«إندبندنت عربية» تحصد خامس جوائزها

الراشد: «SRMG» تسعى لأن تكون الرقم الأبرز والأصعب

احتفت «إندبندنت عربية» بخامس جوائزها في الذكرى الخامسة لتأسيسها (SRMG)
احتفت «إندبندنت عربية» بخامس جوائزها في الذكرى الخامسة لتأسيسها (SRMG)
TT

«إندبندنت عربية» تحصد خامس جوائزها

احتفت «إندبندنت عربية» بخامس جوائزها في الذكرى الخامسة لتأسيسها (SRMG)
احتفت «إندبندنت عربية» بخامس جوائزها في الذكرى الخامسة لتأسيسها (SRMG)

حصلت «إندبندنت عربية»، الأحد، على جائزة «التميز الإعلامي 2023»، مسار المادة الصحافية، خلال حفل أقامته وزارة الإعلام السعودية في العاصمة الرياض، لتمثّل خامس جوائز المنصة الرقمية بالتزامن مع الذكرى الخامسة لتأسيسها.

وتحتفي «جائزة التميز الإعلامي» بالأعمال الإعلامية الإبداعية في مختلف المناسبات والمجالات، وتكرم الشخصيات ذات البصمات والجهود النوعية، وتأتي الجائزة في نسختها الرابعة بالشراكة مع برنامج تنمية القدرات البشرية في السعودية.

وتصدر «إندبندنت عربية» من لندن، ولها فروع في عواصم عربية عدة، منها الرياض وبيروت والقاهرة، وشبكة مراسلين في أنحاء العالم، كما تعتمد المنصة الرقمية الرائدة على ترجمة محتوى صحيفة «إندبندنت» البريطانية الأم.

من جانبها، قالت جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، إن «الجائزة التي حصدتها (إندبندنت عربية) تمثل تتويجها لجهود وطاقات فريق العمل المبدع المتسلح بالشغف والجدارة في تحقيق تجارب حصرية تلبي رغبات المخاطبين من خلال تقديم محتوى غني يجمع بين الدقة المهنية وأحدث التقنيات المعتمدة في الإعلام الرقمي».

وأضافت الراشد: «منذ إعلان استراتيجية المجموعة الجديدة وإطلاقها قبل أربع سنوات شهدت منصات المجموعة المختلفة حضوراً لافتاً في المحافل العربية والدولية وحصدت جوائز متتالية»، مؤكدة: «سنعمل دوماً على ألا نكون الرقم الأبرز فحسب، بل الأصعب كذلك».

بدوره، أشاد عضوان الأحمري رئيس تحرير «إندبندنت عربية»، بالجهود الاستثنائية التي يبذلها فريق العمل من أجل مواكبة أحدث طرق عرض المحتوى الصحافي بأسلوب عصري وحديث.

وأشار إلى أن صفحة «المجهر» تجمع ما بين الإبداع في الكتابة للصورة بأسلوب شيق، وبين الانفراد في إنتاج رسوم متحركة (موشن غرافيك) والمؤثرات البصرية والسمعية المرافقة للمحتوى المكتوب لتقديم مواد فريدة من حيث الفكرة والتنفيذ.

وأضاف الأحمري: «صادف حصول فريقنا المميز على الجائزة الخامسة في الذكرى الخامسة لإطلاق المنصة التي ترسخت بقوة بين جمهور مخاطبيها، ما يدل على إصرارنا على مواصلة الإنجازات».

وأعرب عن اعتزازهم بـ«شهادة صناع المحتوى الصحافي بتميز فريقنا كل عام»، متابعاً: «هذا ما يزيدنا عزماً على مواصلة مسيرتنا في تقديم المعلومة والمحتوى طبقاً للمعايير العالمية المعمول بها».

من ناحيتها، قالت إيليانا داغر منتجة صفحة «المجهر» في «إندبندنت عربية»: «حصولنا على هذه الجائزة يزيدنا عزماً من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات والحرص على مواصلة مستوى المواد التي نقدمها في هذه الصفحة وتطويرها باستمرار، سواء من حيث الأفكار أو القيمة الخبرية والإبداعية في التنفيذ».

