الإعلام اللبناني الموروث أباً عن جد... أهو نقمة أم نعمة؟

ينتهي زمنها بخلافات عائلية أو بإفلاسات علنية

النقيب جوزيف القصيفي (الشرق الأوسط)
النقيب جوزيف القصيفي (الشرق الأوسط)
TT

الإعلام اللبناني الموروث أباً عن جد... أهو نقمة أم نعمة؟

النقيب جوزيف القصيفي (الشرق الأوسط)
النقيب جوزيف القصيفي (الشرق الأوسط)

يعود تاريخ الإعلام الموروث أباً عن جد في لبنان إلى منتصف القرن الـ19 الميلادي، وجرت العادة توريث هذه الحرفة، النابعة من حب صاحبها لها، إلى البنين والأحفاد... من جيل إلى آخر.

وصحيح أن من الصعوبة بمكان توريث «مهنة المتاعب»، لكونها تتطلّب عامل الشغف في ممارستها، ولكن، في بعض الأحيان، نجح الأجداد في توريث حتى هذه المشاعر إلى الأبناء.

لائحة المؤسسات الصحافية التي تحولت إلى «بيزنس» عائلي تتوارثه الأجيال في لبنان طويلة. وفي الغالب، كان مؤسسوها أدباء وشعراء ومفكرين، مارسوا الصحافة ضمن المؤسسة لتغدو منابر إعلامية يسوقون عبرها مبادئهم وأفكارهم السياسية.

من جهة ثانية، اعتاد أولاد أصحاب هذه المؤسسات معاونة آبائهم في مجالات مختلفة. فكانوا يساعدون في تحرير المواد وتدبيج المقالات والتسويق للصحيفة. وإذا ما قمنا بجولة سريعة على تلك المؤسسات، يستوقفنا مثال صحيفة «النهار» والدار التي تصدرها. أُسّست «النهار» على يد جبران تويني عام 1933. وتابع نشرها بعده ابنه غسان، الذي أورثها وهو لا يزال حياً، إلى ابنه جبران. ومن ثم، بعد اغتيال جبران في عملية تفجير طالت سيارته خلال عام 2005، تولت ابنتاه نايلة وميشيل إكمال مشواره.

عماد الخازن (الشرق الأوسط)

الخلافات العائلية والخسائر المادية

وكما «النهار» نذكر «دار الصياد» التي أسّسها سعيد فريحة عام 1943. وانتمت إلى هذه الدار بعض أشهر المطبوعات في لبنان حتى منتصف الألفية الثانية. وبعد وفاة المؤسس تولى أولاده إلهام وعصام وبسام إكمال مشوار والدهم. ولكن، بدءاً من أواخر عام 2018، توقفت معظم إصدارات الدار الورقية لأسباب مختلفة، وأرجعت الدار قرار إغلاقها بعد 75 سنة على تأسيسها إلى خسائر مالية، وعزوف الجيل الجديد في إكمال المشوار.

أيضاً، من المؤسسات الصحافية التي لاقت شهرة واسعة في لبنان لفترة غير قصيرة «دار ألف ليلة وليلة» التي أسّسها الأديب والصحافي كرم ملحم كرم في منتصف العشرينات. وبعده أكمل المشوار نجله نقيب المحررين الراحل ملحم كرم، الذي تُوفي عام 1995. ولكن خلافات عائلية حصلت بين أولاده أدت إلى إغلاق الدار.

ومثل آل كرم، برز آل مروة، مع تأسيس الناشر والصحافي الكبير كامل مروة جريدتَي «الحياة» (بالعربية) و«ديلي ستار» (بالإنجليزية)، وسمعان فرح سيف صاحب مطبوعة «الأحوال»، وأكمل مشواره لفترة أولاده وفي مقدمهم أنطوان. أما جريدة «الهدى» لصاحبها أحمد السبع، فتسلمها ابنه الصحافي والوزير الأسبق باسم السبع. وهنا، يتمحور السؤال الأهم حول التوريث الإعلامي... وهل يمكن لهذه المهنة أن تُورّث؟

ميشيل تويني (الشرق الأوسط)

يستحيل توريث الصحافة

يتمتع جوزيف القصيفي، نقيب محرري الصحافة اللبنانية، بتاريخ طويل مع المهنة؛ إذ عايش عدة عهود إعلامية في مؤسساتها. وكانت النتيجة خبرة متراكمة مع الصحافة تعزّزت بمرافقة أهم رجالها والتعرف إليهم عن قرب.

