جهاز «هواوي مايت باد برو 12.2» اللوحي: قفزة نوعية في الشاشات المتقدمة تغير من تجربة الاستخدام

تحاكي ملمس الورق وتمنع الانعكاسات لمحترفي الرسم والفنون واللاعبين والطلاب والموظفين

شاشة مبهرة للفنانين تحاكي ملمس الورق وتطبيقات مبتكرة بـ150 فرشاة رسم مختلفة
شاشة مبهرة للفنانين تحاكي ملمس الورق وتطبيقات مبتكرة بـ150 فرشاة رسم مختلفة
TT

جهاز «هواوي مايت باد برو 12.2» اللوحي: قفزة نوعية في الشاشات المتقدمة تغير من تجربة الاستخدام

شاشة مبهرة للفنانين تحاكي ملمس الورق وتطبيقات مبتكرة بـ150 فرشاة رسم مختلفة
شاشة مبهرة للفنانين تحاكي ملمس الورق وتطبيقات مبتكرة بـ150 فرشاة رسم مختلفة

وصلت الأجهزة اللوحية إلى مرحلة أشبه بالإشباع، حيث لم تعد تقدم الابتكارات الجديدة بل أصبحت تعتمد على زيادة سعة الذاكرة وسرعة المعالج قليلا. ولكن جهاز «هواوي مايت باد برو 12.2» Huawei MatePad Pro 12.2 يقدم نقلة نوعية في تقنية الشاشة، حيث إنه يستخدم شاشة «أوليد» OLED مزدوجة الطبقات لرفع شدة السطوع بشكل كبير، ما ينجم عنه ألوان أفضل ووضوح مبهر مهما كانت تفاصيل الصورة دقيقة، إلى جانب زيادة عمر الشاشة وعدم انعكاس الإضاءة عليها لتصبح أشبه بالورق. واختبرت «الشرق الأوسط» الجهاز قبل إطلاقه في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.

دقة ألوان مبهرة وسلاسة في الاستخدام تنقل الأجهزة اللوحية إلى مستوى جديد

شاشة أفضل من الورق

يُطلق على هذه الشاشات اسم Tandem OLED PaperMatte، وهي عبارة عن وحدة إضاءة مزدوجة الطبقات باستخدام تقنية تكديس الـ«بيكسل» على مستوى النانو لرفع سطوع الشاشة الأقصى إلى 2.000 شمعة وتقديم ألوان غنية بتقنية المجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR وبنسبة تباين كبيرة جدا تبلغ 2000000 إلى واحد.

وتعمل هذه التقنية على زيادة عمر الشاشة 3 مرات مقارنة بشاشات OLED التقليدية، مع دعم تكيف إضاءة الشاشة حسب شدة الإضاءة من حول المستخدم بشكل آلي للحفاظ على صورة واضحة وحقيقية دون عرض صورة باهتة تحت أشعة الشمس القوية أو لمعان مزعج يعكس الإضاءة من على الشاشة نحو عين المستخدم. وتعمل تقنية النقش المضاد للتوهج على القضاء على 99% من تداخل الضوء القادم من البيئة من حول المستخدم للحصول على صورة أوضح وأعمق حتى في ظروف الإضاءة الصعبة.

وتشبه الكتابة بالقلم الذكي على الشاشة شعور الكتابة على الورق، حيث توفر اللمسة غير اللامعة المقدار المناسب من الملمس للإحساس باستخدام قلم حقيقي والكتابة على الورق. كما يحتوي الجهاز اللوحي على طبقة بصرية نانوية مغناطيسية مع طلاءات متعددة لإلغاء مصادر الضوء المتداخلة بهدف خفض التوهج والانعكاس بشكل كبير، مع تعزيز نفاذية الضوء الصادر من الشاشة نحو عين المستخدم بنحو 95%، أي إن المستخدم سيشاهد تفاصيل حادة وألوانا زاهية في جميع ظروف الإضاءة.

الجهاز اللوحي مصمم أيضا لخفض إجهاد العين خلال الاستخدام المطول، ويقدم تقنية هي الأولى من نوعها لتعديل شدة السطوع بتردد 2.880 هرتز PWM مما يضمن تحديثات أكثر سلاسة في السطوع وخفض إجهاد العين الذي غالبا ما يرتبط بشاشات OLED التقليدية.

