شخصيات في مسيرة الإعلام السوري

شعار "السويداء 24
شعار "السويداء 24
TT

شخصيات في مسيرة الإعلام السوري

شعار "السويداء 24
شعار "السويداء 24

شخصيات في مسيرة الإعلام السوري لندن: «الشرق الأوسط» في مسيرة الإعلام السوري، تبرز 3 شخصيات لعبت أدواراً بارزة على المستوى الدولي والمستوى العربي والمستوى المحلي في جنوب سوريا. الشخصية الأولى هي رزق الله حسّون (1825 - 1880)، وهو كاتب وشاعر وصحافي وأديب وخطاط من أصل أرمني من مواليد حلب، أسّس «مرآة الأحوال» في آستانة (إسطنبول حالياً) وهي أول صحيفة غير حكومية باللغة العربية في تاريخ الصحافة العربية. بعد التأسيس، انتقل حسون بصحيفته إلى العاصمة البريطانية لندن حيث توفي. وكان هذا الرائد الفذ يجيد إجادة تامة اللغات الأرمنية (لغته الأم) والعربية والتركية والإنجليزية والفرنسية والروسية. أما الشخصية الثانية، فهي نجيب عربيلي (1863 - 1904)، المثقف والكاتب والدبلوماسي الدمشقي المولد، الذي أسّس ومعه شقيقه إبراهيم، عام 1892 في مدينة نيويورك «كوكب أميركا» التي كانت أول صحيفة عربية في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية واستمرت حتى 1907. وكان عربيلي قد عيّن عام 1885 قنصلاً للولايات المتحدة في القدس. وأما على المستوى المحلي في الجنوب السوري، فتبرز الشخصية الثالثة، وهي نجيب حرب (1909 - 1974)، الذي أسس عام صحيفة «الجبل» أولى صحف جبل العرب (محافظة السويداء اليوم). ولد حرب في بلدة غريفة بقضاء الشوف في جبل لبنان، إلا أن عائلته نزحت إلى سوريا إبان الحرب العالمية الأولى وسكنت جبل العرب. وفي عام 1931، أسس مكتب الصحافة العربية في مدينة السويداء، فكان بذلك أول من مارس الصحافة في محافظة السويداء. ومما يعرف من سيرة حرب الذاتية، وهو الشغوف بالسياسة والناشط في الكتلة الوطنية السورية وقد تعرض للاعتقال السياسي غير مرة، أنه راسل عدداً من الصحف اللبنانية والسورية والمهجرية وكتب لبعض الصحف الدمشقية. ثم في عام 1942، أصدر مع شقيقه نعمان صحيفة «الجبل» في السويداء، وهي صحيفة يومية سياسية مصوّرة، وكان هو صاحبها ومديرها المسؤول، واستمرت حتى عام 1958، وقد أصدر منها نحو 3 آلاف عدد. ما يستحق الذكر أن حرب نقل مكاتب صحيفته لاحقاً إلى العاصمة السورية، حيث أخذت تصدر منذ عام 1947. ولقد توقفت مؤقتاً عن الصدور مرتين إبان فترة الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا خلال عام 1949، وذلك قبل أن تستأنف الصدور، ويتولى التحرير فيها سلمان فارس جابر لنحو 16 سنة. وفي عام 1961، عيّن رئيساً لدائرة المغتربين في وزارة الإعلام السوري. ولقد توفي حرب في دمشق عام 1974 ودفن في بلدته المجيمر القريبة من السويداء بغرب المحافظة.



كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟
TT

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

تزامناً مع انتشار الصراعات والأزمات والأحداث السياسية، تزايدت الشكاوى من حذف منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة «تعارضها مع أو انتهاكها لمعايير النشر على تلك المنصات»، الأمر الذي جدّد الجدل حيال مدى تأثر المواقع الإخبارية بقيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي، وكيف يتفادى الناشرون الخوارزميات لعدم حذف تقاريرهم عن النزاعات والحروب.

