«تيك توك» توكل الإشراف على المحتوى في بريطانيا للذكاء الاصطناعيhttps://aawsat.com/%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7/5178205-%D8%AA%D9%8A%D9%83-%D8%AA%D9%88%D9%83-%D8%AA%D9%88%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%88%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A
«تيك توك» توكل الإشراف على المحتوى في بريطانيا للذكاء الاصطناعي
رسم متخيّل لعمل الذكاء الاصطناعي (رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«تيك توك» توكل الإشراف على المحتوى في بريطانيا للذكاء الاصطناعي
رسم متخيّل لعمل الذكاء الاصطناعي (رويترز)
أعلنت منصة التواصل الاجتماعي «تيك توك» التي تملكها مجموعة «بايت دانس» الصينية إعادة تنظيم خدمة الإشراف على المحتوى التابعة لها في المملكة المتحدة، كجزء من خطتها العالمية لتعزيز الذكاء الاصطناعي؛ ما قد يؤثر على مئات الوظائف في البلاد.
وقال ناطق باسم «تيك توك» في بيان أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نواصل إعادة تنظيم خدمات الإدارة التي بدأناها العام الماضي. ويتضمن ذلك تركيز عملياتنا على عدد أقل من المواقع عالمياً (...) مع تطوير هذه الوظيفة الحيوية للشركة من خلال التطورات التكنولوجية»، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت «تيك توك» أن بعض وظائف الإدارة ستبقى في المملكة المتحدة، وأن المشرفين المعنيين سيُمنحون الأولوية للعروض الداخلية.
ويتولى المشرفون مسؤولية منع نشر المحتوى الذي يتضمن خطاب كراهية أو معلومات مضللة أو مواد إباحية على المنصة.
وتُمثل إعادة التنظيم العالمية هذه، التي تؤثر أيضاً على دول آسيوية عدة بينها خصوصاً ماليزيا، جزءاً من اتجاه عام بين شركات التواصل الاجتماعي لتقليل اعتمادها على الموظفين والتحول بشكل أكبر نحو الذكاء الاصطناعي.
وتقول «تيك توك» إن 85 في المائة من عمليات إزالة المحتويات المخالفة لقواعدها على المنصة تحصل تلقائياً بالاعتماد على التقنيات الآلية.
شعار «تيك توك» خلال معرض للتكنولوجيا في مدينة كولن الألمانية (د.ب.أ)
ومنذ 25 يوليو (تموز) الماضي، أصبحت مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مشاركة الفيديو في المملكة المتحدة مُلزَمة بتطبيق ضوابط صارمة لمنع القصّر من الوصول إلى محتوى غير لائق، وذلك بموجب قانون السلامة على الإنترنت.
ويفرض هذا القانون التزامات أخرى على المنصات، مثل إزالة أي محتوى يُروج لاضطرابات الأكل، والأفكار الانتحارية، وإيذاء النفس.
وتقول «تيك توك» إن لديها أكثر من 30 مليون مستخدم شهرياً في المملكة المتحدة، من أصل عدد سكان يبلغ نحو 68 مليون نسمة.
وفي يونيو (حزيران)، أعلنت الشركة توفير 500 وظيفة في البلاد وافتتاح مكتب ثانٍ في لندن، لتصل قوتها العاملة إلى 3000 موظف.
وتخضع منصة مشاركة الفيديو الواسعة الانتشار التي تضم أكثر من 1.5 مليار عضو، لتدقيق من السلطات في كل من أوروبا والولايات المتحدة بسبب تأثيرها على الصحة النفسية للأطفال، واستخدامها لبيانات المستخدمين، وعلاقاتها ببكين، وتأثيرها على الرأي العام.
وتواجه الشبكة الاجتماعية احتمال الحظر في الولايات المتحدة إذا لم تتخلَّ شركتها الأم «بايت دانس» عن سيطرتها عليها. وحُدد موعد نهائي لبيعها في 17 سبتمبر (أيلول).