يمكن إخفاء القلم وشحنه داخل لوحة المفاتيح المحمولة

تطبيقات وملحقات تزيد من الابتكار

ويقدم الجهاز مجموعة من التطبيقات المفيدة للفنانين، منها GoPaint App الذي يعتبر استوديو محمولا يرافقك أينما ذهبت، حيث يقدم مجموعة متكاملة من أدوات التوضيح والتحرير الرقمية مثل نسيج قماش الحرير الذهبي والفضي وورق الأرز والسطح الصخري، وغيرها، وأكثر من 150 فرشاة (تشمل الفرشاة السائلة لمحاكاة سيولة توزيع الحبر على الورق، والتوزيع والتأثير المزدوج الذي يسمح بدمج فرشاتين في واحدة للحصول على نتائج إبداعية، وغيرها) و80 أداة رسم و10 أدوات تحرير تشمل تحديد المنطقة السحرية وتحديد الطبقات ونقاط الشبكة وخطوط الإرشاد، إلى جانب دعم استخدام أكثر من 500 طبقة رسم Layer فوق بعضها البعض والتنقل بينها وتعديلها بشكل منفصل للحصول على رسومات فنية مبهرة وسهلة التغيير عند الحاجة. ويسمح تطبيق الملاحظات Notes تدوين الملاحظات المكتوبة وتسجيل الملاحظات الصوتية لدى مناقشة أي مشروع مع الآخرين.

ويأتي الجهاز بصحبة لوحة مفاتيح محمولة تتصل بالجهاز لاسلكيا وتحتوي على حجرة خاصة يوضع القلم الذكي بداخلها لتسهيل طيها فوق الشاشة وحمل الجهاز دون فقدان القلم أو حمله بشكل منفصل، وهي تشحنه لاسلكيا فور وضعه فيها. أما الكتابة على لوحة المفاتيح فسلسة ومريحة، وتتميز بمرونتها، حيث يمكن إمالتها إلى الوضع العمودي لمشاهدة عروض الفيديو وكتابة المحتوى والتواصل مع الآخرين أو دفعها بالكامل إلى الأسفل لتحويلها إلى وضع الاستوديو المرن لتقديم الابتكارات الفنية للمستخدم. ويدعم القلم الذكي 16384 مستوى ضغط مختلفا تستشعره الشاشة.

مواصفات تقنية

يبلغ قطر الشاشة 12.2 بوصة وهي تعرض الصورة بدقة 1.840x2.800 بكسل وبكثافة 275 بكسل في البوصة وتستطيع تحديث عرض الصورة بتردد 144 هرتز للحصول على تجربة واستجابة سلستين لدى الرسم (ستظهر لمسات القلم في الوقت الفعلي وتنتقل إلى الشاشة بسلاسة كبيرة) أو العمل أو اللعب بالألعاب الإلكترونية. وتبلغ المسافة بين طرف الشاشة وطرف هيكل الجهاز 4.6 مليمتر فقط، وهي الأقل على الإطلاق في جهاز لوحي بقطر 12 بوصة.

ويستخدم الجهاز معالج «كيرين 9000 إس» ثماني النوى (نواة بسرعة 2.62 غيغاهرتز و3 نوى بسرعة 2.15 غيغاهرتز و4 نوى بسرعة 1.53 غيغاهرتز) ويقدم 12 غيغابايت من الذاكرة للعمل و512 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة وهيكله مصنوع من الألمنيوم المقوى والألياف الزجاجية بسماكة 0.5 مليمتر، وهو يعمل بنظام التشغيل «هارموني أو إس 4.2».

كما يقدم الجهاز مستشعر بصمة جانبيا في زر التشغيل، وتبلغ دقة الكاميرات الخلفية 13 و8 ميغابكسل، بينما تبلغ دقة الكاميرا الأمامية 16 ميغابكسل. وتقدم البطارية التي تبلغ شحنتها 10.100 ملي أمبير / ساعة نحو 14 ساعة من تشغيل عروض الفيديو أو 380 يوما بنمط الاستعداد، ويمكن شحنها بسرعة فائقة من خلال الشاحن الخاص الذي تبلغ قدرته 100 واط (يمكن شحن البطارية الكبيرة بالكامل في خلال 55 دقيقة فقط)، إلى جانب تقديم 4 سماعات مدمجة عبر 8 مشغلات تدعم تجسيم الصوتيات للحصول على تجربة مشاهدة ولعب أكثر انغماسا.

