تعرف على العلامات الخفية للفيديوهات المصنوعة بالذكاء الاصطناعي

تزايد خطر العروض المرئية الاصطناعية وتآكل الثقة الرقمية

وجه حقيقي إلى اليسار ومزيف إلى اليمين يشابه إيلون ماسك بعد التزييف
وجه حقيقي إلى اليسار ومزيف إلى اليمين يشابه إيلون ماسك بعد التزييف
TT

تعرف على العلامات الخفية للفيديوهات المصنوعة بالذكاء الاصطناعي

وجه حقيقي إلى اليسار ومزيف إلى اليمين يشابه إيلون ماسك بعد التزييف
وجه حقيقي إلى اليسار ومزيف إلى اليمين يشابه إيلون ماسك بعد التزييف

يشهد الفضاء الرقمي تحولاً جذرياً بفعل التقدم في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيما تقنية التزييف العميق «Deepfake»، وتُعد هذه التقنية التي تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتركيب الوجوه وتغيير التعبيرات والكلام والإيماءات في عروض الفيديو سلاحاً إلكترونياً متنامياً، مما يشكل تحدياً مباشراً لقدرة المستخدم على التمييز بين الواقع والمحتوى الاصطناعي.

ونذكر في هذا الموضوع نصائح وأدوات للمساعدة في التعرف على ما إذا كان فيديو ما مصنوعاً بتقنيات الذكاء الاصطناعي أم لا.

ويُنذر التطور السريع لتقنيات التزييف العميق وإمكانية الوصول إليها بمخاطر جسيمة، بما في ذلك الانتشار الواسع للمعلومات المضللة وسرقة الهوية والاستغلال. ولا يتضخم الخطر فقط بسبب الجودة المتزايدة للفيديو النهائي، ولكن بسبب سهولة استغلالها. وتستطيع أدوات اليوم توظيف أقل من 3 ثوانٍ من صوت شخص إلى إنشاء نسخة صوتية مزيفة تُستخدم في عمليات الاحتيال. وعليه، يجب أن يبدأ الكشف عنها بتدريب العين البشرية على اكتشاف صفات عروض الفيديو المولدة صناعياً قبل الاستعانة بالأدوات التقنية المتخصصة.

وجه حقيقي إلى اليسار ومزيف إلى اليمين يشابه الممثل توم كروز بعد التزييف

الكشف البشري عن التزييف العميق

أول خطوة في التعرف المباشر على الفيديوهات المزيفة هي معرفة أن عروض الفيديو المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي الحديث نادراً ما تبدو سيئة الصنع، بل غالباً ما تكون مثالية بشكل غير طبيعي.

• عدم التناسق. لذلك، لا يجب البحث عن الأخطاء الفادحة، بل عن التفاصيل الدقيقة والمستويات المتعارضة من التناسق التي يُخفق الذكاء الاصطناعي في دمجها بشكل متكامل. ويجب أن ينصب التركيز الأولي على منطقة العينين، حيث غالباً ما تظهر زجاجية أو آلية أو تشوبها ومضات غير طبيعية.

• عدم التزامن السمعي البصري. مع ذلك، تبقى العلامة الأكثر شيوعاً للكشف هي عدم التزامن السمعي البصري بين حركات الشفاه والصوت.

• ملامح بيولوجية. على الرغم من التقدم الكبير، لا تزال الخوارزميات تجد صعوبة في محاكاة التباين الطبيعي للملامح، وينبغي فحص جلد الشخص: هل يبدو ناعماً بشكل مفرط ويفتقر إلى الملمس المسامي الطبيعي؟ كما يُخفق الذكاء الاصطناعي غالباً في محاكاة التفاصيل الصغيرة والدائمة، مثل الشامات على الخد أو التجاعيد الدقيقة.

وهناك نقطة ضعف حيوية أخرى تكمن في غياب الوظائف البيولوجية المستمرة. يجب على المشاهد أن يلاحظ ما إذا كان هناك غياب واضح لحركة التنفس المنتظم في الصدر، مثلاً، أو رمش العينين بمعدل طبيعي.

