«تيك توك» تُعزز حضورها كمنصة ترفيهية ذات محتوى سياحي

ساشا الجردي: «وسم السعودية» حقق 1.6 مليار مشاهدة

«تيك توك» تُعزز حضورها كمنصة ترفيهية ذات محتوى سياحي
TT

«تيك توك» تُعزز حضورها كمنصة ترفيهية ذات محتوى سياحي

«تيك توك» تُعزز حضورها كمنصة ترفيهية ذات محتوى سياحي

تولي «تيك توك» في سعيها لتعزيز حضورها كمنصة «ترفيهية» اهتماماً بالمحتوى السياحي، ما يتيح للمستخدمين العثور على أفكار جديدة بشأن أماكن تمضية العطلات. وتقول ساشا الجردي، الناطقة الرسمية باسم المنصة، إن «عدداً من مستخدمي المنصة يقصدونها اليوم بحثاً عن أفكار مبتكرة، يستمدون منها الإلهام بشأن عطلاتهم الفاخرة، أو وسائل تغيير روتين الحياة اليومي».

ساشا الجردي التي تشغل منصب رئيسة برمجة المحتوى في «تيك توك» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوضحت خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «هذا الاتجاه الواضح في سلوك المستخدمين، يُحدث تغييراً جذرياً في المجتمعات التي يبدو أنها أصبحت تعيش لخططها المستقبلية، عوضاً عن عيش اللحظة الآنية».

وأوضحت ساشا الجردي أنه «حال اتخاذ شخص ما القرار بالوجهة التي يخطط للسفر إليها، صار بإمكانه استخدام منصة (تيك توك) للبحث عن الوجهات التي يود الوصول إليها، مستخدماً وسم (هوير تو فيزيت) #WhereToVisit، وهكذا يجد أدلة البلد والمدينة المحلية. وهذا يوفر للمستخدمين أداة تساعدهم في العثور على مواقع مميزة في المدينة، والأماكن الأفضل للذهاب إليها في الأسواق المحلية».

وتابعت: «أما لعشاق الطعام من المسافرين الذين يبحثون عن تجربة طعام استثنائية في الوجهة التي يقصدونها، فإن وسم (هوير تو إيت) #WhereToEat يقدم دليلاً بالمطاعم المحلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

ساشا الجردي شددت على «ازدياد النزعة تجاه استخدام (تيك توك) كمحرك بحث لاستلهام أفكار حول السفر والرحلات، وأماكن العطلات، ومخططات الرحلة، وطرق ترتيب حقيبة السفر، إضافة إلى النصائح الخاصة بتوفير تكاليف السفر، وأفضل المطاعم والمرافق السياحية». ومن ثم أوضحت أن «عمليات البحث باتت تعتمد على 3 ركائز، هي: الأولى الحصول على الأفكار المحفِّزة، والثانية البحث عن أماكن جديدة وغير معروفة، ثم مشاركة التجارب والنصائح الخاصة بالسفر مع المجتمع... وتعزّز الركيزتين السابقتين ركيزة ثالثة تتعلق بالمنفعة للسياحة المحلية والعلامات التجارية المرتبطة بقطاع السفر».

عملية البحث هذه، تزامناً مع ثقة المستخدمين في الأشخاص الذين يشعرون معهم بتواصل أكبر: «دفعت نحو ظهور صناع محتوى على المنصة كمراجع سفر موثوقة، يقصدونها للحصول على النصائح والمعلومات اللوجيستية، والأفكار»، حسب ساشا الجردي التي أضافت أن «وسم #TikTokTravel أصبح مصدراً رائعاً لمشاركة الخبرات والتجارب في هذا المجال، واستكشاف وجهات السفر المحلية والدولية».

ووفق الناطقة الرسمية، فإن وسم السفر الخاص بالمنصة «حقق أكثر من 41.4 مليار مشاهدة عالمياً، و693 مليون مشاهدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال الأشهر الستة الماضية... وبذا غدت (تيك توك) مرجعاً عالمياً ملهماً في قطاع السفر».

منافسة «غوغل»

جدير بالذكر، أنه منذ منتصف العام الماضي بدأ الحديث عن «تيك توك» كمنافس لمحركات البحث على الإنترنت، لا سيما بعد تصريحات برابهاكار راغافان، النائب الأول لشركة «غوغل»، خلال مؤتمر تقني في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، قال فيها إن «40 في المائة من الشباب يستخدمون الآن (تيك توك) و(إنستغرام) للبحث عن مكان لتناول الطعام مثلاً، بدلاً من الاستعانة بنظام البحث في (غوغل) أو ترشيحات (خرائط غوغل)».