ويدعم الجهاز شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac و«بلوتوث 5.2» اللاسلكية، وتبلغ سماكته 5.5 مليمتر ويبلغ وزنه 508 غرامات، وهو متوافر باللونين الذهبي (الإصدار الخاص) والأسود ويبلغ سعره 3299 ريالا سعوديا (نحو 879 دولارا أميركيا).

تفوق على «آيباد برو 11 2024»

ولدى مقارنة الجهاز مع iPad Pro 11 (2024)، نجد أن «مايتبوك برو 12.2» يتفوق في قطر الشاشة (12.2 مقارنة بـ11 بوصة)، ودقتها (1840x2800 مقارنة بـ2420x1668 بكسل)، وكثافة العرض (275 مقارنة بـ264 بكسل في البوصة)، وتردد عرض الصورة (144 مقارنة بـ120 هرتز)، وشدة السطوع (2000 مقارنة بـ1000 شمعة)، والمعالج (ثماني النوى بسرعات كاملة مقارنة بـ9 نوى ولكن 3 منها ذات أداء مرتفع فقط و6 ذات أداء منخفض)، والذاكرة (12 مقارنة بـ8 غيغابايت)، والكاميرات الخلفية (13 و8 مقارنة بـ13 ميغابكسل) والأمامية (16 مقارنة بـ12 ميغابكسل)، والبطارية (10100 مقارنة بـ8160 ملي أمبير - ثانية)، ودعم الشحن فائق السرعة، وتقديم مستشعر للبصمة.

ويتفوق «آيباد برو 11 - 2024» في السماكة (5.3 مقارنة بـ5.2 مليمتر)، والوزن (444 مقارنة بـ508 غرامات)، ودعم «بلوتوث» (5.3 مقارنة بـ5.2) فقط.


مقالات ذات صلة

«سيسكو» ترسم ملامح عصر الذكاء الاصطناعي... والسعودية في قلب استراتيجيتها

خاص «سيسكو»: الذكاء الاصطناعي لم يعد مستقبلاً بل أصبح واقعاً يتطلب بنية تحتية جديدة وشاملة (سيسكو)

«سيسكو» ترسم ملامح عصر الذكاء الاصطناعي... والسعودية في قلب استراتيجيتها

«سيسكو» تطلق خلال مؤتمرها السنوي رؤية شاملة لعصر الذكاء الاصطناعي، واضعةً السعودية في قلب استراتيجيتها من خلال شراكات وبنية تحتية وتنمية المواهب.

نسيم رمضان (سان دييغو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل (رويترز)

«أبل» تطلق تطويراً ثورياً في أنظمة التشغيل مع توسع في الذكاء الاصطناعي

كشفت شركة أبل عن مجموعة واسعة من التحديثات الثورية لأنظمة التشغيل الخاصة بأجهزتها المختلفة.

مساعد الزياني (كوبيرتينو)
تكنولوجيا تسمح المنصة بترجمة ودبلجة صوت المتحدث إلى أكثر من 140 لغة في آن واحد مع محاكاة نبرة صوته الأصلية

«أكول»: ثورة في إنشاء الفيديو تُعيد تعريف التواصل المرئي بالذكاء الاصطناعي

تولد «شخصيات رقمية ذكية» في صور رمزية واقعية أو متخيلة قابلة للتخصيص بشكل كامل

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا شخص يمشي بجوار أحد متاجر «أبل» (رويترز)

«أبل» تكشف عن رؤيتها البرمجية الجديدة في مؤتمر المطورين مع دفعة للذكاء الاصطناعي

ينطلق، اليوم (الاثنين)، مؤتمر شركة «أبل» السنوي للمطورين (WWDC 2025) في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية، وسط توقعات بأن تكشف الشركة عن حزمة من…

مساعد الزياني (كوبرتينو (كاليفورنيا))
الاقتصاد شخص يمر بجانب أحد متاجر «أبل» في مدينة نيويورك (رويترز)

«أبل» المتأخرة في الذكاء الاصطناعي تواجه تحديات معقّدة

تجد «أبل» نفسها أمام ملفات شائكة خلال عرضها التقديمي السنوي للمطورين، المزمع عقده اليوم الاثنين، في وقت تتسع فيه فجوة التأخّر عن منافسيها في الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (كوبرتينو )

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك
TT

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك

قبل عدة سنوات، عندما بدأتُ الكتابة عن جهود وادي السيليكون لاستبدال العمال والموظفين واستخدام الذكاء الاصطناعي، كان لدى معظم المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، على الأقل، الجرأة الكافية للكذب بشأن ذلك.