• تحليل الحركة. تظل الأيدي والأصابع نقطة الفشل الكلاسيكية في الفيديوهات المصنوعة. ويجب فحص عدد الأصابع بدقة، فقد تظهر الأصابع مشوهة أو بأعداد غير صحيحة. بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى كيفية تحرك اليدين والمفاصل والأطراف: هل تبدو الحركة عائمة أو طافية أو مشوهة في شكلها؟ كما يجب تحليل الحركة العامة للشخص الذي يظهر في الفيديو. هل تظهر حركات الشخص موجية أو مهتزة وغير طبيعية أو هل يوجد تذبذب واهتزاز في الوجه أو تكتل وتشوه؟ بالإضافة إلى ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار سلوك الشخص: هل يقوم بشيء غير معقول أو يتعارض مع سياق الموقف أو شخصيته المعروفة؟

• الصوت والإيقاع. عند تحليل المكون الصوتي يجب الانتباه إلى الإيقاع؛ هل يوجد نمط غير طبيعي في الكلام يفتقر إلى الترددات البشرية الطبيعية، مثل التوقفات العادية أو توقفات التنفس التي تميز الخطاب البشري؟ يجب التحقق مما إذا كان النطق مثالياً جداً لدرجة تفتقر إلى النبرة أو العمق العاطفي الطبيعي أو العمر المناسب للشخص الظاهر. كما يجب الانتباه لغياب ضوضاء البيئة في الخلفية التي ينبغي أن تكون موجودة بشكل طبيعي.

• الإضاءة والظلال. وغالباً ما يفشل الذكاء الاصطناعي في دمج العنصر المزيف مع الخلفية المحيطة، مما يخلق ما يُسمّى «التماس البصري». هل تبدو الأشياء في الخلفية ذائبة أو متكررة أو متشابهة بشكل غريب؟ الأهم من ذلك، يجب التحقق مما إذا كانت الإضاءة والظلال متطابقة مع مصدر الضوء المفترض في المشهد، فالتناقضات في الإضاءة والانعكاسات والظلال تُعدّ من الدلائل البصرية الأكثر إفشاء للتلاعب.

تساعد أدوات متخصصة في التعرف الفيديو المزيف

أدوات الذكاء الاصطناعي المضاد

وفي ظل التطور المتسارع لتقنيات التوليد، لم تعد الملاحظة البشرية كافية بمفردها لتوفير قرار قاطع، وأصبحت الحاجة ملحة إلى استخدام أدوات تقنية متقدمة تستخدم الذكاء الاصطناعي المضاد للكشف عن البصمة الخوارزمية المخفية التي لا يمكن للعين المجردة رؤيتها. وتُمثل هذه الأدوات الخطوة شبه الحاسمة، حيث تعمل بوصفها مستشعرات متخصصة قادرة على تحليل بيانات الصوت والصورة بسرعة فائقة لتقديم تقييم موضوعي للمصداقية.

جدير بالذكر أنه لا يمكن لأداة واحدة أن تكشف جميع أشكال التزييف بكفاءة عالية، مما يستدعي استخدام مجموعة من الأدوات المتخصصة. ويتمثل التحدي الأكبر في أن جميع طرق الكشف الآلي لديها معدلات فشل، وهذا يتطلب من المطورين والباحثين توقع طرق جديدة لإنشاء الوسائط الاصطناعية بشكل مستمر. ويجب إدراك أن سباق التسلح مستمر، وأن أدوات الكشف الحالية يجب التعامل مع نتائجها بحذر بصفتها مؤشرات وليست أحكاماً نهائية.