بقصصها ذات المواضيع التشويقية وميزانياتها التي لا تتجاوز بضع مئات الآلاف من الدولارات، وجداول تصويرها السريعة، يُحدث النمط العمودي تحولاً جذرياً في قطاع متعثر.
أعلنت المفوضية الأوروبية، يوم الجمعة، أن شركتي «ميتا» الأميركية وتطبيق «تيك توك» ربما تكونان قد انتهكتا التزاماتهما بتوفير وصول كافٍ للباحثين إلى البيانات.
1200 جامعة تشارك في «ابتكارات للبشرية» لإعادة تعريف مستقبل المجتمعات التقنيhttps://aawsat.com/%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7/5210272-1200-%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%86%D9%8A
1200 جامعة تشارك في «ابتكارات للبشرية» لإعادة تعريف مستقبل المجتمعات التقني
مبادرة «ابتكارات للبشرية» تحوّل الابتكار الجامعي المبكر إلى منصة عالمية لإنتاج حلول واقعية للمشكلات الملحّة (الشرق الأوسط)
تتراكم التحديات الإنسانية بوتيرة غير مسبوقة، ويبدو العالم وكأنه يعيد تعريف مفهوم الابتكار بالكامل. فالتهديدات البيئية، وندرة المياه، وتراجع الأمن الغذائي، واتساع فجوات الصحة، ليست مشكلات بعيدة أو مستقبلية، بل هي واقع يومي تعيشه مجتمعات حول العالم. وبينما تُظهر منظومات الابتكار التقليدية القائمة على البحث المؤسسي ورأس المال الجريء علامات تعب وفجوات هيكلية، يبرز مصدر بديل وأكثر ديناميكية للحلول وهي الجامعات.
هذا الإيمان بدور البحث الأكاديمي المبكر هو الأساس الذي يقوم عليه برنامج «ابتكارات للبشرية» (Prototypes for Humanity) المنصة التي نجحت خلال العقد الماضي في بناء واحد من أكبر التجمعات العالمية للحلول الجامعية الواعدة. ولا يشبه البرنامج أي معرض تقني تقليدي، إذ لا يركز على النماذج النهائية أو المشروعات الجاهزة للتسويق، بل يحتفي بالنماذج الأولية الهشّة، تلك التي لا تزال في طور التشكّل، لكنها تستجيب مباشرة لاحتياجات ملحّة في المجتمعات.
في دورة 2025 التي استضافتها دبي، استقبل البرنامج أكثر من 3000 مشروع من 1200 جامعة في 120 دولة، ولم يتم اختيار سوى 100 مشروع للعرض. ومع ذلك، يصرّ تاديو بالداني كارافييري، مدير مبادرة «ابتكارات للبشرية» على أن قوة البرنامج ليست في الأرقام بل في نوعية الأسئلة التي يطرحها، وفي الطريقة التي يبني بها جسوراً بين الابتكار المبكر والتطبيق الواقعي. ويقول خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» إن «الجامعات تفيض بأشخاص يصنعون النسخ الأولى لأدوات الغد. دورنا هو إخراج هذه الأدوات من المختبر إلى العالم الحقيقي، حيث يمكن اختبارها وتطويرها وتعزيز أثرها».
منصة عالمية متعددة الطبقات
حين انطلقت مبادرة «ابتكارات للبشرية» قبل أكثر من عشر سنوات، كانت تركز على تخصصات التصميم والعمارة والفنون. لكن مع تغيّر طبيعة التحديات العالمية، بدأت المشاريع القادمة من الجامعات تتجه نحو حلول هندسية، وابتكارات في الصحة، وتقنيات زراعية للمناطق القاحلة، وأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات الهشّة. هذا التطور لم يكن مجرد تحول في نوعية المشاركات، بل إعادة صياغة شاملة لهوية البرنامج.
