سمية بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «عيناك وطني» حلّقت معه في فضاء الغرب

تصف عملها الجديد بأنه «فعل صمود»

«عيناك وطني» جديد الفنانة سمية بعلبكي (سمية بعلبكي)
«عيناك وطني» جديد الفنانة سمية بعلبكي (سمية بعلبكي)
TT

سمية بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «عيناك وطني» حلّقت معه في فضاء الغرب

«عيناك وطني» جديد الفنانة سمية بعلبكي (سمية بعلبكي)
«عيناك وطني» جديد الفنانة سمية بعلبكي (سمية بعلبكي)

في عمل أوركسترالي ضخم تبلغ مدته نحو 7 دقائق تطل الفنانة سمية بعلبكي في عمل جديد. «عيناك وطني» هو عنوان القصيدة المغناة من ألحان الموسيقي اللبناني العالمي نشأت سلمان وتأليف والده الراحل أنور.

ويعد تجربة مختلفة تخوضها بعلبكي في مشوارها الفني، إذ تنتقل إلى نمط موسيقي يتجه بتوزيعه نحو الغرب، وهي التي اشتهرت بإتقانها الطرب الأصيل. واختير الشعر بفعل معرفتها الكبيرة بنصوص أنور سلمان. فهي سبق وغنت له أكثر من مرة ونالت عن أغنية من تأليفه «لا أريد اعتذاراً» جائزة الميكروفون الذهبي. القصة بدأت منذ نحو 3 سنوات عندما تواصل نشأت وسمية على «واتس أب» في فترة الجائحة. فهو موسيقي عالمي يستقر في سويسرا اشتهر بتعاونه مع فنانين أجانب. ولأن هناك علاقة وطيدة بينهما تعود إلى أيام الطفولة، سألها مرة عما إذا ترغب في غناء عمل موسيقي من تأليفه ومن كلمات والده.

سبق وأدت بعلبكي هذا العمل في مهرجانات بعلبك 2022

تقول بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «يومها طرح علي هذا السؤال بخجل، لأن الجائحة كانت منتشرة والأزمات في لبنان تتفاقم يومياً. كنت كغيري من اللبنانيين بحاجة إلى متنفس يزودنا بالأمل. وافقت على طلبه بسرعة لا سيما أنه من أصل لبناني ويرغب في أن يشكل هذا العمل تواصلاً بينه وبين جذوره. وكذلك ليكون بمثابة فعل دعم للبنانيين الصامدين في وطنهم».

يقول مطلع الأغنية «مهما يمر علي من حزن عيناك باقيتان لي وطني». وقد سبق وغنتها بعلبكي في «مهرجانات بعلبك» التي شاركت فيها العام الفائت. «أردت الانطلاق بها من على أدراج القلعة لتأخذ طابع لبنان الفن الأصيل. فمن هناك كان أهم النجوم اللبنانيين كفيروز والراحلين صباح ووديع الصافي يطلقون أعمالهم الجديدة، فيطبعونها بوجه بعلبك الحضاري والثقافي. مشاعر النوستالجيا لزمن لبنان الفن الجميل حلمت به وحققته من هناك».

صُورت الأغنية فيديو كليب وقعه المخرج عادل سرحان وتعرضه شاشة «إل بي آي»، وسُجّل بمشاركة أوركسترا تتألف من 60 عازفاً بين لوس أنجليس وبودابست وسويسرا. فيما استُعين بفريق كورال في بيروت بعيد الانتهاء من عملية الميكسينغ في العاصمة البريطانية لندن.

تصف بعلبكي هذه التجربة الفنية بالجديدة عليها. فالناس عرفتها بمجال الفن الطربي الأصيل. فهي المدرسة التي تربت عليها وسكنتها منذ الصغر، «ولكنها جاءت لتترجم واحدة من الأفكار النيرة التي تمزج ما بين الحداثة الغربية والأصالة العربية. هو واقع يشبهنا كلبنانيين وقد أشار إليه كثيرون من قبل كالرحابنة. فحلقت مع هذا العمل في فضاء فني لا يعرفني به كثيرون، يعتمد على توزيع أوركسترالي يغلب عليه الطابع الغربي. وأعتقد أنه كان يليق بصوتي تماماً كالشرقي، وأنا أحب هذا اللون».

