أجهزة «إيكو» الجديدة: «أمازون» تدفع المنازل العربية إلى عصر الذكاء الاصطناعي والأتمتة المحيطية

تصميم أنيق وصوتيات فائقة الجودة لمنازل أكثر ذكاءً بدعم لتجارب الذكاء الاصطناعي التوليدي المستقبلية

أجهزة «إيكو شو» بشاشاتها المتحركة
أجهزة «إيكو شو» بشاشاتها المتحركة
TT

أجهزة «إيكو» الجديدة: «أمازون» تدفع المنازل العربية إلى عصر الذكاء الاصطناعي والأتمتة المحيطية

أجهزة «إيكو شو» بشاشاتها المتحركة
أجهزة «إيكو شو» بشاشاتها المتحركة

كشفت «أمازون» أخيراً عن أحدث أجهزة «إيكو» Echo الذكية الموجهة للمنطقة العربية لبناء منازل أكثر ذكاءً.

مساعدات صوتية ومرئية جديدة

وتضم المجموعة أجهزة رائدة مثل سماعات الصوت (المساعدات الصوتية) الفائقة «إيكو ستوديو» Echo Studio و«إيكو دوت ماكس» Echo Dot Max الجديدة كلياً، بالإضافة إلى شاشات (مساعدات مرئية) «إيكو شو» Echo Show المحدّثة، التي تتميز جميعها بتصميم أنيق وصوتيات فائقة الجودة. هذه الأجهزة مزودة بتقنيات متقدمة مثل «أومني سينس» Omnisense ومعالجات AZ3، مما يضعها في طليعة التجارب الصوتية المتكاملة والجاهزة لاستقبال قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي المستقبلية.

ويأتي هذا الإطلاق بالتزامن مع بحث جديد يُسلط الضوء على التأثير المتنامي للمساعدات الصوتية في دمجها الثقافي والروتيني داخل المنازل في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مؤكداً على تحول جوهري في كيفية تفاعل الأسر مع التقنيات الحديثة.

واختبرت «الشرق الأوسط» مجموعة من السماعات الذكية الجديدة، ونذكر ملخص التجربة لنتعرف على الأجهزة الجديدة ومزاياها التي تعد بتجارب لا تقتصر على الأوامر الصوتية، بل تتعداها إلى الأتمتة الذكية والترفيه عالي الدقة.

جيل جديد لتشغيل المنازل الذكية

تتميز أجهزة «إيكو شو 8 و11» Eco Show 8 and 11 و«إيكو ستوديو» Echo Studio و«إيكو دوت ماكس» Echo Dot Max الجديدة بدعم تقنية «أومني سينس» التي تستطيع اكتشاف وجود الأشخاص والعناصر وتغيرات درجة الحرارة لتشغيل الروتينات الخاصة تلقائياً. وتتيح هذه الإمكانية الجديدة للمستخدمين إنشاء أنظمة أتمتة منزلية أكثر تطوراً تستجيب لبيئتهم دون الحاجة إلى أوامر صوتية.

وتعزز سماعة «إيكو دوت ماكس» الجديدة كلياً هذه التجارب الصوتية بفضل أقوى نظام صوتي ضمن سلسلة «إيكو دوت» حتى الآن. ومع تقنية الصوت المكاني المتقدمة والصوت التكيفي الذي يتكيف مع صوتيات أي غرفة، توفر السماعة صوتاً جهورياً أكثر ثراءً ووضوحاً، مما يجعلها مثالية للاستمتاع بالموسيقى المتنوعة في المنازل العربية.

سماعة «إيكو دوت ماكس» متوسطة الحجم تناسب تصاميم الغرفة الصغيرة

«إيكو دوت ماكس»: صوت جهوري مضاعف بحجم صغير

* قوة الصوت الجهوري. تتميز سماعة «إيكو دوت ماكس» بتقديم 3 أضعاف قوة الصوتيات الجهورية Bass مقارنة بسماعة «إيكو دوت» (الجيل الخامس)، مع أصوات تملأ الغرفة وتتكيف تلقائياً مع المساحة التي توجد فيها.

* وضوح صوتي مذهل. بفضل نظام مكبرات الصوت الثنائي الجديد الذي يضم مكبر صوت جهوري ومكبر صوت للترددات العالية Tweeter، تقدم السماعة صوتاً يملأ الغرفة مع صوتيات جهورية أعمق ووضوح مذهل.

* إعادة هندسة نظام الصوت، بحيث يستغني التصميم الجديد عن وحدة مكبر الصوت المنفصلة ويدمج مكبر الصوت مباشرة في غلاف السماعة لزيادة المساحة الهوائية إلى أقصى حد والحصول على صوت جهوري أكثر امتلاء.

* معالج جديد وذكاء اصطناعي. النتيجة هي مكبر صوت صغير الحجم يتمتع بقوة هائلة مقارنة بحجمه. ويتميز باستخدام معالج AZ3 جديد مع مسرّع للذكاء الاصطناعي، وتوفر وصولاً مبكراً لخدمة «أليكسا بلاس» Alexa Plus التي تعد بتفاعلات أكثر طبيعية وذكاء.

* أتمتة الملحقات الذكية. لا يقتصر تميّز السماعة على الصوت فحسب، بل يمتد إلى كونها مركزاً متطوراً للمنزل الذكي، حيث تدعم بروتوكولات Zigbee وMatter وThread لأتمتة الملحقات الذكية في المنازل، مما يعزز من قدرتها على الاتصال والتحكم بمجموعة واسعة من الأجهزة المنزلية المتوافقة.

