ألفيرا يونس لـ«الشرق الأوسط»: على المنتج أن يوفق بين المنصات وهموم المشاهد

نجمة حلّقت في دراما الزمن الجميل

حققت نجاحات واسعة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية (ألفيرا يونس)
حققت نجاحات واسعة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية (ألفيرا يونس)
TT

ألفيرا يونس لـ«الشرق الأوسط»: على المنتج أن يوفق بين المنصات وهموم المشاهد

حققت نجاحات واسعة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية (ألفيرا يونس)
حققت نجاحات واسعة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية (ألفيرا يونس)

تعدّ ألفيرا يونس واحدة من أشهر الممثلات اللاتي طبعن الدراما اللبنانية. فهي عندما دخلت هذا المجال في الستينات كانت الساحة شبه فارغة من عناصر تمثيل نسائية من جيلها، فجاهدت وتعبت كي تثبت موهبتها وتحقق النجاح تلو الآخر. ذاع صيتها وصارت وجهاً معروفاً لا يزال اللبنانيون يتذكرونه حتى اليوم.

أخيراً أطلت ألفيرا يونس من جديد تحت الأضواء في مهرجان «الزمن الجميل». فهي واحدة من أعضاء لجنة الحكم فيه، وتحفظ لذلك الزمن جميله عليها.

عندما تبدأ في التحدث عن تلك الفترة تتحمس وتأخذ محاورها إلى فترة الأبيض والأسود والأفلام المتحركة والمسلسلات التاريخية: «كنا نجتهد ونتعب، وأحياناً نقدم العمل مباشرة على الهواء كما في (أبو المراجل). وفي كل سنة عندما يقترب الاحتفال بمهرجان (الزمن الجميل) أستعيد تلك المشهدية الحلوة التي حكناها بمواهبنا وبمحبة».

ابتعدت ألفيرا يونس كغيرها من بنات جيلها عن الشاشة، وتعترف: «بتعزني الدني عندما أرى ممثلات وممثلين يقبعون في البيت من دون أن يلتفت إليهم أحد بالرغم من أنهم لا يزالون قادرين على العطاء».

تزعجها الشللية السائدة على الساحة اليوم (ألفيرا يونس)

ومن ناحية ثانية، عندما تسألها «الشرق الأوسط» عما إذا كانت جاهزة للعودة إلى الشاشة، ترد: «طبعاً أنا جاهزة وحاضرة دائماً، لكنني أرفض أن أطل بما لا يناسب تاريخي الفني. فإن قدمت لي عروض خجولة وأدوار لا تليق بمسيرتي الطويلة فإني أرفضها».

وترى ألفيرا يونس في مهرجان «الزمن الجميل» لفتة تكريمية، كان على الدولة القيام بها. فلولا طبيب التجميل دكتور هراتش ساغبازاريان لما وجدت هذه الفكرة: «إنه متأثر بطفولته وبوجوه فنية تربى عليها. لم يشأ إلا أن يكرمها لأنها حفرت في ذهنه فرحاً وسعادة. فهو من الأشخاص الذين أعادوا الاعتبار لنجوم وفنانين نسيتهم الأيام. فردّ الاعتبار لمشوارنا ولمكانتنا كممثلين حفروا بالصخر كي يصلوا إلى ما كانوا عليه».

وتشير يونس أنها كعضو في لجنة المهرجان المذكور هي دائمة البحث عن أسماء من التاريخ المعاصر. فكانت لها بصمتها وأثرها على الناس، وتعلق: «كنا ضيوفاً أعزاء على قلب المشاهد، نتكلم بلسان حاله ونحكي عن قصصه ومعاناته. فولدت لاشعورياً بيننا وبين المتفرج علاقة وطيدة إلى حد الذوبان».

تعتب ألفيرا يونس على الإنتاجات الدرامية الحالية التي تكمن مشكلتها بالقصص التي تقدمها: «لم تعد هذه القصص تشبه ناسنا ومجتمعنا ولا تشاركهم همومهم، فراحت أبعد من ذلك بكثير لتلبي كما يقولون حاجات السوق ومطالبه.

ولكن ما نفع أن يلتفت المنتج إلى مطالب المنصات ولا يتطلع إلى مشكلات مجتمع بأكمله؟ فالدراما تعكس الواقع وهو أمر بات غير موجود اليوم في زمن مسلسلات الأكشن والجرائم والإدمان على أنواعه».

ألفيرا يونس في مهرجان الزمن الجميل (ألفيرا يونس)

عتبها على النص الدرامي، وفي المقابل تجد أن ممثلي اليوم مبدعون: «ممثلونا وممثلاتنا ممتازون، لكنهم مع الأسف لا يقدمون ما يقربهم من الناس. وبرأيي يجب على المنتجين إعادة حساباتهم كي يسيروا على الطريق الدرامي الصحيح».

ما يلفتها على الساحة اليوم هو الشللية السائدة عند شركات الإنتاج: «عندما أتابع عملاً ما أدرك مسبقاً من سيكون أبطاله. فالشركات المنتجة صار عندها فريقها من ممثلين ومخرجين وكتاب. وهذه الشللية لم تكن موجودة من قبل في أيامنا. وعندما أتابع عملاً ما أنتظر أن يحدث اختلاف ما في المشهدية الدرامية عامة. ولكنها مع الأسف لا تحصل. فعندما وضعونا جانباً وسلمنا الأمانة لمن هم بعدنا، انتظرنا أن نرى تطوراً، ولكن شيئاً لم يحصل مع الأسف».

يستفز ألفيرا يونس النص الهابط الذي يتذرع منتجوه بأنه ينقل واقع الشارع: «ولماذا أنقل كل هذا الكم من قلة اللياقة والآداب إلى البيوت والمنازل. اتركوا الشارع لأهله وخاطبوا أهل البيت بما يهمهم. يمكن أن نطل على الشارع من شرفة منزلنا من دون أن يسكن تحت سقفنا. فالأجدر بالكتاب والمنتجين أن يتطلعوا إلى حالة الناس. ونحن اليوم بأشد الحاجة إلى من يلتفت إلينا ويطبطب على كتفنا ويعطينا الحلول وليس العكس».

وعندما تطالبها بوصف الساحة الدرامية اليوم تقول: «أجدها استعراضية أكثر مما هي واقعية. أخذوا الناس إلى مكان مختلف يتعلق بالموضة و(الفاشون) وتغيير (اللوك). فصاروا ينتظرون إطلالة الممثلة أكثر من أدائها التمثيلي. ومن ناحية ثانية، تتراجع الأعمال الرومانسية والاجتماعية يوماً بعد يوم، فهي لا تضيف إلى المشاهد معلومات معينة أو لمحة تاريخية وغيرها من الأمور التي يمكن أن تفيده وتغني خلفيته الثقافية».

عُرفت نجمة درامية منذ أيام الأسود والأبيض (ألفيرا يونس)

تبدي يونس إعجابها بجيل جديد من الممثلين، وتطالب شركات الإنتاج بالتحول إلى خريجي معاهد الفنون: «يلفتني مثلاً كل من ستيفاني عطا الله ونيكولا مزهر، وتخونني ذاكرتي بالنسبة لأسماء أخرى. ولكن على المنتجين التنويع بدل حصر أعمالهم بنفس الأسماء. فهناك أعداد كبيرة من هؤلاء الطلاب الذين ينتظرون الفرص المناسبة. فلماذا لا تدق أبوابهم؟».

أما بالنسبة لعصر المنصات الإلكترونية فهي تجدها أسهمت في انتشار الممثل اللبناني: «عتبي على من ينتج لها المسلسلات، إذ يمكنه أن يقف في الوسط ويوفق بينها وبين المشاهد. فيرضي طلبات المنصة ويعالج هموم الناس بالوقت نفسه. لكنهم يرمون بالناس وراءهم ويتطلعون فقط إلى المنصة». وعندما تتذكر أيام الزمن الجميل تعود إلى أسماء عاصرتها من بنات جيلها كمارسيل مارينا والسي فرنيني والراحلتين نهى الخطيب سعادة وهند أبي اللمع:

«كنا نتعلم ممن هم أكبر منا وسبقونا إلى عالم التمثيل، وهذه هي الأصول. فاليوم يتركون من هم من جيلي في بيوتهم، مع أننا نشكل إضافة للفنانين الصاعدين. فبإمكان هؤلاء أن يحتاجونا ويغبون من خبراتنا كي يصقلوا مواهبهم ويلونوها بتجاربنا المتراكمة. فكما في حياتنا الطبيعية نحتاج إلى الأم والعمة والخالة والسند. كذلك في مجال التمثيل، الصغير يحتاج أيضاً من هو أكبر منه سناً كي يكتسب خبراته».

شاركت ألفيرا يونس في أدوار بطولية درامية كثيرة، نذكر منها «فارس بني عياد» و«يسعد مساكم» و«شارع العز» و«اليد الجريحة» و«عازف الليل» وغيرها. وبرزت أيضاً في التمثيل الإذاعي والرسوم المتحركة. فوصل أداؤها الطبيعي مختلف الأعمار، وقدمت شخصية النحلة زينة في الفيلم المتحرك «زينة ونحول». وكانت الراوية في «السنافر»، وجسدت دور سنفور مازح وسنفور مغرور. وعن تلك الحقبة المليئة بالنجاحات على اختلافها، تقول: «مشواري مع التمثيل كان طويلاً ويفوق عمره الـ50 عاماً. لقد كان زمناً تسوده المحبة والألفة، وكنا بمثابة عائلة واحدة، يشد بعضنا على أيادي بعض، ويساند الواحد الآخر».


