نجلاء بدر لـ«الشرق الأوسط»: تجسيد دور الأم يستهويني فنياً

تحدثت عن حصرها في أدوار الإغراء مع بداياتها

بدر في لقطة من مسلسل {صوت وصورة} (الشرق الأوسط)
بدر في لقطة من مسلسل {صوت وصورة} (الشرق الأوسط)
TT

نجلاء بدر لـ«الشرق الأوسط»: تجسيد دور الأم يستهويني فنياً

بدر في لقطة من مسلسل {صوت وصورة} (الشرق الأوسط)
بدر في لقطة من مسلسل {صوت وصورة} (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية نجلاء بدر إن تجسيد دور الأم يستهويها فنياً، وأشارت إلى أنه تم حصرها في أدوار الإغراء في بداياتها الفنية، ولكنها تمردت على هذه الأدوار، بحسب ما ذكرته في حوارها مع «الشرق الأوسط».

وحظيت نجلاء بدر باهتمام نقدي لافت، منذ أطلت في الحلقات الأولى من مسلسل «صوت وصورة»، وهي تؤدي شخصية «نرمين» الزوجة التي يعترف زوجها بخيانته لها، ويُتهم في قضية تحرش، ويتعرض للقتل. فتجد نفسها بين نارين؛ فهي ترغب كأم في حماية ابنيها من تشويه سمعة أبيهما، كما تشعر بتعاطف مع المتهمة، لا سيما وهي تعمل بمنظمة تدافع عن المرأة، ورأى نقاد أن نجلاء قدمت أداء ناضجاً وهادئاً.

ورجحت بدر أن يكون سبب هذه الآراء «زيادة الخبرة الحياتية والفنية» التي اكتسبتها، وأوضحت أن «الفنان كلما كبر رأى الأمور وفق منظور آخر، لأن الخبرات تغَيّر من طريقة تفكيره».

تشير نجلاء إلى أن الممثل يجب أن يؤدي مختلف الأدوار (الشرق الأوسط)

وأشارت إلى أنها اعتادت أن تترك إحساسها بالشخصية هو الذي يقودها، واعتبرت أول يوم تصوير هو التحدي الحقيقي لها، قائلة: «الفكرة تظل في رأسي، لكن كيف أحول الأفكار إلى حقيقة وإحساس؟».

وعدّت وصول الشخصية للمشاهد بشكل صحيح هو النجاح الحقيقي، وتابعت: «مسلسل (صوت وصورة) حقق ذلك عبر جميع أبطاله الذين تميزوا، وأخذ كل منهم مساحته في السيناريو الذي كتبه محمد سليمان عبد المالك والمخرج محمود عبد التواب».

وترفض نجلاء تمثيل الشخصيات التي تشبه شخصيتها الحقيقية، مؤكدة أنها لو عُرض عليها عمل وشعرت بتشابهه مع شخصيتها فلن تقبله، وبررت ذلك بأن شخصيتها ستفرض نفسها على الدور الذي تؤديه، وتابعت: «لا أريد أن أمثل نفسي بل أحب تقديم أدوار عكسي تماماً».

لا تفكر في العودة للبرامج إلا إذا كانت فكرة جديدة تضيف لها (الشرق الأوسط)

وأعربت بدر عن سعادتها بتقديم أدوار الأم، وقالت: «أحب تمثيل دور الأم الذي أفتقده في حياتي الشخصية، لذا أحاول أن أحصل على كفايتي منه في التمثيل». واعتبرت أن وجود أطفال في أي عمل فني يجعلها تعيش هذه الحالة: «أتخيل ما لم أعشه في الواقع». بحسب كلامها.

لا أريد أن أمثل نفسي بل أحب تقديم أدوار عكسي تماماً

وقدمت نجلاء دور أم لشابين بالجامعة، وسبق أن أدت دور الأم لممثلين كبار في مسلسل «لازم أعيش»، وعلقت على ذلك قائلة: «لا يفرق معي أن أقوم بدور أم لأولاد كبار أو صغار»، وأشارت إلى أن «الممثل يجب أن يؤدي مختلف الأدوار»، وأشارت إلى أنها لن تظل شابة في نظر الجمهور، وأوضحت: «لا أقبل تقديم دور فتاة عمرها 18 سنة، فلن أكون مقنعة، بينما يُعد أمراً طبيعياً أن أؤدي دور أم لأن من هن في مثل عمري أمهات بالفعل».

وترى نجلاء أن قضية الذكاء الاصطناعي التي طرحها المسلسل جاءت في الوقت المناسب، وشددت على أهمية وخطورة هذه الظاهرة، وطالبت بسرعة تقنينها قبل أن تنتشر بشكل فج، وقالت: «لا بد من سن قوانين صارمة في مواجهتها».

وأشارت أيضاً إلى معالجة المسلسل قضية التحرش، في مسلسل «صوت وصورة»، معتبرة أن «المرأة لا تحصل على حقها إذا ما تعرضت للتحرش لأننا في مجتمع ذكوري».

تعتبر نجلاء التمثيل بمنزلة «علاج نفسي» بحسب تعبيرها، وتصف حياتنا العادية بأنها «مطحنة كبيرة»، «لذا تحاول الذهاب إلى عالم آخر عبر التمثيل».

وتلفت إلى أن التمثيل هو مهنتها الأساسية التي تحبها وتحترمها: «لا أتعامل معه باستخفاف، بل أشعر بالمسؤولية تجاهه وأنه أمانة ورسالة للناس». حسبما قالت.

وأوضحت أن «هناك منظومة كاملة تقوم على هذه الرسالة، من كاتب ومخرج ومنتج»، وأضافت: «لذلك يجب أن أؤديها كما ينبغي وأكون مسؤولة عن اختياراتي».

لا بد من سنّ قوانين صارمة لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي

واعترفت بدر بأن هذا لم يتحقق لها سوى منذ سنوات قليلة، وقالت: «كان يعرض علي نمط وحيد من الأدوار التي ترتبط بالإغراء، وتم حصري بها لخمس سنوات، حتى ضقت بها وتخلصت منها في مسلسل (بين السرايات)».

وتترقب نجلاء عرض فيلمين جديدين لها، هما «الملحد» مع المخرج ماندو العدل، و«الليلة الكبيرة» للمخرج سامح عبد العزيز، وتقول عنهما: «أحب الأفلام غير التقليدية، وأظهر في فيلم (الملحد) كضيفة شرف وهو عمل فكرته جيدة».

وعملت بدر مذيعة بعد تخرجها في كلية الإعلام، وتنقلت بين عدة قنوات، لكنها عملت في قنوات «إم بي سي» نحو 18 عاماً، وتؤكد أن «تلك السنوات أكسبتها خبرات عديدة عبر عملها بين لندن وبيروت والقاهرة، خبرات إعلامية انتهت على عتبة التمثيل، حيث قدمت برامج عدة، وأشارت إلى أنها لا تفكر في العودة للبرامج، إلا إذا كانت فكرة جديدة تضيف لها».


مقالات ذات صلة

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».