وفاء عامر لـ«الشرق الأوسط»: «أدوار الشر» غير مضمونة النجاح

أكدت عودتها للسينما بفيلم «أبو نسب»

وفاء عامر في لقطة من مسلسل {حضرة العمدة}
وفاء عامر في لقطة من مسلسل {حضرة العمدة}
TT

وفاء عامر لـ«الشرق الأوسط»: «أدوار الشر» غير مضمونة النجاح

وفاء عامر في لقطة من مسلسل {حضرة العمدة}
وفاء عامر في لقطة من مسلسل {حضرة العمدة}

كشفت الفنانة المصرية وفاء عامر عن عودتها للسينما مجدداً عبر فيلم «أبو نسب»، مع الفنان محمد إمام، وياسمين صبري، وإخراج رامي إمام. وقالت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إنها محظوظة لمشاركتها في دراما رمضان بعملين مختلفين، وأدوار جديدة عليها، مؤكدة أن «أدوار الشر لا ينجح فيها أي ممثل، وأنها غير مضمونة النجاح»، وأن دورها في مسلسل (الكتيبة 101) حظي بإعجاب أهالي سيناء، معبِّرة عن تمنياتها لعودة زوجها المنتج محمد فوزي للإنتاج مجدداً.

وخلال شهر رمضان الماضي، تنقلت عامر بين شخصيتي «شلباية»، و«مها أبو قريع»، بين القسوة والطيبة، الخير والشر، الحب والكراهية، في عملين شديدي التناقض، لم تكن البطلةَ فيهما، لكنها أكدت حضورها بشكل لافت.

اعتادت وفاء بث فيديوهات عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)

تقيس وفاء عامر نجاح أعمالها بمقاييس عدة: «أقيس نجاحي حين يناديني الجمهور باسم الشخصية التي أدّيتها، وبتفاعلهم معي، وتعليقاتهم عبر السوشيال ميديا، وكذلك كتابات النقاد».

في مسلسل «حضرة العمدة» لعبت وفاء عامر دور «شلباية» التي تتاجر بأحلام الناس، امرأة يسكنها الشر. تحكي الفنانة المصرية عن دورها بإعجاب، قائلة: «هو من أدوار الشر التي لم أقدمها من قبلُ باستفاضة، وأرى أن أدوار الشر لا ينجح في أدائها أي ممثل، بل تحتاج إلى ممثل بمواصفات خاصة، وقد كنت أخشى ألا يصدّقني الجمهور لتعدد الأدوار المثالية التي أقدِّمها، لكن الحياة فيها كثير من الشخصيات غير السوية، التي لا بد أن تعكسها الدراما أيضاً».

وفي مسلسل «الكتيبة 101» تحدّت وفاء عامر نفسها بدور شديد الاختلاف، تتعرض فيه البطلة لخطف ابنها من قِبل تنظيمات إرهابية، وقد تحوَّل مشهد استشهادها على أيدي التكفيريين بالحلقة 12 إلى «ترند» في مصر: «لم أتردد في الموافقة حينما عُرض عليّ تقديم شخصية مها أبو قريع المرأة البدوية، شديدة الانتماء لبلدها التي تؤمن بأن أرض مصر هي عِرضها، والحمد لله أنني أدّيته على نحوٍ نال إعجاب بدو سيناء».

وبينما شارك بعض الممثلين بعدة مسلسلات، خلال شهر رمضان، فقد اكتفت وفاء عامر بعملين فقط: «قد أشارك بدور أو اثنين أو ثلاثة، حسب ما يُعرَض عليَّ، لكن لا بد أن يكون الدور مغرياً جداً كي أوافق على تقديم عملين، خلال شهر واحد».

الفنانة المصرية وفاء عامر (الشرق الأوسط)

وأشارت إلى أن «مشاركة الممثل في أكثر من عمل لا تؤثر بالطبع على مصداقيته أمام جمهوره؛ لأننا بصفتنا محترفين لدينا الخبرة والوعي بأسلوب تقديم كل شخصية، والمهم هو الاختلاف التام بين الأدوار؛ لأنه أحياناً يكون العمل ككل دافعاً، أو الدور مغرياً ولم يسبق لي تقديمه، مما يمثل تحدياً جديداً لي فلا أستطيع أن أرفضه، حتى لو كان ذلك يُعدّ إجهاداً لي، لكن حين أقوم ببطولة مطلقة في مسلسل، أكون بمشاهده من البداية للنهاية، ولا بد أن أتفرّغ له تماماً».

وتُراهن عامر على أن مسلسلات الـ15 حلقة ستفرض نفسها على الإنتاج الدرامي، بعدما حققت نجاحات، خلال شهر رمضان، من خلال موضوعات متميزة طرحتها، واحتوت تكثيفاً درامياً أكبر.

ومن مقاعد المتفرجين ترى وفاء عامر تميز عدة مسلسلات، من بينها «تحت الوصاية» لمنى زكي، و«رشيد» لمحمد ممدوح وريهام عبد الغفور، و«حضرة العمدة» لروبي، و«جميلة» لريهام حجاج، وبالطبع «الكتيبة 101»، بوصفه أحد الأعمال الوطنية المتميزة، وفقاً لتعبيرها.

وبعيداً عن الأعمال الفنية التي تصورها، فإن الكاميرا ترافق وفاء عامر في كثير من مشاهد يومها، فقد اعتادت أن تبثّ فيديوهات عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا قضت إجازة لا بد أن تبثّ لقطات للمكان، وإذا زارت طبيباً ناجحاً تنقل لمتابعيها جانباً من زيارتها، وإذا ذهبت لمطعم شعبي، ووجدت طعامه مميزاً، وأسعاره في متناول الناس، فإنها تدعو جمهورها لتناول الطعام به، مؤكدة أنها تحب أن تشارك الجمهور الأماكن الجميلة، والناس المخلصين في عملهم.

ورغم توقف زوجها المنتج محمد فوزي عن الإنتاج منذ سنوات، فإنه يُعدّ صاحب الرأي الأول في كل الأعمال التي تقدمها، وأنتج فوزي أعمالاً فنية مهمة في السينما والتلفزيون، من بينها «عائلة ونيس»، و«الدالي»، و«الحرافيش»، و«ابن الأرندلي»، وتعبر عامر عن تطلعها لعودته إلى الإنتاج مجدداً: «أتمنى رجوعه للإنتاج، فهو صاحب تاريخ كبير وأعمال ناجحة، ويُعدّ مكسباً للإنتاج الدرامي، لا أقول ذلك لأنه زوجي، بل لأنها الحقيقة، وكل من عملوا معه من كبار النجوم وصغارهم يؤكدون ذلك، لكنه يريد ظروفاً معينة للإنتاج، وأنا شخصياً أتمنى أن أقرأ اسمه على تتر أحد المسلسلات الجديدة قريباً».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».