طمأنة خادعة للعاملين من تأثيرات الذكاء الاصطناعي

كان المديرون التنفيذيون يقولون لي: «نحن لا نُؤتمت العاملين، بل نُعزز قدراتهم. وأدوات الذكاء الاصطناعي لدينا لن تُدمر الوظائف، بل ستكون أدوات مساعدة تُحرر العاملين من العمل الروتيني».

بالطبع، كانت مثل هذه العبارات - التي غالباً ما كانت تهدف إلى طمأنة العاملين المتوترين وتغطية خطط أتمتة الشركات - تُشير إلى محدودية التكنولوجيا أكثر من دوافع المديرين التنفيذيين. في ذلك الوقت، لم يكن الذكاء الاصطناعي كافياً لأتمتة معظم الوظائف، وبالتأكيد لم يكن قادراً على استبدال العاملين الحاصلين على تعليم جامعي في قطاعات الأعمال المكتبية مثل التكنولوجيا والاستشارات والتمويل.

أولى النذائر.. ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين الجدد

هذا بدأ يتغير، إذ تستطيع بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم كتابة برمجيات، وإنتاج تقارير بحثية مفصلة، ​​وحل مسائل رياضية وعلمية معقدة. أما «وكلاء» الذكاء الاصطناعي الأحدث، فهي قادرة على تنفيذ سلسلة طويلة من المهام، والتحقق من عملها بأنفسها، كما يفعل الإنسان.

وبينما لا تزال هذه الأنظمة أقل كفاءة من البشر في العديد من المجالات، يخشى بعض الخبراء من أن الارتفاع الأخير في معدلات البطالة بين خريجي الجامعات يُعدّ مؤشراً على أن الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل كبديل لبعض الموظفين المبتدئين.

مؤسسو الشركة من اليسار: بيسير أوغلو وماثيو بارنيت وإيجي إرديل

شركة ناشئة لأتمتة الوظائف

يوم الخميس، ألقيتُ نظرة خاطفة على مستقبل ما بعد العمل في فعالية أقامتها شركة «ميكانايز (Mechanize)» في سان فرانسيسكو، وهي شركة ناشئة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولديها هدف طموح يتمثل في أتمتة جميع الوظائف - وظيفتك، ووظيفتي، ووظائف الأطباء والمحامين، والأشخاص الذين يصممون برامج الكمبيوتر وينشئون المباني ويرعون الأطفال.

قالت تاماي بيسير أوغلو، البالغة من العمر 29 عاماً، من مؤسسي «ميكانايز»: «هدفنا هو أتمتة العمل بالكامل. نريد الوصول إلى اقتصاد آلي بالكامل، وتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن».

إن حلم الأتمتة الكاملة ليس جديداً. إذ تنبأ جون ماينارد كينز، الخبير الاقتصادي، في ثلاثينات القرن العشرين بأن الآلات سوف تقوم بأتمتة جميع الوظائف تقريباً، ما يخلق وفرة مادية ويترك الناس أحراراً في متابعة هواياتهم.

هذا لم يحدث قط، بالطبع. لكن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي أعادت إحياء الاعتقاد بأن التكنولوجيا القادرة على أتمتة العمل الجماعي باتت قريبة.

وكان داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، قد حذّر أخيراً من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل ما يصل إلى نصف جميع الوظائف المكتبية المبتدئة في السنوات الخمس المقبلة.