يرى النقيب القصيفي في لقاء مع «الشرق الأوسط»، بحزم، «أن مهنة الصحافة لا يمكن توريثها. وهذا الأمر يكون متاحاً فقط عند الأبناء الذين يملكون شغف آبائهم نفسه». ويضيف: «هناك أمثلة كثيرة عن أبناء صحافيين عمالقة رفضوا دخول عالم الصحافة، فلم يكملوا ما بدأه أسلافهم؛ لأنهم لا يكترثون لهذه المهنة. كذلك فإن المهنة تبدلت كثيراً مع الوقت، وتسبّب ذلك في تراجع كبير للصحف بطبعتها الورقية؛ مما اضطر أصحابها إلى إقفال أبوابها، تحت وطأة الخسائر المادية الكبيرة».

حالة «دار النهار»

قد تكون «دار النهار» من المؤسسات الإعلامية الوحيدة، الموروثة أباً عن جد، التي استطاعت إكمال مشوار مؤسسيها. فبعد اغتيال مديرها جبران تويني في عام 2005 تسلّمت ابنتاه نايلة وميشيل الدفة. وصارت نايلة بعد اغتيال والدها تعمل في إدارتها. أما ميشيل، التي ورثت حب الصحافة عن والدها جبران وجدها غسان، فتقدّم اليوم على شاشة تلفزيون «الجديد» برنامجها «بيت الشاعر»، وتستقبل فيه ضيوفها داخل منزل جدها الإعلامي والسياسي اللامع الراحل.

قد يعتقد البعض أن الإرث الإعلامي هو نوع من الـ«بيزنس» يخوضه الأبناء وفقاً لهذه الفكرة، كما يعدّه آخرون تجربة تستأهل منهم خوضها، لتنتهي عندما يملون منها. لكن نسبة أخرى تدافع عن إرثها وتعد أنه يسري في جيناتها منذ الولادة.

مبنى دار الصياد (الشرق الأوسط)

ليست «بيزنس»

ترفض ميشيل جبران تويني أن تعدّ انتماءها إلى عالم الصحافة أتى من باب الـ«بيزنس» العائلي. وتوضح لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «هذه المهنة لا يمكن عدّها كذلك، كونها لا توفّر الملايين لصاحبها، بل ممارسة الصحافة في رأيي لا تنبع إلا من شغف صاحبها. وأنا شخصياً، تأثرت بمسيرتي الراحلَيْن والدي جبران وجدي غسان من دون شك. لكنني كنت منذ صغري أحب الكتابة. كنت أمسك بقلمي وأعبر عن مشاعري، وأذكر عندما اغتيل والدي أقفلت باب غرفتي، ورحت أفرغ مشاعري الحزينة على الورق».

ميشيل تويني تؤكد أنها من خلال برنامجها اكتشفت مدى تأثر ضيوفها بأجواء عائلاتهم، «فالفنان كما الموسيقي والشاعر يرث حب هذه الفنون من أحد والديه». وتختم: «كنت أطرح على نفسي مرات ومرات السؤال حول المجال المهني الذي بإمكاني العمل فيه لولا قدَري الصحافي. وصرت أتأكد يوماً بعد يوم، أنني وُلدت من أجل ممارسة هذه المهنة. أنا أعدّها نعمة ورثتها عن عائلتي، واليوم أعيش أجمل لحظات حياتي المهنية من خلال تقديمي برنامجي التلفزيوني (بيت الشاعر)».

المرئي والمسموع والإرث

مثل حال الإعلام المكتوب، الإعلامان المرئي والمسموع. إذ يميل أصحاب مؤسساتهما إلى توريثها لأبنائهم وهم على قيد الحياة. ونختصر هذه النماذج بمحطات تلفزيونية محلية. فقناة «إم تي في» التي أسّسها غبريال المر ورثها عنه ابنه ميشال. وبعد خلافات عدة ودعاوى قضائية بينهما، ثبت الابن رئاسة مجلس إدارتها له. أما المؤسسة اللبنانية للإرسال «إل بي سي آي» فقد عمد رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر إلى تسليم قيادتها إلى ابنه جوي. ووضع تحسين خياط، صاحب تلفزيون «الجديد»، ابنته كرمى في واجهة المحطة.

وفي مجال الإعلام المسموع، يُعدّ عماد الخازن من أهم النماذج الناجحة فيه. فهو أكمل مشوار والده الراحل سيمون الخازن في إدارة إذاعة «صوت لبنان». وأصبح اسمها في عام 2020 «صوت كل لبنان»، وهي اليوم تابعة للشركة العصرية للإعلام.