من ناحية أخرى، وحسب إحصاء صدر العام الماضي عن شركة «أريفيا» المتخصصة في السفر: «يعتمد الآن نحو 60 في المائة من جيل زد، و40 في المائة من جيل الألفية، على مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض السفر».

عودة إلى ساشا الجردي التي تشرح بأن اهتمام «تيك توك» بمحتوى السفر يأتي تماشياً مع شعار يقول إن «تغيير المنطقة الزمنية يحسّن المزاج... ثم إن (تيك توك) صارت تتيح للمستخدمين عرض تجاربهم في مجال السفر من خلال عدساتهم الخاصة ومنظورهم الموثوق». وتستطرد: «إن صنّاع المحتوى يقدّمون لمحات عن الناس والثقافات والأماكن، ما يحفّز الإلهام المبني على الشمولية والثقافات الفرعية، لتعزيز الشعور بالانتماء لدى أفراد المجتمع».

وترى ساشا الجردي أن «مبدعي السفر على المنصة يقدمون نظرة فردية على ما هو شعبي ورائج، ويساعدون في تعزيز شعبية المواقع السياحية، ما يدعم الاقتصادات المحلية والسياحة وكل القطاعات ذات الصلة».

ولا يقتصر الأمر على الترويج لأماكن سياحية ومطاعم؛ بل يمتد بالفعل إلى الترويج للعلامات التجارية أيضاً، وهنا تقول الناطقة الرسمية، إن «هذه البيئة الطبيعية الإبداعية تشكل فرصة هائلة للعلامات التجارية المختلفة لتكون في محور الثقافة؛ حيث يكتشفها مجتمع السفر المزدهر في أرجاء المنطقة... ذلك أن محتوى السفر على المنصة يشكل داعماً قوياً لروح المغامرة، ويعزّز الروابط الثقافية في المجتمع، وهكذا تصبح المنصة بمثابة قرية عالمية يلتقي فيها أشخاص من خلفيات متنوعة، ويتشاركون خبراتهم وتجاربهم ورحلاتهم الفريدة حول العالم».

المملكة العربية السعودية

وتطرق اللقاء إلى سوق المملكة العربية السعودية، وهنا تقول ساشا الجردي، إن «منصة (تيك توك) اكتسبت شعبية واسعة في المملكة، وحاز محتوى السفر والسياحة انتشاراً واسعاً، وصار كثير من مستخدمي المنصة، بمن فيهم صناع المحتوى والمؤثرون، يتشاركون مقاطع فيديو حول السفر، تستعرض مختلف الوجهات والمعالم السياحية والتجارب الثقافية داخل المملكة العربية السعودية».

وأضافت في هذا النطاق أن «وسم (هوير تو فيزيت رياض) (أين تزور في الرياض) #WhereToVisitRiyad قد حقّق 83 مليون مشاهدة على مستوى العالم، ونحو 19.7 مليون مشاهدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الأشهر الستة الماضية... وبالنسبة لأفضل المطاعم في السعودية، فإن وسم (هوير تو إيت في كي إس آيه) #WhereToEatKSA حقق 1.6 مليار مشاهدة على مستوى العالم، و236 مليون مشاهدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الأشهر الستة الماضية».

أما بشأن أفضل وجهات السفر على المنصة حالياً، فذكرت ساشا الجردي أنه «جرى اختيار دبي كأفضل وجهة سفر على (تيك توك)، ضمن تقرير مؤشر السفر (باونس) Bounce لعام 2022». وأشارت إلى أن وسم #WhereToVisit الذي أطلقته «تيك توك» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حقق أكثر من 2.9 مليار مشاهدة عالمياً، و713 مليون مشاهدة في المنطقة خلال الأشهر الستة الماضية. وأصبح وسم السفر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مكانا مثالياً لاستكشاف المنطقة، لا سيما أماكن تمضية العطلات وإجازات الأعياد.

وللمهتمين بقطاع المطاعم مكان أيضاً على المنصة، عبر وسم #WhereToEat، وهو يقدم -حسب ساشا الجردي- دليلاً لأفضل المطاعم والأطباق وخيارات تناول الطعام؛ حيث حقق نحو 7.5 مليار مشاهدة عالمياً، و713 مليون مشاهدة في المنطقة خلال الأشهر الستة الماضية.

وتأكيداً للدور المهم الذي تلعبه «تيك توك» اليوم في مجال مساعدة المسافرين على اكتشاف وجهتهم، وتحديد أماكن عطلاتهم، استشهدت ساشا الجردي ببحث لوحدة الأبحاث التسويقية، حول السفر في الاتحاد الأوروبي، أجرته شركة «وولنت أنليميتد» عام 2021، وأفاد بأن نحو 49 في المائة من المستخدمين اشتروا منتجاً يتعلق بالعطلة بتأثير من «تيك توك»، وكانت 74 في المائة من عمليات الشراء الخاصة بالسفر عفوية وغير مخطط لها».

