انطلقت مجموعة من الأقمار الاصطناعية المتخصصة في دراسة الطقس الفضائي صباح الأربعاء؛ بهدف مراقبة الأعاصير الشمسية التي قد تسبب ظواهر طبيعية خلابة كالشفق القطبي، ولكنها قد تتسبب أيضاً في تعطيل الاتصالات وتقييد حركة رواد الفضاء في الفضاء، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».
انطلقت الأقمار الثلاثة من مركز كينيدي الأميركي للفضاء بعد شروق الشمس مباشرةً على متن صاروخ تابع لشركة «سبيس إكس». وتهدف هذه الأقمار إلى الوصول إلى منطقة مدارية حول الشمس تبعد نحو 1.6 مليون كيلومتر عن الأرض، حيث ستقوم كل منها بمهمتها الخاصة.
يبلغ إجمالي تكلفة هذه الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة «ناسا» وهيئة الأرصاد الجوية والمحيطات الأميركية، بالإضافة إلى تكاليفها التشغيلية، نحو 1.6 مليار دولار. ووصف جو ويستليك من «ناسا» هذه المهمة بأنها «نموذج مثالي للتعاون في مجال استكشاف الفضاء»؛ نظراً لمشاركة الصاروخ لتقليل التكاليف.
يأتي في مقدمة هذه الأقمار «مسبار (ناسا) لتصوير وتسجيل تسارع الرياح الشمسية»، والذي سيقوم بدراسة حدود الغلاف الشمسي، وهو طبقة غازية تحمي كوكبنا من الرياح الشمسية.
بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن هذا المسبار من التنبؤ بالأعاصير الشمسية قبل حدوثها؛ ما يوفر تحذيراً قيّماً لرواد الفضاء المشاركين في برنامج «أرتيميس» التابع لـ«ناسا» لاستكشاف القمر. ويتوقع المسؤولون أن يصبح هذا المسبار جاهزاً للعمل بالكامل بحلول الوقت الذي سيقوم فيه رواد الفضاء برحلة حول القمر والعودة إلى الأرض في العام المقبل.
كما انطلق «مرصد كارثرز» التابع لـ«ناسا»، والذي يركّز على الغلاف الجوي الخارجي للأرض الذي يمتد إلى ما بعد القمر. سمي «مرصد كارثرز» نسبةً إلى العالم الراحل جورج كارثرز، مخترع التلسكوب فوق البنفسجي الذي تركه رواد «أبولو16» على سطح القمر عام 1972.

تنبؤ بالطقس الفضائي
أما أحدث مراصد الطقس الفضائي التابع لهيئة الأرصاد الجوية والمحيطات الأميركية، فسيبدأ العمل على الفور في تقديم خدمات التنبؤ بالطقس الفضائي على مدار الساعة. سيقوم بمراقبة نشاط الشمس وقياس الرياح الشمسية للمساعدة في حماية الأرض من الانفجارات الشمسية الخطيرة.
يتوقع المسؤولون أن تكون أقمار «ناسا» جاهزة للعمل في بداية العام المقبل، بينما سيتم تشغيل قمر هيئة الأرصاد الجوية والمحيطات الأميركية في الربيع.
تخصص «ناسا» أكثر من 879 مليون دولار لمهمتيها، بينما تبلغ حصة هيئة الأرصاد الجوية والمحيطات الأميركية 693 مليون دولار.
وبينما تمتلك «ناسا» بالفعل مجموعة من الأقمار الاصطناعية لمراقبة الشمس، قالت نيكي فوكس، رئيسة قسم العلوم في «ناسا»، إن هذه المهمات الجديدة توفر أجهزة أكثر تطوراً لقياسات أكثر دقة. أضافت: «إن الجمع بين هذه البيانات سيمنحنا فهماً أعمق وأشمل للشمس».
وأوضح المسؤولون أن الهدف من هذه البعثات هو تعزيز فهمنا للشمس؛ ما سيسهم في حماية كوكب الأرض بشكل أفضل. ورغم جمال ظاهرة الأضواء القطبية، فإنها لن تكون محور اهتمام هذه البعثات.
وخلال عرض تقديمي لبعثة «أرتيمس» القادمة من وكالة «ناسا» حول القمر، صرّح مسؤولون علميون يوم الثلاثاء بأن هذه البعثات الجديدة لدراسة الطقس الفضائي ستُحسّن توقعات النشاط الشمسي، وستصدر تحذيرات مهمة في حال حدوث أي نشاط شمسي قوي. وفي هذه الحالة، سيختبئ رواد الفضاء الأربعة مؤقتاً في منطقة تخزين تحت قاع الكبسولة لتجنب التعرّض للإشعاعات العالية.




