قال الفنان المصري عمرو يوسف، إن مسلسل «الكتيبة 101» كان حافلاً بالتحديات، وإن شخصية «الرائد نور» التي قدمها في مسلسل «الكتيبة 101» الذي جرى عرضه في موسم دراما رمضان الماضي جذبته كثيراً، بجانب السيناريو المشوّق، مشيراً إلى أنه لمس نجاح العمل خلال تكريمه من القوات المسلحة المصرية، وكشف يوسف أنه تدرب على الأحمال الثقيلة قبل تصوير مشاهد الأكشن بالمسلسل، وأضاف في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الأبوة غيرته تماماً لشعوره بالمسؤولية تجاه طفليه، لافتاً إلى أن دعمه لزوجته الفنانة كندة علوش يأتي بدافع «حبه لها وسعادته بنجاحها»، على حد تعبيره.
ويواصل يوسف تصوير فيلم «شقو» الذي يجمعه بعدد كبير من النجوم، من بينهم يسرا، ودينا الشربيني، ومحمد ممدوح، وأمينة خليل، وإخراج كريم السبكي، وقال إن عنوان الفيلم جذاب وله علاقة بالدراما التي تحدث به، ويقدم من خلاله دوراً جديداً، والكتابة لوسام صبري جديدة وذكية، حيث تجمع بين الأكشن والكوميدي والرومانسي.
عمرو، الذي برع في أدواره السينمائية كما في «هيبتا» و«ولاد رزق» بجزأيه، يؤكد أن اختياراته يحكمها دائماً السيناريو الجيد، والفكرة الجديدة، والتغيير، بحيث لا يقدم دوراً يشبه الآخر سواء في السينما أو التلفزيون، لكن ذلك لا يتحقق بسهولة، حسبما يقول: «قد يعرض علي فيلم أكشن جيد بعد (شقو) من النوعية التي أحبها، رغم أنني أريد تقديم نوعية مغايرة في الحقيقة».
وحظي يوسف بتكريم القوات المسلحة المصرية عن دوره في مسلسل «الكتيبة 101» الذي عرض في شهر رمضان الماضي: «أعتز كثيراً بهذا التكريم الذي أشاد خلاله أحد الضباط بأدائي قائلاً لي: (كأنك واحد مننا، عايش وسطنا)، وأعتبر قوله (شهادة كبيرة أسعدتني جداً)، كما أن ردود الفعل كانت كثيرة، أبرزها الإجماع على أن شكل (الأكشن) كان مختلفاً عما قدم من قبل، وذلك بفضل رؤية المخرج محمد سلامة ومدير التصوير محمد مختار، اللذين استطاعا تقديم صورة جديدة وشكل جديد للمعارك ومشاهد الأكشن لتبدو وكأنها طبيعية، بالإضافة إلى فكرة الدراما السريعة والنهايات الساخنة التي تجعل المتفرج متشوقاً للحلقة التالية».
المقياس الحقيقي لأي عمل فني جيد في تقدير يوسف، هو تحقيق المتعة للمشاهد، وهو ما وجده يوسف في مسلسل «الكتيبة 101»: «أهم عنصر بالعمل الفني الإمتاع، وهو ما جذبني للمسلسل، ووجدت به دراما جذابة لي كمشاهد، وهذه طريقتي في تقييم ما يعرض علي، إذ لا بد حين أقرأ أن أشعر بتشوق لمشاهدته، والحقيقة أن سيناريو المؤلف إياد صالح، حقق ذلك وسهل علي المهمة».
يشير يوسف إلى أن هذا المسلسل انطوى على أكثر من تحد له، مثلما يقول: «كان التحدي الأول هو كيف أجعل المشاهد يتماهى مع الشخصية، ويضع نفسه مكان هذا الضابط، بينما كانت مشاهد الحركة هي التحدي الثاني، ففي كل حلقة كان هناك مشاهد أكشن تطلبت مجهوداً مضاعفاً، ورغم أنني أخضع لتدريب منتظم في الجيم، لكن قبل بداية تصوير المسلسل بنحو شهرين بدأت في زيادة الأحمال التدريبية لأنني كنت أؤدي مشاهد الأكشن ومعي حمولة نحو 30 كيلو من الأسلحة والأجهزة التي أحملها».
وواصل الفنان المصري تصوير المسلسل لما بعد منتصف رمضان، حيث تم بناء ديكور لمدينة «الشيخ زويد» بشمال سيناء، التي تدور بها أغلب الأحداث بمدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، مثلما يؤكد يوسف: «كان من الصعب التصوير في المكان الحقيقي الذي يسكنه مواطنون، وقام مهندس الديكور أمير عبد العاطي، بتصميم مدينة كاملة صورنا وأجرينا التفجيرات بها، حتى إن الضباط كانوا يزوروننا في التصوير ويبدون دهشتهم لروعة التصميم وتطابق الأجواء التي يعيشونها في الواقع». أثرت شخصية «الضابط نور» في بطل المسلسل كثيراً وأثر فيها «كنت أؤدي شخصية ضابط في القوات الخاصة التي تقوم بتنفيذ مهام شبه مستحيلة، ففكرة أن هذا الضابط الذي قد يذهب ولا يعود لأطفاله، كانت من بين الأمور التي شغلتني وجعلتني أعيد التفكير بشكل مختلف».
ونوّه إلى أن توثيق الشخصيات الحقيقية ساهم في قوة تأثير العمل، فمن المؤكد أن تعلقي وتأثري بها سيكونان أقوى حين أعيش تفاصيل حكايته، حيث إن الجانبين الدرامي والتوثيقي يكملان بعضهما. وكانت انطلاقة عمرو يوسف عبر مسلسل «الدالي» للفنان الراحل نور الشريف، الذي قدم من خلاله ممثلين من الشباب في أدوار مهمة، وهو ما يستعيده يوسف، قائلاً: «نور الشريف أستاذ كبير ومتميز ليس في جيله فقط، لكنه من أهم الممثلين الذين عرفتهم مصر، شخص مثقف بدرجة كبيرة وقد دفع بمخرجين وكتاب وممثلين ومديري تصوير من منطلق إيمانه بمواهبهم، لذلك فإنه فنان عظيم واستثنائي، وكنت محظوظاً بالعمل معه، لاستفادتي منه على المستوى المهني، وإذا كان هناك جيل جديد لديه احترام للمهنة فهذا يرجع لعملنا مع الراحل، بالإضافة إلى أبناء جيله».
غيرت الأبوة كثيراً من عمرو يوسف: «ليس من رأى وعاش كمن سمع عن الأبوة من دون تذوقها، فهناك شعور بالمسؤولية تجاه طفلين أصبحت مسؤولاً عنهما، وهي مسؤولية جعلتني أشارك بكل شيء يخصهما، وأهتم بكل ما يتعلق بهما منذ ولادتهما». وحققت صورة عمرو يوسف وهو يدعم زوجته الفنانة كندة علوش خلال عرض فيلمها «نزوح» في مهرجان فينسيا الماضي صدى واسعاً وحظيت بتفاعل الجمهور: «كندة كانت قد وضعت طفلنا كريم لتوها، وكانت ترفض السفر لذلك، وأقنعتها لأن حضورها مهم مع أسرة الفيلم، حيث قالت لي: (لو جئت معي سأذهب)، فكان لا بد أن أساندها، ورأيت أنها كانت رائعة، ويسعدني دائماً نجاحها».