كشفت «أمازون» أخيراً عن أحدث أجهزة «إيكو» Echo الذكية الموجهة للمنطقة العربية لبناء منازل أكثر ذكاءً.
مساعدات صوتية ومرئية جديدة
وتضم المجموعة أجهزة رائدة مثل سماعات الصوت (المساعدات الصوتية) الفائقة «إيكو ستوديو» Echo Studio و«إيكو دوت ماكس» Echo Dot Max الجديدة كلياً، بالإضافة إلى شاشات (مساعدات مرئية) «إيكو شو» Echo Show المحدّثة، التي تتميز جميعها بتصميم أنيق وصوتيات فائقة الجودة. هذه الأجهزة مزودة بتقنيات متقدمة مثل «أومني سينس» Omnisense ومعالجات AZ3، مما يضعها في طليعة التجارب الصوتية المتكاملة والجاهزة لاستقبال قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي المستقبلية.
ويأتي هذا الإطلاق بالتزامن مع بحث جديد يُسلط الضوء على التأثير المتنامي للمساعدات الصوتية في دمجها الثقافي والروتيني داخل المنازل في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مؤكداً على تحول جوهري في كيفية تفاعل الأسر مع التقنيات الحديثة.
واختبرت «الشرق الأوسط» مجموعة من السماعات الذكية الجديدة، ونذكر ملخص التجربة لنتعرف على الأجهزة الجديدة ومزاياها التي تعد بتجارب لا تقتصر على الأوامر الصوتية، بل تتعداها إلى الأتمتة الذكية والترفيه عالي الدقة.
جيل جديد لتشغيل المنازل الذكية
تتميز أجهزة «إيكو شو 8 و11» Eco Show 8 and 11 و«إيكو ستوديو» Echo Studio و«إيكو دوت ماكس» Echo Dot Max الجديدة بدعم تقنية «أومني سينس» التي تستطيع اكتشاف وجود الأشخاص والعناصر وتغيرات درجة الحرارة لتشغيل الروتينات الخاصة تلقائياً. وتتيح هذه الإمكانية الجديدة للمستخدمين إنشاء أنظمة أتمتة منزلية أكثر تطوراً تستجيب لبيئتهم دون الحاجة إلى أوامر صوتية.
وتعزز سماعة «إيكو دوت ماكس» الجديدة كلياً هذه التجارب الصوتية بفضل أقوى نظام صوتي ضمن سلسلة «إيكو دوت» حتى الآن. ومع تقنية الصوت المكاني المتقدمة والصوت التكيفي الذي يتكيف مع صوتيات أي غرفة، توفر السماعة صوتاً جهورياً أكثر ثراءً ووضوحاً، مما يجعلها مثالية للاستمتاع بالموسيقى المتنوعة في المنازل العربية.

«إيكو دوت ماكس»: صوت جهوري مضاعف بحجم صغير
* قوة الصوت الجهوري. تتميز سماعة «إيكو دوت ماكس» بتقديم 3 أضعاف قوة الصوتيات الجهورية Bass مقارنة بسماعة «إيكو دوت» (الجيل الخامس)، مع أصوات تملأ الغرفة وتتكيف تلقائياً مع المساحة التي توجد فيها.
* وضوح صوتي مذهل. بفضل نظام مكبرات الصوت الثنائي الجديد الذي يضم مكبر صوت جهوري ومكبر صوت للترددات العالية Tweeter، تقدم السماعة صوتاً يملأ الغرفة مع صوتيات جهورية أعمق ووضوح مذهل.
* إعادة هندسة نظام الصوت، بحيث يستغني التصميم الجديد عن وحدة مكبر الصوت المنفصلة ويدمج مكبر الصوت مباشرة في غلاف السماعة لزيادة المساحة الهوائية إلى أقصى حد والحصول على صوت جهوري أكثر امتلاء.
* معالج جديد وذكاء اصطناعي. النتيجة هي مكبر صوت صغير الحجم يتمتع بقوة هائلة مقارنة بحجمه. ويتميز باستخدام معالج AZ3 جديد مع مسرّع للذكاء الاصطناعي، وتوفر وصولاً مبكراً لخدمة «أليكسا بلاس» Alexa Plus التي تعد بتفاعلات أكثر طبيعية وذكاء.