مقالات ذات صلة

حذف شريف منير «تدوينة» بشأن انفصاله عن زوجته يُثير تكهنات

يوميات الشرق الفنان المصري شريف منير (صفحته الشخصية بموقع «إنستغرام»)

حذف شريف منير «تدوينة» بشأن انفصاله عن زوجته يُثير تكهنات

أعلن الفنان المصري شريف منير طلاقه رسمياً من زوجته الثانية الفنانة لورا عماد والدة ابنتيه فريدة وكاميليا، وذلك بعد زواج استمر نحو 20 عاماً.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق قصي خولي ومحمد قيس... حديث في الإنسان والفن (المشهد)

قصي خولي ومحمد قيس: حوار الامتنان

أغمض قصي خولي عينيه وعدَّد النِّعم: «أهلي، ابني، الصحة، العمل والإيمان». حين سأله محمد قيس عمّا ينقص، حلَّ صمت. فسَّر له أنه جراء التوق إلى كثير لم يتحقق.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق فاروق تعمل بمنطق الهاوية في التمثيل (الشرق الأوسط)

نادين فاروق: عدم اعتمادي مادياً على التمثيل أفادني كثيراً

تمارس الفنانة المصرية نادين فاروق التمثيل من منطلق الهواية، تقبل ما يروق لها من أدوار، ولا تسعى لمجرد الوجود في أعمال قد لا تضيف لها.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق شكوى فنان مصري من البطالة تجدد الانتقادات بشأن آلية اختيار الممثلين

شكوى فنان مصري من البطالة تجدد الانتقادات بشأن آلية اختيار الممثلين

أثار الفنان المصري فادي خفاجة الجدل بعد ظهوره في بث مباشر عبر حسابه بموقع «تيك توك»، ناشد فيه صناع الفن اختياره في الأدوار الفنية.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلة اللبنانية رولا حمادة إلى جانب زميلتها باميلا الكيك في مسلسل «كريستال» (إنستغرام)

رولا حمادة: «رحاب» في «كريستال» أكثر الأدوار شراً في حياتي

بالتزامن مع إطلالتها في مسلسل «كريستال» بدور «رحاب»، تتحدّث الممثلة اللبنانية رولا حمادة لـ«الشرق الأوسط» عن اختلاف هذا الدور وعن تجربة الدراما التركية المعرّبة


صابرين: لا أفضّل الوجود الدائم على الشاشة

تجد في ابنها علي الموهبة وحبه للإخراج (حسابها على إنستغرام)
تجد في ابنها علي الموهبة وحبه للإخراج (حسابها على إنستغرام)
TT

صابرين: لا أفضّل الوجود الدائم على الشاشة

تجد في ابنها علي الموهبة وحبه للإخراج (حسابها على إنستغرام)
تجد في ابنها علي الموهبة وحبه للإخراج (حسابها على إنستغرام)

قالت الفنانة المصرية صابرين: «لا أفضّل الوجود الدائم على الشاشة»، مضيفة: «لا أجد بسهولة ما أطمح إليه من أعمال فنية». وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تتطلع لعرض فيلم (الملحد) قريباً».

وتشارك صابرين لأول مرة في عمل درامي يعرض لها عبر المنصات وهو مسلسل «إقامة جبرية» مع هنا الزاهد، ومحمد الشرنوبي، ومحمود البزاوي، وعايدة رياض، ومجموعة من الممثلين، ومن تأليف أحمد عادل، وإخراج أحمد سمير فرج. والمسلسل مكون من عشر حلقات. وتقول: «جذبني العمل ككل فهو ينتمي لنوعية (السيكو دراما) التي تغوص داخل النفس البشرية، كما جذبني دوري أيضاً، فهي المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية طبيبة نفسية، لذا تحمست لأن أشارك في المسلسل».

وخلال السنوات الأخيرة صارت صابرين من جمهور المنصات. وتشرح: «أحببت جداً دراما المنصات، ومنذ ثلاث سنوات وأنا أتابع ما يعرض بها من أعمال، وأجد بها اختلافاً في الموضوعات وفي تكنيك التصوير وعدد الحلقات، وتتيح للجمهور الحرية في التوقيت الملائم له لمشاهدتها، وكنت أتمنى تقديم عمل من خلالها، وهو ما تحقق في مسلسل (إقامة جبرية)».

ونجحت صابرين في مسلسل «أعمل إيه» الذي عرض العام الماضي، ثم غابت بعده، وهي تفسر الأمر، بقولها: «على مدى سنوات عملي الفني، وأنا أقدم الأدوار التي أحبها، وقد وصلت لمرحلة من العمر والخبرة وحب عملي تجعلني أختار أعمالاً أتحمس لها، وهذا لا يتأتى إلا من خلال دور لم يسبق لي أن قدمته، أو يكون مكتوباً بسلاسة مثل مسلسل (أعمل إيه)، وأجمل شيء في هذا العمل أن موضوعه جاء بسيطاً».

تعترف صابرين التي عاشت سنوات عمرها على الشاشة منذ طفولتها، بأنها «تضطر للابتعاد عن الشاشة أحياناً»، موضحة: «أبتعد قليلاً، فلا أحب الوجود الدائم، مع أن هذا لم يعد مطلوباً في الوقت الحالي، لكني أنتمي للمدرسة القديمة التي تجعلني أقدم عملاً وأدعه يتحدث عني، والجمهور له حق النقد أو الإعجاب، وأثق بأنه لا يوجد شيء يؤديه الإنسان بكل حب من دون أن يجد حُب الناس، فأنا من الفنانات اللاتي تربين وسط الجمهور، وقد صار كعائلتي، وصرت واحدة من أسرته وقريبة منه، وما يحكمني في أعمالي هو مدى حبي للعمل، قد لا أجد دائماً ما أطمح إليه، وقد أغيب قليلاً؛ لكن حين أعود بعمل جيد، تظل المصداقية قائمة بيني وبين الجمهور، وهذا هو الأهم».

وأثار فيلم «الملحد» جدلاً كبيراً قبل عرضه، لكن صابرين التي تشارك به، تؤكد أن «الجدل صاحب الفيلم منذ بدء تصويره، وقد كتبه المؤلف إبراهيم عيسى، واندهشت حين أرسلوا لي السيناريو، وبعد قراءته وجدته يحمل رسالة أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور والنقاد، ويظل الفيلم في سيرة كل فنان شارك به».

تشعر صابرين بالامتنان تجاه كثيرين ساهموا في تشكيل ملامح مشوارها الفني (حسابها على انستغرام)

وشاركت صابرين في فيلم «هاشتاغ جوزني» أمام أمير المصري، ومايان السيد، لكنها لم تحب العمل بعدما تم عرضه. وتقول: «الفيلم كان مكتوباً على نحو آخر مختلف تماماً، لذا رحبت بالمشاركة به، لكن تم تنفيذه بشكل مختلف نظراً لظروف الزملاء المشاركين به، لذا يظل هذا الفيلم أكثر أعمالي التي لم أحبها».

وغابت صابرين عن حضور مهرجان القاهرة للدراما، وهي أحد مؤسسيه لارتباطها بتصوير مسلسل «إقامة جبرية». وتشرح: «كنت أصور مشاهدي في المسلسل، ولم أستطع تركها بسبب الديكور الخاص بمشاهدي، واعتذرت للفنان يحيى الفخراني، والفنان أشرف زكي و(الشركة المتحدة) لعدم تمكني من حضور المهرجان؛ لكني كنت معهم بقلبي، وكنت سعيدة بالمهرجان لأنه (عُرس للدراما) الذي يجمع كل الأجيال من الفنانين».

بعيداً عن الفن. تقول صابرين: «أولادي موهوبون جداً، ونجلي الأوسط علي يُحب الإخراج ويعجبه كثيراً دور المخرج المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة في العمل، لكن من المهم أن يحصل على شهادته ويكمل دراسته أولاً، وإذا أثبت نفسه بمجال الفن لا يمكنني أن أقف في طريقه».

وتشعر الفنانة المصرية بالامتنان تجاه كثيرين ساهموا في تشكيل ملامح مشوارها، من مخرجين، وفنانين وفنانات، ونُقاد، وكُتاب، ومنتجين، وعمال الكاميرا.


وفاء عامر لـ«الشرق الأوسط»: أعشق المسرح... والبطولة لا تشغلني

وفاء سعيدة بتكريمها من قبل أكاديمية الفنون (حسابها على إنستغرام)
وفاء سعيدة بتكريمها من قبل أكاديمية الفنون (حسابها على إنستغرام)
TT

وفاء عامر لـ«الشرق الأوسط»: أعشق المسرح... والبطولة لا تشغلني

وفاء سعيدة بتكريمها من قبل أكاديمية الفنون (حسابها على إنستغرام)
وفاء سعيدة بتكريمها من قبل أكاديمية الفنون (حسابها على إنستغرام)

أكدت الفنانة المصرية وفاء عامر، أنها «تعشق خشبة المسرح». وأضافت أن «البطولة المُطلقة لا تشغلها؛ وما يشغلها فقط هي الشخصية التي تجسدها وتظل باقية في أذهان المشاهدين مع مرور الوقت».

وأعلنت إدارة «مهرجان المسرح العربي» إطلاق اسم وفاء عامر على جائزة أفضل ممثلة لأول مرة، وذلك في دورته الـ4 المقامة في الإسكندرية، التي تحمل اسم الفنان المصري ماجد الكدواني. وقالت وفاء إن «إطلاق اسمي على جائزة التمثيل هو تقدير وتشريف وواجب بالنسبة لي كفنانة»، مضيفة: «شعرت بأني فنانة لها تاريخ أهّلها لإطلاق اسمها على جائزة في مهرجان فني»، معتبرة هذا الأمر «تكريماً خاصاً وعلامة هامة في مشواري، لأنه تكريم من الدولة المصرية وأكاديمية الفنون لشخصي وفني ومسيرتي».

وشاركت وفاء بعروض مسرحية في تسعينات القرن الماضي من بينها، مسرحية «الواد ويكا بتاع أمريكا» مع الفنان الراحل وائل نور، ومسرحية «المونولوجيست» مع الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وغيرها من العروض.

ترفض وفاء عامر مشاركة شقيقتها آيتن في ديو غنائي (حسابها على إنستغرام)

وتحدثت عن مشاركتها في المسرح في بدايتها وسبب ابتعادها عنه في السنوات الأخيرة، قائلة: «ابتعدت عن المسرح لعدم وجود نص مناسب، وعندما يعرض علي سأكون سعيدة بتقديمه لأنه (أبو الفنون)، وله رونق خاص، والتواصل المباشر مع الجمهور له مذاق لا يعرفه إلا من عشق خشبة المسرح، لكن لا بد أن يكون عرضاً مختلفاً يضيف لي، وليس نصاً عابراً لمجرد الوجود».