ونذكر فيما يلي أبرز الأدوات التقنية المتاحة، للمساعدة في كشف عروض الفيديو المصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي:

• كاشف التلاعب الصوتي: تُمثل أداة «ديب فيك ديتيكتر» McAfee Deepfake Detector من «مكافي» دفاعاً متخصصاً ضد الاحتيال الذي يعتمد على استنساخ الصوت عبر الذكاء الاصطناعي، فقد أصبح من السهل جداً على مجرمي الإنترنت استغلال الأصوات المقلدة. وتستخدم هذه الأداة نماذج الشبكات العصبية العميقة التي يتم تدريبها بخبرة للكشف عن الصوت الذي تم توليده أو التلاعب به بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويمكن لهذه الأداة إرسال تنبيهات في غضون ثوانٍ مباشرة في متصفح المستخدم، مما يساعد على التمييز السريع بين الحقيقي والمزيف.

• تقنية كاشف البصمة البيولوجية: تُعد تقنية «فيك كاتشر» Intel FakeCatcher من «إنتل» الأولى عالمياً في توفير منصة كشف عن التزييف العميق في الوقت الفوري، وتتمتع بدقة عالية تصل إلى 96 في المائة. وتعتمد آلية عمل هذه الأداة على مبدأ مبتكر يُعرف باسم «البصمة البشرية». فبدلاً من البحث عن عيوب في الصورة المولّدة، تركز الأداة على تحليل وحدات الـ«بكسل» في الفيديو، للكشف عن علامات تدفق الدم الناتجة عن عمل القلب. وبما أن نماذج الذكاء الاصطناعي لا يمكنها محاكاة هذه الوظيفة الفسيولوجية الحية، فإن غياب تلك الإشارات البيولوجية يُعدّ دليلاً قاطعاً على التلاعب.

• الماسح العميق العام: توفر منصة «ديبووير سكانر» Deepware Scanner أداة مصممة لمسح واكتشاف عروض الفيديو والصوتيات المُتلاعب بها اصطناعياً. وتستخدم الأداة تقنية كشف عامة تستهدف التلاعب البصري والسمعي في الوسائط، وهي حل عملي لإجراء فحص سريع ومباشر عبر الإنترنت.

• منصة الأبحاث المفتوحة: تُمثل «ديب فيك أو ميتير» DeepFake o meter منصة تعمل على دمج أحدث طرق البحث مفتوحة المصدر للكشف عن الوسائط الاصطناعية، بما في ذلك الصور وعروض الفيديو والصوتيات. وتم تطوير هذه المنصة بدعم من جامعات ومؤسسات بحثية، وتهدف إلى توفير أداة مجانية للجمهور لتجربة وفهم التطورات الحديثة في اكتشاف الوسائط الاصطناعية. وتستخدم المنصة نماذج بحثية أولية، مثل LipFD لكشف التلاعب بحركة الشفاه في الفيديو، وRawNet2-Vocoder-v3 لكشف الصوت المزيف.


مقالات ذات صلة

«أبل ووتش» تتيح خاصية التنبيه المبكر لارتفاع ضغط الدم في السعودية والإمارات

تكنولوجيا خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم في «أبل ووتش» تستند إلى مستشعر نبضات القلب البصري في الساعة (الشرق الأوسط)

«أبل ووتش» تتيح خاصية التنبيه المبكر لارتفاع ضغط الدم في السعودية والإمارات

قالت شركة «أبل» إنها أتاحت خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم على ساعات «أبل ووتش» لمستخدميها في السعودية والإمارات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
علوم الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

مشروع مثير للإعجاب لا مثيل له في العالم

جيسوس دياز (واشنطن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

TT

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

منذ إطلاق نسخته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في العاصمة السعودية الرياض، عقب النجاح الذي تحقق في فعالية «آت هاك» العام الذي قبله، شهد أكبر تجمع للأمن السيبراني في المنطقة، لحظات تحوّل لافتة، رصدها الزوّار والمهتمّون، ولاحظتها التغطيات المستمرة لـ«الشرق الأوسط»، وصولاً إلى النسخة الحالية.