تجربة أول مرة تنطبق أيضاً على الملحن نشأت سلمان لأنه من خلال «عيناك وطني» عبر إلى النمط الموسيقي الشرقي هو المشهور بموسيقاه الغربية. وتعلق بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الاثنان التقينا معاً على طريق جديدة علينا، وقدمنا العمل على المستوى المطلوب».

تصف سمية بعلبكي هذا العمل بأنه بمثابة تحد خاضته بحب من أجل إبراز صورة لبنان الفنية الريادية. «كنا نشعر في ظل الجائحة وتفاقم أزمات لبنان بأننا لن نعود إلى حياتنا الطبيعية. وراودتنا فكرة أن لبنان خسر صورته البهية. فجاء هذا العمل ليكون بارقة أمل نعيد معه مكانة الوطن الفني بامتياز. فالعمل هو صرخة حنين وحب يتوجه إلى الوطن والإنسان في عالمنا العربي. وعندما أغني (عيناك وطني) أحيي فيه كل صور الحب المتمثلة بعماراته وتراثه ونسائه ورجاله وجيل الغد. فجميعنا نؤلف هذا الوطن وعلينا إعادة حساباتنا ليولد الوطن الأفضل من جديد».

لقاء لبنان المهاجر والمقيم في هذا العمل يحوله إلى جسر تواصل متين بين الطرفين. وهو ما انعكس إيجاباً على سمية بعلبكي الفنانة الباحثة دائماً عن إبراز وجه لبنان الفني الراقي. «كنا في فترة فائتة لا سيما أثناء الجائحة، كنا نشعر وكأننا نعلن موتنا بصورة لا شعورية. فكان هناك شلل تام يخيم على مجتمعنا بكل وجوهه. ولكن هذه اليد التي امتدت لي من المهجر أعطتني الأمل. فنحن دائماً نحتاج إلى مؤازرة في أيامنا الصعبة. ونستسيغ تلك التي تأتينا من الخارج، فهي تشعرنا بأننا غير متروكين. وعندما اتصل بي الموسيقي العالمي نشأت سلمان، وجدتها فرصة للقيامة. فكانت بمثابة الدافع الذي حرك عندي روح الحياة. وترجمت ذلك في حفلاتي التي أقمتها في قلعة بعلبك ومن بعدها في كازينو لبنان».

وتختم بعلبكي لـ«الشرق الأوسط» بأن بحر لبنان الذي غنت له في هذه القصيدة الموسيقية يحمل معاني إنسانية ومنحى عاطفيا. فسفن المهاجرين من لبنان كثيرة ولم يسلم منها أي بيت.



مروة ناجي: سعيت للتمرد على الأغاني التراثية... لكنني تراجعت

الفنانة مروة ناجي أوضحت أنها صوّرت 4 أغنيات من ألبومها الجديد (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة مروة ناجي أوضحت أنها صوّرت 4 أغنيات من ألبومها الجديد (حسابها على {فيسبوك})
TT

مروة ناجي: سعيت للتمرد على الأغاني التراثية... لكنني تراجعت

الفنانة مروة ناجي أوضحت أنها صوّرت 4 أغنيات من ألبومها الجديد (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة مروة ناجي أوضحت أنها صوّرت 4 أغنيات من ألبومها الجديد (حسابها على {فيسبوك})

وصفت المطربة المصرية مروة ناجي تقديمها أغنيات «كوكب الشرق» أم كلثوم في حفلات عدة بأنه «شرف كبير ومسؤولية أكبر»، خصوصاً في الفترة الحالية بالتزامن مع الذكرى الخمسين لرحيل «كوكب الشرق» التي يتم إحياؤها خلال العام الحالي.