سماعة «إيكو ستوديو» الكبيرة والذكية لتضخيم الصوتيات في الغرف الكبيرة

«إيكو ستوديو»: تجسيم الصوتيات لعشاق الدقة

* تجربة غامرة وتصميم أنيق. السماعة مصممة خصيصاً لعشاق الصوتيات الذين يبحثون عن تجربة غامرة وعالية الدقة. تم تصميمها لتتناسب بأناقة مع أي غرفة، حيث إنها أصغر بنسبة 40 في المائة من الإصدار السابق وتوفر أفضل صوت يمكن الحصول عليه في مكبر صوت ذكي بهذا الحجم. بالإضافة إلى الصوت فائق الجودة، تتميز السماعة الذكية الجديدة بتصميم كروي عصري جديد. كما تمت حياكة القماش بتقنية تجسيمية للحفاظ على الشفافية الصوتية القصوى.

* تجسيم الصوتيات. تجمع السماعة بين مضخم صوت قوي عالي الحركة يوفر صوتاً جهورياً عميقاً وغامراً وثلاثة محركات كاملة النطاق موضوعة بشكل مثالي لإنشاء صوت غامر يملأ الغرفة. ويتيح هذا التصميم للسماعة دعم تقنيتي «الصوت المكاني» Spatial Audio و«دولبي أتموس» Dolby Atmos لتجسيم الصوتيات، مما يوزع الصوت في جميع أنحاء الغرفة ويمنح المستمع إحساساً عميقاً بالعمق والوضوح، لجودة صوتية متقدمة بشكل ملحوظ.

* التكيف الصوتي التلقائي. تتميز السماعة أيضاً بهذه الخاصية، حيث تقوم بقياس صوتيات الغرفة لضبط التشغيل وتحسينه.

تعمل السماعة كمركز متكامل للمنزل الذكي، حيث تتضمن محوراً مدمجاً يدعم بروتوكولات Zigbee وMatter لأتمتة ملحقات المنازل الذكية، مما يُسهّل التحكم بالأجهزة الذكية الأخرى مباشرة عبر الأوامر الصوتية.

أجهزة «إيكو شو» بشاشات متكيفة ومكالمات فائقة الوضوح

وتجمع شاشتا «إيكو شو 8 و11» بين تقنية «اللمس المضمنة في الخلية» In-cell Touch وتصميم «الكريستال السائل السلبي» Negative Liquid Crystal لتقديم تجربة مشاهدة مذهلة ومرئيات محيطية تتكيف مع البيئة. ويسمح هذا النهج بخفض طبقات الترقق وزيادة زاوية المشاهدة إلى أقصى حد لتقدم جودة صورة استثنائية مع وضوح محسَّن في الغرف الساطعة والمضاءة بشكل خافت على حد سواء.

وتحتوي هذه الشاشات الجديدة عالية الكثافة والدقة أكثر من مليون بكسل، تكملها كاميرا بدقة 13 ميغابكسل لإجراء مكالمات فيديو فائقة الوضوح. وازداد قطر الشاشة إلى أقصى حد بهدف زيادة المحتوى الذي يتم عرضه للمستخدم.

ويتميز الجهازان بتقديم هندسة صوتية جديدة بالكامل، حيث يشتمل كلا الجهازين على مكبرات صوت ثنائية أمامية ومضخم صوت مخصص للحصول على صوت تجسيمي يملأ الغرفة بأكملها. وتم وضع مشغلات النطاق الكامل بشكل استراتيجي أسفل الشاشات المتحركة حول المحور، وتم تصميمها بدقة لتوجيه الصوت للأمام لإيصال صوت واضح مباشرة نحو المستخدم.

كما تم تصميم حامل قابل للتعديل حصرياً للجهازين ليسمح بالتفاعلات بزوايا مثالية في كل مرة.

معالجات مخصصة لتجارب مطورة

وفي قلب هذه الأجهزة الجديدة يوجد معالجان هما AZ3 وAZ3 Pro، بالإضافة إلى مُسرّع ذكاء اصطناعي جديد كلياً ومُصمم لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

تستخدم سماعة «إيكو دون ماكس» معالج AZ3 لزيادة دقة سماع الأوامر الصوتية، وهو أحد أهم الأجزاء وأكثرها صعوبة في بناء ذكاء اصطناعي محيطي. ويعمل هذا المعالج على تشغيل أفضل ميكروفونات الشركة حتى الآن، ما يدعم تفاعلات أكثر طبيعية وسلاسة مع «أليكسا»، ويقوم بتصفية ضوضاء الخلفية وتحسين القدرة على اكتشاف كلمة التنشيط بنسبة تقارب 50 في المائة.

تستخدم أجهزة «إيكو ستوديو» و«إيكو شو 8 و11» معالج AZ3 Pro الأكثر تطوراً، والذي يعتمد على قوة قدرات الصوت في AZ3 ويضيف دعماً لنماذج اللغة الحديثة ومُحوّلات الرؤية Vision Transformers.