وترى وفاء أن سبب وجودها بالأعمال التلفزيونية بشكل مكثف على حساب السينما والمسرح «يرجع لندرة الشخصيات التي تتم كتابتها للمرحلة العمرية الخاصة بها».

وعن مشاركتها في فيلم «أبو نسب» مع الفنان المصري محمد إمام، وإخراج رامي إمام، والمتوقع طرحه قريباً في دور العرض السينمائي بمصر والدول العربية، قالت: «أشارك كضيفة شرف في الفيلم مع محمد ورامي، حيث أعتبر العمل معهما ممتعاً بدرجة لا توصف، والتعامل مع أسرة الزعيم عادل إمام بشكل عام له وقع مختلف».

تنتظر عرض أولى تجاربها في تقديم البرامج التلفزيونية (حسابها على إنستغرام)

وتذكرت وفاء كواليس مشاركتها من قبل مع الفنان المصري عادل إمام في فيلم «الواد محروس بتاع الوزير». وقالت: «الزعيم إنسان راقٍ على المستوى الشخصي، وفنان له تاريخ عريق، ومحبته في قلوبنا كبيرة، وأنا شخصياً أحبه على المستويين الإنساني والشخصي ومن جمهوره، والعمل معه إضافة لا مثيل لها».

ورفضت وفاء فكرة طرح أغانٍ «سنغل» أو «ألبوم فني» خاص بها أو مشاركة شقيقتها الفنانة المصرية أيتن عامر في «ديو غنائي». وأضافت: «لست مطربة بعكس أيتن التي درست الموسيقى والاستعراض بجانب الفنون المسرحية، لكن بإمكاني (الدندنة) قليلاً في سياق العمل الفني».

وحول رأيها في تنصيف الفنانين إلى فئات كما أثير خلال الأيام الماضية، أكدت وفاء عامر أن «التصنيف يأتي من الجمهور، وهو الوحيد المنوط بوضع الفنان في المكانة التي يستحقها حسب إمكانياته وأدواره وشخصياته المتنوعة التي تضيف للعمل الفني، وما قيل على لساني وتم نشره لا أساس له من الصحة، فلم أشعر بضيق مطلقاً ولم أهاجم زملائي، وكل شخص حر في قناعاته وما يحصل عليه من مقابل مادي مهما كان، وستظل قناعتي هي الجمهور، وجائزتي المفضلة هي الشارع والناس».

شعرت بأني فنانة لها تاريخ أهّلها لإطلاق اسمها على جائزة في مهرجان فني

أيضاً تحدثت وفاء عن البطولة المُطلقة، وأوضحت أن «البطولة ليست بترتيب الأسماء والصدارة، فالأمور الفنية لها حسابات أخرى، فعندما أشارك نجوماً لهم تاريخ أكبر مني، لا أمانع مطلقاً أن تسبق أسماؤهم اسمي على شارة العمل؛ بل أسعد بذلك، ومسألة البطولة لا تشغلني، فقد قدمتها كثيراً، وما يشغلني هي الشخصية التي تُحدث علامة فارقة مع الناس، وتظل في أذهان الجمهور مع مرور الوقت، حتى يصبح العمل ككل أيقونة فنية مثل الكثير من الأعمال التي نشاهدها على الشاشة، ولا نمل من إعادتها».

وهنا ذكرت وفاء أنها تعاقدت على عدد من الأعمال السينمائية، وتعكف على قراءة سيناريوهات تلفزيونية، لكنها لم تبدِ موافقتها على أي منهما بعد، بجانب ظهورها كضيفة شرف في مسلسل «نصي التاني» مع الفنان علي ربيع، الذي سيتم عرضه قريباً على منصة «شاهد» الإلكترونية، بالإضافة لانتظارها عرض أولى تجاربها في تقديم البرامج التلفزيونية عبر تقديم «برنامج فني واجتماعي».


صوفي بطرس لـ«الشرق الأوسط»: الممثلون في «الغريب» شكّلوا ورقتي الرابحة

المخرجة بطرس خلال تصوير {الغريب} (صوفي بطرس)
المخرجة بطرس خلال تصوير {الغريب} (صوفي بطرس)
TT

صوفي بطرس لـ«الشرق الأوسط»: الممثلون في «الغريب» شكّلوا ورقتي الرابحة

المخرجة بطرس خلال تصوير {الغريب} (صوفي بطرس)
المخرجة بطرس خلال تصوير {الغريب} (صوفي بطرس)

كاميرا دافئة تأخذك إلى عالم يعبق بالحب وبواقع حقيقي لا بهرجة فيه تؤلف سمة المخرجة اللبنانية صوفي بطرس في مسلسل «الغريب».

هذا المسلسل الذي يحقق نسب مشاهدة عالية اليوم على منصة «شاهد» هو أول تجارب بطرس في عالم الدراما. مشوارها الذي تسلقت درجاته خطوة بخطوة تلون بإخراج كليبات غنائية لشقيقتها جوليا بطرس ونانسي عجرم وراشد الماجد ونوال الكويتية وغيرهم. ومن بعدها توجته بفيلم سينمائي «محبس» الذي بدوره لاقى نجاحاً لا يستهان به.

ومع مسلسل «الغريب» تدخل عالم الدراما من بابه العريض لا سيما أنها تعاونت فيه مع إحدى الشركات الرائدة، هي «الصبّاح إخوان»، فوفّرت لها الفرصة المواتية لتحقيق رؤيتها الخاصة بالإخراج الدرامي.

مع الممثل السوري بسام كوسا بطل مسلسل {الغريب} (صوفي بطرس)

ويحكي «الغريب» قصة الشاب رامي (آدم الشامي) الذي يقتل صديقه إيهاب عن طريق الخطأ. فيضطر والده يوسف (بسام كوسى) وهو قاض يُعرَف بنزاهته إلى الهروب من سوريا برفقة عائلته إلى لبنان. ويبدأ مشواره مع خيارات لم يكن يتخيل أنه سيلجأ إليها يوماً. وينطلق في طريق محمل بالصعوبات والمعاناة مما يضعه في مواقف حرجة. ويتسم المسلسل بالطابع الدرامي والاجتماعي مزوداً بمساحات واسعة من الأكشن والإثارة. وترى بطرس أن نص المسلسل لعب الدور الأكبر في عملية الإخراج. وهو من تأليف لانا الجندي ولبنى حداد التي تصفها بالصديقة والشريكة.

وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تفاهمنا منذ البداية على سياق القصة وأبطالها، فكانتا منفتحتين جداً على تلقف أهمية صلة المخرج بالنص. وأعتبر هذه العلاقة بين الطرفين ضرورة وحاجة مقدسة لا يجب التساهل فيها. فكلما توطدت العلاقة بين الكاتب والمخرج، نتج عنها تفاهماً ينعكس إيجاباً على العمل ككل».

بحثت صوفي بطرس خلال تصويرها هذا العمل عما يمكن أن يبرزه كواقع وحقيقة. فيتفاعل معه المشاهد وكأنه من المشاركين فيه. «إنها القاعدة التي وضعتها أمام عيني منذ البداية. ومنها انطلقت في عملية إخراج تترجم رؤيتي هذه. وتحدثت مطولا ًمع فريق العمل كي نستطيع معا أن نركب نفس الموجة. فطموحي كان ملامسة المشاهد عن قرب. فلا يكون مجرد شخص يجلس أمام الشاشة لتمرير وقته».

صوفي مع الممثل الصاعد آدم الشامي (صوفي بطرس)

ما تسمعه اليوم بطرس من ردود فعل إيجابية حول المسلسل يعزز رأيها هذا. فصحيح أن بث روح الحقيقة في الدراما هو عمل صعب ولكنها تمسكت به لأنه أساسي بالنسبة لها. «كنت أرغب في تمرير المشاعر والأحاسيس من دون عرض عضلات. لا أحبذ الاستخفاف بذكاء المشاهد وعملت على كسر هذا الحاجز بينه وبين الشاشة لتصبح علاقته بها لا كلفة فيها».

عملية الـ«كاستينغ» للمسلسل تسلمتها صوفي بطرس برمتها، فكان لها الخيار بوضع أسماء الممثلين الذين ترغب في التعاون معهم. وبالفعل اختارت الاسم المناسب لكل شخصية تشارك في المسلسل. «كنت أبحث عمن يترجم الأدوار بملامحه وتعابير وجهه، من دون الحاجة إلى (مايك أب). وكذلك من دون مبالغة أو نقصان في الأداء كي أبرز الحقيقة التي رغبت في طبع العمل بها. لقد كنت محظوظة بفريق الممثلين الذي تعاونت معه».

وتتلو بطرس أسماء الممثلين أجمعين بدءاً من بسام كوسا وفرح بسيسو وآدم الشامي مروراً بسعيد سرحان وسلمى شلبي. ووصولا إلى ساندي نحاس ومحمد عقيل وناظم عيسى. «كل هذه الأسماء التي ألفت لائحة فريق الممثلين شكّلت بالنسبة لي الورقة الرابحة. فمنذ عملية اختيارهم أدركت أني اجتزت نصف المسافة. والأهم أنهم نجحوا بالمهمة التي أوكلوا بها. صدقوا أدوارهم ولعبوها باحتراف عال فأنجزوا عملا رائعا».

عادة ما تتدخل شركات الإنتاج في تسمية أبطال عمل درامي. وأحيانا يأتي هذا التدخل من قبل مؤلف العمل. فكيف حصل أن أعطيت كامل الحرية للقيام بعملية الـ«كاستينغ»؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «أولاً أشكر شركة (الصبّاح) لأنها استدعتني لتنفيذ هذا المسلسل. وبالتالي لأنها وفرت لي مساحة من الحرية لاختيار نجومه. فبسام كوسا كنا متفقين منذ البداية على مشاركته. وباقي الأسماء طرحتها مع الوقت فقمت بالمهمة على أكمل وجه».

