تشهد تقنيات الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تطوراً متسارعاً، من بينها نظام «Vy» الذي طوّرته شركة «فيرسبت» (Vercept) خلال العامين الماضيين، وبرز باعتباره أحد أبرز الحلول القادرة على تنفيذ المهام داخل الحاسوب عبر التفاعل المباشر مع واجهة المستخدم. ورغم أنّ الخدمة ليست جديدة من حيث الإطلاق، فإنها باتت تحظى باهتمام متزايد في الفترة الأخيرة مع توسّع قدراتها واعتماد شريحة أوسع من المستخدمين عليها داخل المؤسسات والقطاعات المهنية.
ويعتمد النظام على نموذج رؤية حاسوبية متقدم يسمح بفهم محتوى الشاشة والتعرّف على عناصرها، بما في ذلك الأزرار والحقول والنوافذ والقوائم. ويمكّنه ذلك من تنفيذ سلسلة من المهام التي تُعد عادةً من الأعمال الروتينية، مثل فتح التطبيقات، تعديل المستندات، معالجة الملفات، تعبئة النماذج الإلكترونية، إجراء عمليات بحث أو نسخ ولصق عبر برامج مختلفة، من دون الحاجة إلى أوامر برمجية أو تكاملات خارجية.
طريقة عمل النظام
تتيح البنية التقنية لـ«Vy» للمستخدم إصدار أوامر بصياغة طبيعية، ثم يقوم النظام بتحويلها إلى خطوات عملية داخل الجهاز، بدءاً من تحريك المؤشر والتنقل بين النوافذ، وصولاً إلى كتابة النصوص وتنفيذ الإجراءات المطلوبة. ويعمل النظام بشكل محلي على الحاسوب، ما يمنحه خصوصية أعلى وسرعة في المعالجة مقارنة بالأدوات التي تعتمد على الاتصال الدائم بالسحابة.
كما يوفر النظام خاصية تسجيل خطوات المهام اليومية ليُعاد تشغيلها لاحقاً بشكل تلقائي، وهي ميزة تستهدف الموظفين الذين يتعاملون مع عمليات متكررة أو دورية، سواء في الأقسام الإدارية أو المالية أو التشغيلية. ويساعد هذا التوجه على تقليل الوقت المهدَر في الأعمال التفصيلية، ويوجه الجهد نحو مهام أعلى قيمة.
ويقدّم «Vy» نموذجاً مختلفاً للأتمتة الرقمية، يقوم على تنفيذ المهام داخل الحاسوب عبر التفاعل المباشر مع الواجهة الرسومية، الأمر الذي يمنحه قدرة على أداء الأعمال المكتبية اليومية دون الحاجة إلى تكاملات تقنية معقدة. ويتيح هذا الأسلوب تنفيذ إجراءات متعددة داخل التطبيقات المختلفة، ما يدعم كفاءة العمل ويقلّل الزمن المستهلك في المهام الروتينية.
يسمح النظام بتطبيق الأتمتة في بيئات تشغيل متنوعة، من خلال التعامل مع الجهاز نفسه بدلاً من الآليات البرمجية التقليدية، وهو ما يمنح المؤسسات مرونة أكبر في استخدام التقنية دون تعديلات إضافية. ويأتي ذلك ضمن توجه تقني يستهدف تطوير أدوات قادرة على إدارة العمليات اليومية بصورة ذاتية، مع توقعات بتوسّع هذا النوع من الأنظمة خلال المرحلة المقبلة مع تحسن قدرات الرؤية الحاسوبية وفهم السياق داخل التطبيقات.