وأحيت مروة في مصر، أخيراً، حفلاً ضخماً قدمت خلاله أعمال «كوكب الشرق» وجرى خلال الحفل استخدام تقنية «الهولوغرام»، مع استعراض مراحل مختلفة من مشوار أم كلثوم الغنائي.

وقالت مروة ناجي في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إن الجزء الخاص بتقنية «الهولوغرام» سجَّلته كاملاً منذ عامين مع تقديم الحفل للمرة الأولى في السعودية ثم الكويت، مشيرة إلى أنها في هذه الفترة كانت تعيش مع «كوكب الشرق» وأغانيها وتشاهد الكثير عنها لكون الحفل لن يقدم بشكل تقليدي.

تؤكد أن الوقوف على المسرح لتقديم أغنيات أم كلثوم دائماً ما يمثل تجربة مختلفة بالنسبة لها (حسابها على {فيسبوك})

وأضافت: «المشروع يقدّم رحلة فنية ممتدة ترصد المراحل المختلفة في مسيرة أم كلثوم، من بداياتها مع محمد القصبجي، مروراً برياض السنباطي، ثم محمد عبد الوهاب، ووصولاً إلى بليغ حمدي، فكل مرحلة من تلك المراحل لها بصمتها الخاصة، ولها حالة صوتية وأدائية مختلفة تتطلب استحضارها بدقة على المسرح».

وقالت مروة إن «الوقوف على المسرح لتقديم أغنيات أم كلثوم دائماً ما يمثل تجربة مختلفة» بالنسبة لها حتى لو كانت قدمت هذه الأغاني من قبل، فهي تستعد لكل حفل بطريقة الغناء، وشكل الحضور، لافتة إلى أن «تكوين الصوت نفسه يتغير بتغيّر اللحظة، وكل حفل يحمل حالة فريدة لا يشبه غيره».

تقدم مروة ناجي في ألبومها مزيجاً متوازناً بين الدراما والإيقاع السريع (حسابها على {فيسبوك})

وأكدت أنها كانت تشعر بالخوف في البدايات من عدم وصول الإحساس الحقيقي للجمهور وسط التكنولوجيا الحديثة، لكنها أدركت أن الحضور لا يبحث فقط عن الصورة، بل عن الروح أيضاً، وأن الحفاظ على صدق الأداء هو ما يجعل التجربة مؤثرة وحقيقية.

وأشارت إلى أن ارتباطها الفني والوجداني بأم كلثوم بدأ مبكراً، عادَّةً أن أغنية «برضاك» من أكثر الأغاني التي ارتبطت بها وأصبحت جزءاً من صورتها مطربةً؛ لما فيها من قوة وصدق وتحدٍ في الأداء، لافتة إلى أن غناء تراث أم كلثوم يُشبه الدخول في حالة نفسية وفنية خاصة، لا تتكرّر مع فنانة أخرى.

وأكدت أن «الجمهور لا يزال يتعامل مع هذه الأغاني برهبة واحترام»، مشيرة إلى أن «الصورة الذهنية عن أم كلثوم بصفتها امرأة قوية تقف بثبات على المسرح، وتفرض حضورها وصوتها، تجعل كل من يقدم أغانيها، وأنا منهم، يلتزم بالوقفة نفسها والهيبة ذاتها، وهو جزء من إرثها، وليس فقط أغنياتها».

لمست ناجي في حفلات المغرب حالة عشق حقيقية لصوت أم كلثوم (حسابها على {فيسبوك})

وحول تعلقها العميق بأغاني التراث، قالت مروة: «أمرّ أحياناً بلحظات أشعر فيها برغبة في التمرد على الأغاني القديمة، لكنني أتراجع سريعاً؛ لأن هناك أشياء لا يمكن رفضها، ولا يجب الابتعاد عنها»، عادَّةً أن «تقديم التراث ليس مجرد أداء، بل هو مسؤولية تجاه الذاكرة الفنية والناس الذين ما زالوا يعيشون مع هذا الفن».