فبدلاً من أن يبقى المعرض فعالية سنوية تقف عند عرض الأفكار، توسّع ليصبح منظومة عمل متكاملة تدعم الابتكار عبر مراحل متعددة تبدأ من صياغة مسار أولي للفكرة، وتمتد إلى توفير الإرشاد الأكاديمي والعملي من خبراء عالميين، وتنتهي بربط المبتكرين بالجهات الحكومية وشركاء المجتمع، مع منحهم دعماً تقنياً متخصصاً ومساعدتهم على خوض تجارب ميدانية في السياقات التي تستهدفها مشاريعهم. هذا النهج لا يستهدف دفع كل مشروع إلى التحول لشركة ناشئة، بل كما يصف كارافييري يهدف إلى مساعدة كل نموذج أولي على الوصول إلى النظام البيئي الأكثر ملاءمة له، سواء كان ذلك ضمن مؤسسات حكومية، أو منظمات إنسانية، أو شركاء صناعيين، أو مجتمعات تبحث عن حلول قابلة للتطبيق الفوري.
ويرى كارافييري أن هذا البناء الهيكلي، المدعوم بطريقة مرنة وغير مباشرة من جهات مثل مؤسسة دبي للمستقبل، جعل المبادرة واحدة من أهم الجسور بين البحث الجامعي النظري والتطبيق العملي الذي تحتاجه المجتمعات اليوم.
يتم اختيار المشاريع بناءً على قدرتها على حل مشكلات حقيقية وإحداث أثر قابل للقياس لا بناءً على جاهزيتها التجارية (ابتكارات للبشرية)
ابتكار يولد من عدم المساواة
واحدة من أهم ملاحظات كارافييري خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» كانت حول الفجوة الكبيرة بين منظومات الابتكار في الشمال العالمي والجنوب العالمي. ففي حين تمتلك الجامعات في الدول المتقدمة بنية تحتية مكرّسة لتحويل الأفكار إلى شركات أو أدوات جاهزة للتطبيق مثل الحاضنات والمسرّعات، والتمويل الحكومي، والمختبرات المشتركة، يفتقر العديد من الطلبة في الدول النامية إلى البيئات التي تسمح لهم بتجربة أفكارهم على الأرض. فالافتقار إلى الإمكانات الميدانية، وصعوبة الوصول إلى المؤسسات الحكومية أو المنظمات المجتمعية، وقلة الشركاء الصناعيين، جميعها تجعل عملية الانتقال من الفكرة إلى التطبيق أكثر تحدياً.
ولهذا أصبحت فلسفة «ابتكارات للبشرية» تعتمد على شمولية حقيقية، إذ لا تنظر لجنة الاختيار إلى سمعة الجامعة أو الإمكانات المالية، بل إلى جدية المشكلة التي يحاول المشروع حلها وإمكانية تحقيق أثر ملموس. وهكذا نجد مشاريع تأتي من جامعات مرموقة مثل «MIT» و«ستانفورد» و«أكسفورد»، إلى جانب مشاركات من جامعات في رواندا وبوليفيا وأوزبكستان. ويعلّق كارافييري على ذلك قائلاً: «في كثير من الأحيان، تأتي الحلول الأقوى من الذين يعيشون المشكلة مباشرة». هذه الواقعية التي يحملها المبتكرون الشباب أصبحت، بحسب كارافييري، مصدر قوة البرنامج الرئيسي.
طريقة اختيار المشاريع
بحسب كارافييري، تعتمد مبادرة «ابتكارات للبشرية» على معيار واحد أساسي: «هل يعالج هذا النموذج الأولي مشكلة حقيقية بطريقة قابلة للقياس؟».
ولا يشترط أن يكون المشروع قابلاً للتسويق أو قريباً من الإنتاج التجاري، ولا حتى مكتملاً هندسياً. المهم هو أن يكون هناك فهم عميق لسياق المشكلة، وأن يقدم الحل قيمة فعلية للناس، سواء أكانت تقنية أو إنسانية أو بيئية. ولهذا تمتد عملية التقييم إلى مراجعة حجم التأثير المحتمل، ومدى الأصالة العلمية أو التقنية، ومدى ارتباط المشروع باحتياجات المجتمعات. ويتم قياس الأثر لاحقاً من خلال متابعة الشراكات التي يعقدها المبتكرون، وتجارب التطبيق في المدارس والمزارع والمراكز الصحية، والمشاريع التي تتحول إلى أدوات معتمدة لدى مؤسسات حكومية أو منظمات غير ربحية. يشدد كارافييري على أن «نجاح النموذج بالنسبة لنا ليس في عدد المستثمرين، بل في دخوله مدرسة، أو مزرعة، أو مخيم لجوء، أو مركز صحة».