تم بناء منصة «أومني سينس»، وهي منصة المستشعرات المخصصة من «أمازون» المصممة للذكاء الاصطناعي المحيطي التي تستخدم المعالجات المذكورة، إضافة إلى قدرتها على الاستفادة من المستشعرات والإشارات (مثل الكاميرا بدقة 13 ميغابكسل في أجهزة «إيكو شو» والصوت والموجات فوق الصوتية ورادار «واي فاي» ومقياس التسارع و«معلومات حالة قنوات واي فاي» WiFi Channel State Information CSI) بهدف تطوير تجارب استخدام أجهزة «أليكسا».

الدكتور رافد بن أمين فطاني المدير العام الإقليمي لـ«أليكسا» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حوار مع المدير العام لـ«أليكسا»

وتحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع الدكتور رافد بن أمين فطاني، المدير العام الإقليمي لـ«أليكسا» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي قال إن من أهم مزايا الأجهزة الجديدة أنها أصبحت أقل سماكة وأكثر قوة في الوقت نفسه. كما يمكن ربط عدة سماعات مع بعضها البعض لتضخيم الصوتيات حسب الرغبة.

وتعمل «أليكسا» باستخدام الذكاء الاصطناعي منذ 11 عاماً، وتدعم الأجهزة الجديدة البنية التحتية التقنية للذكاء الاصطناعي وهي «أليكسا بلاس» التي تستطيع أن تدرك حجم الغرفة وتغير آلية تجسيم الصوتيات حسب حجم وتصميم كل غرفة، وغيرها من الوظائف الأخرى. كما أن «أليكسا» لا تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبالتالي لن تقدم معلومات غير دقيقة أو ما يسمى بالهلوسة.

التوفر في المنطقة العربية

الأجهزة متوفرة في المنطقة العربية من متجر «أمازون» الإلكتروني، حسب التالي:

- «إيكو دوت ماكس»: 479 ريالاً سعودياً (نحو 128 دولاراً أميركياً)

- «إيكو ستوديو»: 999 ريالاً سعودياً (نحو 266 دولاراً أميركياً)

- «إيكو شو 8»: 849 ريالاً سعودياً (نحو 226 دولاراً أميركياً)

- «إيكو شو 11»: 999 ريالاً سعودياً (نحو 266 دولاراً أميركياً)

- منصة حمل «إيكو شو 8 و11»: 159 ريالاً سعودياً (نحو 42 دولاراً أميركياً)

دراسة التأثير المتنامي للمساعدات الصوتية في المنطقة العربية

أصبحت تقنية الصوت عنصراً أساسياً في المنازل السعودية والإماراتية، وفقاً لبحث جديد أجرته أمازون «أليكسا». وتُظهر الدراسة أن:

- 85 في المائة من المقيمين الذين شملهم الاستطلاع رحبوا بالمساعدات الصوتية في مساحاتهم المعيشية، حيث أدمجها 43 في المائة منهم كجزء من روتينهم اليومي المعتاد.

-يعكس هذا الاندماج بيانات استخدام «أليكسا»، التي تُظهر أن التحكم في المنزل الذكي يتصدر جميع تفاعلات «أليكسا» بـ175 مليون أمر حتى الآن في عام 2025.

- شكل التحكم في الإضاءة وحده أكثر من 30 مليون طلب لـ«أليكسا»، بزيادة قدرها 25 في المائة عن العام السابق، حيث يفضل المستخدمون بشكل متزايد الأوامر الصوتية لإدارة بيئاتهم المعيشية.

- تُظهر المنازل السعودية مشاركة قوية بشكل خاص مع الروتين عبر «أليكسا»، حيث تزيد نسبة مستخدمي الروتين بنسبة 9 في المائة عن الإمارات، على الرغم من أن العائلات الإماراتية تنفذ عدداً أكبر من الروتين بشكل عام.

- انتشار الثقافة عبر التقنية: بالإضافة إلى التحكم بالأجهزة الذكية، تلطّف «أليكسا» الأجواء المنزلية من خلال التجارب الصوتية التي تمثل 106 ملايين تفاعل مع «أليكسا»، بما في ذلك 34 مليون أغنية تم تشغيلها. وتُسلط البيانات الضوء على تفضيلات مميزة في كيفية استخدام العملاء لـ«أليكسا». وفي المنازل السعودية، بعد محتوى الأطفال، يحتل فن الموسيقى الخليجية المرتبة الأكثر طلباً عبر «أليكسا»، يليه الموسيقى العراقية ثم موسيقى الـ«فانك» Funk. أما في المنازل الإماراتية، فتحتل الموسيقى الهندية المرتبة الثانية بعد محتوى الأطفال، تليها موسيقى الـ«الفانك» والـ«بوب». وتعكس هذه الخيارات الصوتية الطبيعة متعددة الثقافات للحياة العصرية في كلا البلدين، مع تكيف «أليكسا» وتعزيزها للأنماط المنزلية المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت الأصوات البيئية تحظى بشعبية متزايدة، حيث تم طلب سماع أصوات المطر عبر «أليكسا» أكثر من نصف مليون مرة في عام 2025، تليها الضوضاء البيضاء، مما يشير إلى تنوع استعمال العملاء للصوتيات في منازلهم.

