وحدات التحكم لألعاب الفيديو بطراز نخبوي

تصميم متميز لأداة «سكوف فالور برو»

وحدات التحكم لألعاب الفيديو بطراز نخبوي
TT

وحدات التحكم لألعاب الفيديو بطراز نخبوي

وحدات التحكم لألعاب الفيديو بطراز نخبوي

رغم أن الشكل الأساسي لأداة التحكم في ألعاب الفيديو لم يتغير كثيراً منذ إصدار «إكس بوكس 360»، فإن الابتكارات في طريقة تفاعل اللاعبين مع الألعاب لا تزال مستمرة.

تحكم «نخبوي»

واليوم، تتركز هذه الابتكارات في شكل وحدات تحكم من الطراز النخبوي، والشركة الرائدة في هذا المجال «سكوف» (SCUF).

«سكوف» الشركة المسؤولة عن تطوير الدفّات (المجاديف) الخلفية في وحدات التحكم، مما يمنح اللاعبين طبقة إضافية من التحكم. وقدمت كذلك مشغلات قابلة للتعديل وتحسينات أخرى. ويشبه الفارق بين وحدة التحكم العادية ومنتجات «سكوف»، الفارق بين سيارة «هوندا سيفيك» وسيارة «بنتلي» الفاخرة. ومع أن كليهما ينقل السائق من النقطة «ألف» إلى النقطة «باء»، فإن أحدهما يوفر أداءً أفضل بكثير وبسعر أعلى.

ولطالما كان ذلك أحد التحديات التي تواجه هذه العلامة التجارية. وفي الواقع، فإن وحدات «سكوف» للتحكم مذهلة، لكن أسعارها تبدأ من 199 دولاراً، أي أكثر من ضعف سعر وحدات التحكم العادية. غير أن هذا الأمر في طريقه نحو التغيير، مع إصدار«سكوف فالور برو وايرد» Valor Pro Wired لأجهزة «إكس بوكس سلسلة إكس» «إس» وأجهزة الكمبيوتر، الذي يوفر خياراً وسطياً للمستهلكين. وينبغي الانتباه هنا إلى أن وحدات التحكم الجديدة من الطراز النخبوي ليست فاخرة مثل «سكوف ريفليكس»، ولا تحتوي على كل الميزات الإضافية، لكنها تحتفظ بالميزات الأساسية التي يتوقعها المعجبون. والأفضل من كل ذلك، أنها تُباع بسعر 99.99 دولار فقط.

التصميم يكمن في التفاصيل

يضاهي هذا الجهاز منتجات من الفئة الاقتصادية ذات القيمة العالية مثل«رازور وولفرين» و«فيكتريس غامبيت» من شركة «بي دي بي». غير أن ما يميز «سكوف فالور برو» الاهتمام بالتفاصيل. وينساب التصميم في اليد بسلاسة، مع أزرار أوسع يسهل الوصول إليها، ومشغلات تيسر الحركة، بحيث تقل المسافة المطلوبة للضغط بينها، ما يسرّع الاستجابة. كما أن مقابض اليد مغطاة بطبقة مطاطية تمنع الانزلاق.

بالتأكيد، هذه لمسات رائعة، لكن الخيارات الأهم المرتبطة بالتصميم تكمن في الأجزاء المميزة لوحدة التحكم.

أولاً، تستخدم عصا التحكم التناظرية (Analog Sticks) تكنولوجيا «تأثير هول»، مما يعني أنها أصبحت أكثر متانة وأقل عرضة للانحراف بمرور الوقت، بفضل تصميمها غير التلامسي. وتشكل هذه التكنولوجيا تطوراً كبيراً عن التكنولوجيا القديمة، التي تعتمد على أجزاء تتآكل، مما يُجبر اللاعبين على شراء وحدة تحكم جديدة.

الوضعية المثالية لمجاديف التحكم

يكمن العنصر الثاني المهم في موضع المجاديف الخلفية نفسها. يأتي «فالور برو» بأربعة مجاديف، لكن «سكوف» صممتها بطريقة تجعل الجزء الخلفي من وحدة التحكم أقل ازدحاماً مقارنة بوحدات «إكس بوكس إيليت» اللاسلكية. وتلامس أزرار «بي 2» و«بي 3» الأصبعين الأوسطين، وتُشبه نتوءات قابلة للنقر، بينما يقع زري «بي 1» و«بي 4» داخل المقبض، مما يتيح الضغط عليهما بسهولة باستخدام البنصر. ويشعر المستخدم وكأنها وضعية طبيعية في أثناء الإمساك بوحدة التحكم، ولا يشعر اللاعب أبداً بأنه مضطر للتمدد للوصول إليها.

