 2021.

ومع نهايات العام الجاري حرص أمير المصري على حضور مهرجان البحر الأحمر السينمائي ثم مهرجان الجونة ليشاهد أكبر قدر من الأفلام العربية التي وجد بها أعمالاً فارقة، كما شارك بمهرجان الجونة في ندوة «العرب في الخارج: إعادة رسم صورة الشرق عالمياً».

وكان أمير قد حضر حفل توزيع جوائز السينما المستقلة (BIFA) الذي أقيم الشهر الماضي بلندن، وقام وعدد كبير من زملائه من النجوم وصناع الأفلام بعمل وقفة احتجاجية ضد استمرار الحرب على غزة.

المصري على الريد كاربيت خلال حضوره مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)

وكان قد تم ترشيح المصري لأفضل دور مساعد عن فيلم «In Camera» الذي يؤدي من خلاله شخصية «كونراد»، ويقول عنه إن «قصة الفيلم تشعرك كأنك في حلم، وهي عن ممثل يحلم بأن يقدم أدواراً جيدة لكن تحدث له مشكلات طوال الوقت ويتعرض لعنصرية من بعض الإنجليز، وأجسد شخصية شريكه في المسكن حيث تحدث صدامات بيننا، وشارك الفيلم بمهرجان (كارلو في فاري) في دورته الماضية».

ويعبر عن سعادته بترشيحه لهذه الجائزة رغم أنه لم يحصل عليها: «هذا شيء أفتخر به، ترشحي في حد ذاته جائزة، لا سيما أن المسابقة تكون صعبة، وهي تعكس لي أنه ليست هناك تفرقة بيني وبين نظرائي من الممثلين من بلدان أخرى، ويعكس أنني قطعت خطوات أحاول فيها اختيار أعمال متباينة».

ورغم ذلك لا ينكر الممثل المصري تعرضه لمواقف غير عادلة في عمله بالخارج قائلاً: «لا أعدها عنصرية وإنما قلة تفَهم، ففي بدايتي حين كنت أتقدم لأداء دور معين؛ البعض يقول لي شكلك لا يصلح، فيما أجدهم يهتمون بالبيض أو السود والهنود أكثر من العرب، كان هذا في البدايات، ورأيي أن العنصرية تبدأ من الكتابة بسبب تنميط الشخصيات العربية في أدوار الإرهابي أو الحرامي، أو الثري الخليجي. الآن هناك تطور بدأ يتغير».

وشارك أمير بالفيلم الأميركي «A Haunting In Venice» من إخراج وبطولة كينث براناه، وظهر خلاله ضيف شرف ليكون مفاجأة الفيلم الذي يعد استكمالاً لسلسلة أفلام المحقق «هيركل بوارو»، كما شارك بفيلم «Club Ziro» الذي نافس ضمن أفلام المسابقة الرسمية بمهرجان كان، وأدى من خلاله شخصية راقص باليه ويقول عنه: «كان الدور تحدياً كبيراً بالنسبة لي، وكانت أول مرة أحضر مهرجان (كان)، رغم أن فيلم (ليمبو) شارك به عام 2020، لكن كان ذلك في ظل وباء (كوفيد 19)، فلم أتمكن من حضور المهرجان».

ويكشف المصري أن حصاد نشاطه الفني في عام 2023 كان مثمراً بأوروبا، ففي التلفزيون شارك بمسلسل «Vigil» بشخصية «داننيل رمزي» وهو رجل من لندن يتحرى جريمة قتل، ويلفت أمير إلى أهمية هذه الخطوة قائلاً: «لأن القائمين على (الكاستنج) حين يجدون ممثلاً يلعب أدواراً عربية باستمرار يضعونه في هذه الدائرة، لكن حينما أخرج عن هذا الإطار لأقدم شخصية مواطن بريطاني أو غيره يقولون هذا ممثل يؤدي جميع الأدوار، لذا أحاول تقريب هذه الفكرة للمنتجين وشركات الكاستنج».

كما صور مسلسلاً بآيرلندا سيعرض في يناير (كانون الثاني) القادم «Faithless» وهو عمل درامي كوميدي مكون من 6 حلقات عن عائلة مصرية تعيش في آيرلندا، ويؤدي شخصية «زين»، وهو ممثل مصري يعيش في أميركا لكنه يعود لآيرلندا ليساعد شقيقه في تربية أولاده بعد وفاة زوجته، ويقول عنه: «هو مسلسل عائلي ممتع كاتبه آيرلندي - مصري والقصة قريبة من حياته».

في ظل نجاح يحققه أمير المصري في الغرب يظل تطلعه لتقديم أعمال مصرية ترضي طموحه: «هذا العام كان لدي أكثر من عمل بمصر لكن تأخر البدء في تصويرها، وكنت مرتبطاً في التوقيت الجديد بأعمال في بريطانيا فاعتذرت عن الأعمال المصرية، لكنني تضايقت لأنني أحب العمل في بلدي، لذا قررت الوجود هنا بشكل أكبر مع بداية العام المقبل وسأركز أكثر بالأعمال المصرية».

ورغم أن المصري لا يرى وجود فارق في الإمكانيات الفنية بين مصر وأوروبا، فإنه يقول إن «هناك وقتاً ضائعاً في الأعمال المصرية ينعكس على طول ساعات التصوير»، ويجد أمير في قرار نقابة الممثلين الذي صدر أخيراً بعدم تجاوز ساعات التصوير 12 ساعة، قراراً مهماً.

ويتطلع الفنان الشاب لتقديم أدوار مختلفة وقريبة من الناس، وكما يقول: «أهم شيء هو السيناريو وفريق العمل، وأتمنى أن يكون لدي وقت للتحضير والاستعداد للشخصية، غير أن هذا لا يحدث دائماً، فمرحلة التحضير مهمة وتتطلب وقتاً مناسباً».

ويؤكد أمير انفتاحه على السينما العربية: «حضرت مهرجان البحر الأحمر هذا العام، وشاهدت أفلاماً عربية بها تطور واضح، وكذلك السينما السعودية بها تطور كبير، وهناك رغبة في تقديم أعمال مختلفة مثل فيلم (نورة) الذي شاهدته لأول مرة بالمهرجان وأعجبت به».



ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».