- التجربة المتمحورة حول الأسرة: تعكس البيانات دعم «أليكسا» للحياة المتمحورة حول الأسرة، حيث تحتل موسيقى الأطفال والأناشيد المرتبة الأولى في كلا البلدين. وتتصدر أغاني الأطفال الشهيرة طلبات «أليكسا»، مما يدل على أن الواجهات الصوتية أصبحت جزءاً من الترفيه العائلي. وكشف استطلاع لـ«أليكسا» أن نصف المشاركين يعتقدون أن المساعدات الصوتية العربية تساعد أفراد الأسرة الأصغر سناً في الحفاظ على مهاراتهم في اللغة العربية أو تحسينها. وبالإضافة إلى ذلك، أشار 48 في المائة إلى أن المساعِدات الصوتية تشجع أفراد الأسرة الأكبر سناً على التعامل مع التقنية بثقة أكبر، مما يوجِد بيئات منزلية أكثر شمولاً.

- البُعد الروحاني: تدعم «أليكسا» أيضاً الممارسات الروحانية، حيث طلب المستخدمون أذكار الصباح والمساء عبر «أليكسا» أكثر من 400 ألف مرة في عام 2025، مع كون سور البقرة والكهف والملك المحتوى القرآني الأكثر طلباً. وتوضح النتائج أن دمج تقنية الصوت العربية في المنازل السعودية والإماراتية ليس مجرد وسيلة راحة، بل هو تحول ثقافي عميق. فمن أتمتة البيئات وتنظيم التجارب الصوتية متعددة الثقافات إلى دعم الممارسات الروحية وسد الفجوات التقنية بين الأجيال، يمكن اعتبار المساعدات الصوتية مثل «أليكسا» على أنها أداة تقنية فعالة في المنازل الحديثة التي تركز على الأسرة.


مقالات ذات صلة

«أمازون» تعلن منع 1800 كوري شمالي من التقدم لوظائف في الشركة

آسيا شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

«أمازون» تعلن منع 1800 كوري شمالي من التقدم لوظائف في الشركة

لفت إلى أن الكوريين الشماليين يستخدمون عادة «مزارع أجهزة كمبيوتر محمولة»، وهي جهاز كمبيوتر في الولايات المتحدة يتم تشغيله عن بعد من خارج البلاد.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد شعار «أمازون» بالمقر الإداري في ميونيخ (د.ب.أ)

«أمازون» تعلن استثماراً ضخماً بـ35 مليار دولار في الهند لتعزيز الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «أمازون» العالمية عن خططها لاستثمار ما يزيد على 35 مليار دولار في الهند حتى عام 2030.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
تكنولوجيا شعار «أمازون ويب سيرفيسز» في معرض بنيودلهي بالهند (رويترز)

«أمازون» و«غوغل» تطلقان خدمة متعددة السحابة من أجل اتصال أسرع

ذكرت شركتا «أمازون» و«غوغل» أنهما أطلقتا خدمة شبكية متعددة السحابة تم تطويرها بشكل مشترك لتلبية الطلب المتزايد على الاتصال الموثوق به.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الاقتصاد شعار «أمازون» (رويترز)

«أمازون» تضخ 50 مليار دولار لتوسيع قدرات الذكاء الاصطناعي للحكومة الأميركية

أعلنت شركة «أمازون»، يوم الاثنين، عن خطة استثمارية ضخمة تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار تهدف إلى توسيع قدرات الذكاء الاصطناعي لخدمة عملاء الحكومة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار «أمازون ويب سيرفيسز» في مؤتمر «لاماكون 2025» للمطورين بـ«مينلو بارك» في كاليفورنيا (أ.ب)

«أوبن إيه آي» توقع عقداً بـ38 مليار دولار مع «أمازون ويب»

أعلنت شركة «أمازون» اتفاقية متعددة السنوات بقيمة 38 مليار دولار، لتزويد شركة «أوبن إيه آي» بخدمات الحوسبة السحابية، عبر منصتها «أمازون ويب سيرفيسز» (AWS).

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

من الطاقة إلى الرقاقة: تحالف سعودي - أميركي نحو عصر تقني جديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

من الطاقة إلى الرقاقة: تحالف سعودي - أميركي نحو عصر تقني جديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

في عام 1945، وعلى سطح البارجة الأميركية «كوينسي»، وُلد تحالف غيّر وجه العالم. لقاء جمع الملك عبد العزيز آل سعود بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وكانت لحظته انطلاقة شراكة نفطية، وولادة تحالف سعودي - أميركي أعاد تشكيل خريطة الطاقة الدولية.

واليوم، يتكرر هذا اللقاء الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ولكن بلغة مختلفة تواكب تحولات العصر. إذ تمثل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى واشنطن ولقاؤه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب انطلاقة عصر جديد لاقتصاديات المستقبل التقنية من الرقائق الإلكترونية الدقيقة والحوسبة إلى الذكاء الاصطناعي.

الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب خلال حضورهما منتدى الاستثمار الأميركي - السعودي في واشنطن (رويترز)

فمنذ اللحظة الأولى لهذه الزيارة، برز التحول نحو عصر تقوده التكنولوجيا واضحاً. ففي أول ظهور إعلامي مشترك لولي العهد السعودي والرئيس الأميركي، لم يكن السؤال الافتتاحي للصحافيين عن الأمن أو السياسة أو الطاقة، بل كان عن الرقائق الإلكترونية.

ومن هنا، تعكس أولوية السؤال عن الرقائق الإلكترونية قبل ملفات استراتيجية أخرى الدور المحوري الذي باتت تؤديه هذه الرقائق في تشكيل عالمنا التقني، حيث أصبحت هذه الرقائق بنية تحتية غير مرئية للاقتصادات العالمية، وبها تُقاس القوة الأمنية والسيادة التقنية للدول.