 

جوائز سابقة

فازت «إندبندنت عربية» عام 2022 بـ«جائزة الإعلام العربي» لأفضل منصة إخبارية عربية خلال الدورة الـ20 التي رعاها «نادي دبي للصحافة». كما حصدت جائزتين في «الصحافة العربية» عن «فئة الشباب» و«الصحافة الاقتصادية» عام 2021، ونال رئيس تحرير «إندبندنت عربية» عضوان الأحمري عام 2019 جائزة «المنتدى السعودي للإعلام» عن فئة الصحافة السياسية.



اليمين المتطرف يسترد مساحته في الإعلام أوروبياً وأميركياً

برلوسكوني... رائد هيمنة اليمين على الإعلام الأوروبي (رويترز)
برلوسكوني... رائد هيمنة اليمين على الإعلام الأوروبي (رويترز)
TT

اليمين المتطرف يسترد مساحته في الإعلام أوروبياً وأميركياً

برلوسكوني... رائد هيمنة اليمين على الإعلام الأوروبي (رويترز)
برلوسكوني... رائد هيمنة اليمين على الإعلام الأوروبي (رويترز)

منذ وصول الفاشيين إلى الحكم في إيطاليا مطالع القرن الفائت، وصعود النازية إلى السلطة في ألمانيا على أعتاب الحرب العالمية، لم تشهد الدول الغربية مثل هذا الاهتمام الذي توليه اليوم وسائل الإعلام بالموجة اليمينية المتطرفة والشعبوية، التي تنداح على امتداد القارة الأوروبية، وتضرب جذوراً في الأميركتين الشمالية والجنوبية.

الصحافة الإيطالية الليبرالية، وفي طليعتها «لا ريبوبليكا» و«لا ستامبا»، تخصّص كل يوم مساحات واسعة لظاهرة عودة اليمين المتطرف، الفاشي الجذور، إلى الحكم، ومحاولاته الدؤوبة للتمويه والتبرّج، بغية الظهور بحلّة الاعتدال ونفض الصورة التي لازمته طوال فترة حكمه السابقة، وكانت سبب حظره الدستوري بعد سقوطه.

وفي إسبانيا تفرد جريدة «الباييس»، وهي الأوسع تأثيراً في البلدان الناطقة بالإسبانية، منذ العام الماضي، باباً للتحقيقات والمقالات التحليلية التي تتناول نشاط اليمين المتطرف بعد دخوله بقوة إلى البرلمان، ومشاركته في عدد من الحكومات الإقليمية، للمرة الأولى، منذ سقوط ديكتاتورية الجنرال فرانشيسكو فرنكو.

أيضاً مجلة «التايم» الأميركية تحذّر منذ أشهر، مع «الإيكونوميست» البريطانية، من أن خطر الصعود اليميني المتطرف والأحزاب القومية على الديمقراطيات الغربية بات مُحدقاً وحقيقياً. والوسائل المتخصصة في التحليلات السياسية العميقة مثل «بوليتيكو» و«فورين بوليسي» تخشى، بدورها، ما تعدّه تداعيات كارثية على الحريات والنظام الديمقراطي في حال استمرار صعود الظاهرة اليمينية المتطرفة ورسوخها في الدول الغربية.

أما صحيفة «لوموند» الفرنسية الرصينة فهي لم تنفكّ منذ سنوات عن التحذير من مخاطر وصول اليمين المتطرف إلى الحكم، وتدعو في افتتاحياتها ومقالاتها التحليلية إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي الفرنسي، لتحصينه ضد ما سمّته «الخطر الداهم» على القيم والمبادئ الجمهورية.

الصفحة الأولى من "إل باييس" الإسبانية (إل باييس)

ملكية المؤسسات الإعلامية

لكن في حين تتوافق غالبية وسائل الإعلام الغربية الكبرى على هذه التحذيرات، يُلاحظ أن معظمها قد أصبحت بيد حفنة من المؤسسات الاقتصادية والمالية المعروفة بميولها المحافظة، وجنوحها التقليدي نحو دعم القوى السياسية والاجتماعية المتشددة. والمعروف أن هذه المؤسسات، وامتداداتها المتشعّبة، لعبت دوراً بارزاً في إخماد نشاط الأحزاب والقوى التقدمية واليسارية والليبرالية وأسهمت في انحسارها، لا بل في انهيارها كلياً في بعض الحالات.

