كيف تستفيد الصحف من زيادة متابعة الأخبار على «إنستغرام»؟

كيف تستفيد الصحف من زيادة متابعة الأخبار على «إنستغرام»؟
TT

كيف تستفيد الصحف من زيادة متابعة الأخبار على «إنستغرام»؟

كيف تستفيد الصحف من زيادة متابعة الأخبار على «إنستغرام»؟

في تحركات رُصدت أخيراً، تتجه المؤسسات الصحافية والإعلامية إلى تعزيز مكانتها على «إنستغرام» الذي ظل لسنوات منصة شخصية، متابعوها غير معنيين بالأخبار. غير أن ناشرين بارزين على شاكلة «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) لاقت حساباتهم نمواً ملحوظاً على مدار العامين الماضيين، ما يثير تساؤلات حول إمكانية تعزيز الخدمات الإخبارية على المنصة، إلى حد وصفه أحد المراقبين الخبراء بـ«واجهة جديدة للأخبار، من شأنها تقديم بدائل للمؤسسات الصحافية والإعلامية، بسبب تراجع التفاعل مع الأخبار على (فيسبوك) و(تويتر)».

لقد رصد تقرير أجرته مؤسسة «بريس غازيت» البريطانية خلال الفترة من 2021 إلى 2023 عن 50 ناشراً، نمو متابعي الخدمات الإخبارية على منصة «إنستغرام» إلى نحو الضعفين. وحدد التقرير «بي بي سي» بأنها الأكثر متابعة بنحو 26 مليون متابع، بينما حظي موقع «هيلث لاين» الأميركي بلقب الأكثر نمواً، بعدما نجح في استقطاب أكثر من مليون متابع في غضون سنتين.

وتضمن التقرير ناشرين بارزين، مثل: «الواشنطن بوست»، و«يو إس توداي»، و«بلومبرغ»، و«بيزنس إنسايدر»، و«سكاي نيوز»، وغيرهم، وجميعهم سجلت حساباتهم على «إنستغرام» نمواً خلال عامي البحث؛ لكن بنسب متفاوتة لها دلالات يراها خبراء واعدة.

وشمل التقرير كذلك منصة الفيديوهات القصيرة «تيك توك» التي أشار إلى تحقيق الناشرين نمواً أيضاً على صفحتها، غير أنه وصف ذلك الأمر بـ«غير المفاجئ»، باعتبارها منصة لا تزال حديثة، وتتجه نحو استقطاب المؤسسات والأفراد.

هذا، ووضعت توصيات التقرير «إنستغرام» بالنسبة لصُناع الأخبار «هدفاً»، ودعت لـ«إجراء المزيد لتعزيز وجود صُناع الأخبار على المنصة».

هاني سيمو، خبير المشروعات الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يرى أن نمو صفحات الأخبار على «إنستغرام» وغيرها من المنصات، يعود لأسباب، أبرزها «ميل الأجيال الجديدة (Z وألفا) إلى البعد عن الاستخدام المباشر للمواقع الإخبارية، ومحركات البحث التقليدية، وهو ما انعكس على زيادة دور المنصات الاجتماعية، مثل (إنستغرام)، و(تيك توك)، و(يوتيوب)، و(فيسبوك) في حصولهم على مستجدات الأخبار».

وأضاف سيمو لـ«الشرق الأوسط» أن «نمو المتابعين لصفحات الخدمات الإخبارية يعد مكسباً»؛ غير أنه يشير إلى أن «استهلاك المحتوى الإخباري على المنصات الاجتماعية في معظم الأحيان، يكون مبنياً على ترشيحات خوارزميات المنصات للمستخدم، ونادراً ما نلاحظ قيام المستخدم بزيارة مباشرة لحساب المنصة الإخبارية للاطلاع على ما هو جديد لديها».