«والدي لم يشجعني»

يدير عماد الخازن إذاعة «صوت كل لبنان» بنجاح رغم تحديات كثيرة واجهها في أثناء أزمات شهدها لبنان، وكان الإرث الإعلامي بالنسبة إليه نعمة حضّته على التطوير والتوسع.

رافق عماد والده الراحل سيمون لنحو 6 سنوات متتالية، وتعلّم منه الكثير ما صقل شغفه للإعلام. وعلى هذا يعلّق: «لطالما أحببت هذه المهنة ولا سيما المتعلقة بالمسموع. حاول والدي أكثر من مرة إقناعي بالابتعاد عنها، لكنني في أعماقي كنت أدرك مدى حبي لها. كان عليّ بعد رحيله إيجاد رؤية مستقبلية توفّر لي الاستمرارية، فاتجهت نحو التعاون مع الإذاعات الأجنبية. الإعلام المرئي تبدّلت ملامحه اليوم، كما أنه لا يُعد (بيزنس) مربحاً... فليس هناك من مؤسسة لا تواجه المشكلات، ولكن الأهم عندي المواجهة بإرادة صلبة».



كيف أظهرت حرب غزة مصطلحات «ملتبسة»؟

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)
TT

كيف أظهرت حرب غزة مصطلحات «ملتبسة»؟

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل (رويترز)

على امتداد أكثر من 16 شهراً منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، برزت مصطلحات عدة على السطح مثل «الجحيم» و«التطهير» و«خط أحمر» استخدمها سياسيون، وتداولتها وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، متصدرة العناوين الرئيسة رغم ما تحمله من معانٍ «ملتبسة». ودارت حرب مصطلحات بموازاة الحرب على الأرض، حاول كل طرف من خلالها فرض سرديته للأحداث.

الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية في القاهرة، رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «حرب غزة كانت فضاءً لصراع خطابات متعددة، ولكل خطاب منطقه وأهدافه وآليات تبريره». وأضاف أن «مفهوم الثأر كان من بين أهم المفاهيم والمصطلحات المسكوت عنها في الحرب الأخيرة».

وتابع شومان أن «إسرائيل، الشعب والحكومة، مارست الثأر بقوة وعنصرية، وبقوة تفوق هجوم 7 أكتوبر 2023»، مشيراً إلى أن «ممارسة الثأر، وهو فعل مارسته كل من الولايات المتحدة والدول الغربية أيضاً، تمثَّلت بتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ليصبحوا موضوعاً للقتل والتدمير، ويصبحوا كلهم حركة (حماس)».

شومان ذكر أن «الثأر كان المبرر غير المعلن للإبادة ولفكرة التهجير وللصمت الأميركي بشأن (حل الدولتين)... والثأر كان من سكان غزة، فمع أن السكان لم يهاجموا إسرائيل، فإنه استُخدم كآليةِ عنفٍ كي لا يجرؤ الفلسطينيون على تكرار الفعل».

نازحون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

«الثأر أيضاً كان مفهوماً أساسياً عند حركة (حماس)»، وفق شومان، إذ لحظ أن «الثأر عند الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، كان يعني شرعية نفي الآخر، وأن يكون الصراع مباراة صفرية... إما أن أكون أو لا أكون». ومن ثم شرح أن «فكرة التهجير هي امتداد للثأر والرغبة في نفي الآخر... وأن إسرائيل الحكومة ضحَّت بأرواح غالبية الأسرى من أجل ممارسة الثأر، وفي المقابل اختطفت (حماس) الإسرائيليين في إطار محاولتها للثأر من إسرائيل». وخلص إلى القول: «الثأر هو آلية نتنياهو للبقاء في الحكم... وآلية بقاء (حماس) في حكم غزة».

حقاً، سلطت حرب غزة الضوء على مصطلح «التهجير»، الذي جرى تداوله مع بداية الحرب، قبل أن يكتسب زخماً إضافياً عقب طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقترحه للسيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد تهجير سكانه، وهو ما قوبل برفض دولي وعربي واسع. وتزامناً مع انتشار مصطلح «التهجير»، بدأ الترويج لمفاهيم «ملتبسة» بشأنه عبر الحديث عن «التهجير الطوعي» بهدف جعله أكثر قبولاً لدى الرأي العام.