ووفقاً للمسح السنوي لشركة «إم إم جي واي غلوبال»، المتخصصة في أبحاث التسويق السياحي، وقد نشر بداية العام الجاري، فإن 34 في المائة من المسافرين الأميركيين عام 2022 اتخذوا قراراتهم متأثرين بـ«تيك توك»، بارتفاع تقدر نسبته بنحو 10 في المائة عن عام 2021.

وتلفت ساشا الجردي إلى أن وحدة الأبحاث التسويقية حول السفر في الاتحاد الأوروبي، أشارت إلى أن نحو 75 في المائة من مستخدمي «تيك توك» يجدون محتوى السفر والعطلات على المنصة ممتعاً ومبتكراً، بينما قال 77 في المائة إنه كان للمنصة دور في اكتشاف واستلهام وجهة أو منتج متعلق بالسفر.

أخيراً، مع أن شركة «بيت دانس» الصينية، عام 2018، أطلقت «تيك توك» كمنصة ترفيهية تعتمد على مقاطع الفيديو القصيرة، صارت المنصة الآن أيضاً مصدراً للأخبار. ففي نهاية العام الماضي أوضحت دراسة نشرها معهد «رويترز» لدراسات الصحافة، أنه بينما «يستخدم 40 في المائة من الشباب من سن 18 إلى 24 سنة منصة (تيك توك) في أغراض متنوعة، فإن 15 في المائة من الفئة العُمرية ذاتها يستخدمون المنصة مصدراً للأخبار». وتابعت الدراسة بأن «لدى المنصة الآن أكثر من مليار مستخدم نشط، وكانت التطبيق الأكثر تحميلاً على الهواتف الجوّالة خلال عام 2020».



فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
TT

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)

قد يكون من الواجب المهني الاعتراف بأن الجميع أخطأ في قراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلى أن دونالد ترمب في طريقه للعودة مرة ثانية إلى البيت الأبيض. وترافق ذلك مع حالة من الإنكار لما كانت استطلاعات الرأي تُشير إليه عن هموم الناخب الأميركي، والأخطاء التي أدّت إلى قلّة التنبُّه لـ«الأماكن المخفية»، التي كان ينبغي الالتفات إليها.

لا ثقة بالإعلام الإخباري

وبمعزل عن الدوافع التي دعت جيف بيزوس، مالك صحيفة «واشنطن بوست»، إلى القول بأن «الأميركيين لا يثقون بوسائل الإعلام الإخبارية» لتبرير الامتناع عن تأييد أي من المرشحيْن، تظل «الحقيقة المؤلمة» أن وسائل الإعلام الأميركية، خصوصاً الليبرالية منها، كانت سبباً رئيسياً، ستدفع الثمن باهظاً، جراء الدور الذي لعبته في تمويه الحقائق عن الهموم التي تقضّ مضاجع الأميركيين.

صباح يوم الأربعاء، ومع إعلان الفوز الكاسح لترمب، بدا الارتباك واضحاً على تلك المؤسسات المكتوبة منها أو المرئية. ومع بدء تقاذف المسؤوليات عن أسباب خسارة الديمقراطيين، كانت وسائل الإعلام هي الضحية.

وفي بلد يتمتع بصحافة فعّالة، كان لافتاً أن تظل الأوهام قائمة حتى يوم الانتخابات، حين أصرت عناوينها الرئيسية على أن الأميركيين يعيشون في واحد من «أقوى الاقتصادات» على الإطلاق، ومعدلات الجريمة في انخفاض، وعلى أن حكام «الولايات الحمراء» يُضخّمون مشكلة المهاجرين، وأن كبرى القضايا هي المناخ والعنصرية والإجهاض وحقوق المتحولين جنسياً.

في هذا الوقت، وفي حين كان الجمهوريون يُسجلون زيادة غير مسبوقة في أعداد الناخبين، والتصويت المبكر، ويستفيدون من التحوّلات الديموغرافية التي تشير إلى انزياح مزيد من الناخبين ذوي البشرة السمراء واللاتينيين نحو تأييد ترمب والجمهوريين، أصرّت العناوين الرئيسية على أن كامالا هاريس ستفوز بموجة من النساء في الضواحي.