الرقائق الإلكترونية نفط هذا العصر

في عالم اليوم، باتت أشباه الموصلات (أو ما تُعرف بالرقائق الإلكترونية) الأساس لكل تقنية نعتمد عليها في حياتنا المعاصرة. فهي تُعدّ المحرك الخفي لكل ما نستخدمه من هواتف، وسيارات، وطائرات، وصولاً إلى الأجهزة الطبية وأنظمة الذكاء الاصطناعي. جميعها تعتمد بشكل رئيسي على هذه الرقائق. عملياً، لا يمكن لأي جهاز إلكتروني حديث أن يعمل من دونها.

أثر هذا الاعتماد الكبير على هذه الرقائق (أو ما يُعرف بالرقاقات) انكشف بشكل واضح، خصوصاً خلال جائحة «كورونا». فقد أدى النقص في إمداد رقاقات متناهية الصغر إلى التسبب في شلل خطوط إنتاج مصانع سيارات عملاقة حول العالم، نظراً لاعتماد السيارات الحديثة في عملها على هذه الرقاقات، إذ يصل عددها من 1000 إلى 3000 في السيارة الواحدة بحسب النوع والمواصفات.

والمفارقة أن هذه الرقائق، رغم أهميتها الاستراتيجية، فإنها صغيرة جداً لا تُرى بالعين المجردة. فعلى سبيل المثال، يضم معالج (A19) الأحدث من شركة «آبل» لجهاز «آيفون 17»، الذي لا يتجاوز حجم ظفر الإصبع، ما بين 25 و30 مليار ترانزستور تم تصنيعها بتقنية (3 نانومتر) من شركة (TSMC).

شعار شركة الرقائق «إنفيديا» في مقرها الرئيسي بوادي السيليكون (د.ب.أ)

لذلك أصبحت هذه الرقائق الصغيرة جداً تمثل القلب النابض للعالم التقني، بل وأساس القوة الاقتصادية للدول. لذا برزت شركات أشباه الموصلات مثل «إنفيديا» (Nvidia)، و«تي إس إم سي» (TSMC)، و«برودكوم» (Broadcom) ضمن قائمة أعلى عشر شركات قيمة سوقية في العالم، بل إن شركة «إنفيديا» - المتخصصة فقط في تصميم الرقائق الإلكترونية - تصدرت القائمة كأعلى شركة قيمة سوقية في العالم منذ الربع الثاني من عام 2025. وبهذا يمكن اعتبار الرقائق الإلكترونية نفط القرن الحادي والعشرين، ومن يمتلك هذه التقنية يمتلك مفاتيح القوة الاقتصادية والقيادة العالمية.

الرقائق والطاقة: عنوان سباق الذكاء الاصطناعي

أدى التسارع الهائل في قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى ارتفاع غير مسبوق في الطلب على الرقائق الإلكترونية المتقدمة، مثل وحدات المعالجة الرسومية (GPUs)، والدوائر المتخصصة (ASICs)، والمعالجات الأخرى عالية الأداء. وفي ضوء هذا التحول، أصبحت هذه الرقائق أصولاً وطنية استراتيجية، تؤثر في التنافسية الاقتصادية والسيادة التكنولوجية للدول، مما دفع الحكومات حول العالم إلى تسريع جهودها لتأمين سلاسل الإمداد، وتوطين الإنتاج، وحماية تقنيات أشباه الموصلات الحساسة.

ومع ذلك، في هذه المرحلة الجديدة من سباق الذكاء الاصطناعي، لم يعد أداء الرقائق الإلكترونية سوى نصف المعادلة، بينما يتمثل النصف الآخر في القدرة على توفر كميات هائلة من الطاقة اللازمة لتدريب وتشغيل هذه الرقائق داخل مراكز بيانات الحوسبة المتقدمة. وهنا تكمن الميزة التنافسية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية لتكون لاعباً عالمياً في هذا السباق.

إيلون ماسك خلال حفل عشاء بالبيت الأبيض أقامه الرئيس دونالد ترمب احتفاءً باستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (رويترز)

فكما تكتسب مادة السيليكون الخام قيمتها الحقيقية عندما تتحول إلى رقاقة إلكترونية، يكتسب النفط السعودي بُعداً استراتيجياً مختلفاً عندما يُستخدم لتوليد الطاقة لتشغيل وتبريد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. فالمملكة، من خلال تحويل مواردها النفطية إلى كهرباء موثوقة ومنخفضة التكلفة للحوسبة المتقدمة، تُعظّم القيمة الاقتصادية لمواردها الطبيعية، وتضع نفسها في قلب الاقتصاد الرقمي العالمي. وبهذا، لم يعد دور المملكة مقتصراً على تصدير الطاقة فحسب، بل امتد ليشمل تمكين القدرة الحاسوبية التي تقوم عليها اقتصاديات المستقبل.

تكشف كثافة استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة طبيعة هذا التحول. فقد أظهرت دراسات حديثة أن توليد رد واحد من الذكاء الاصطناعي من 500 كلمة قد يستهلك كمية طاقة تعادل شحن هاتف ذكي لمرة واحدة. ومع نمو أحمال الذكاء الاصطناعي، بدأ السؤال المحوري الذي يُشكّل اقتصاد اليوم يتحول من: كم تبلغ تكلفة برميل النفط؟ إلى: كم تبلغ تكلفة حوسبة رمز («توكن») واحد للذكاء الاصطناعي؟

اليوم، أصبحت الرقائق الإلكترونية القلب النابض للذكاء الاصطناعي، بينما باتت الطاقة هي الأكسجين لهذه الرقائق. وضمن هذه المعادلة الثلاثية (رقائق - ذكاء اصطناعي - طاقة)، تقف المملكة العربية السعودية في موقع قوة فريد كواحدة من أكبر منتجي الطاقة في العالم.

