هل تجيب الانطلاقة المليونية لـ«ثريدز» على سؤال ماسك؟

«مبارزة الملاكمة» بين مالك «تويتر» وزوكربيرغ تتجسد افتراضياً

هل تجيب الانطلاقة المليونية لـ«ثريدز» على سؤال ماسك؟
TT

هل تجيب الانطلاقة المليونية لـ«ثريدز» على سؤال ماسك؟

هل تجيب الانطلاقة المليونية لـ«ثريدز» على سؤال ماسك؟

مارك زوكربيرغ

بعد إطلاق شركة «ميتا» تطبيق «ثريدز»، المنافس المباشر، الذي يمكنه تهديد «تويتر»، سيكون من الصعب على إيلون ماسك، ألّا يلوم سوى نفسه.

قبل سنة، سأل ماسك: «هل تويتر يموت؟». وبعد ذلك قام بخطوة، لم يجد لها محللو وسائل التواصل الاجتماعي وراصدوها، حتى الآن، تفسيراً مقنعاً عن دوافعه للاستحواذ على هذا التطبيق المثير للجدل. إلا أن الانطلاقة الصاروخية لتطبيق «ثريدز»، قد تُقدم إجابة عن سؤال ماسك أعلاه، في أعقاب «الفوضى» التي أحدثها بنفسه على «تويتر».

الجدل المستمر لم ينتهِ بعد عن أهداف ماسك، رائد صناعة السيارات الكهربائية، وصواريخ الفضاء، وكوكبته من الأقمار الاصطناعية؛ لنقل خدمات الإنترنت، عبر امتلاكه «تويتر». ولعل مبلغ الـ44 مليار دولار أميركي، الذي دفعه الرجل، لا يعادله من حيث ضخامة دلالات السطوة، التي باتت تمتلكها وسائل التواصل الاجتماعي، سوى الرقم الخيالي الذي سجله تطبيق «ثريدز» لعدد المشتركين، والذي فاق 30 مليون مشترك خلال أقل من 24 ساعة. ولم تنمُ قاعدة مستخدمي المنصة الجديدة بسرعة فحسب، بل واجتذبت أيضاً نجوم وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير والساسة الذين لديهم القدرة على توليد هذا النوع من الضجيج، الذي لا يمكن إلا أن تحلم به غالبية الشركات الناشئة.

مبارزة حقيقية «افتراضياً»

قلة من الناس كانوا يعلمون أن «مبارزة الملاكمة» التي شاع خبرها بين مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» (مالكة «ثريدز» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب»)، وإيلون ماسك ستكون حقيقية... لكن في «العالم الافتراضي».

وفي سياق الجدل الدائر حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في الإعلام، وفي التأثير في الانتخابات الأميركية، والقلق من استخدامها لنشر معلومات مضللة والتلاعب بالرأي العام، ادّعى ماسك بشكل مُبهَم، أن استحواذه على «تويتر» هدفُ إلى «الحد من سيطرة الليبراليين» على تلك الوسائل. لكن عديداً من المعلقين يقولون إن هذا الادعاء ليس أكثر من مجرد غطاء لتعزيز أرقام مستخدمي التطبيق. وفي المقابل، فإن زعم زوكربيرغ بأن شركته «مساحة للحرية» ادعاء كاذب هو الآخر في سياق «الحرب التجارية» المندلعة بين عمالقة التكنولوجيا، الذين باتوا يهيمنون على صناعة المحتوى الإعلامي نفسه.

جولة لصالح زوكربيرغ

بالنسبة إلى زوكربيرغ، كان الانطلاق الصاروخي لـ«ثريدز» خبراً ساراً يبحث عنه. إذ إنه كان قد سعى على مدى أشهر، إلى دعم الأعمال التجارية الأساسية للإعلانات الرقمية لشركة «ميتا»، من خلال تسريح الآلاف من الموظفين، ومحاولة اللحاق بشعبية تطبيق «تيك توك» الصيني، عبر رفع المحتوى على شبكاتها الاجتماعية، من منشئي المحتوى على منشورات الأصدقاء والعائلة.

ومع «ثريدز»، يحاول زوكربيرغ استغلال العثرات التي يواجهها «تويتر» تحت قيادة ماسك، لتوسيع البصمة الرقمية بطريقة كبيرة لشبكاته في وسائل التواصل الاجتماعي القائمة على النصوص. وحقاً، قال زوكربيرغ عبر «ثريدز» (الأربعاء): «سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكنني أعتقد بأنه يجب أن يكون هناك تطبيق للمحادثات العامة فيه أكثر من مليار شخص (...) لقد أُتيحت الفرصة أمام (تويتر) لفعل ذلك لكنه لم يفلح. لنأمل نحن أن نفعل ذلك».