تسعى المبادرة إلى خلق بنية تحتية جديدة للابتكار العالمي حيث تبدأ الحلول من الجامعات وتنتقل مباشرة إلى المجتمعات التي تحتاجها (الشرق الأوسط)
جولة داخل المعرض
عند التجوّل في المعرض داخل منطقة «2071» في دبي، يصبح واضحاً أن المشاريع ليست أفكاراً نظرية بل هي حلول تستجيب لأزمات حقيقية. فقد قدم المشاركون حلولاً تتراوح بين معالجة تدهور التربة ونقص المياه، والتشخيص المبكر للأمراض المعدية، ودعم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، والزراعة في البيئات الصحراوية، وتقنيات الاستدامة.
«سنونو»: ذكاء اصطناعي لإعادة تعريف الري في الصحاري
أحد المشاريع اللافتة، خصوصاً لارتباطه المباشر بقضايا المنطقة، كان المشروع السعودي «سنونو» (Sununu) من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بهدف مواجهة تحديات الري في البيئات القاحلة. إنه منصة تعتمد على حساسات متعددة، ونمذجة تنبؤية، واتصال طويل المدى عبر «LoRaWAN» لتحديد التوقيت الأمثل للريّ، وتوقع الأعطال، وتحليل احتياجات النباتات في بيئات شديدة الجفاف.
وخلال التجارب الميدانية في الصحراء السعودية، أثبت النموذج فعاليته، إذ رفع كفاءة الري بشكل واضح، وحسّن صحة النباتات، وقلل الهدر عبر اكتشاف الأعطال مبكراً.
ويصف كارافييري المشروع بأنه مثال على التحول العالمي نحو ابتكار يناسب البيئة أولاً، ويقول: «نرى اليوم موجة جديدة من حلول المناخ المصممة خصيصاً لبيئات محددة. عندما يطور فريق سعودي حلاً للزراعة الصحراوية، فهذا ليس مشروعاً محلياً فقط بل عالمي الأهمية». ويمتد أثر «سنونو» المحتمل إلى مشاريع التشجير الكبرى في المنطقة وبرامج الأمن الغذائي في البيئات الصحراوية.
نماذج بارزة أخرى من المعرض
إلى جانب «سنونو»، برزت مجموعة من النماذج ذات أثر عالمي، بينها مشروع «SOIL+ CO₂» من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في أستراليا، وهو مجسّ متعدد الحساسات يقيس رطوبة التربة وتدفق ثاني أكسيد الكربون وحرارتها، ويقدّم بيانات فورية تمكّن المزارعين من تطبيق الزراعة الدقيقة. وهناك مشروع «إيروبود» (Aeropod) من جامعة «إمبريال كوليدج لندن»، وهو كبسولة صديقة للبيئة تعيد إحياء التربة المتدهورة دون الحاجة لآلات ثقيلة عبر إطلاق مزيج من المغذيات والمواد الحيوية.
كما قدمت جامعة أبوظبي مشروع «سند» (Sanad) وهو منصة عربية لدعم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تعتمد على محتوى متكيف ثقافياً وواقع معزز ووكلاء افتراضيين ثنائيي اللغة. ومن جامعة «هارفارد» الأميركية جاء مشروع «كولاب» (ChoLab) وهو نموذج منخفض التكلفة للكشف السريع عن الكوليرا خلال 20 دقيقة فقط باستخدام الهاتف الذكي. أما مشروع «بلانتزكير» (PlantZCare) من جامعة «بوليتكنيكو دي تورينو» في إيطاليا، فهو جهاز استشعار قابل للارتداء على النباتات لاكتشاف الإجهاد مبكراً في المناطق المعرضة للجفاف.