* أتمتة الملحقات الذكية. لا يقتصر تميّز السماعة على الصوت فحسب، بل يمتد إلى كونها مركزاً متطوراً للمنزل الذكي، حيث تدعم بروتوكولات Zigbee وMatter وThread لأتمتة الملحقات الذكية في المنازل، مما يعزز من قدرتها على الاتصال والتحكم بمجموعة واسعة من الأجهزة المنزلية المتوافقة.

«إيكو ستوديو»: تجسيم الصوتيات لعشاق الدقة
* تجربة غامرة وتصميم أنيق. السماعة مصممة خصيصاً لعشاق الصوتيات الذين يبحثون عن تجربة غامرة وعالية الدقة. تم تصميمها لتتناسب بأناقة مع أي غرفة، حيث إنها أصغر بنسبة 40 في المائة من الإصدار السابق وتوفر أفضل صوت يمكن الحصول عليه في مكبر صوت ذكي بهذا الحجم. بالإضافة إلى الصوت فائق الجودة، تتميز السماعة الذكية الجديدة بتصميم كروي عصري جديد. كما تمت حياكة القماش بتقنية تجسيمية للحفاظ على الشفافية الصوتية القصوى.
* تجسيم الصوتيات. تجمع السماعة بين مضخم صوت قوي عالي الحركة يوفر صوتاً جهورياً عميقاً وغامراً وثلاثة محركات كاملة النطاق موضوعة بشكل مثالي لإنشاء صوت غامر يملأ الغرفة. ويتيح هذا التصميم للسماعة دعم تقنيتي «الصوت المكاني» Spatial Audio و«دولبي أتموس» Dolby Atmos لتجسيم الصوتيات، مما يوزع الصوت في جميع أنحاء الغرفة ويمنح المستمع إحساساً عميقاً بالعمق والوضوح، لجودة صوتية متقدمة بشكل ملحوظ.
* التكيف الصوتي التلقائي. تتميز السماعة أيضاً بهذه الخاصية، حيث تقوم بقياس صوتيات الغرفة لضبط التشغيل وتحسينه.
تعمل السماعة كمركز متكامل للمنزل الذكي، حيث تتضمن محوراً مدمجاً يدعم بروتوكولات Zigbee وMatter لأتمتة ملحقات المنازل الذكية، مما يُسهّل التحكم بالأجهزة الذكية الأخرى مباشرة عبر الأوامر الصوتية.
أجهزة «إيكو شو» بشاشات متكيفة ومكالمات فائقة الوضوح
وتجمع شاشتا «إيكو شو 8 و11» بين تقنية «اللمس المضمنة في الخلية» In-cell Touch وتصميم «الكريستال السائل السلبي» Negative Liquid Crystal لتقديم تجربة مشاهدة مذهلة ومرئيات محيطية تتكيف مع البيئة. ويسمح هذا النهج بخفض طبقات الترقق وزيادة زاوية المشاهدة إلى أقصى حد لتقدم جودة صورة استثنائية مع وضوح محسَّن في الغرف الساطعة والمضاءة بشكل خافت على حد سواء.
وتحتوي هذه الشاشات الجديدة عالية الكثافة والدقة أكثر من مليون بكسل، تكملها كاميرا بدقة 13 ميغابكسل لإجراء مكالمات فيديو فائقة الوضوح. وازداد قطر الشاشة إلى أقصى حد بهدف زيادة المحتوى الذي يتم عرضه للمستخدم.
ويتميز الجهازان بتقديم هندسة صوتية جديدة بالكامل، حيث يشتمل كلا الجهازين على مكبرات صوت ثنائية أمامية ومضخم صوت مخصص للحصول على صوت تجسيمي يملأ الغرفة بأكملها. وتم وضع مشغلات النطاق الكامل بشكل استراتيجي أسفل الشاشات المتحركة حول المحور، وتم تصميمها بدقة لتوجيه الصوت للأمام لإيصال صوت واضح مباشرة نحو المستخدم.