بسام كوسا في مسلسل {الغريب} (صوفي بطرس)

تعاونت بطرس مع بسام كوسا في فيلمها السينمائي «محبس». ومنذ ذلك الوقت ولدت بينهما علاقة مهنية عالية. «لم يكن عندي أي تردد في اختياري له لحرفيته العالية. ولا يحتاج لشهادة مني كي نحكي عن إبداعه التمثيلي. هو شخص يحلو التعامل معه لتواضعه ولطبيعة تعامله مع الآخرين من دون تصنع. هو اسم كبير في عالم الدراما العربية ولكنه يشعرك بأنه لا يعيش هذه الشهرة. فهمه الوحيد هو إنجاح العمل فيدعم ويساند باقي الفريق من دون تردد».

ومن بين الممثلين الذين يقفون لأول مرة أمام الكاميرا أحد أبطال العمل آدم الشامي. «إنه خريج المعهد الفني السوري، حديثاً، لم يسبق أن شارك في عمل درامي. تصوري! قمت بعملية (الكاستينغ) معه (أون لاين). فأعجبني ودعوته على الفور ليشاركنا العمل».

تعد بطرس مشاهد مسلسل «الغريب» بأن الملل لن يتسرب إليه طيلة عرض حلقاته الـ12. «هناك أحداث متتالية ستحفزه على متابعة المسلسل حتى النهاية. وسياق القصة سيبقى على نفس الإيقاع الحماسي والمثير. ما يمكنني قوله هو أنه سيبقى على أعصابه حتى النهاية».

ترى بطرس أن إيقاع العمل البعيد عن الرتابة يفرزه النص المحبوك بشكل جيد، فيقنع المشاهد ويدفعه إلى التعلق بأحداثه. «كل هذه التساؤلات والشعور بالقلق استحدثها النص الذكي للعمل. وتركنا للمشاهد مساحات واسعة ترسم لديه علامات استفهام كبيرة، فلا يكون مجرد متفرج بل إنه باحث ومحلل تشغله حبكة النص».

تؤكد بطرس أن قصة المسلسل ليست حقيقية ولكنها وبعد تصويره تماهى إلى سمعها بأن هناك شخصين في الواقع عاشا نفس التجربة. أما عملية تصويره بالكامل فجرت في لبنان. وبالتحديد بين منطقتي فرن الشباك والدكوانة. «اخترنا أماكن تصوير كثيرة داخلية وخارجية في عدة مناطق من بيروت. فلبنان يزخر بديكورات طبيعية تصلح لتصوير قصص مختلفة أيا كان نوعها».

وبرأيها فإن الأيام أثبتت هذه الحقيقة عن بلاد الأرز فنُفذت فيه أعمال درامية لبنانية وغيرها، وبكثافة. «هذا الأمر يحصل على مدار السنة في لبنان. فطقسه وسماؤه وبيوته وعماراته كلها عناصر سينمائية ودرامية بامتياز. ونلاحظ اليوم أن هناك شوقا يكنه المشاهد العربي تجاه ديكورات لبنان الطبيعية. ولا شك أن شركة (الصبّاح) وغيرها من الشركات الرائدة أسهمت في ذلك، وعززت دور لبنان في هذه الصناعة».

يحتاج شبابنا اليوم لمن يلتفت إلى همومهم ومشكلاتهم وإلى دراما تشبههم

وتسأل «الشرق الأوسط» صوفي بطرس عن سر كاميرتها الدافئة وترد: «سؤال صعب بالفعل ولكن هذه العلاقة الإنسانية التي تربطني بفريق عملي وأنا في موقع التصوير تبرر الأمر. فهناك مشاعر دعم وحب ومساندة أحب أن تظلل أي أجواء عمل أقوم بها. ولعل ذلك ينعكس دفئا على كاميرتي إذ يهمني عندما أتطلع إلى الوراء حمل ذكرى جميلة من كل تجربة أخوضها».

تتابع صوفي بطرس «الغريب» مثل غيرها من الناس «أحيانا مع زوجي وأحيانا أخرى لوحدي. إذ أفضل أن أقدر ردود فعل الناس وكذلك أن أكتشف الأخطاء فأمارس النقد الذاتي بشكل جيد على نفسي. ولا أذيع سراً إذا قلت إنني أشعر بالفرح عندما أتلقى ردود فعل إيجابية. فالأمر يفرحني ولكنه في الوقت نفسه يعزز عندي مشاعر الخوف من الخطوة المقبلة. وعلى فكرة فأنا بصدد تحضير مسلسل درامي جديد قريباً. وهو يختلف بموضوعه عن (الغريب) إذ يتوجه، بشكل أكبر، إلى جيل الشباب».

فهذا الجيل، برأيها، تلفته الأعمال الدرامية العربية مع أنه كان في الماضي القريب يمتنع عن متابعتها، كان يفضل عليها المسلسلات الأجنبية ومنصات غربية كـ«نتفليكس». وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «يحتاج شبابنا اليوم لمن يلتفت إلى همومهم ومشكلاتهم وإلى دراما تشبههم».


رانيا محمود ياسين: مجال التمثيل مليء بالإحباطات

مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)
مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)
TT

رانيا محمود ياسين: مجال التمثيل مليء بالإحباطات

مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)
مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)

أكدت الفنانة المصرية رانيا محمود ياسين أن الممثل يمر بأوقات عصيبة جداً، لأنه يبقى في حالة ترقب وانتظار طوال الوقت، تحسباً لعمل جديد، وقالت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إنها لم تكن تتمنى أن ينضم نجلها عُمر لمجال الفن لأنه مليء بالإحباطات، وبرغم أنها تقرأ حالياً أكثر من عمل جديد فإنها تحفظت عن ذكرها، مشيرة إلى أن العمل الفني في مصر يتأثر بكل شيء، مشددة على أنها لم تفقد شغفها بالتمثيل، وتتطلع لتقديم شخصيات معقدة.

وفي حين تؤمن رانيا بـ«جينات الفن» في عائلة والديها محمود ياسين وشهيرة، وأن الإنسان ابن بيئته التي عاش بها، فإنها تؤكد أن «ذلك لا يكفي، فلا بد من الموهبة أولاً قبل كل شيء».

وعدَت الفنانة نفسها من جيل ظُلم فنياً، مثلما تقول: «أعتبر نفسي من جيل ظُلم ولم يحصل على فرصته كما ينبغي، لو سألني أحد عما حققته في الفن، سأقول إنني لم أقدم شيئاً، لكن في حياتي الخاصة الحمد لله نجحت في تربية أولادي، وحافظت على استقرار أسرتي، ومجهودي كان له نتيجة طيبة».

رانيا ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)

وتضيف: «لقد ضاعت 10 سنوات من عمري في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في عام 2011، حيث كانت ظروف الإنتاج صعبة، وكان المنتجون يشعرون بقلق، وفي هذه الفترة تلقيت عرضاً لتقديم برنامج تلفزيوني، واعتبرت نفسي مجندة لخدمة بلدي، فقد رأيته واجباً علي كمواطنة مصرية، وحينما عرض علي برنامج اجتماعي قلت إني لن أستطيع أن أغفل عما يجري حولنا في المجتمع والمشاكل السياسية، وكنا في حالة عدم استقرار، وقمت بتغطية أصعب المواقف. لم أكن أنتظر شيئاً من أحد، لكن كنت أتعرض لهجوم وتجاوز. لذا فقدت الشغف بالإعلام، لكنني لم أفقد الشغف بالتمثيل في أي وقت».

لقطة من مسلسل (منتهى العشق) (حساب رانيا على فيسبوك)

وتضيف رانيا أن عملها بالإعلام أثر عليها بالسلب كممثلة، خصوصاً بعدما ترددت شائعات بأنها تركت التمثيل، قائلة: «أصابني الذهول لأنني لم أفكر أصلاً في ذلك، لكن هناك من أشاعوا عني هذا الأمر، لولا أن أخي عمرو أخبرني بأن لي دوراً في مسلسل (نصيبي وقسمتك) وكان هذا خير رد على شائعة ترك التمثيل، ومثلت بعده مسلسل (حكايات وبنعيشها)، ثم (فالنتينو) مع الفنان عادل إمام، و(الطاووس)، و(انحراف)».

تنشغل ياسين بقراءة أعمال جديدة: «لدي أكثر من سيناريو أقرأه وأنتظر بدء التصوير لكنني لن أفصح عنها لأنني لا أضمن متى تظهر للنور، فظروف الإنتاج الدرامي والسينمائي تتأثر بكل شيء».

موضحة أنها «تتطلع لتقديم الأدوار المعقدة التي تتطلب جهداً من الممثل في أدائها».

مع زوجها الفنان محمد رياض (حساب رانيا على فيسبوك)

تؤكد رانيا محمود ياسين أن نجلها عمر فاجأها بأنه يكتب فيلماً: «كنت ألاحظ منذ صغره أنه يحب تدوين أفكاره، لذا شجعته على الكتابة، وقد انضم لورشة كتابة مع الروائي أحمد مراد، وحينما قرأت السيناريو الذي كتبه لاحظت أنه سيناريو احترافي، وقد اجتهد مع زملائه الشباب ليقدموا أول فيلم روائي طويل مستقل، وتقديري أنه فيلم جيد. وأنا كأم من الصعب أن أفصل مشاعري بالكامل، وقد أعجب بالفيلم شقيقي عمرو، الذي قال إنه مشروع كاتب جيد، كما أن والدتي الفنانة شهيرة أكثر من تشجع محمود وعمر».

لم أفقد شغفي بالتمثيل وأتطلع لتقديم الأدوار المعقدة

لكن رانيا تكشف أنها كانت الأكثر رفضاً لدخول ابنها مجال الفن، حسبما تقول: «لم أكن أريده أن يعمل في الفن، بل تمنيت أن يعمل في مجال يحقق له دخلاً ثابتاً، لا أريده أن يعيش ما مررنا به، في عمل ينطوي على جانب كبير من الحظ، هناك من بدأوا به بدايات ضعيفة وبعدها أصبحوا نجوماً، وهناك ممثلون على قدر من الموهبة والكفاءة لم ينالوا فرصاً عادلة، المهنة (يوم فوق ويوم تحت)، لذا فخروج أي عمل فني للنور يعد معجزة بكل المقاييس».