قاعدة مستخدمي «إنستغرام»

تراهن «ميتا» على أن قاعدة المستخدمين الكبيرة و«الصيغة الثقافية» لـ«إنستغرام»، ستمنحان الموضوعات ميزة تفتقر إليها بدائل «تويتر» الأخرى، التي بدأت من الصفر. إلا أن الخبراء يقولون إن الشركة لا تزال تواجه تحديّات لتجنب الغموض في «ثريدز»، بما في ذلك تطوير الميزات التي اعتاد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عليها، والحفاظ على التدفّق المستمر للمحتوى الذي يحافظ على مشاركة الأشخاص كل يوم. وهنا يقول مارك شموليك، الذي يغطي شركات الإنترنت الأميركية لشركة «برنشتاين»: «بالنسبة لي، السؤال الحقيقي بعد الإطلاق هو: هل يمكنك الاحتفاظ بالمستخدمين؟ وما مدى سرعة طرح الميزات التي يريدونها؟».

حتى الآن، يعمل تطبيق «ثريدز» بشكل مشابه لـ«تويتر». وهو ما حمل أليكس سبيرو، محامي «تويتر»، على توجيه خطاب إنذار إلى «ميتا»، يوم الخميس الماضي، اتّهم فيه الشركة بـ«التسلّط غير المشروع» على موظفي «تويتر» الذين طُردوا من التطبيق (أو المنصة) أو غادروه طوعاً من أجل تأسيس تطبيق «مقلَّد» في غضون أشهر.

وفي حين يشارك مستخدمو «ثريدز» المنشورات أو «الموضوعات»، مثل «تويتر»، التي تركّز على المشاركات النصّية، حيث يقتصر كل منها على 500 حرف (280 لدى «تويتر»)، يمكن للمستخدمين أيضاً وضع علامة على بعضهم البعض باستخدام الرمز «@»، وكذلك الرد على سلسلة رسائل و «إعادة نشرها». ولكن مع هذا، لا تزال مجموعة من الميزات والأدوات التي يمنحها «تويتر» غير متوافرة على «ثريدز». ولا تمتلك الموضوعات إمكانات اعتاد عليها عديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مثل القدرة على إرسال رسائل مباشرة، للبحث عن المحتوى أو استخدام علامات التصنيف للاستفادة من الاتجاهات الفيروسية.

بيد أن مديري «ميتا» لمّحوا (الخميس) إلى أن مثل هذه التغييرات قد تكون في الطريق. إذ أفاد آدم موصيري، رئيس «إنستغرام»، على التطبيق، بأن الشركة تخطّط لتضمين وظيفة «بحث» وإصدار نسخة من تطبيق «ثريدز» على الإنترنت. وقال زوكربيرغ في منشور على التطبيق «يبدو الأمر بداية لشيء مميز، ولكن لدينا كثير من العمل في المستقبل لإنشاء التطبيق».

انطلاقة متدرّجة ذكية

في هذه الأثناء، كثرة من الخبراء يقولون إن اختيار شركة «ميتا» التدرج في تطوير تطبيق «ثريدز» خطة ذكية. فقد علّقت جاسمين إنبرغ، محللة وسائل التواصل الاجتماعي في شركة التحليلات الصناعية «إنسايدر إنتيليجنس»، بالقول إن بساطة تخطيط «ثريدز» قد تَلقى ترحيب مستخدمي «تويتر»، الذين عانوا من أجل التكيّف مع قائمة التغييرات التي فرضها إيلون ماسك. وأردفت: «في الوقت الحاضر، فإن بساطة (ثريدز) وطبيعته الأساسية هما ما تجذبان المستخدمين إليه... وأعتقد بأنه من الذكاء أن نأخذ الأمر ببطء في طرح الميّزات الجديدة».