كما تم تصميم حامل قابل للتعديل حصرياً للجهازين ليسمح بالتفاعلات بزوايا مثالية في كل مرة.
معالجات مخصصة لتجارب مطورة
وفي قلب هذه الأجهزة الجديدة يوجد معالجان هما AZ3 وAZ3 Pro، بالإضافة إلى مُسرّع ذكاء اصطناعي جديد كلياً ومُصمم لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
تستخدم سماعة «إيكو دون ماكس» معالج AZ3 لزيادة دقة سماع الأوامر الصوتية، وهو أحد أهم الأجزاء وأكثرها صعوبة في بناء ذكاء اصطناعي محيطي. ويعمل هذا المعالج على تشغيل أفضل ميكروفونات الشركة حتى الآن، ما يدعم تفاعلات أكثر طبيعية وسلاسة مع «أليكسا»، ويقوم بتصفية ضوضاء الخلفية وتحسين القدرة على اكتشاف كلمة التنشيط بنسبة تقارب 50 في المائة.
تستخدم أجهزة «إيكو ستوديو» و«إيكو شو 8 و11» معالج AZ3 Pro الأكثر تطوراً، والذي يعتمد على قوة قدرات الصوت في AZ3 ويضيف دعماً لنماذج اللغة الحديثة ومُحوّلات الرؤية Vision Transformers.
تم بناء منصة «أومني سينس»، وهي منصة المستشعرات المخصصة من «أمازون» المصممة للذكاء الاصطناعي المحيطي التي تستخدم المعالجات المذكورة، إضافة إلى قدرتها على الاستفادة من المستشعرات والإشارات (مثل الكاميرا بدقة 13 ميغابكسل في أجهزة «إيكو شو» والصوت والموجات فوق الصوتية ورادار «واي فاي» ومقياس التسارع و«معلومات حالة قنوات واي فاي» WiFi Channel State Information CSI) بهدف تطوير تجارب استخدام أجهزة «أليكسا».

حوار مع المدير العام لـ«أليكسا»
وتحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع الدكتور رافد بن أمين فطاني، المدير العام الإقليمي لـ«أليكسا» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي قال إن من أهم مزايا الأجهزة الجديدة أنها أصبحت أقل سماكة وأكثر قوة في الوقت نفسه. كما يمكن ربط عدة سماعات مع بعضها البعض لتضخيم الصوتيات حسب الرغبة.
وتعمل «أليكسا» باستخدام الذكاء الاصطناعي منذ 11 عاماً، وتدعم الأجهزة الجديدة البنية التحتية التقنية للذكاء الاصطناعي وهي «أليكسا بلاس» التي تستطيع أن تدرك حجم الغرفة وتغير آلية تجسيم الصوتيات حسب حجم وتصميم كل غرفة، وغيرها من الوظائف الأخرى. كما أن «أليكسا» لا تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبالتالي لن تقدم معلومات غير دقيقة أو ما يسمى بالهلوسة.
التوفر في المنطقة العربية
الأجهزة متوفرة في المنطقة العربية من متجر «أمازون» الإلكتروني، حسب التالي:
- «إيكو دوت ماكس»: 479 ريالاً سعودياً (نحو 128 دولاراً أميركياً)
- «إيكو ستوديو»: 999 ريالاً سعودياً (نحو 266 دولاراً أميركياً)
- «إيكو شو 8»: 849 ريالاً سعودياً (نحو 226 دولاراً أميركياً)
- «إيكو شو 11»: 999 ريالاً سعودياً (نحو 266 دولاراً أميركياً)
- منصة حمل «إيكو شو 8 و11»: 159 ريالاً سعودياً (نحو 42 دولاراً أميركياً)
دراسة التأثير المتنامي للمساعدات الصوتية في المنطقة العربية
أصبحت تقنية الصوت عنصراً أساسياً في المنازل السعودية والإماراتية، وفقاً لبحث جديد أجرته أمازون «أليكسا». وتُظهر الدراسة أن:
- 85 في المائة من المقيمين الذين شملهم الاستطلاع رحبوا بالمساعدات الصوتية في مساحاتهم المعيشية، حيث أدمجها 43 في المائة منهم كجزء من روتينهم اليومي المعتاد.