وأشارت إلى أنها شعرت بسعادة بالغة عندما رأت فنانين آخرين يقدمون أغاني أم كلثوم؛ لأن ذلك يؤكد على استمرار تأثيرها وخلودها، مؤكدة أن «أم كلثوم لا تزال تُغنى وتُعاش في كل العالم العربي، وما زال لها محبون يملأون القاعات حتى يومنا هذا، سواء من الأجيال القديمة أو الجديدة».

وأكدت أن جولة المغرب الغنائية الأخيرة التي أحيتها ضمن الذكرى الخمسين لرحيل أم كلثوم، كانت من أكثر المحطات التي أثّرت فيها فنياً وإنسانياً، مضيفة أن الجمهور المغربي استقبلها بحفاوة كبيرة، وكان يطلب أغنيات تراثية محددة، بل ويحفظها عن ظهر قلب؛ ما يؤكد أن هذا الإرث حي في قلوب الناس، حتى خارج حدود مصر، حسب تعبيرها.

وأشارت إلى أن «الحفلات في المغرب كانت كاملة العدد، ولمست فيها حالة عشق حقيقية لصوت أم كلثوم، لدرجة أنني شعرت بأنني أمام جمهور مصري يعرف أدق تفاصيل الأغاني، ويطلب مقدمات موسيقية، ويتفاعل مع كل جملة لحنية وكأنها تُغنى لأول مرة».

وحول جديدها الغنائي، قالت مروة ناجي إنها انتهت من تسجيل أغنيات أول ألبوم رسمي لها، بعد مسيرة طويلة من الحفلات الغنائية والمشاركات الفنية، لافتة إلى أنها اختارت جميع الأغاني بعناية، لتُعبّر عن شخصيتها الفنية، وتُقدّم مزيجاً متوازناً بين الدراما والإيقاع السريع، مشيرة إلى أن الألبوم سيتاح بشكل متدرج خلال الفترة المقبلة.

وأوضحت: «الألبوم يحتوي على 12 أغنية، تم تصوير 4 منها حتى الآن، وسأبدأ في طرحها بشكل منفرد، على فترات متقاربة، وأغنية الألبوم الرئيسة سيتم طرحها قريباً، وهي من كلمات أحمد المالكي، وألحان محمد حمدي، وتوزيع أحمد أمين، وأعدّها من أكثر الأغاني القريبة لقلبي».

اخترت جميع أغاني الألبوم بعناية لتُعبّر عن شخصيتي الفنية

وقالت إن لديها عدداً من الأغنيات الأخرى الجاهزة منذ فترة، لكنها كانت تؤجل طرحها بسبب ظروف السوق، وعدم الاستقرار الإنتاجي، مشيرة إلى أن «الأمور الآن بدأت تتضح، وهناك فريق عمل متكامل يدعمني في تقديم الألبوم بالشكل الذي أريده وبمضامين متنوعة في الموسيقي والكلمات لمعرفة الشكل الغنائي الذي يريد الجمهور رؤيتي فيه».

وحول طريقة قياس رد فعل الجمهور على الأغنيات، قالت المطربة المصرية إنها أصبحت تقيس نجاح أعمالها بشكل مختلف، فلم يعد الحكم مبنياً فقط على رأي المحيطين بها أو الحضور الجماهيري، بل أصبحت تتابع ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً من خلال مقاطع الفيديو القصيرة على «تيك توك»، وأرقام المشاهدات والتفاعل، عادَّةً أن هذا هو المعيار الجديد الذي لا يمكن تجاهله.

وقالت إن منصات «السوشيال ميديا» أصبحت مؤشراً حقيقياً لقياس رواج الأغنية وتعلق الجمهور بها، وهو ما تلمسه من متابعتها المستمرة لتعليقات الناس، مؤكدة أن آراءهم ساعدتها كثيراً في فهم ما ينتظره الجمهور منها، وكيف يمكنها تطوير اختياراتها الفنية.