وبالفعل، في غضون ساعات من إطلاق التطبيق الجديد، كان عديد من الفنانين والشخصيات الإعلامية، مثل كيم كارداشيان وجينيفر لوبيز وجاك بلاك وكايلي مينوغ وأرنولد شوارزنيغر وجوين ستيفاني ونوح بيك وشاكيرا، من بين الذين فتحوا حسابات في «ثريدز». أيضاً لحق بالسرب كل من المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية مايك بنس، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والنائبة اليسارية النيويوركية ألكساندريا أوكازيو كورتيز - التي انتقدت «تويتر» تحت قيادة ماسك - وكانوا من أوائل السياسيين الذين اشتركوا. وكتبت كورتيز معلّقة: «أتمنى أن تتمتع هذه المنصة بمشاعر جيدة، ومجتمع قوي، وروح دعابة ممتازة، ومضايقات أقل».

بيد أن أحد أبرز التحديات، بالطبع، هو معرفة ما سيكون عليه هذا التطبيق بالضبط. ومن بين الأسئلة الرئيسية، هو ما إذا كان الأمر سينتهي بمستخدمي التطبيق إلى مشاركة النوع نفسه من الانتقادات اللاذعة، والسياسة العدوانية، والتعليقات الحادة حول الأخبار والأحداث العالمية التي غالباً ما تكون شائعة على «تويتر»، بحسب إنبرغ. وتابعت: «أعتقد بأنه من الصعب تخيّل أنه سيكون نسخة طبق الأصل من (تويتر)، ولا أعتقد بأنه يجب أن يكون كذلك بالضرورة».

على أية حال، مع مليون مشترك في الساعة، بحسب أرقام «ميتا»، بدا أن الميزة المبتكرة لـ«ثريدز» هي ربطه بتطبيق «إنستغرام»، ما يمنحه قاعدة مستخدمين محتملة مضمونة يسهل الوصول إليها. لكن من نافل القول، إن إطلاقه تزامن مع نهاية أسبوع سيئة لـ«تويتر»، بعدما أعلن ماسك أن النظام الأساسي، سيحدّ مؤقتاً من عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها يومياً. وكشف النقاب عن «إجراء طارئ مؤقت» يمنع المستخدمين الذين لم يسجّلوا الدخول من مشاهدة التغريدات على متصفح الويب الخاص بالتطبيق/ المنصة. وذكر إن هذه الخطوات تهدف إلى منع برامج «الأطراف الثالثة» الخارجية من تصفّح النظام الأساسي للحصول على بيانات المستخدمين.

هذا، وفي حين تتنافس الشركات إبان الأوقات العصيبة اقتصادياً على منصات التواصل الاجتماعي، التي تعتمد أعمالها بشكل كبير على الإعلانات الرقمية، أدى تباطؤ النمو في سوق التجارة الإلكترونية، وقواعد الخصوصية الجديدة من شركات التكنولوجيا الكبرى، وارتفاع التضخم، إلى الإضرار بالشركات التي تقدم خدمات التسويق. ولذا أقدمت «ميتا» و«غوغل» و«تويتر» وغيرها، على تسريح عشرات الآلاف من الموظفين خلال العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، عادت ثرواتها إلى الانتعاش، حيث ارتفع سهم «ميتا»، على وجه الخصوص، بأكثر من 126 في المائة خلال ستة أشهر. وحققت في أبريل (نيسان) الماضي، أول زيادة ربع سنوية في إيراداتها خلال سنة تقريباً.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب ينظر إيجابياً إلى اتفاق وقف النار في لبنان

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري 13 نوفمبر 2024 في واشنطن (أ.ب)

فريق ترمب ينظر إيجابياً إلى اتفاق وقف النار في لبنان

ذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» الإخبارية الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب اطلع على خطة وقف إطلاق النار في لبنان وينظر إليها بشكل إيجابي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدرباً لإنتر ميامي (أ.ب)

الأرجنتيني ماسكيرانو مدرباً لإنتر ميامي

أعلن إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم تعيين الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدرباً للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
العالم طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)

مقاتلتان روسيتان تعترضان قاذفتين أميركيتين قرب مدينة كالينينغراد الروسية

اعترضت مقاتلتان روسيتان من طراز «سوخوي 27» قاذفتين أميركيتين من طراز «بي - 52 ستراتوفورتريس» بالقرب من مدينة كالينينغراد الروسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب) play-circle 01:03

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنّ الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان «في مراحلها النهائية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جنود من الجيش الأميركي من الفرقة 82 يسيرون باتجاه قاعدة جوية أميركية بالقرب من أرلاموف في بولندا 5 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الأميركي يرصد طائرات مسيرة قرب قوات له في بريطانيا

قال الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إنه تم رصد طائرات مسيرة فوق ثلاث منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية في بريطانيا وبالقرب منها منذ أسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».