وحقاً، طوال السنة تصاعدت شكاوى ناشرين وصُناع محتوى من القيود المفروضة على نشر المحتوى السياسي، لا سيما في فترات الأحداث الكبرى خلال «حرب غزة»، من بينها أخيراً قتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، ولقد شكا صحافيون ومنصات إخبارية من «حذف» منشوراتهم و«تقييد» صفحاتهم بسبب نشرهم محتوى عن مقتل السنوار. خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أكدوا أن منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تلك التابعة لشركة «ميتا»، زادت من قيودها على نشر المحتوى السياسي، واقترحوا وسائل عدة للالتفاف حول تلك القيود: أبرزها الالتزام بالمعايير المهنية، وبناء استراتيجيات جديدة للترويج للمحتوى لا تعتمد بشكل كلي على وسائل التواصل الاجتماعي.

الدكتورة مي عبد الغني، أستاذة الإعلام في جامعة بنغازي والباحثة في الإعلام الرقمي، أرجعت استمرار منصات التواصل الاجتماعي في حذف بعض المنشورات والحسابات إلى «تعارض تلك المنشورات مع المصالح السياسية للشركات المالكة للمنصات». وأردفت أن «تحكم المنصات في المحتوى المنشور يزداد في أوقات الحروب والأزمات وفترات التوتر العالمي، على غرار الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة في غزة».

وأوضحت مي عبد الغني أنه «على مدار العام الماضي تعرض المحتوى العربي لأشكال عدة من التقييد ومنع وصول المحتوى وإيقاف البث المباشر، وحذف وحظر المنشورات وحتى إيقاف الحسابات... من الطبيعي أن ينعكس ذلك على حسابات المواقع الإخبارية العربية، لكونها معنية بنقل ما يحدث في المنطقة من زاوية قد تتعارض مع مصالح وتوجهات الجهات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي».

لمواجهة هذه القيود اقترحت الباحثة والأكاديمية «استخدام أساليب عدة من بينها تقطيع الكلمات، أو استخدام أحرف لاتينية في الكتابة أو صور، مع محاولة اختيار الألفاظ بشكل دقيق للتحايل على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي».

في المقابل، يرى الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، أن «كُل طُرق التحايل لتفادي قيود منصات التواصل على نشر المحتوى، ليست إلا حلولاً مؤقتة... وهذه الطرق عادةً ما تُكتَشف بعد فترة، ما يجعلها عديمة الفاعلية في منع الحذف».

وأضاف البرماوي: «على المواقع الإخبارية أن تبني استراتيجيتها الترويجية بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي بحيث تكون لها وسائلها الخاصة للترويج، مهما تطلب ذلك من وقت ومجهود». ولذا اقترح أن «تلجأ المواقع الإخبارية إلى تنويع حساباتها على المنصات، بعمل حسابات مختلفة للأخبار والمنوعات والرياضة، إضافة إلى ممارسة الضغط على وسائل التواصل الاجتماعي لتقليل القيود المفروضة على نشر المحتوى الإخباري».

ويوضح محمد فتحي، الصحافي المتخصّص في الإعلام الرقمي، أنه منذ بدء «حرب غزة» أدخلت منصات التواصل الاجتماعي سياسات وقيوداً تؤثر على ظهور المحتوى المتعلق بالحرب، وهو ما «عرّض تلك المنصات لانتقادات عدة واتهامات بالتضليل».

وأكد فتحي أنه «إذا أراد الناشر الاستفادة من المنصات، فيجب عليه مراعاة معاييرها وسياستها... بينما على ناشري المحتوى الموازنة بين المنصات المختلفة، فلكل منصة سياسة خاصة بها، وما يصلح للنشر على (يوتيوب) قد لا يناسب (فيسبوك)». واختتم بالتشديد على «ضرورة مراعاة المعايير المهنية وتدقيق المعلومات عند النشر كوسيلة لتفادي الحذف... فالالتزام بالمهنية غالباً ما يكون الحل الأمثل لمواجهة أي قيود».