في الوقت الحالي، يخضع الوصول إلى تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة، بما في ذلك رقائق الذكاء الاصطناعي، لقيود تنظيمية مشددة للغاية من قبل الحكومة الأميركية، تُقنّن عملية بيع هذه الرقائق كمنتجات، من دون الحديث عن نقل صناعتها. لذلك، لا تُمنح موافقات الوصول لهذه التقنيات إلا لحلفاء يتمتعون بتوافق استراتيجي ويملكون بيئات تنظيمية مستقرة وآمنة لهذه الرقائق المتقدمة، كواحدة من أكثر التقنيات حساسية وتأثيراً في ميزان القوى العالمي. وقد برزت السعودية كأحد هؤلاء الحلفاء الاستراتيجيين.

إذ لم تأتِ الشراكات التقنية الأخيرة بين المملكة وكبرى الشركات الأميركية مصادفة، بل جاءت كنتيجة للبيئة الاستثمارية التنافسية للسعودية، التي تجعلها قبلة للشركات الأميركية، كون المملكة تملك:

  • تحالفاً استراتيجياً طويل الأمد مع الولايات المتحدة.
  • ثقلاً اقتصادياً لدولة ضمن مجموعة العشرين ذات قدرة استثمارية كبيرة.
  • تكلفة استهلاك طاقة منخفضة جداً، تقل بما يصل إلى 30 - 40 في المائة مقارنة بالولايات المتحدة.

ونتيجة لذلك، لم تعد المملكة مجرد شريك للشركات الأميركية، بل امتداداً استراتيجياً لهذه الشركات لتطوير قدراتها التقنية. فبالنسبة للولايات المتحدة، يضمن التعاون مع حليف استراتيجي مثل السعودية بقاء التقنيات الحساسة ضمن منظومات موثوقة تشترك في المصالح والمعايير الأمنية. أما بالنسبة للمملكة، فيفتح هذا التعاون مساراً متسارعاً لنقل التقنية، وتوطين سلاسل الإمداد، وخلق وظائف نوعية عالية القيمة، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».

في ضوء هذه المعطيات، شهدت المملكة مؤخراً تزايداً متسارعاً في استثمارات كبرى الشركات الأميركية، بدءاً من إنشاء «كوالكوم» (Qualcomm) مركزاً لتصميم الرقائق في المملكة، مروراً بإنتاج خوادم مراكز البيانات محلية الصنع عبر شراكات تجمع «إتش بي إي» (HPE) و«إيه إم دي» (AMD) مع شركة «الفنار» السعودية، وبناء «أمازون ويب سيرفيسز» (AWS) مراكز بيانات وحوسبة متقدمة داخل المملكة، وصولاً إلى شراكات تجمع شركات أميركية مثل «إنتل» (Intel) و«إنفيديا» (Nvidia) و«سوبرمايكرو» (Supermicro) و«غروك» (Groq) مع شركات سعودية، بهدف بناء مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي.

تحالف يربح فيه الجميع

على الرغم من التمويل الكبير الذي يقدمه قانون دعم برنامج أشباه الموصلات الأميركي (CHIPS Act) منذ إطلاقه عام 2022، لا تزال صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة، تشمل ارتفاع تكاليف التصنيع المحلية، ومحدودية إمدادات الطاقة وارتفاع أسعارها. وتتفاقم هذه التحديات مع تصاعد المنافسة العالمية، بالتوازي مع النمو المتسارع للتقنيات المتقدمة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد بشكل أساسي على توفر رقائق عالية الأداء، إلى جانب احتياج كميات هائلة من الطاقة لأغراض الحوسبة بتكلفة اقتصادية تنافسية.

لذلك، تحتاج الشركات الأميركية للحفاظ على تنافسيتها العالمية إلى شركاء يملكون أسواقاً كبيرة ومستقرة. وتبرز السعودية هنا بوصفها شريكاً استراتيجياً قادراً على توفير العمق الاستثماري والتشغيلي، إلى جانب الوصول الموثوق إلى إمدادات طاقة منخفضة التكلفة، بما يدعم توسع قدرات أشباه الموصلات الأميركية، من التصميم والتصنيع إلى استضافة وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي خارج الحدود الأميركية، مع الحفاظ الكامل على التوافق مع المصالح الأمنية والاستراتيجية للولايات المتحدة.

لهذا، جاءت زيارة ولي العهد الأخيرة في توقيت مثالي، في لحظة باتت فيها منظومة أشباه الموصلات الأميركية بحاجة إلى شراكات دولية موثوقة ومتوافقة للحفاظ على ريادتها وتنافسيتها العالمية. وقد أسفرت الزيارة عن نتائج تاريخية، من أبرزها:

  • إطلاق شراكة استراتيجية سعودية - أميركية في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • موافقة الولايات المتحدة على تصدير 35 ألف وحدة معالجة رسومية متقدمة (GPUs) إلى المملكة، بالتوازي مع استثمارات سعودية في قطاع أشباه الموصلات تبدأ بـ50 مليار دولار لتصل مستقبلاً إلى مئات المليارات.
  • توسع واسع لكبرى شركات الرقائق والذكاء الاصطناعي الأميركية داخل المملكة.