التعليم المعزز

وتُعد شركة «ميكانايز» واحدة من عدد من الشركات الناشئة التي تعمل على تحقيق ذلك. تأسست الشركة هذا العام على يد بيسير أوغلو وإيجي إرديل وماثيو بارنيت، الذين عملوا معاً في شركة إيبوك إيه آي، وهي شركة أبحاث تدرس قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقد جذبت استثمارات من رواد التكنولوجيا المعروفين، بمَن فيهم باتريك كوليسون، مؤسس «سترايب»، وجيف دين، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في «غوغل». ويعمل لديها الآن خمسة موظفين، وتتعاون مع شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

يركز نهج شركة «ميكانايز» لأتمتة الوظائف باستخدام الذكاء الاصطناعي على تقنية تُعرف باسم التعلم المعزز - وهي نفس الطريقة التي استُخدمت لتدريب جهاز كمبيوتر على ممارسة لعبة الطاولة «غو» بمستوى خارق للطبيعة قبل ما يقرب من عقد من الزمان.

تستخدم شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة اليوم التعلم المعزز لتحسين مخرجات نماذجها اللغوية، من خلال إجراء عمليات حسابية إضافية قبل توليد إجابة. وقد حققت هذه النماذج، التي تُسمى غالباً نماذج «التفكير (thinking)» أو «الاستدلال (reasoning)»، أداءً ممتازاً في بعض المهام المحددة، مثل كتابة التعليمات البرمجية أو حل المسائل الرياضية.

نظم ذكية لمهمات متعددة

لكن معظم الوظائف تتضمن القيام بأكثر من مهمة واحدة. ولا تزال أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم غير موثوقة بما يكفي للتعامل مع أعباء

عمل أكثر تعقيداً، أو التعامل مع أنظمة الشركات المعقدة. ولإصلاح ذلك، تعمل «ميكانايز» على إنشاء بيئات تدريب جديدة لهذه النماذج - وهي في الأساس اختبارات مُعقدة يمكن استخدامها لتعليم النماذج ما يجب القيام به في سيناريو مُعين، والحكم على مدى نجاحها من عدمه.

بدأت شركة ميكانايز العمل في مجال برمجة الحاسوب، وهو مجالٌ أظهر فيه التعلم المعزز بعض النجاح. لكنها تأمل في إمكانية استخدام الاستراتيجية نفسها لأتمتة الوظائف في العديد من المجالات الإدارية الأخرى.

وكتبت الشركة في منشورٍ حديث على مدونتها: «لن ندرك نجاحنا إلا بعد أن نبتكر أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تحمل جميع المسؤوليات تقريباً التي يمكن للإنسان القيام بها على الحاسوب».

الأتمتة الكاملة ستتم خلال نحو 20 سنة

ويدرك مؤسسو «ميكانايز» تماماً صعوبة أتمتة الوظائف بهذه الطريقة. فقد أخبرني بارنيت أن أفضل تقديراته تشير إلى أن الأتمتة الكاملة ستستغرق من 10 إلى 20 عاماً بينما يتوقع إرديل وبيسير أوغلو أن تستغرق من 20 إلى 30 عاماً.

وقد وجدتُ أيضاً أن عرضهم يفتقر، بشكلٍ غريب، إلى التعاطف مع الأشخاص الذين يحاولون استبدال وظائفهم، ولا يُبالون بمدى استعداد المجتمع لمثل هذا التغيير الجذري. وقال بيسير أوغلو إنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيُحقق في النهاية «وفرة هائلة» وثروة يُمكن إعادة توزيعها على العمال المُسرّحين، في شكل دخل أساسي شامل يُمكّنهم من الحفاظ على مستوى معيشي مرتفع.

أخلاقيات إزاحة العامل البشري

في مرحلة ما خلال جلسة الأسئلة والأجوبة، سألتُ: هل من الأخلاقي أتمتة جميع أنواع العمل؟ أجاب بارنيت، الذي وصف نفسه بأنه ليبرالي، بـ«نعم». ويعتقد بارنيت أن الذكاء الاصطناعي سيُسرّع النمو الاقتصادي ويُحفّز تحقيق إنجازات تُنقذ الأرواح في الطب والعلوم، وأن مجتمعاً مزدهراً يعتمد على الأتمتة الكاملة سيكون أفضل من اقتصاد منخفض النمو حيث لا يزال البشر يمتلكون الوظائف. وأضاف: «إذا أصبح المجتمع كله أكثر ثراءً بكثير، فأعتقد أن ذلك سيُطغى على مساوئ فقدان الناس وظائفهم».

* خدمة «نيويورك تايمز».