يعدّ «بلاك هات» فعالية عالمية متخصصة في الأمن السيبراني، انطلقت في عام 1997، ويعد إحدى أهم المحافل العالمية لقطاع أمن المعلومات وقِبلة للمهتمين فيه، وبدأ كفعالية سنوية تقام في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، قبل أن يجد في الرياض مستقرّاً سنويّاً لـ4 نسخ متتالية.

في النسخة الأولى من الفعالية التي ينظّمها «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، الذي أنشأته السعودية لتحقيق أهدافها في تمكين مواطنيها من اكتساب الخبرات في مجال الأمن السيبراني والبرمجة لتحقيق رؤيتها الهادفة إلى تطوير كوادرها المحلية في مجالات التقنية الحديثة، إلى جانب شركة تحالف.

شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 200 متحدث عالمي، وحضور أكثر من 250 شركة أمن سيبراني رائدة، منهم عمالقة التقنية العالميون، مثل Cisco وIBM وSpire وInfoblox، بالإضافة إلى أكثر من 40 شركة ناشئة في المجال نفسه، قبل أن تتصاعد هذه الأرقام وغيرها خلال النسخ اللاحقة.

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

«الشرق الأوسط» التقت خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، الذي شرح بشكل مفصل، أنه «بدايةً من (آت هاك) في عام 2021 عندما بدأنا، وكان أول مؤتمر سيبراني يُقام في السعودية، وبعد النجاح الذي حققناه، استطعنا أن نستقطب (بلاك هات) نفسه من لاس فيغاس، الذي كان يقام منذ أكثر من 35 عاماً، وهذا هو العام الرابع لـ(بلاك هات) هنا، وكل عام يشهد زيادة في الحضور وعدد الشركات، وزيادة في ساعات المحاضرات».

ارتفاع عدد الشركات العالمية المشاركة بنسبة 27 في المائة

نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بيّن تطور «بلاك هات» في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات. وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد قرابة 27 في المائة عن العام الماضي».

ابتكارات جديدة في كل نسخة

السليم وضّح أن «بلاك هات» يبتكر في كل نسخة أشياء جديدة، مثل منطقة الفعاليات التي تضمّ تقريباً 10 فعاليات جديدة، بالإضافة إلى أكثر من 12 مسرحاً مع أكثر من 300 خبير في مجال الأمن السيبراني. وحول نوعية الشركات والجهات المشاركة، دلّل عليها بأن أغلب الشركات العالمية مثل «إف بي آي»، ووزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين، وتابع أن كل هذه الإضافات في كل نسخة «تعتبر متجددة، وكل نسخة تزيد الأرقام أكثر من النسخة التي سبقتها».

الجهات الوطنية «تؤدي عملاً تشاركياً»

وحول مساهمة «بلاك هات» في تحقيق المستهدفات الوطنية، ومنها تحقيق السعودية المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني للتنافسية، نوّه السليم بأن الاتحاد (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز)، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والشركات السعودية في مجال الأمن السيبراني، تؤدي عملاً تشاركيّاً.

وأردف: «عندما يكون في (بلاك هات) أكثر من 300 ورشة عمل ومنطقة الفعاليات والتدريبات العملية التي تجري فيها والتدريبات المصاحبة لـ(بلاك هات) والشركات والمنتجات السعودية التي تُطرح اليوم، كلها تُساعد في رفع مستوى الأمان في المملكة، وهذا يُساعد في المؤشرات في مجال الأمن السيبراني».

واختتمت فعاليات «بلاك هات 2025»، الخميس، بجلسات استعرضت الهجمات المتطورة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستجابة للحوادث السيبرانية، كما ناقشت أحدث الاتجاهات والتقنيات التي تشكّل مستقبل الأمن السيبراني عالمياً.


بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
TT

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

في عامٍ استثنائي اتّسم بتسارع التحوّل الرقمي واتّساع أثر الذكاء الاصطناعي وتحوّل المحتوى الرقمي إلى لغة يومية للمجتمعات، تداخلت ملامح المشهد العربي بين ما رصده بحث «غوغل» من اهتماماتٍ متصدّرة، وما كشفه «يوتيوب» عن لحظاته البارزة ومنتجاته الجديدة في الذكرى العشرين لانطلاقه. جاءت الصورة النهائية لعام 2025 لتُظهر كيف أصبح الإبداع الرقمي، بجميع أشكاله، مرآةً لنبض الشارع وعمق الثقافة وتطلعات الأجيال الجديدة.

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدت هذا العام أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا من أي وقت مضى. فقد تصدّرت أدوات الذكاء الاصطناعي قوائم البحث في «غوغل» في عدة دول عربية.

كانت «جيميناي» إلى جانب «تشات جي بي تي » و «ديب سيك» في طليعة الأدوات الأكثر بحثاً، مدفوعةً بفضول جماعي لفهم إمكانات النماذج التوليدية وتطبيقاتها الإبداعية. ولم يقتصر الأمر على التقنيات العامة، بل امتد إلى أدوات متخصصة مثل «نانو بانانا» لتحرير الصور و«فيو» لإنشاء مقاطع فيديو انطلاقاً من النصوص، ما يعكس تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى جزء من الحياة اليومية.

يكشف «يوتيوب» عن ابتكارات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز صناعة المحتوى وتحسين تجربة المشاهدة والتفاعل (شاترستوك)

الأكثر رواجاً في السعودية

وفي قلب هذا المشهد المتغير، برزت المملكة العربية السعودية بصورة لافتة، إذ كان التحول الرقمي العنوان الأبرز لاهتمامات السعوديين خلال عام 2025. فقد لجأ الأفراد إلى بحث «غوغل» لتسيير شؤونهم اليومية ضمن نمط حياة رقمي آخذ في التوسع، مع ارتفاع عمليات البحث المتعلقة بمنصات مثل قبول، وتسجيل الحرس الوطني، والمركز الوطني للقياس. وإلى جانب الإقبال على الخدمات الرقمية، حافظ الترفيه على مكانته في الأمسيات السعودية، حيث استمر مسلسل «شباب البومب 13» في جذب الأنظار، إلى جانب العمل الجديد «فهد البطل» الذي حقق انتشاراً واسعاً.

وفي السياق ذاته، أظهرت المملكة شغفاً متزايداً بتكنولوجيا المستقبل، مع اهتمام واضح بأدوات الذكاء الاصطناعي مثل «Gemini» و«Hailuo AI»، ما يعكس انفتاح المجتمع السعودي على التقنيات الحديثة وتبنّيها مبكراً.

هذا التفاعل مع التكنولوجيا لم يقتصر على السعودية، بل امتد إلى دول عربية أخرى بطرق متعددة. ففي العراق، تصدرت مباريات المنتخب الوطني واجهة البحث إلى جانب بروز أسماء إعلامية ومحتوى رقمي مؤثر. وفي الأردن وسوريا وفلسطين، ظل التعليم والخدمات العامة والدراما المحلية والرياضة في مقدمة الاهتمامات، لتبقى هذه المجتمعات متفاعلة مع مستجدات الحياة رغم اختلاف السياقات والتحديات. أما المغرب والجزائر، فحافظا على حضور كرة القدم في صدارة المشهد، إلى جانب انتشار الأدوات الذكية والأعمال الدرامية ونجاحات الإنتاجات العالمية.

أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «جيميناي» و«شات جي بي تي» تصدّرت عمليات البحث في عدة دول عربية (شاترستوك)

من «غوغل» إلى «يوتيوب»

هذه الديناميكية الرقمية امتدت بقوة إلى «يوتيوب»، الذي اختار عامه العشرين ليقدّم أول «ملخص مشاهدة شخصي» عالمي، يسمح للمستخدمين باستعادة أبرز لحظاتهم عبر المنصة. وقد عكس هذا الإصدار فهماً عميقاً لطبيعة الجمهور العربي، الذي أظهر تفاعلاً كبيراً مع المواسم الثقافية كرمضان وعيد الأضحى، وناقش قضايا الذكاء الاصطناعي، وتابع بشغف نجوم كرة القدم العالميين مثل لامين يامال ورافينيا. كما حققت الأعمال الدرامية والأنمي والألعاب من «لعبة الحبّار» (Squid Game) إلى«Blue Lock» و«Grow a Garden» انتشاراً واسعاً، ما يعكس تنوع أذواق الجمهور واتساع رقعة التأثير الثقافي الرقمي.

وبرز عربياً هذا العام صعود لافت لصنّاع المحتوى، وفي مقدمتهم الفلسطيني أبو راني الذي تصدّر القوائم إقليمياً واحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد «Mr. Beast» بمحتوى بسيط وواقعي يوثق تفاصيل الحياة اليومية في غزة.

وعلى مستوى الموسيقى، احتلت أغنية «خطية» لبيسان إسماعيل وفؤاد جنيد المرتبة الأولى، مؤكدة الدور المتصاعد لمنشئي المحتوى في تشكيل الذوق الفني الرقمي.

وإلى جانب رصد الظواهر، كشف «يوتيوب» خلال فعالية «Made on YouTube» عن سلسلة ابتكارات جديدة تستشرف مستقبل صناعة المحتوى. فقد بدأ دمج نموذج «Veo 3 Fast» لتمكين منشئي «شورتس» من تصميم خلفيات ومقاطع عالية الجودة مجاناً، وإضافة الحركة إلى المشاهد بمرونة غير مسبوقة. كما ستتيح ميزة «التعديل باستخدام الذكاء الاصطناعي» تحويل المقاطع الأولية إلى مسودة جاهزة، فيما تضيف ميزة «تحويل الكلام إلى أغنية» بعداً إبداعياً جديداً لمنشئي المحتوى الشباب.

وفي خطوة لتقوية البنية الإبداعية، أعلن «يوتيوب» عن تحسينات واسعة في «استوديو YouTube» تشمل أدوات تعاون بين صناع المحتوى واختبارات «A/B » للعناوين وترقيات تجعل الاستوديو منصة استراتيجية لتطوير المحتوى. كما يجري العمل على توسيع أداة «رصد التشابه» التي تساعد على متابعة الفيديوهات التي ينشئها الذكاء الاصطناعي باستخدام وجوه مشابهة لصناع المحتوى، وهي خطوة مهمة في زمن تتداخل فيه حدود الهوية الرقمية مع الإبداع الاصطناعي.

اهتمامات البحث تنوعت عربياً بين التعليم والرياضة والدراما والأدوات التقنية بحسب سياق كل دولة (أدوبي)

ماذا عن المشاهدات؟

على صعيد المشاهدة، فقد شهد المحتوى المباشر نمواً استثنائياً، إذ إن أكثر من 30 في المائة من مستخدمي «يوتيوب» شاهدوا بثاً مباشراً يومياً في الربع الثاني من عام 2025. لذلك تطلق المنصة أكبر تحديث لأدوات البث الحي لتعزيز تفاعل الجمهور وتوسيع قاعدة المشاهدين وزيادة مصادر الدخل. وفي المجال الموسيقي، تحمل «YouTube Music» ميزات جديدة مثل العد التنازلي للإصدارات وخيارات حفظ المفضلات مسبقاً، فيما تعمل المنصة على أدوات تربط الفنانين بمعجبيهم عبر محتوى حصري وتجارب مخصصة.

كما تتوسع فرص التعاون بين العلامات التجارية وصناع المحتوى، مع ميزات جديدة في «التسوق على يوتيوب» تشمل الروابط المباشرة داخل «شورتس» وإدراج مقاطع العلامات التجارية بسهولة أكبر، مدعومةً بإمكانات الذكاء الاصطناعي لتسهيل الإشارة إلى المنتجات وتوسيع الأسواق المتاحة.