إن حجم هذه الاتفاقيات يتجاوز إطار التقدم التدريجي، ليعكس تحولاً تقنياً استراتيجياً يضع السعودية في موقع متقدم بين القوى التقنية الصاعدة عالمياً. فبالنسبة للمملكة، يمثل هذا التحالف تحولاً نوعياً بكل المقاييس، إذ يفتح المجال أمام توطين أجزاء محورية من سلسلة القيمة لصناعة أشباه الموصلات، وتطوير رأس المال البشري المحلي في مجالات التقنية العميقة، واستضافة مراكز عالمية للحوسبة الفائقة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب استقطاب الكفاءات التقنية العالمية، وتسريع تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في الريادة التقنية وتنويع الاقتصاد. ولا تندرج هذه الجهود في إطار مجرد اللحاق بالركب، بل في سياق القفز إلى مقدمة الاقتصادات التكنولوجية العالمية.

ختاماً، لقد قدمت هذه الزيارة ما هو أبعد من الاتفاقيات، إذ أعادت رسم مسار تحالف استراتيجي امتد لعقود، وانتقلت به من قاعدة بنائه النفطية إلى تحالف يقوم أيضاً على اقتصاديات المستقبل التقنية. واليوم، تدخل السعودية والولايات المتحدة عصراً جديداً، لا كشريكين في الطاقة فحسب، بل كشريكين في بناء الأساس التكنولوجي الذي سيحدد معالم القيادة العالمية لعقود مقبلة.


روسيا تعتزم إنشاء محطة طاقة نووية على القمر لدعم برنامجها الفضائي

وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)
وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)
TT

روسيا تعتزم إنشاء محطة طاقة نووية على القمر لدعم برنامجها الفضائي

وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)
وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)

تعتزم روسيا إنشاء محطة طاقة نووية على سطح القمر خلال العقد المقبل، لتوفير ​الطاقة لبرنامجها الفضائي على القمر ودعم محطة أبحاث روسية - صينية مشتركة، وسط سباق القوى الكبرى لاستكشاف الكوكب.

ومنذ أن أصبح رائد الفضاء السوفياتي يوري جاجارين، أول إنسان ينطلق إلى الفضاء عام 1961، تفتخر روسيا بمكانتها بوصفها قوة رائدة ‌في استكشاف الفضاء، ‌لكنها تراجعت في العقود القليلة ‌الماضية، خلف الولايات ​المتحدة ‌والصين بشكل كبير.

وتعرضت طموحات روسيا لانتكاسة كبيرة في أغسطس (آب) 2023، عندما اصطدمت مركبة الفضاء «لونا - 25» غير المأهولة بسطح القمر أثناء محاولتها الهبوط عليه، في وقت أحدث فيه إيلون ماسك ثورة في عمليات إطلاق المركبات الفضائية التي كانت ذات يوم ‌مجالاً تتفوق فيه روسيا.

وقالت ‍وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) في بيان، إنها تخطط لبناء ‍محطة طاقة على القمر بحلول عام 2036، ووقعت عقداً مع شركة «لافوتشكين أسوسييشن» الفضائية للقيام بذلك.

مركبة فضائية تدور حول كوكب القمر (إكس)

وقالت «روسكوسموس» إن الغرض من المحطة ​هو تزويد برنامج روسيا القمري بالطاقة، بما في ذلك المركبات الجوالة والمرصد والبنية التحتية لمحطة الأبحاث القمرية الدولية الروسية - الصينية المشتركة.

وأضافت: «يعدّ المشروع خطوة مهمة نحو إنشاء محطة علمية دائمة على القمر والانتقال من بعثات فردية إلى برنامج طويل الأمد لاستكشاف القمر».

ولم تذكر «روسكوسموس» صراحة أن المحطة ستكون نووية، إلا أنها أشارت إلى أن من بين المشاركين شركة «روس آتوم» النووية الحكومية ومعهد كورتشاتوف، ‌وهو أكبر معهد للبحوث النووية في روسيا.


ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة
TT

ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

إذا كنت تفكر في شراء دمية دب ناطقة لطفلك، فمن المرجح أنك تتخيلها تهمس بنصائح جيدة، وتعلمه أمور الحياة. ربما لا تتخيل هذه الدمية اللطيفة وهي تمارس أدواراً جنسية، أو تُقدم نصائح للأطفال الصغار حول كيفية إشعال أعواد الثقاب.

لكن هذا ما وجدته مجموعة أبحاث المصلحة العامة (PIRG)، وهي منظمة معنية بحماية المستهلك، في اختبار أجرته أخيراً على ألعاب جديدة لموسم الأعياد.

انفلات الدب «كوما»

وجدت المجموعة أن دمية الدب «كوما» Kumma من شركة «FoloToy، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتستخدم نموذج «جي بي تي-40» GPT-40 من شركة «أوبن إيه آي» لتشغيل عملية نطقها، كانت على «استعداد تام للخروج عن الموضوع» أثناء حديثها مع الأطفال.

وجدت «PIRG» أن دمية الدب «كوما» من «فولوتوي» FoloToy، والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتستخدم نموذج GPT-40 من OpenAI لتشغيل نطقها وحديثها، كانت على استعداد تام للخروج عن الموضوع أثناء حديثها مع الأطفال.