مطور مشروع «SOIL+ CO₂» من أستراليا وهو مجسّ متعدد الحساسات يقيس رطوبة التربة وتدفق ثاني أكسيد الكربون وحرارتها (الشرق الأوسط)
أهمية هذه النماذج
فمع تسارع الأزمات البيئية والصحية والاجتماعية، يكتسب الابتكار الجامعي ميزة جوهرية وهو أنه غير محكوم باعتبارات السوق أو الربحية. فالطلبة يصممون حلولاً لأن المشكلة موجودة أمامهم، لا لأن السوق جاهزة لها. يعد كارافييري أن «هذه ليست رؤى مستقبلية افتراضية. هذه نماذج لعالم يعيش أزمات حقيقية اليوم أحياناً في مجتمعات المبتكرين أنفسهم». كما يعد قياس أثر الابتكار المبكر من أصعب المهام، خاصة مع النماذج التي لا تزال في مهدها. لذلك يتابع البرنامج المشاريع على مدى طويل، ويرصد تجاربها الميدانية، والشراكات التي تعقدها، وفرص التطبيق في المؤسسات، والتحولات التي تمر بها. ويختصر كارافييري المسألة بوصفه: «ليس كل نموذج سيصل إلى التطبيق الكامل، لكن كل واحد منها يساعدنا على فهم كيف يظهر الابتكار الجاهز للعمل الميداني».
نظرة إلى المستقبل
لماذا يتحول الابتكار المبكر إلى بنية تحتية جديدة للإنسانية؟
العالم يواجه تحديات جوهرية، ويبدو أن مسار الابتكار التقليدي، من المختبر إلى السوق، أصبح بطيئاً للغاية مقارنة بحجم الأزمات. وهنا يبرز دور مبادرات مثل «ابتكارات للبشرية»، التي تربط بين البحث الجامعي، والاحتياجات المجتمعية، والجهات القادرة على توفير بيئات اختبار حقيقية. يرى كارافييري أنه «إذا استطعنا مساعدة جزء صغير فقط من هذه النماذج للوصول إلى المجتمعات، أو المستشفيات، أو المزارع، فنحن بالفعل نغير معادلة الابتكار». إن ما يقدمه البرنامج ليس معرضاً لأفكار طلابية، بل منظومة متكاملة تمثل بنية تحتية جديدة للابتكار المستقبلي؛ بنية تسمح للأفكار الصغيرة بأن تنمو، وللحلول المبكرة بأن تجد طريقها إلى الأماكن التي تحتاجها بشدة.
منصة «واتساب» تختبر رسمياً ميزة تعدد الحسابات على «iOS» للمرة الأولى
ميزة «واتساب» الجديدة تتيح تشغيل حسابين على تطبيق واحد مع فصل كامل للإعدادات (أبل)
أطلقت منصة «واتساب» أحدث إصدار تجريبي لنظام «iOS» (آي أو إس) عبر برنامج «تست فلايت» (TestFlight)، ليصل التطبيق إلى النسخة «25.34.10.72»، التي تجلب معها واحدة من أكثر المزايا انتظاراً لدى المستخدمين، وهي إدارة واستخدام أكثر من حساب داخل التطبيق نفسه على جهاز واحد.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الشركة لتعزيز المرونة وتحسين تجربة المستخدم، خصوصاً لأولئك الذين يعتمدون على «واتساب» في التواصل الشخصي والعملي في آن واحد.
وتجدر الإشارة إلى أن ميزة تعدد الحسابات كانت قد وصلت إلى مستخدمي نظام آندرويد منذ أواخر عام 2023، قبل أن تبدأ الشركة باختبارها الآن على أجهزة «iOS» للمرة الأولى.
ميزة متعددة الحسابات
الميزة الجديدة، التي تحمل اسم «Multi - Account» (تعدد الحسابات)، بدأت بالظهور لعدد محدود من المستخدمين المشتركين في النسخة التجريبية، على أن تتوسع خلال الأسابيع المقبلة.