تفوق على «تيك توك»

وحقاً، أشار تقرير «بريس غازيت» إلى أن «العلامات التجارية الإخبارية الخمسين قيد البحث التي تحظى بأكبر عدد من المتابعين على (إنستغرام)، قٌدر عدد متابعيها إجمالاً ودون تكرار بـ196.7 مليون متابع، مقارنة بـ52.2 مليون حظيت بهم أكبر 50 علامة إخبارية على (تيك توك) في وقت سابق من هذا العام». ولفت إلى أن «المنصتين مفضلتان من قبل الجماهير الأصغر سناً، إذ ما يقرب من 70 في المائة من قاعدة مستخدمي (إنستغرام) تقل أعمارهم عن 34 سنة». وهنا أرجع مراقبون اهتمام جمهور «إنستغرام» بالأخبار إلى تراجع «فيسبوك» عن دعم الأخبار، مع العلم بأن المنصتين تملكهما شركة واحدة هي «ميتا». وكذلك إلى ارتباك «تويتر» منذ نقل ملكية المنصة إلى إيلون ماسك. وبالتالي، كل هذا صب في صالح الخدمة الإخبارية على منصة الصور الأبرز، أي «إنستغرام».

من جانبه، يرى سيمو أن «وجود ناشري الأخبار على جميع المنصات الاجتماعية أمر حيوي راهناً». ويشرح بأن «منصات التواصل تضمن للمؤسسات الإخبارية أن تبقى قريبة من جمهورها، كما تنوع خياراتها الربحية». ثم يضيف: «يجب أن يرافق وجود المؤسسات الإخبارية على الشبكات الاجتماعية استراتيجية خاصة لكل منصة، تُصاغ تفاصيلها بشكل يقدم محتوى ينسجم مع خصوصية كل منصة؛ سواء بالشكل أو المضمون، بحيث تلبي توقعات الجمهور عند استخدامه للمنصة».

هذا، وعلى الرغم من أن «إنستغرام» بدأ في عام 2010 بوصفه تطبيقاً لمشاركة الصور، فإنه تبنى أخيراً الفيديو للمنافسة مع «تيك توك» و«يوتيوب». وخلال عام 2020 قدمت الشركة «إنستغرام ريلز»، وهي خدمة لها تقنيات التصوير (الفيديو الرأسي) نفسها التي اتبعها «تيك توك» والذي تبناه الناشرون لاحقاً مثل «ريتش» و«آي تي في نيوز».

هذا، ويضع سيمو تعزيز الأخبار على «إنستغرام» في المرحلة المقبلة «رهن التطوير في الشكل والمضمون». ويتابع: «يتجه الناشرون إلى تقديم محتوى قائم على معايير المنصة؛ بل ومخصص وفق المواصفات الفنية الخاصة بها، من حيث المدة والأبعاد، ويجري اختيار المحتوى بدقة بما ينسجم مع اهتمامات الجمهور ونمط استهلاكهم للمحتوى على كل منصة». لكن سيمو يرى أن «التحدي الحقيقي لناشري الأخبار على (إنستغرام) يتلخص في القدرة على تقديم المعلومة الكاملة من خلال المساحة المحددة التي تتيحها الصورة أو مدة الفيديو»، ويردف بأن «هذه المساحة المحدودة لعدد الكلمات ومدة الفيديو هي إحدى تفضيلات المستخدم على (إنستغرام)... فالمستخدم بالأساس يدخل عالم (إنستغرام) لأنه في توقيت استخدامه للتطبيق لا يريد قراءة نصوص، ومشاهدة فيديوهات مطولة، ما يشير إلى أهمية معايير التكثيف والدقة».

استراتيجية تعدد الحسابات

عودة إلى تقرير «بريس غازيت»، فإنه أشار إلى أن الناشرين الأكثر حضوراً على «إنستغرام» اتبعوا استراتيجية تعزيز خدماتهم الإخبارية بتدشين أكثر من حساب، لكل منهم لغته وربما محتواه. وهذا ما عدَّه خبراء مؤشراً لاستراتيجية مستقبلية تتجه نحو تعزيز الحضور على منصة «إنستغرام» أملاً في تفادي تبعات أزمة التفاعل على «فيسبوك».