في هذا المشهد المتفاعل بين «غوغل» و«يوتيوب» والجمهور العربي، يتضح أن المنطقة تعيش مرحلة جديدة يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعي مع الإبداع الإنساني، ويتحوّل فيها المحتوى الرقمي إلى منصة للتعبير الجماعي وبناء المجتمعات وصياغة الاتجاهات الثقافية. وبين البحث والاستهلاك والإنتاج، يستمر عام 2025 في رسم ملامح عقدٍ مقبل يعد بأن يكون الأكثر ثراءً وتحولاً في تاريخ المحتوى العربي الرقمي.


شريحة دماغية تُمكّن المرضى من تحريك أطراف روبوتية بمجرد التفكير

منصة «إكس»
منصة «إكس»
TT

شريحة دماغية تُمكّن المرضى من تحريك أطراف روبوتية بمجرد التفكير

منصة «إكس»
منصة «إكس»

أعلنت شركة «نيورالينك»، التابعة لإيلون ماسك، أنّ شريحتها المزروعة في الدماغ باتت قادرة على مساعدة المرضى في تحريك أطراف روبوتية باستخدام الإشارات العصبية، في خطوة تُعد من أبرز التطورات في مجال الواجهات العصبية الحاسوبية، وفقاً لموقع «يورونيوز».

ويأتي هذا التقدّم في حين لا يزال الجهاز في مرحلة التجارب السريرية؛ إذ تتركّز الاختبارات على مستويات الأمان ووظائف الشريحة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض وإصابات تحدّ من قدرتهم على الحركة.

وفي مقطع فيديو نشرته الشركة على منصة «إكس»، ظهر المريض الأميركي روكي ستاوتنبرغ، المصاب بالشلل منذ عام 2006، وهو يحرك ذراعاً روبوتية مستخدماً أفكاره فقط، قبل أن يرفع الذراع إلى وجهه ويقبّلها في مشهد لافت.

وقالت «نيورالينك» في بيان عبر المنصة إن «المشاركين في تجاربنا السريرية تمكنوا من توسيع نطاق التحكم الرقمي ليشمل أجهزة فيزيائية مثل الأذرع الروبوتية المساعدة»، مشيرة إلى أن الشركة تخطط لـ«توسيع قائمة الأجهزة التي يمكن التحكم بها عبر الشريحة مستقبلاً».

وتهدف هذه التقنية إلى مساعدة المرضى المصابين بالشلل على استخدام أجهزتهم الشخصية واستعادة جزء من قدرتهم على الحركة، من خلال واجهة تُعرَف بـ«واجهة الدماغ والحاسوب» (BCI)، وهي تقنية قادرة على تفسير الإشارات الصادرة عن الدماغ وتحويلها إلى أوامر رقمية.

وبحسب الشركة، فقد جرى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي زرع الشريحة في 12 مريضاً حتى سبتمبر (أيلول) 2024. وكان أول المشاركين يعاني من شلل ناتج عن إصابة في الحبل الشوكي، واستطاع بفضل الشريحة تشغيل ألعاب الفيديو ولعبة الشطرنج بواسطة التفكير.

ويعاني باقي المتطوعين إما من إصابات في الحبل الشوكي أو من التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو مرض يؤدي تدريجياً إلى فقدان القدرة على التحكم في عضلات الجسم.

وكشف ماسك أن أكثر من 10 آلاف شخص سجّلوا أسماءهم في سجل المرضى لدى «نيورالينك» على أمل المشاركة في التجارب المستقبلية.

وتعد «نيورالينك» واحدة من عدة شركات تعمل في مضمار تطوير واجهات الدماغ الحاسوبي، في حين تشير بيانات التجارب السريرية الأميركية إلى أن تقنيات مماثلة يجري اختبارها لمساعدة المصابين بالشلل الدماغي، والخرف، والجلطات الدماغية، وغيرها من الحالات الصحية المعقدة.