-يعكس هذا الاندماج بيانات استخدام «أليكسا»، التي تُظهر أن التحكم في المنزل الذكي يتصدر جميع تفاعلات «أليكسا» بـ175 مليون أمر حتى الآن في عام 2025.
- شكل التحكم في الإضاءة وحده أكثر من 30 مليون طلب لـ«أليكسا»، بزيادة قدرها 25 في المائة عن العام السابق، حيث يفضل المستخدمون بشكل متزايد الأوامر الصوتية لإدارة بيئاتهم المعيشية.
- تُظهر المنازل السعودية مشاركة قوية بشكل خاص مع الروتين عبر «أليكسا»، حيث تزيد نسبة مستخدمي الروتين بنسبة 9 في المائة عن الإمارات، على الرغم من أن العائلات الإماراتية تنفذ عدداً أكبر من الروتين بشكل عام.
- انتشار الثقافة عبر التقنية: بالإضافة إلى التحكم بالأجهزة الذكية، تلطّف «أليكسا» الأجواء المنزلية من خلال التجارب الصوتية التي تمثل 106 ملايين تفاعل مع «أليكسا»، بما في ذلك 34 مليون أغنية تم تشغيلها. وتُسلط البيانات الضوء على تفضيلات مميزة في كيفية استخدام العملاء لـ«أليكسا». وفي المنازل السعودية، بعد محتوى الأطفال، يحتل فن الموسيقى الخليجية المرتبة الأكثر طلباً عبر «أليكسا»، يليه الموسيقى العراقية ثم موسيقى الـ«فانك» Funk. أما في المنازل الإماراتية، فتحتل الموسيقى الهندية المرتبة الثانية بعد محتوى الأطفال، تليها موسيقى الـ«الفانك» والـ«بوب». وتعكس هذه الخيارات الصوتية الطبيعة متعددة الثقافات للحياة العصرية في كلا البلدين، مع تكيف «أليكسا» وتعزيزها للأنماط المنزلية المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت الأصوات البيئية تحظى بشعبية متزايدة، حيث تم طلب سماع أصوات المطر عبر «أليكسا» أكثر من نصف مليون مرة في عام 2025، تليها الضوضاء البيضاء، مما يشير إلى تنوع استعمال العملاء للصوتيات في منازلهم.
- التجربة المتمحورة حول الأسرة: تعكس البيانات دعم «أليكسا» للحياة المتمحورة حول الأسرة، حيث تحتل موسيقى الأطفال والأناشيد المرتبة الأولى في كلا البلدين. وتتصدر أغاني الأطفال الشهيرة طلبات «أليكسا»، مما يدل على أن الواجهات الصوتية أصبحت جزءاً من الترفيه العائلي. وكشف استطلاع لـ«أليكسا» أن نصف المشاركين يعتقدون أن المساعدات الصوتية العربية تساعد أفراد الأسرة الأصغر سناً في الحفاظ على مهاراتهم في اللغة العربية أو تحسينها. وبالإضافة إلى ذلك، أشار 48 في المائة إلى أن المساعِدات الصوتية تشجع أفراد الأسرة الأكبر سناً على التعامل مع التقنية بثقة أكبر، مما يوجِد بيئات منزلية أكثر شمولاً.
- البُعد الروحاني: تدعم «أليكسا» أيضاً الممارسات الروحانية، حيث طلب المستخدمون أذكار الصباح والمساء عبر «أليكسا» أكثر من 400 ألف مرة في عام 2025، مع كون سور البقرة والكهف والملك المحتوى القرآني الأكثر طلباً. وتوضح النتائج أن دمج تقنية الصوت العربية في المنازل السعودية والإماراتية ليس مجرد وسيلة راحة، بل هو تحول ثقافي عميق. فمن أتمتة البيئات وتنظيم التجارب الصوتية متعددة الثقافات إلى دعم الممارسات الروحية وسد الفجوات التقنية بين الأجيال، يمكن اعتبار المساعدات الصوتية مثل «أليكسا» على أنها أداة تقنية فعالة في المنازل الحديثة التي تركز على الأسرة.