ومع ذلك تؤكد رانيا: «لا أستطيع أن أمنع أحداً من عمل يحبه، لكنني أخاف من الإحباطات، إن عملنا ظاهرياً يبدو جميلاً، لكنه مليء بالإحباطات، كما أن فترات الانتظار، وما أكثرها، تجعل الفنان في حالة ترقب طوال الوقت، لكنني أتمنى له ولكل الأجيال الجديدة ظروفاً أفضل».

وساندت رانيا زوجها الفنان محمد رياض خلال رئاسته للمهرجان القومي للمسرح في دورته الأخيرة، وتقول رانيا: «لا أريد أن أعطي لنفسي حجماً أكبر، وما قمت به كزوجة أنني وفرت الهدوء الذي يحتاجه لأنه كان يعمل طوال الوقت، وقد بذل جهداً كبيراً، وحقق رؤية جديدة للمهرجان ونجح بفضل الله».


ركين سعد: دوري في «سفاح الجيزة» أتعبني نفسياً

ركين سعد (حسابها على انستغرام)
ركين سعد (حسابها على انستغرام)
TT

ركين سعد: دوري في «سفاح الجيزة» أتعبني نفسياً

ركين سعد (حسابها على انستغرام)
ركين سعد (حسابها على انستغرام)

قالت الفنانة الأردنية ركين سعد، إنها تأثرت نفسياً بعد انتهائها من تصوير مشاهدها من مسلسل «سفاح الجيزة» بسبب مشاهد القتل والدم التي تضمنتها أحداث العمل، الذي يُعرض حصرياً عبر منصة «شاهد»، عبر 8 حلقات على مدار شهر كامل، بمعدل حلقتين كل أسبوع.

تحدثت سعد في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير مسلسل «سفاح الجيزة»، وسبب تفضيلها أعمال المنصات.

في البداية، تؤكد ركين سعد أن شخصيتها في مسلسل «سفاح الجيزة» من أصعب الشخصيات التي قدمتها في مسيرتها الفنية، قائلة: «بلا شك أن شخصية (زينة) في مسلسل (سفاح الجيزة) واحدة من أصعب الشخصيات التي قدمتها في مسيرتي الفنية، بسبب الغموض الشديد الذي يصاحب الشخصية، والتعقيدات النفسية التي تعاني منها، فهي شخصية مترددة كثيراً في حياتها، كما أن لديها طموحاً لا يتماشى مع ظروف أسرتها، تريد بشتى الطرق أن تحول أحلامها إلى حقيقة، ولكن تصطدم هذه الأحلام بكابوس مرير يقلب حياتها رأساً على عقب».

ركين أكدت صعوبة دروها بالمسلسل (شاهد)

وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير المسلسل، قالت ركين إن «جميع المشاهد التي قمت بتصويرها في المسلسل كانت صعبة، وبها توتر شديد، لأن أغلب هذه المشاهد كانت في فيلا مُظلمة مع شخصية السفاح الذي يؤديه الفنان أحمد فهمي، وكانت تتطلب هذه المشاهد إبراز مشاعر متنوعة ومتباينة بيني وبين فهمي، لذلك عانيت الأمرين خلال أول أيام تصوير المسلسل بسبب تلك المشاهد».

وأضافت ركين: «تأثرت بشدة بعد تصوير مشاهدي بالمسلسل، فطيلة وقت التحضير والتصوير وأنا أقرأ وأحفظ مشاهد مليئة بالقتل والدم، وأغلبية المشاهد تم تصويرها في أماكن مظلمة، لذلك تأثر جميع العاملين في المسلسل نفسياً مثلي، ولكن نأمل أن يحقق هذا المجهود النجاح مع الجمهور في نهاية عرض المسلسل».

ركين سعد في لقطة من مسلسل {سفاح الجيزة} (شاهد)

ونفت الفنانة الأردنية استعانتها بطبيب نفسي من أجل أداء شخصية زينة في المسلسل، قائلة: «لم أكن بحاجة لاستشارة طبيب نفسي خلال التحضير للمسلسل، ولكن من أجل التحضير للشخصية كنت أقرأ كثيراً عن القصة الحقيقية المستوحى منها المسلسل، بالإضافة إلى أنني عقدت جلسات عمل مطولة مع الفنان أحمد فهمي والمخرج هادي الباجوري، والسيناريست إنجي أبو السعود، من أجل رسم محاور وشكل شخصية (زينة)، حيث قمنا بوضع أبعاد الشخصية، خصوصاً علاقتها مع السفاح».

من كواليس مسلسل {سفاح الجيزة} (حسابها على انستغرام)

وبسؤالها عن سبب تركيزها على مسلسلات المنصات خلال الفترة الماضية، حيث شاركت في «سفاح الجيزة»، و«ريفو»، و«أزمة منتصف العمر»، و«اتزان»، قالت: «أُفضل مسلسلات المنصات لأن عدد حلقاتها قليل مقارنة بالمسلسلات المكونة من 30 حلقة، وتحضيرها وتصويرها لا يأخذ وقتاً طويلاً، كما أن إيقاع الأحداث يكون سريعاً دون ملل، وهو أمر جيد للمشاهد والممثل في الوقت ذاته».

لست فتاة رومانسية حالمة وأكثر ما أحبه في فتى أحلامي هو أن يضحكني

وعن أقرب الشخصيات التي قدمتها إلى قلبها، اختارت ركين سعد شخصيتها في مسلسل «ريفو»: «شخصية (مريم) في مسلسل (ريفو) هي الأقرب إلى قلبي، لأنها تشبهني كثيراً في الحياة، خصوصاً في طريقة تفكيرها، وإدارتها لحياتها، كما أن هناك تشابهاً كبيراً في المراحل التي مررت بها في حياتي الحقيقية، والمراحل التي تخطتها (مريم) في مسلسل (ريفو) خصوصاً بعد وفاة والدها وهي شخصية الفنان الكبير محسن محيي الدين، كما أن شخصيتي تتوافق مع (مريم) في سرعة الانفعال من أبسط الأمور التي نتعرض لها في الحياة».

ونوهت إلى اقتراب عرض الجزء الثاني من مسلسلها الأردني «مدرسة الروابي»، قائلة: «انتهيت من تصوير مشاهدي بالمسلسل منذ فترة، لكن ليس لدي معلومة عن وقت عرض المسلسل النهائي».

وكشفت ركين عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي، قائلة: «لست فتاة رومانسية حالمة، ولا أحب هذه الصفات، أكثر ما أحبه في فتى أحلامي هو أن يضحكني، ويدعمني في عملي، ويكون كريماً، أما الصفات الرومانسية المعتادة لا تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لي».


جان دكاش لـ«الشرق الأوسط»: أبحث عما يطور مشواري ولو كـ«ضيف شرف»

بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)
بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)
TT

جان دكاش لـ«الشرق الأوسط»: أبحث عما يطور مشواري ولو كـ«ضيف شرف»

بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)
بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)

إطلالته في مسلسل «كريستال» ضمن حلقات محدودة، جعلت من الممثل جان دكاش «ضيف شرف» بامتياز. بشخصية «زياد» المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر، لفت دكاش متابع «كريستال». ورغم صغر مساحة الدور فإن المشاهد تفاعل مع شخصيته. فهي تتصل اتصالاً مباشراً ببطلتي المسلسل باميلا الكيك وستيفاني عطا الله.

ويعلق: «سبق وتعاونت معهما في أعمال درامية أخرى، وجاء هذا المسلسل ليزيد علاقتنا متانة. فأجواء التصوير بمجملها كانت رائعة بحيث يشعر الممثل المشارك بالراحة. كما أن القصة بحد ذاتها تشد المشاهد، وهو ما أسهم في تصدّر (كريستال) النسب الأعلى من المشاهدة، عبر منصة (شاهد) في لبنان والعالم العربي».

ويصف دكاش تجربته في «كريستال» بالجديدة؛ كونه يقوم بهذا النوع من الأعمال المختلطة للمرة الأولى. «كل شيء لفتني فيها، بدءاً من تقنيات التصوير المستخدمة، وصولاً إلى التنفيذ على الأرض. صحيح أن عمر هذه التجربة لم يتعد الـ10 أيام، ولكنها كانت كافية لتترك عندي الأثر الطيب، لا سيما وأن شخصية (زياد) التي أديتها كانت محورية في قسم من العمل».

برأيه أن إعطاء الممثل اللبناني الفرص التي تليق بموهبته تزيده قوة وتحفزه لتقديم الأفضل (جان دكاش)

سبق ولعب جان دكاش أدواراً مركبة أو تميل إلى الشر، فهل يهوى هذا النوع من الشخصيات؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «لم أخطط للأمر، ولكن هذا النوع من الأدوار يحفزني لتقديم الأفضل. فهو يتطلب الجهد والتركيز والبحث، تماماً كما حصل معي في دور (مروان) في مسلسل (حادث قلب)».

عادة ما يردد الممثلون أن أدوار الشر تجذبهم لكنها تتطلب خبرات متراكمة قبل الإقدام عليها. ولكنْ لجان دكاش رأي آخر في هذا الخصوص: «لا أعتقد أن للخبرة علاقة بهذا الموضوع إلا لناحية توظيفها في الدور. ولكن عند كل منا يوجد الشر والخير في شخصيته وفي الحياة العادية. ومن هنا يأخذ الممثل على عاتقه كيفية تطويرها لإنجاح الدور مهما كانت طبيعته».

ما يهم دكاش هو تركيبة معينة للدور تولد عنده التحدي كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، وهو يرفض أن يلعب أدواراً متشابهة كي يعطي المشاهد فرصة اكتشاف مواهبه التمثيلية في شخصيات منوعة.