جيف بيزوس مالك «واشنطن بوست» (رويترز)

عجز عن فهم أسباب التصويت لترمب

من جهة ثانية، صحيفة «وول ستريت جورنال»، مع أنها محسوبة على الجمهوريين المعتدلين، وأسهمت استطلاعاتها هي الأخرى في خلق صورة خدعت كثيرين، تساءلت عمّا إذا كان الديمقراطيون الذين يشعرون بالصدمة من خسارتهم، سيُعيدون تقييم خطابهم وبرنامجهم السياسي، وكذلك الإعلام المنحاز لهم، لمعرفة لماذا صوّت الأميركيون لترمب، ولماذا غاب ذلك عنهم؟

في أي حال، رغم رهان تلك المؤسسات على أن عودة ترمب ستتيح لها تدفقاً جديداً للاشتراكات، كما جرى عام 2016، يرى البعض أن عودته الجديدة ستكون أكثر هدوءاً مما كانت عليه في إدارته الأولى، لأن بعض القراء سئِموا أو استنفدوا من التغطية الإخبارية السائدة.

وحتى مع متابعة المشاهدين لنتائج الانتخابات، يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر، ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق. وبغضّ النظر عن زيادة عدد المشاهدين في الأمد القريب، يرى هؤلاء أن على المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام الإخبارية وضع مهامهم طويلة الأجل قبل مخاوفهم التجارية قصيرة الأجل، أو المخاطرة «بتنفير» جماهيرهم لسنوات مقبلة.

وهنا يرى فرانك سيزنو، الأستاذ في جامعة «جورج واشنطن» ورئيس مكتب واشنطن السابق لشبكة «سي إن إن» أنه «من المرجح أن يكون عهد ترمب الثاني مختلفاً تماماً عمّا رأيناه من قبل. وسيحمل هذا عواقب وخيمة، وقيمة إخبارية، وينشّط وسائل الإعلام اليمينية، ويثير ذعر اليسار». ويضيف سيزنو «من الأهمية بمكان أن تفكر هذه القنوات في تقييماتها، وأن تفكر أيضاً بعمق في الخدمة العامة التي من المفترض أن تلعبها، حتى في سوق تنافسية للغاية يقودها القطاع الخاص».

صعود الإعلام الرقمي

في هذه الأثناء، يرى آخرون أن المستفيدين المحتملين الآخرين من دورة الأخبار عالية الكثافة بعد فوز ترمب، هم صانعو الـ«بودكاست» والإعلام الرقمي وغيرهم من المبدعين عبر الإنترنت، الذين اجتذبهم ترمب وكامالا هاريس خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. وهو ما عُدَّ إشارة إلى أن القوة الزائدة للأصوات المؤثرة خارج وسائل الإعلام الرئيسية ستتواصل في أعقاب الانتخابات.

وفي هذا الإطار، قال كريس بالف، الذي يرأس شركة إعلامية تنتج بودكاست، لصحيفة «نيويورك تايمز» معلّقاً: «لقد بنى هؤلاء المبدعون جمهوراً كبيراً ومخلصاً حقّاً. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الذي يتّجه إليه استهلاك وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن هذا هو المكان الذي يحتاج المرشحون السياسيون إلى الذهاب إليه للوصول إلى هذا الجمهور».

والواقع، لم يخسر الديمقراطيون بصورة سيئة فحسب، بل أيضاً تحطّمت البنية الإعلامية التقليدية المتعاطفة مع آرائهم والمعادية لترمب، وهذا ما أدى إلى تنشيط وسائل الإعلام غير التقليدية، وبدأت في دفع الرجال من البيئتين الهسبانيكية (الأميركية اللاتينية) والفريقية (السوداء) بعيداً عنهم، خصوصاً، العمال منهم.

يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق

تهميش الإعلام التقليدي

لقد كانت الإحصاءات تشير إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص، قد أصغوا إلى «بودكاست» جو روغان مع ترمب، حين قدم تقييماً أكثر دقة لمواقفه ولمخاوف البلاد من المقالات والتحليلات التي حفلت بها وسائل الإعلام التقليدية، عن «سلطويته» و«فاشيته» لتدمير المناخ وحقوق الإجهاض والديمقراطية. ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام، خصوصاً الليبرالية منها، تلزم الصمت في تقييم ما جرى، رغم أن توجّه الناخبين نحو الوسائل الجديدة عُدّ تهميشاً لها من قِبَل الناخبين، لمصلحة مذيعين ومؤثّرين يثقون بهم. وبالمناسبة، فإن روغان، الذي يُعد من أكبر المؤثّرين، ويتابعه ملايين الأميركيين، وصفته «سي إن إن» عام 2020 بأنه «يميل إلى الليبرالية»، وكان من أشد المؤيدين للسيناتور اليساري بيرني ساندرز، وقد خسره الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة عند إعلانه دعمه لترمب. وبدا أن خطاب ساندرز الذي انتقد فيه حزبه جراء ابتعاده عن الطبقة العاملة التي تخلّت عنه، أقرب إلى ترمب منه إلى نُخب حزبه، كما بدا الأخير بدوره أقرب إلى ساندرز من أغنياء حزبه الجمهوري.