من جهة أخرى، يرى أحمد عبد الله، المتخصص في التسويق الإلكتروني عبر صفحات التواصل الاجتماعي في وكالة «وندرمان تومبسون» الأميركية (ومقرها نيويورك) خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن «نمو صفحات الخدمات الإخبارية يعود إلى انتباه الناشرين بالأساس إلى أهمية تقديم قوالب غير نمطية من الخبر، على شاكلة (الفيديو غراف) و(الريلز)». ويتابع القول بأن ثمة سبباً آخر يتعلق بـ«فيسبوك»، ذلك أنه «خلال الفترة الماضية تلاعب (فيسبوك) بمستويات الوصول (الريتش) إلى صفحات الأخبار، وعمل على خفضها على نحو ملحوظ؛ إلا في حالة دعمها بإعلانات مدفوعة، كل هذا صب في اتجاه عزوف الناشرين والبحث عن البديل الذي تحقق في (إنستغرام)».

وفي معرض شرح مشهد الإعلام الرقمي وعلاقة الناشرين بمنصات التواصل، قال عبد الله: «هناك 3 أطراف، هم: الناشرون، والمنصات، والجمهور، تربطهم علاقة تكاملية لا يتحكم فيها طرف واحد فقط... بينما منصات التواصل بشكل عام تقوم على التجربة، والتي ربما تختلف حسب المرحلة والتطورات اللحظية. ومن ثم، على الناشرين أن يطوّروا أدوات التكيف لدى الصحافيين ليكون الهدف تقديم المعلومة، على النحو الذي يضمن وصولها للجمهور الذي بات يبحث عن الأسهل والأكثر متعة»، غير أن عبد الله، في مقارنته، عدَّ الجمهور هو «الكفة الأرجح واللاعب الأبرز».

أرباح محدودة

ومن جهة ثانية، رغم الصعود الذي حققته الخدمات الإخبارية على «إنستغرام»، فإن «الأرباح لا تزال محدودة»، هكذا يرى عبد الله. ويوضح: «يُمكن للصحف أن تحقق أرباحاً من (إنستغرام) وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي؛ لكنها لا تضمن الركيزة الأساسية في الدخل، لا سيما مع تطوير معايير الربحية بوتيرة سريعة».

وما تجدر الإشارة إليه، أنه قبل 5 سنوات، كانت الصحف بالكاد تستخدم «إنستغرام»، غير أن السنوات الأخيرة شهدت «انتقالاً فعالاً»، وفقاً لتقرير «رويترز» للأخبار الرقمية لعام 2023، الذي يشير إلى أن «إنستغرام» بات الآن ثاني أسرع منصة للأخبار نمواً، والشبكة الاجتماعية الأكثر استخداماً بين 18 و24 سنة بشكل عام في 12 سوقاً إخبارية رئيسة.

وبالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة استقصائية، أجراها معهد «رويترز» لدراسة الصحافة في وقت سابق من هذا العام، وشملت أكثر من 300 من قادة المؤسسات الإخبارية حول العالم، أن «المؤسسات تخطط لتكثيف جهودها على (إنستغرام) أكثر من أي منصة أخرى، باستثناء (تيك توك) التي لا تزال المنصة الواعدة».


مقالات ذات صلة

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق للحبّ أشكال عدّة (أ.ب)

سنجاب مشهور على «إنستغرام» في قبضة شرطة نيويورك

شكاوى مجهولة عدّة حول «بينوت» جلبت ما لا يقل عن 6 ضباط من «وكالة حماية البيئة» إلى منزل لونغو بالقرب من حدود بنسلفانيا في مدينة باين الريفية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم «قانون السلامة عبر الإنترنت» من شأنه أن ينهي عصر التنظيم الذاتي لوسائل التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

قوانين أوروبية جديدة لمواجهة المحتوى الضار عبر الشبكات الاجتماعية

نشرت آيرلندا، الاثنين، قواعد ملزمة تهدف لحماية مستخدمي منصات مشاركة الفيديو بالاتحاد الأوروبي؛ بما فيها «إكس» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك» من المحتوى الضار.

يوميات الشرق لقطة من فيديو تُظهر الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج (إنستغرام)

الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا (فيديو)

أظهر مقطع فيديو جديد قيام الأمير البريطاني هاري بممارسة رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تطرد موظفين استخدموا قسائم الوجبات المجانية لشراء سلع منزلية

ذكرت تقارير أن شركة «ميتا»، مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام»، طردت نحو 24 موظفاً في مكاتبها في لوس أنجليس لاستخدامهم رصيد وجبات بقيمة 25 دولاراً لشراء سلع أخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».