يحمل هذا الأمر أهمية واضحة، لأن هذه المجاديف الخلفية السبب الذي يمنح «فالور برو» الأفضلية على وحدات التحكم العادية. وبوجودها، لا يحتاج اللاعب إلى رفع إبهامه عن عصا التحكم للقفز أو الانخفاض أو إعادة التلقيم. والمعروف أن الثانية الواحدة التي يحتاجها اللاعب للضغط على زر ما، وقت لا يكون فيه مهتماً بالتصويب والتهديف، وقد تكون هذه الثانية الفارق بين الفوز والهزيمة في ألعاب التصويب عبر الإنترنت.

ويمكن للاعبين تخصيص وظائف أزرار المجاديف الخلفية لتؤدي وظائف أي زر أمامي، بما في ذلك «إل 3» أو «آر 4». غير أنه للأسف، فان هذه العملية قد تكون معقدة بعض الشيء، لأن «فالور برو» لا يأتي مع برنامج داعم. ولا يمكن للاعبين ضبط منحنيات الحساسية أو أمور مشابهة، لكن يمكنهم إعادة المعايرة عبر عملية معقدة نسبياً. وتحتوي وحدة التحكم على ثلاثة إعدادات مختلفة للملفات الشخصية، أو يمكن إضافة ملفهم الشخصي عبر الضغط المطول على زر «الملف الشخصي» (Profile)، وإعادة تعيين الأزرار الخلفية.

المشغلات الفورية وتحديث البرنامج الثابت

تتمثل آخر ميزة تقنية بارزة المشغلات الفورية (Instant Triggers) التي تحوّل زريّ LT وRT من أزرار تماثلية (Analog) يجب سحبها بالكامل إلى أزرار سريعة الاستجابة تعمل بمجرد ضغطة خفيفة. وتعد هذه الميزة مفيدة للغاية في ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول، لأنها تقلل وقت الاستجابة المطلوب للضغط على الزر. ولحسن الحظ، يمكن للاعبين إيقاف هذه الميزة من خلال مفتاح بسيط، مما يجعل «سكوف فالور برو» مناسباً كذلك لألعاب السباقات ـ نوع من الألعاب يتطلب الضغط التدريجي على المشغلات للتحكم في السرعة عند الخروج من المنعطفات.

في الفترة الأخيرة، أضافت «سكوف» تحديثاً للبرنامج الثابت (Firmware) لوحدة التحكم، مكّن معدل استجابة يصل إلى 1000 هرتز، مما يجعلها أكثر استجابة، لكن هذه الميزة تعمل فقط على أجهزة الكمبيوتر. وتتسم هذه الميزة بأهمية كبيرة لألعاب التصويب التنافسي وألعاب القتال، ويعتمد الفوز فيها على ردود الفعل السريعة ويُقاس النجاح فيها بالإطارات.

ويتميز جهاز «سكوف فالور برو» كذلك ببعض الإضافات الأخرى. من ناحية الصوت، يمكن للاعبين توصيل سماعة رأس مباشرة، كما يمكنهم استخدام عجلتين في الجزء السفلي من وحدة التحكم، لضبط صوت المحادثة وصوت اللعبة، بالإضافة إلى كتم الصوت. كما أن الاهتزاز في وحدة التحكم قوي وملحوظ ويمنح تجربة لعب أكثر واقعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين تغيير الواجهة الأمامية لوحدة التحكم وتخصيص مظهرها، ويمكن فكها وتركيبها بسهولة بفضل المغناطيسات.

قد لا تكون هذه الميزات السبب الأساسي لشراء وحدة التحكم، لكنها تقدم إضافات مفيدة، مثل التحكم في الصوت لمن لا يمتلكون سماعة رأس مخصصة، وخيار تخصيص الشكل الخارجي.

وفي وقت يحتاج فيه اللاعبون إلى الحصول على أفضل قيمة مقابل المال، تُعد «سكوف فالور برو» الخيار الأمثل في فئتها السعرية، في ظل توفيرها الميزات الضرورية بجودة وتصميم أعلى من المنافسين.

«سكوف فالور برو»

* التقييم: أربع نجوم

* المنصات: Xbox Series X وSeries S، وأجهزة الكمبيوتر

* السعر: 99.99 دولار.

* «ميركري نيوز»

ـ خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».