ويعود دكاش للحديث عن شخصية «زياد»: «عندما عرض الدور علي أعجبني لأنه يحمل مفاجآت في تصرفاته. فالمشاهد رسخت عنده فكرة أولية ما لبثت أن اختلفت تماماً عندما قرر قلب الطاولة على نفسه، وعلى أعدائه».

يرى أن صناعة الدراما تكتمل مع نص جيد (جان دكاش)

يحبذ دكاش فكرة مشاركة الممثل بأعمال درامية مختلطة «إنها من دون شك تصنع له الانتشار المطلوب عربياً وحتى عالمياً. أحببت (كريستال) لعناصره الفنية المتكاملة، ولأنه أيضاً ينطوي على هذه الفئة الدرامية نفسها التي نتحدث عنها». ويشير جان دكاش إلى سعادته بهذه المشاركة: «حتى لو أني أطللت فيها ضمن مساحة صغيرة. ولكنني أبحث دائماً عما يطور مشواري ويطبعه بشيء جديد من موهبتي التمثيلية».

يعترف جان دكاش بأنه لم يأخذ بعد الفرص الكبيرة التي يطمح إليها في التمثيل. «لا شك أني أتمنى الحصول على ما هو أفضل بعد. ولكنني راض بما قدمته، لأن الموضوع الأهم هو شغفي بالتمثيل. وكلما أخذ الممثل اللبناني الجيد الفرص التي تليق بموهبته زادته قوة وحفزته لتقديم الأفضل». وعما إذا شركات الإنتاج تغض النظر عنه وتنساه مرات، يرد: «لا أبداً، غالبية الشركات تستعين بي ولم تنسني، وأنا موجود على الساحة دائماً».

أرفض لعب أدوار متشابهة والدراما المختلطة تصنع للفنان الانتشار عربياً وعالمياً

يتحدث جان دكاش عن الساحة الدرامية ككل ويرى أنها تتطور بشكل سريع. ولكن عنده ملاحظة على النصوص الدرامية الحالية. «نملك كل مقومات وعناصر الدراما الناجحة. ولكن الحلقة لا تكتمل إلا بجميع عناصرها. لا يكفي أن يكون عندنا مخرجون وممثلون وشركات إنتاج على المستوى المطلوب إذا ما افتقدنا النص الجيد. لا شك أن هناك في المقابل نصوصاً درامية جيدة نلاحظها في غالبية الأحيان في موسم رمضان، ولكننا نتمنى أن تشهد تقدماً أكبر فتصبح أدوات اللعبة الدرامية متكاملة».

إلى جانب ممارسته مهنة التمثيل، لجأ جان دكاش إلى مهنة أخرى يحبها أيضاً. فالعلاج بالدراما الذي يحمل شهادة ماجستير جامعية فيه، لفته وقرر امتهانه إلى جانب التمثيل. «إنه بمثابة العلاج البديل للتخلص من القلق والغضب ومن مشاكل نفسية عديدة. ومن خلاله أمارس مختلف الفنون التي تساعد الشخص المعالج على تخطي مصاعبه. العلاج الدرامي يسهم في تطوير القدرات والمواهب لأشخاص من أعمار متفاوتة. وأحب الأساليب التي نتبعها وشريكتي نتاشا رزق في العلاج الدرامي. فمن خلال هذا المركز المعالج (wholistic drama therapists) الذي أسسناه معاً، استطعنا تقديم المساعدة لعدد كبير من الناس المتعبين أو المرضى النفسيين».


نبيلة عبيد: أرحب بدور الأم والعمة

نبيلة عبيد: أرحب بدور الأم والعمة
TT

نبيلة عبيد: أرحب بدور الأم والعمة

نبيلة عبيد: أرحب بدور الأم والعمة

تستعد الفنانة نبيلة عبيد للبدء قريباً في تصوير مسلسلها الجديد «قلب أمينة» بمشاركة مجموعة من الشباب، حيث تقدم دور أُم بالعمل المكون من 15 حلقة، من تأليف حمدي يوسف، وإخراج خالد الحجر.

وتحدثت عبيد في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن أسباب حماسها للمشاركة في المسلسل بعد ابتعادها عن الساحة قرابة 3 سنوات منذ تقديمها مسلسل «سكر زيادة» مع الفنانة نادية الجندي، وقالت إن «المخرج خالد الحجر هو السبب الرئيسي وراء موافقتي على المسلسل».

وأكدت عبيد عدم ممانعتها تقديم أدوار الأم والخالة والعمة: «الأفلام التي نشاهدها بكثافة في كل موسم، لماذا لا يوجد فيها أدوار خاصة بالأم والخالة وغير ذلك من الشخصيات التي لها دور بارز بالعمل الفني؟ أنا بالطبع أرحب بهذه الأدوار».

وتعتقد عبيد أن لقب «نجمة مصر الأولى» ربما يمثل عقبة أمام بعض المنتجين الذين يتخوفون من عرض مثل هذه الأدوار عليها خوفاً من رفضها أو الاعتراض عليها، مضيفة: «اللقب أمر حتمي في تاريخي، ولم يرتبط باسمي من فراغ، بل هو منحة جماهيرية أعتز بها، ولن يقلل مني مطلقاً وجودي بعمل فني في هذه الأدوار».

وعن سبب ندرة أعمالها التلفزيونية، قالت عبيد: «أنا ممثلة سينما في المقام الأول».


لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: سأعود للسينما العام المقبل

مشهد من كليب أغنية  {Mon Amour} (لطيفة)
مشهد من كليب أغنية {Mon Amour} (لطيفة)
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: سأعود للسينما العام المقبل

مشهد من كليب أغنية  {Mon Amour} (لطيفة)
مشهد من كليب أغنية {Mon Amour} (لطيفة)

قررت الفنانة لطيفة، العودة مجدداً للسينما بعد فترة غياب دامت أكثر من 20 عاماً، منذ تجربتها السينمائية الوحيدة مع المخرج المصري الكبير الراحل يوسف شاهين في فيلم «سكوت ح نصور».

وكشفت لطيفة في حوارها مع «الشرق الأوسط»، عن تفاصيل فيلمها الجديد، وأغنيات ألبومها الجديد «لطيفة 2023» الذي تواصل طرح أغنياته، وكواليس ألبومها مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني، ورأيها في مستقبل الأغنية التونسية.

لطيفة مع الموسيقار زياد الرحباني في لقاء سابق جمعهما (الشرق الأوسط)

في البداية قالت لطيفة إن «هناك مشروع فيلم سينمائي عالمي، يتم التحضير له حالياً، ومن المقرر أن نبدأ فعلياً في التجهيز له مع قدوم فصل الشتاء المقبل»، مضيفة: «ليس متاحاً لي في الوقت الراهن الحديث عن تفاصيله باستفاضة، نظراً لأننا ما زلنا في مرحلة التحضير».

أغنية {Mon Amour} جرى تصويرها في موناكو جنوب فرنسا (لطيفة)

لطيفة طرحت منذ أيام، كليب ثالث أغنيات ألبومها الجديد «لطيفة 2023»، التي حملت عنوان «ناس كتير» عبر قناتها بموقع الفيديوهات «يوتيوب»، والمنصات السمعية كافة، وصفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كتبها كريم حكيم، ولحنها شريف إسماعيل، ومن توزيع بيرم مرغني، وكانت لطيفة طرحت في التاسع من أغسطس (آب) ثاني أغنيات ألبومها وكانت بعنوان “Mon Amour”، وهي من كلمات أحمد مرزوق، وألحان محمد يحيى، وتوزيع الموزع الموسيقي المغربي جلال حمداوي، وجرى تصوير الكليب في جنوب فرنسا بمدينة موناكو.

وبشأن الأغنية، قالت الفنانة التونسية: «منذ بداية العمل على تسجيل أغنيات ألبومي الجديد، كنت أبحث عن أغنية جديدة وعصرية تبعث طاقة إيجابية وبهجة وسعادة للمستمعين، إلى أن قدم لي الشاعر أحمد مرزوق والملحن محمد يحيى أغنية (Mon Amour)، وعلى الفور اتخذت قراراً بتسجيلها وتصويرها، ورأيت أن أفضل مكان يتم تصوير الأغنية فيه هو فرنسا، فسافرنا إلى جنوب فرنسا بإمارة موناكو، وظللنا نصور في الأغنية لمدة 5 أيام مع فريق عمل فرنسي تحت إدارة المخرج الفرنسي ستيفان ليوناردو الذي أخرج لي من قبل كليبات (ما تروحش بعيد)، و(الكام يوم اللي فاتو)، و(خلوني)، والحمد لله الأغنية خرجت بالصورة التي كنت أتوقعها لها».

مع الفنان راغب علامة الذي أحيا حفلاً غنائياً بمهرجان قرطاج الدولي 2023 (لطيفة)

وبسؤالها عن ألبومها الجديد، قالت: «هو ميني ألبوم يتضمن 4 - 5 أغنيات جديدة، يغلب عليه اللهجة المصرية، مثلما فعلت في ميني ألبوم العام الماضي، ستكون جميع أغنيات الألبوم الجديد مصورة، وسأقوم بطرحها عبر قناتي بموقع يوتيوب، لأنني بعد خبرة كل هذه السنوات أصبحت متيقنة أن الكليبات هي أفضل وسيلة لتأريخ الأغنيات، فمثلا حينما عرضت بدلة أغنية (بحب في غرامك) للبيع الخيري، وجدت أن الأغنية رغم مرور أكثر من 30 سنة عليها محفوظة من قبل الجماهير بسبب كليبها، لذلك قررت عدم طرح أي أغنية قادمة دون تصويرها بطريقة الفيديو كليب».

وعن أعمالها الجديدة مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني، قالت: «هناك ألبوم غنائي كامل تم تسجيله من ألحان زياد الرحباني، ولكن لن أتحدث عن تفاصيله حالياً، حتى يتم الانتهاء بشكل كامل من التجهيز له، وطريقة طرح أغنياته».