محادثات صوتية

يُعدّ استخدام وضع الصوت في نماذج الذكاء الاصطناعي لألعاب الأطفال أمراً منطقياً: فهذه التقنية مصممة خصيصاً للألعاب السحرية التي يعشقها الأطفال. ولذا تتكاثر الدمى الواقعية التي تُصدر أصواتاً مثل التجشؤ، والكائنات الرقمية الشبيهة بـ«تاماغوتشي» (اللعبة الشبيهة بالساعة-البيضة) التي يرغب الأطفال في محاولة الحفاظ عليها.

وتكمن المشكلة في أنه على عكس الأجيال السابقة من الألعاب، يمكن للأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تتجاوز الاستجابات المبرمجة، والمُدققة بعناية، والمناسبة للأطفال، إلى خلق استجابات غير مطلوبة، وغير ملائمة.

مشكلة سلامة الأطفال

تُسلط مشكلة «كوما» الضوء على مشكلة رئيسة في الألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي: فهي غالباً ما تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي تابعة لجهات خارجية لا تملك السيطرة عليها، والتي يُمكن اختراقها حتماً، سواء عن طريق الخطأ، أو عمداً، ما يُسبب مشكلات تتعلق بسلامة الأطفال.

وتقول كريستين ريفا، المتخصصة في قانون المستهلك بجامعة ريدينغ في إنجلترا: «هناك غموض كبير حول نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الألعاب، وكيفية تدريبها، وما هي الضمانات التي قد تحتويها لتجنب تعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب لأعمارهم».

«ابتعدوا عن ألعاب الذكاء الاصطناعي»

لهذا السبب، أصدرت منظمة «فيربلاي» Fairplay المعنية بحقوق الطفل تحذيراً للآباء قبل موسم الأعياد، تنصحهم فيه بالابتعاد عن ألعاب الذكاء الاصطناعي، حفاظاً على سلامة أطفالهم. وتقول راشيل فرانز، مديرة برنامج «ازدهار الأطفال الصغار خارج الإنترنت» التابع لمنظمة «فيربلاي»: «هناك نقص في الأبحاث التي تدعم فوائد ألعاب الذكاء الاصطناعي، ونقص في الأبحاث التي تُظهر آثارها على الأطفال على المدى الطويل».

إيقاف بيع دمية «كوما»

وبينما أوقفت شركة «فولوتوي» بيع دمية «كوما»، وسحبت «أوبن إيه آي» إمكانية وصول «فولوتوي» إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، فإن هذه مجرد شركة واحدة من بين العديد من شركات تصنيع ألعاب الذكاء الاصطناعي. فمن يتحمل المسؤولية في حال حدوث خطأ ما؟

وتقول ريفا إن هناك غموضاً في هذا الشأن أيضاً. وتضيف: «قد تتعلق مسائل المسؤولية بالبيانات، وطريقة جمعها، أو حفظها. وقد تتعلق بالمسؤولية عن دفع لعبة الذكاء الاصطناعي الطفل لإيذاء نفسه، أو الآخرين، أو تسجيل البيانات المصرفية لأحد الوالدين».

مخاطر انعدام الإشراف القانوني

وتخشى فرانز من أن المخاطر -كما هو الحال مع شركات التكنولوجيا الكبرى التي تتسابق دائماً للتفوق على بعضها البعض- تكون أكبر بكثير عندما يتعلق الأمر بمنتجات الأطفال التي تصنعها شركات الألعاب. وتقول: «من الواضح تماماً أن هذه الألعاب تُطرح في الأسواق دون أبحاث، أو ضوابط تنظيمية».

وترى ريفا أن شركات الذكاء الاصطناعي التي تُزوّد ​​الألعاب بالنماذج التي تُساعدها على «التحدث»، وشركات الألعاب التي تُسوّقها، وتبيعها للأطفال، ستكون مسؤولة قانونياً في القضايا القانونية.

وتضيف: «بما أن خصائص الذكاء الاصطناعي مُدمجة في المنتج، فمن المرجح جداً أن تقع المسؤولية على عاتق مُصنّع اللعبة»، مشيرةً إلى أنه من المُحتمل وجود بنود قانونية في العقود التي تُبرمها شركات الذكاء الاصطناعي تحميها من أي ضرر، أو مخالفة. وتتابع: «هذا يعني أن مُصنّعي الألعاب، الذين قد لا يملكون في الواقع سوى سيطرة ضئيلة على نماذج التعلم الآلي المُستخدمة في ألعابهم، سيتحملون مخاطر المسؤولية القانونية».

مقاطعة شراء ألعاب الأطفال

لكن ريفا تُشير أيضاً إلى أنه بينما تقع المخاطر القانونية على عاتق شركات الألعاب، فإن المخاطر الفعلية «تعتمد كلياً على طريقة عمل نموذج التعلم الآلي»، ما يُوحي بأن شركات الذكاء الاصطناعي تتحمل أيضاً بعض المسؤولية. ولعل هذا ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل تطوير ألعاب الذكاء الاصطناعي مع «Mattel» هذا الأسبوع.

وتقترح ريفا اقتراحاً بسيطاً: «إحدى الخطوات التي يمكننا اتخاذها كمجتمع، بصفة أننا مسؤولون عن رعاية الأطفال، هي مقاطعة شراء هذه الألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي».

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»