وتتيح الميزة إضافة حسابين مختلفين داخل التطبيق نفسه، مع إمكانية التبديل بينهما مباشرة من صفحة الإعدادات دون تسجيل خروج أو الحاجة إلى استخدام تطبيق «WhatsApp Business» (واتساب أعمال) كما كان يحدث سابقاً.
ووفقاً للبيانات التي رصدت داخل النسخة التجريبية، تظهر للمستخدمين قائمة جديدة داخل الإعدادات تحت اسم «Account List» (قائمة الحسابات)، أو زر مخصص بجانب رمز «QR» (رمز الاستجابة السريعة)، يتيح إضافة حساب جديد عبر 3 طرق مختلفة، منها تسجيل رقم جديد لم يُستخدم مسبقاً في «واتساب» وربط رقم مستخدم مسبقاً على جهاز آخر أو «واتساب أعمال»، وإضافة حساب مرافق عن طريق مسح رمز QR (رمز الاستجابة السريعة) لربطه بالجهاز مباشرة.
ميزة تعدد الحسابات تسمح بإضافة حسابين في «واتساب» على جهاز واحد للتنقل السريع (wabetainfo)
فصل كامل بين البيانات وإعدادات الخصوصية
تؤكد «واتساب» أنّ كل حساب داخل التطبيق يحتفظ بإعداداته المستقلة، بما في ذلك سجل المحادثات، والنسخ الاحتياطي وإعدادات الخصوصية ونغمات الإشعارات، وخيارات التحميل التلقائي للوسائط. ويأتي هذا الفصل لضمان عدم اختلاط البيانات بين الحسابات المختلفة، خصوصاً لدى المستخدمين الذين يديرون حساباً شخصياً وآخر للعمل.
كما عملت «واتساب» على تحسين طريقة ظهور الإشعارات في حال وصول رسالة لحساب غير نشط، حيث يعرض التطبيق اسم المرسل إلى جانب اسم الحساب الذي تلقّى الرسالة، لتفادي أي لبس أثناء التنقل بين الحسابات.
كما يشمل التحديث الجديد عدداً من الاختصارات التي تسهّل عملية التبديل بين الحسابات، مثل الضغط المطوّل على تبويب الإعدادات، أو استخدام النقر المزدوج للتنقل السريع بين الحسابات المضافة. وتتم عملية الانتقال بشكل فوري دون الحاجة لإعادة تشغيل التطبيق أو تسجيل الدخول من جديد.
وتدعم الميزة كذلك خاصية «قفل التطبيق» المعتمدة على التعرّف على الوجه أو بصمة الإصبع، حيث يطلب التطبيق التحقق من الهوية عند فتح حساب مقفل، مما يعزز مستوى الخصوصية ويحمي المستخدم من الوصول غير المصرح به.
خطوة تعزز حضور «واتساب» بين مستخدمي الأرقام المتعددة
يعتمد الكثير من المستخدمين على أكثر من رقم واحد، سواء للفصل بين التواصل الشخصي والمهني أو لإدارة الحسابات التجارية. ومع هذا التحديث، تصبح «واتساب» أول منصة تتيح إدارة رقمين داخل التطبيق الرسمي دون الحاجة لتطبيقات إضافية أو حلول بديلة. وتُعد هذه الخطوة تتويجاً لجهود الشركة في تحسين التوافق وتبسيط تجربة الاستخدام اليومية.
الإطلاق على مراحل
الميزة لا تزال ضمن المرحلة التجريبية ومحصورة على مستخدمي النسخة التجريبية من «iOS»، لكن من المتوقع أن تتسع دائرة الإتاحة تدريجياً لتشمل عدداً أكبر من المستخدمين، قبل أن يتم طرحها لاحقاً في النسخة الرسمية من التطبيق عندما تنتهي مرحلة الاختبارات وتحسينات الأداء.