أغنية «ناس كتير» تحمل رسائل... و«الكليبات» هي أفضل وسيلة لتأريخ الأعمال الفنية

وأشادت لطيفة بمستوى الأغنية التونسية في الوقت الراهن، قائلة: «الأغنية التونسية بخير، وتمتلك عدداً واعداً من الأصوات الشابة الرائعة، التي استمعنا لها في المهرجانات الغنائية التونسية مثل قرطاج، والحمامات، وبنزرت، ويكفي أن لدينا صوتا رائعا مثل محمد الجبالي، الذي حينما اختارت دار الأوبرا المصرية مطرباً عربياً يقدم شخصية الفنان الكبير محمد عبد الوهاب، اختارته لكي يمثل صوته وأداءه في مصر، أي أن الأغنية التونسية ستظل شابة بفضل أولادها».

وأعربت لطيفة عن سعادتها لعودتها من جديد للغناء في مهرجان قرطاج بتونس: «أنا غنيت على أكبر مسارح العالم من بينها مسرح ألبرت هول، ولكن لا يوجد أجمل من أن تغني في بلدك، وأعلم أنني تغيبت كثيراً عن الغناء في تونس، ولكن هذا الغياب لم يكن بيدي، وأحببت أن أتبرع بجزء من أجري في الحفل لصالح المتضررين من حرائق مدينة طبرقة».

وعن صورتها التي جمعتها بالفنان اللبناني راغب علامة في تونس، التي قبّل فيها رأسها، قالت: «راغب علامة صديق عمر، وأسعد دوماً حينما يشدو في بلدي تونس، وهو من أكثر المطربين شعبية في تونس، وخلال مقابلتنا هنأته على حفله الكبير والضخم الذي أحياه هناك».


نبيلة عبيد لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتقديم أعمال كوميدية

الفنانة المصرية نبيلة عبيد (حسابها على انستغرام)
الفنانة المصرية نبيلة عبيد (حسابها على انستغرام)
TT

نبيلة عبيد لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتقديم أعمال كوميدية

الفنانة المصرية نبيلة عبيد (حسابها على انستغرام)
الفنانة المصرية نبيلة عبيد (حسابها على انستغرام)

قالت الفنانة نبيلة عبيد إنها تستعد قريباً للبدء في تصوير مسلسلها الجديد «قلب أمينة» بمشاركة مجموعة من الشباب، حيث تقدم دور أُم بالعمل المكون من 15 حلقة، من تأليف حمدي يوسف، وإخراج خالد الحجر، ومن المقرر عرضه قريباً.

وتحدثت عبيد في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن أسباب حماسها للمشاركة في المسلسل بعد ابتعادها عن الساحة قرابة 3 سنوات منذ تقديمها مسلسل «سكر زيادة» مع الفنانة نادية الجندي: «المخرج خالد الحجر هو السبب الرئيسي وراء موافقتي على المسلسل، قدّمت معه من قبل فيلم (مفيش غير كده) وهو مخرج متمكن، وله رؤية مذهلة وأحب العمل معه كثيراً، بالإضافة إلى أن قصة العمل مختلفة وتم سردها في 15 حلقة».

ووصفت عبيد العودة مجدداً للأعمال القصيرة بأنها «أمر رائع»، مشيرة إلى أنها ترغب في تقديم مسلسل كوميدي خالص، مكون من 10 حلقات أو 15 حلقة «أنا أحب الأعمال الكوميدية الظريفة الخفيفة بشكل كبير».

ورفضت عبيد الحديث عن تفاصيل شخصيتها في «قلب أمينة»: «لم نعد في عصر الفكرة المحفوظة لكُتابها بعد انتشار السرقات الفنية بشكل واسع، عكس العقود الماضية التي عاصرنا فيها كتّاباً كباراً لم يجرؤ أحدهم على التعدي على أفكار غيرهم، فقد كنا نتحدث بأريحية عن العمل قبل دخول التصوير بوقت كافٍ دون خوف من السطو على الفكرة».

ترفض نبيلة عبيد بشدة تقديم سيرتها الذاتية درامياً (الشرق الأوسط)

وعن أسباب ندرة أعمالها التلفزيونية قالت عبيد: «أنا ممثلة سينما بالمقام الأول، وعندما قدمت مسلسل (العمة نور) لم يشغلني حينها منافسة الأعمال الرمضانية المعروضة، فالمحتوى كان هو شغلي الشاغل، وكذلك مسلسل (البوابة الثانية)، فأنا لم أكن يوماً ما في خطة المنتجين بالسباق الدرامي الرمضاني لأنني ممثلة سينما».

وأفصحت عبيد عن السبب وراء عدم عرض مسلسل «البوابة الثانية» على الشاشة بكثافة، رغم معالجته للقضية الفلسطينية وفق حديثها: «للأسف مشاركة أحد الفنانين الهاربين إلى الخارج، الذين يتحدثون عن مصر بشكل فج وراء عدم عرض المسلسل، لذلك لم يعد يعرض لي أعمال تلفزيونية سوى (العمة نور) ومسلسل (سكر زيادة) الذي قدم في ظروف استثنائية خارج مصر وقت انتشار فيروس كورونا».

وعن المسرح قالت عبيد: «شاركت في بدايتي بالمسرح مع الفنانة الراحلة تحية كاريوكا وفايز حلاوة، لفترة طويلة بعروض من إنتاجها وكانت حينها الغلبة للمحتوى السياسي، وكذلك مع الراحل محمد عوض قدمت ما يقرب من 5 عروض كوميدية. أحب المسرح كثيراً وأطمح لتقديم عمل مسرحي ضخم بإمكانيات عالية من كل الجوانب على أن تكون فكرته مناسبة ليّ، وليس لدي مانع من توظيف الرقص والاستعراض بشرط عدم إقحامه بلا داعٍ».

وكشفت عبيد أنها كانت بصدد التحضير لعرض مسرحي ضخم منذ 10 سنوات «كانت لي تجربة مسرحية غنائية استعراضية اجتماعية بعنوان (ايفيتا) الراقصة المغمورة التي أصبحت (سيدة الأرجنتين) والتي طالما تمنيت تقديمها ولكن لم يكتمل العرض وهو من إنتاج سمير العصفوري، وبالفعل قطعنا شوطاً كبيراً من البروفات وجلسات الطاولة وزيارات المسارح لتحديد مكان العرض الذي توقف ربما لأسباب لم يتم الإعلان عنها».

أنا ممثلة سينما بالمقام الأول... وفي الدراما التلفزيونية يشغلني «المحتوى»

نبيلة عبيد

وأكدت عبيد عدم ممانعتها في تقديم أدوار الأم والخالة والعمة: «الأفلام التي نشاهدها بكثافة في كل موسم، لماذا لا يوجد بها أدوار خاصة بالأم والخالة وغير ذلك من الشخصيات التي لها دور بارز بالعمل الفني؟ أنا بالطبع أرحب بهذه الأدوار، فقد شاركت من قبل مع الفنانة مديحة يسري في بدايتي وهي النجمة الكبيرة وقدمت دور ابنتها، فدعم الأجيال الجديدة واجب، وأنا أؤمن بتعاقب الأجيال وهو أمر مشروع».

لقب «نجمة مصر الأولى» ربما يمثل عقبة أمام بعض المنتجين

وتعتقد عبيد أن لقب «نجمة مصر الأولى» ربما يمثل عقبة أمام بعض المنتجين الذين يتخوفون من عرض مثل هذه الأدوار عليها خوفاً من رفضها أو الاعتراض عليها، مضيفة: «اللقب أمر حتمي في تاريخي، ولم يرتبط باسمي من فراغ، بل هو منحة جماهيرية أعتز بها، ولن يقلل مني مطلقاً وجودي بعمل فني في هذه الأدوار، بل سيعطي للعمل شكلاً ومنحى مختلفاً وثقلاً تسويقياً».

وشددت عبيد على أنها ترفض تقديم سيرتها الذاتية درامياً «سأحكي في برامجي وقائع حقيقية بالفن بعيداً عن حياتي الخاصة وكفاحي حتى صرت (نجمة مصر الأولى)، ولن يتم التطرق لحياتي الشخصية (الزيجات والغراميات) بل عن كواليس مشواري الطويل وذكرياتي بالفن والذي بدأته بأدوار ثانوية».

 

نعيش في زمن سرقات الأفكار الفنية

نبيلة عبيد

وأشارت عبيد إلى أن «الهدف من هذه البرامج بالتلفزيون والإذاعة هو توثيق لمراحل مهمة في حياتها الشخصية والفنية، من ناحية الإنتاج والفنانين والفنيين والكتاب الذين شاركوني أعمالي وكيف تعاملت معهم، وكيف حرصنا على التنوع وانتقاء الأفكار حتى لا نكرر ثيمة المعروض من قبل».


الأخوان الصافي: نكمل مسيرة وديع بنسخة حديثة

يتمتعان بموهبتي العزف والغناء (الأخوان الصافي)
يتمتعان بموهبتي العزف والغناء (الأخوان الصافي)
TT

الأخوان الصافي: نكمل مسيرة وديع بنسخة حديثة

يتمتعان بموهبتي العزف والغناء (الأخوان الصافي)
يتمتعان بموهبتي العزف والغناء (الأخوان الصافي)

شربل وجاد الصافي يطبّقان المقولة المعروفة «أباً عن جد» بكل ما للكلمة من معنى. هما ابنا جورج الصافي نجل الراحل وديع الصافي، وبوصفهما حفيدين لأحد عمالقة الغناء في الوطن العربي تشرّبا الفن والموسيقى والغناء تلقائياً. وعندما يتذكران طفولتهما، يحضر ظل جدهما لاشعورياً. ولأنهما يتمتعان بموهبتَي العزف والغناء قررا أن يكملا ما بدأه والدهما ومن قبله جدهما. يقولان: «لا شك تأثرنا بكل هذه الأجواء التي تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا. نكمل مسيرة وديع الصافي معاً وبثبات، ولكن بنسخة معاصرة وعلى طريقتنا. أما الأساس فلن يتغير لأنه مزروع فينا، ويسكننا عن طريق والدنا وجدنا».