مصطلح آخر استُخدم بدلالات عدة، وفي مناسبات مختلفة طوال الحرب، هو «خط أحمر»، الذي استُخدم لتأكيد رفض التهجير. إذ قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 «التهجير خط أحمر. لم ولن نقبل أو نسمح به». وفي الشهر التالي، عدّت «هيئة الاستعلامات في مصر»، عبر إفادة رسمية، محور فيلادلفيا «خطاً أحمر ينضم إلى سابقه، الذي أعلنته مصر مراراً، وهو الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً إلى سيناء، وهو ما لن تسمح القاهرة لإسرائيل بتخطيه». ثم أُعيد استخدام تعبير «خط أحمر» مراراً، وبرز على السطح من جديد مع تصدر «مخطط التهجير» المشهد مرة أخرى.

تجمّع للنازحين في منطقة النصيرات بأمل العودة إلى منازلهم شمال القطاع (أ. ف. ب.)

في لقاء مع «الشرق الأوسط» أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف أحمد، إلى أن «واحداً من أبرز المصطلحات التي فرضتها حرب غزة، كان مصطلح (حيوانات بشرية)، الذي روّجت له دوائر إعلامية وسياسية إسرائيلية واستخدمته لوصف المنتمين لحركة (حماس)... ويعكس هذا المصطلح قمة العنصرية والتحيّز في النظر للمقاومة».

الدكتور أحمد تطرق إلى مصطلحات أخرى برزت على الساحة مثل «الإبادة الجماعية» و«التطهير العرقي»، لا سيما مع الدعوة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في هذا الصدد. ولفت أستاذ العلوم السياسية المصري إلى مصطلحات أخرى عدّها «دليلاً على مراوغة الجانب الإسرائيلي»، وأبرزها «المناطق الآمنة». ثم أوضح: «المناطق الآمنة من المفترض أنها مناطق يلجأ إليها المدنيون في وقت الحرب، لكن إسرائيل استخدمتها لاستهداف المدنيين، وكانت هناك وقائع لقتل مدنيين وهم في طريقهم إلى المناطق التي أعلنتها تل أبيب آمنة».

«أيضاً جاء مصطلح (الهدوء المستدام) بديلاً مراوغاً لمصطلح (وقف إطلاق النار)»، وفق أحمد، الذي أشار إلى أن «الهدوء المستدام لا يعني بالضرورة انعدام العمليات العسكرية من آن لآخر، وبالتالي، فهو مختلف عن وقف إطلاق النار».

وتابع الدكتور أحمد أن مصطلح «معلومات استخباراتية موثوقة» كان من المصطلحات التي جرى الترويج لها «لتبرير الأفعال الإسرائيلية، ولقد عمدت إسرائيل إلى استخدام هذا التعبير لتبرير معظم عملياتها ضد أهداف مدنية طوال حرب غزة، وكان مبرِّرها المزعوم معلومات استخباراتية موثوقة بوجود إرهابيين».

هذا، ورغم حجم الالتباس في المعاني الذي حمله كثير من المصطلحات المُتداولة إعلامياً إبان حرب غزة، رأى أحمد أن «إسرائيل سكّت مصطلحات وحاولت الترويج لها، لكنها لم تستطع إقناع الرأي العام العالمي بها»، مدلّلاً على ذلك «بموجة الاحتجاجات الداعمة لفلسطين التي شهدتها دول عدة حول العالم».

جدير بالملاحظة أن مصطلحات كـ«التطهير» و«الجحيم» كانت من بين المعاني «المُلتبسة» التي جرى تداولها إبان الحرب، بحسب مراقبين، لا سيما أنها وردت على لسان الرئيس ترمب الذي «هدَّد بجحيم في الشرق الأوسط ما لم يُطلَق سراح الأسرى قبل توليه مهام منصبه رئيساً للولايات المتحدة»، من دون أن يوضِّح ما هو الجحيم، وكيف سيحدث.

من جهة أخرى، في معرض كلام ترمب عن مشروعه لقطاع غزة، قدَّم مقترحاً لـ«تطهير» غزة، حسب تعبيره، داعياً مصر والأردن لاستقبال الفلسطينيين من القطاع من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، ليغدو «التطهير» مرادفاً لـ«التهجير».

في أي حال، «حرب المصطلحات» في القضية الفلسطينية ليست وليدة الحرب الأخيرة.

وللعلم، تاريخياً لعبت اللغة والمصطلحات دوراً كبيراً في «التحشيد الجماهيري»، حتى إن رئيس وزراء بريطانيا الأسبق وينستون تشرشل، وُصف بأنه «حشد اللغة الإنجليزية وأرسلها إلى الميدان»، إبان الحرب العالمية الثانية، تعقيباً على استخدامه الفصاحة اللغوية في إقناع المعارضة بدخول الحرب ضد ألمانيا.