أداة ذكاء اصطناعي تفكك الصور وتحولها لتصاميم قابلة للتعديل
منصة «Lovart AI» تفكك أي صورة لطبقات جاهزة للتعديل وتختصر وقت المصممين بشكل كبير (Lovart AI)
في عالم تتسارع فيه أدوات الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، تبرز منصة «Lovart AI» بوصفها واحدة من أكثر الحلول ابتكاراً للمصممين وصنّاع المحتوى. فبعيداً عن الأساليب التقليدية التي تعتمد على ملفات مفتوحة ومعقدة، تقدّم المنصة ميزة فريدة باسم «تحرير العناصر» (Edit Elements)، والتي تتيح تفكيك أي صورة أو تصميم إلى عناصر قابلة للتعديل بشكل مباشر، دون الحاجة لامتلاك الملف الأصلي أو مصادر التصميم.
هذه الخاصية التي بدأت تثير اهتمام المصممين حول العالم، تقوم على مبدأ بسيط في ظاهرها، لكنه تقنياً متقدم في عمق عمله. إذ يستطيع المستخدم رفع صورة ثابتة من أي تصميم، ليقوم النظام آلياً بتحليل محتواها وفصل الخطوط، والخلفيات، والرموز، والعناصر الرسومية إلى طبقات (Layers) مستقلة؛ ما يحول الصورة إلى ما يشبه ملف تصميم مفتوح يمكن التحكم فيه وتعديله بالكامل.
تمكّن المنصة من رفع أي صورة وتحويلها إلى طبقات قابلة لتعديل الخط والخلفية والعناصر (Lovart AI)
الميزة لا تقتصر على الفصل فقط، بل تمتد إلى تمكين المصمم من تعديل كل طبقة على حدة. يمكن تعديل حجم الخط ونمطه وتحريك العناصر وتغيير الخلفية واستبدال الصور الداخلية أو حتى إعادة هيكلة التصميم بطريقة مختلفة كلياً. بذلك تتحول التصاميم الجاهزة إلى مساحة واسعة لإعادة الابتكار، بدلاً من كونها مواد جامدة لا يمكن استخدامها إلا كما هي.
وتأتي «Lovart AI» استجابة لاحتياج واضح في سوق التصميم الرقمية؛ فالكثير من المصممين يواجهون تحدياً في التعامل مع تصميم لا يملكون ملفه الأصلي، أو يحتاجون لإعادة استخدام قالب بصيغة غير قابلة للتعديل. هنا تبرز أهمية «Edit Elements» باعتبارها تحل هذه الإشكالية جذرياً، وتوفر على المصمم ساعات من العمل اليدوي الذي كان يتطلب إعادة بناء التصميم من الصفر.
كما توفّر المنصة تجربة استخدام سهلة تعتمد على واجهة مبسطة، تجعل الأداة مناسبة للمصممين المحترفين والمستخدمين العاديين في آن واحد. ومع زيادة الاعتماد على المحتوى المرئي في المنصات الاجتماعية، باتت هذه الميزة خياراً عملياً لصناع المحتوى الذين يحتاجون لتعديلات سريعة، ودقيقة، وجاهزة للنشر.
تتيح المنصة تعديل الصور عبر تفكيكها إلى طبقات مستقلة مع إمكانية التعديل والحفظ بجودة احترافية (Lovart AI)
وتعكس هذه الأداة توجهاً جديداً في عالم التصميم، حيث لا يقتصر الذكاء الاصطناعي على إنشاء الصور أو اقتراح الأفكار، بل يتدخل للمرة الأولى في البنية الداخلية للتصميم نفسه، ويمنح المستخدم القدرة على تعديل عناصر لم تكن قابلة للوصول سابقاً.
تمثل «Lovart AI» وميزة «Edit Elements» تحوّلاً حقيقياً في طريقة التعامل مع التصاميم الرقمية، وتفتحان الباب أمام مرحلة جديدة يُعاد فيها تعريف حدود الإبداع وسرعة الإنتاج. ومع النمو المتسارع في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد تصبح هذه الأدوات معياراً أساسياً في السنوات القادمة داخل صناعة التصميم وصناعة المحتوى الرقمي. كما تجدر الإشارة إلى أن المنصة توفّر تجربة مجانية للمستخدم، في حين تبقى خدماتها المتقدمة ضمن خطط مدفوعة تتيح الوصول الكامل إلى جميع إمكاناتها الاحترافية.