وحقاً، كثيرة هي أصابع الاتهام التي تشير إلى دور المؤسسات الإعلامية الكبرى، ومسـؤوليتها عن صعود الحركات اليمينية والشعبوية. وهناك مثال واضح يتجسّد في الدور الأساسي الذي لعبته القنوات التلفزيونية والصحف التي كان يملكها رئيس الوزراء الإيطالي الثري الراحل سيلفيو برلوسكوني في نزوله إلى المعترك السياسي، وصعوده فيه، ثم وصوله إلى الحكم ثلاث مرات.

لقد شهدت الديمقراطيات الغربية منذ مطلع هذا القرن تحولاً ملحوظاً في المشهد الإعلامي، كانت له تداعيات عميقة على النقاش السياسي العام؛ إذ أحدث هذا التحوّل خللاً في توازن حرية التعبير جاء لمصلحة التطرف والاستقطاب الحاد، وباتت النظم الديمقراطية تشهد أزمات قوّضت كثيراً من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها: التشكيك في نتائج الانتخابات، ورفض الموضوعية في وسائل الإعلام، والتعاطي مع الخصوم السياسيين بوصفهم أعداء، فضلاً عن إباحة العنف السياسي الذي غدا من السمات الرئيسية للحملات الانتخابية والنقاش العام. بمعنى آخر، صار جوهر النظام الديمقراطي، الذي يقوم على حرية التعبير، بصفته مدخلاً للحوار والنقاش المفضي إلى قرارات تقبل بها الأقلية والغالبية؛ موضع تشكيك وجدل في معظم الحالات.

شعار منصة (ٕكس) فوق أحد مقراتها في سان فرانسيسكو (رويترز)

منصّات التواصلهذا الواقع الجديد، مشفوعاً بالحضور الواسع والمتعاظم لوسائل التواصل، حرم المنظومة الإعلامية من أن تلعب أحد أدوارها الأساسية بصفتها منتدى للمناظرة ومناقشة المقترحات بأسلوب موثوق يعكس تعدد الآراء ويحترمها. وكان لمنصات التواصل دور فاعل جداً في تشكيل معارك المشهد السياسي الجديد، خصوصاً في ظهور القوى الشعبوية المتطرّفة المناهضة للنظام القائم، حتى إن بعضها، مثل «النجوم الخمس» في إيطاليا أو «فوكس» في إسبانيا، نشأ حصراً على هذه المنصات التي ما زالت تشكّل قاعدة نشاطها الأساسية.

أيضاً، كان الصراع الجيوسياسي العالمي المحتدم منذ سنوات من العوامل البارزة التي ساعدت على صعود الحركات والقوى الشعبوية واليمينية المتطرفة، وتالياً زيادة الاستقطاب في المشهد السياسي الأوروبي. فروسيا الاتحادية سخّرت إمكانات ضخمة لدعم الأحزاب التي تعارض توسيع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في اتجاه البلدان المجاورة التي كانت ضمن دائرة نفوذ موسكو في السابق، كما دعّمت القوى التي ترفض مواصلة تقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا.

والصين، من جهتها، تستخدم منذ سنوات أساليب متعددة للتأثير في المشهد الإعلامي الغربي ومحاولة التغلغل فيه، مثل نشر مواد إعلامية تدعم مواقفها وسياساتها في بعض الوسائل الكبرى، واللجوء إلى التهديد غير المباشر -عن طريق الضغط الاقتصادي- ضد الوسائل التي تنشر مواد تنتقد سياسة بكين، وتنشط في المضايقة «السيبرانية» عبر حسابات مزوّرة على منصّات التواصل الاجتماعي وحملات تضليلية منتظمة.

ولقد تنبّه الاتحاد الأوروبي أخيراً إلى تعاظم هذا التدخّل الروسي والصيني، ومخاطر تأثيره في المشهدين الإعلامي والسياسي. وهو في صدد إنجاز اقتراح جديد لتنظيم القطاع الإعلامي؛ بهدف تحصينه ضد هذا التدخل... الذي تفيد آخر التقارير بأنه بلغ في الأشهر الأخيرة مستويات مقلقة جداً من حيث تأثيره في كثير من العمليات الانتخابية في بلدان الاتحاد.