شربل يحمل آلة العود هدية من جده الراحل وديع الصافي (الأخوان الصافي)

اختار كل من شربل وجاد الفن مهنة لهما، ولكنهما دخلاه من باب العلم والدراسة. شربل يتخصص بقسم الـ«ميوزك آندستري»، بينما توجّه جاد بدراسته إلى البكالوريا التقنية الخاصة بالموسيقى. كل بأسلوبه رسم طريقه في الفن بحيث لا يدخلانه من بابه العادي. ويوضح شربل في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الفن ما عاد يسير بالأطر نفسها، كما في الماضي. فهو تطور وصار يتطلب عناصر مجتمعة كي يحقق مبتغاه. الصوت والأداء والحضور عند المغني ضرورة، ولكن إذا لم يعرف كيف يستثمر مواهبه، في المكان المناسب لن يطال الشهرة التي يتمناها».

هذا رأي شربل ابن الـ19 عاماً، أما جاد ابن الـ16 عاماً فله رأي آخر: «بصراحة الغناء وحده ما عاد يشكل المهنة الأمثل، إذ يجب أن تواكبه ملكات أخرى مثل الإنتاج الفني والتوزيع الموسيقي، وبالتوازي معها يمكننا أن نحقق أهدافنا بشكل أفضل».

في {موسم الرياض} حققا حلمهما والانطلاقة من {مسرح أبوبكر سالم} (الأخوان الصافي)

تعتقد للوهلة الأولى بأنك بصدد محاورة مغنيَين موهوبَين صاعدَين، ولكنك لا تلبث أن تكتشف أن الفن مترسخ فيهما نضجاً ومعرفة وصلابة. فـ«الأخوان الصافي» وهو اسمهما الفني الذي اشتهرا به، يدركان تماماً مصاعب المهنة. لذلك يتحصنان بالعلم؛ كي لا تذهب موهبتهما هدراً، في زمن لا يفرّق بين الصحيح والخطأ إلا بصعوبة.

ويعلق جاد في سياق حديثه الذي تَشارك فيه مع أخيه شربل لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن هناك صعوبات جمة ستعترضنا في مشوارنا الغنائي. فهو مثل غيره من مجالات العمل، فيه السلبيات كما الإيجابيات. أحياناً سنضطر إلى التنازل قليلاً عن قواعد فنية تربينا عليها كي نستطيع مواكبة العصر، ولكننا بالتأكيد لن ننجرف إلى مطارح لا تشبهنا من أجل الوصول إلى الشهرة».

تشعر بأن جاد لديه أحلام كبيرة في مجال الفن يخطط لها بصمت ومن دون شوشرة. يحكي ما يخطر على باله وبعفوية مطلقة. أما شربل فهو يزن كل كلمة يقولها، ويعبّر عن آرائه بتأنٍ: «بصراحة أخاف من هذا المجال، ولكننا في المقابل شخصان صلبان. نستطيع أن نواجه الصعوبات لأننا تربينا على المواجهة والاجتهاد. وبالنهاية لن أستمر في أداء أغاني جدي كي أبرز موهبتي. ولذلك نبحث عن المختلف الذي يناسبنا. فأذواق الناس تتبدل بسرعة اليوم، إلا أننا نراهن على محبتهم لنا وللفن الراقي الذي نقدمه».

يروي شربل أنه كان في السادسة من عمره عندما بدأ العزف على الكمان. «كنت أدندن أغاني جدي، وبعدما أهداني آلة عود موقعة منه رحت أتعلم العزف عليها. وأنا اليوم أجيد العزف على الآلتين». وماذا عنك يا جاد؟ «أعزف على آلتَي البيانو والغيتار، وأجتهد لإجادة الإنتاج والتوزيع الموسيقيَين».

يبحثان عن أغنية تحقق الـ{ترند} وتروق للشباب (الأخوان الصافي)

فكرة انطلاقهما ثنائياً من آل الصافي بدأت معهما منذ فترة الجائحة. ويوضح شربل: «مثل غيرنا من اللبنانيين، كنا محجورين في البيت عندما طالعتنا والدتي بفكرة تسجيل لقطات مصورة ونشرها على السوشيال ميديا. فما كنا نقوم به يومياً وحدنا صرنا نتشاركه مع الناس».

بعد أول فيديو مصور نشراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي انفتحت الأبواب أمامهما: «اتصل بنا الإعلامي هشام حداد إثر سماعه أغنية مزجنا فيها بين (باسا دوبلي) الإسبانية و(لا عيوني غريبة) لوديع الصافي. كرّت السبحة وصرنا بين ليلة وضحاها (الأخوان الصافي)».

من الحفلات التي لا يمكنهما نسيانها تلك التي أحياها في «موسم الرياض». «إنها من أجمل التجارب التي عشناها معاً على مسرح بهذا المستوى. كانت بمثابة الحلم الذي تحقق انطلاقاً من (مسرح أبو بكر سالم) الضخم. قبلنا، حلم مئات الفنانين بالوقوف على خشبته، ونحن كانت لنا الفرصة للبدء من هناك». ويكمل شربل: «شعور لا يمكن وصفه من الفرح والفخر غمرنا، لا سيما أن تفاعل الجمهور معنا كان هائلاً».

سؤال بديهي حول الرهبة التي اعترتهما في تلك اللحظات، ويرد شربل: «الرهبة تحضر في كل مناسبة نقف فيها على المسرح وأمام الجمهور. فالشعور بالمسؤولية يولدها تلقائياً عندنا. ولكن في (موسم الرياض) تضاعف هذا الشعور، خصوصاً أننا نقف أمام آلاف الحاضرين، ونغني باسم لبنان. هناك كان الغلط ممنوعاً وكذلك ارتكاب أي هفوة؛ لأن جميع أنظار العالم موجهة إلينا. ولكننا نجحنا في هذه التجربة، وأتمنى تكرارها».

من ناحيته يعبر جاد عن تلك اللحظات بطريقته الصريحة: «كنت في الماضي أؤكد أن الوقوف على المسرح لا يصيبني بالخوف. ولكن في (موسم الرياض)، وفي الكواليس انتابني هذا الشعور بقوة. ولم أستطع سوى التوجه لأخي شربل بالقول (بالتوفيق)».

الانسجام بين الأخوين يبدو بوضوح، وهما يؤكدان أنهما يمكن أن يملكا وجهات نظر مختلفة، ولكن بالخلاصة يصلان إلى التفكير نفسه. «لا نتوقف كثيراً عند هذه الأمور لأنها بديهية والأهم الوصول إلى النتيجة المرجوة».

يعترف «الأخوان الصافي» بأنهما قطفا من جدهما ووالدهما ثمار الفنون الناضجة. ويخبر شربل «الشرق الأوسط»: «لا نتذكر كثيراً نصائح جدي لأننا كنا لا نزال طفلين وبسنٍّ صغيرة. أكثر ما حُفر عندي هو وجوده في بيتنا في أيامه الأخيرة، نتحلق حوله وهو يغني ويعلمني كيف يجب أن أستخدم العُرب بالنوتات الموسيقية. كان يملك تقنيات جمة في الأداء والصوت. ولكنه كان يردد دائماً أنه يجب ألا نهتم بما يقوله الناس، لأنه لا يمكننا أن نرضي الجميع».

ومن والدهما جورج تعلما التركيز على الأداء، والابتعاد عن النشاز. ويتابع شربل: «إنها قواعد أساسية زودنا بها والدي، وحفظناها وأخذناها بعين الاعتبار».

يحدثاك «الأخوان الصافي» عن أعمالهما الجديدة، وأحدثها أغنية «حضرة الزعلان». وقد صوراها فيديو كليب بتوقيع من مدير أعمالهما روبير بيضا. وعن مشروعات المستقبل يقول شربل: «نبحث عن أغنية جديدة وعصرية تحقق الـ(ترند) وتروق للشباب بعمرنا» وهنا يتدخل جاد: «وعندنا جولة غنائية في ولايات أميركية عدة خلال سبتمبر (أيلول) الحالى». ولماذا تبحثان عن الأغنية الـ«ترند» يكفي أنكما تجيدان الطرب الأصيل؟ يوضح شربل: «للأسف، يجب أن نواكب عصرنا بهذه الطريقة. نعرف تماماً أن الأغاني التي كان يقدمها الراحل وديع الصافي مختلفة تماماً. فهي لا تموت لأنها أصيلة ويتم تردادها حتى الساعة؛ لأن هذا هو الفن الصحيح. ولكن الناس ما عادت تهتم بقدرات الصوت وحسن الأداء ومضمون الكلام. الأهم بالنسبة لهم كلمة واحدة يحفظونها وتلفت انتباههم. والفنان بدوره يسجل نجاحاً باهراً ولو لفترة وجيزة».

أذواق الناس تتبدل بسرعة... ونراهن على محبتهم للفن الراقي

يعتبر «الأخوان الصافي» نفسيهما من أهم العازفين والمغنين؛ ولذلك فهما لن يستسلما مهما بلغت بهما الصعوبات. ويقول شربل: «إننا مميزان بثقافتنا الفنية، ونادراً اليوم ما نلتقي بمغنٍ يعزف أيضاً. سنبقى نحاول إلى أن نحقق أمانينا».

وهل هذا يعني أنكما ستخلعان عباءة وديع الصافي جدكما؟ يرد شربل: «القصة لا تتعلق بخلع عباءة جدي على قدر ما هي مواكبة الحداثة والعصرنة. فنحن نغني لجميع الفنانين مثل عمرو دياب، والسيلاوي، وملحم بركات، ووائل كفوري، ونانسي عجرم، ومروان خوري وغيرهم. وهذا لا يعني أننا خرجنا عن عباءة وديع الصافي، لأن هذه المهمة ليست سهلة أبداً. ولكن مع الوقت ومع إصدارنا أغنية تلو الأخرى على طريقتنا، سنستطيع الإبحار في عالم يشبهنا أكثر. قد نواجه انتقادات وعكسها، ولكن هذا الأمر طبيعي في الفن».

ويختم الشقيقان لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تربينا على التواضع والأصالة بالفن، ولكن بالتغيير نستفيد ونتقدم، لأن وديع الصافي حالة فنية لن تتكرر».