تعرّف على مزايا كومبيوتر «أسوس زينبوك إس 14» المحمول المتقدم

يدعم أول معالجات «إنتل» الجديدة المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بشاشة تنبض بالألوان

كومبيوتر «أسوس زينبوك إس 14» بدعم لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وعمر بطارية ممتد
كومبيوتر «أسوس زينبوك إس 14» بدعم لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وعمر بطارية ممتد
TT

تعرّف على مزايا كومبيوتر «أسوس زينبوك إس 14» المحمول المتقدم

كومبيوتر «أسوس زينبوك إس 14» بدعم لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وعمر بطارية ممتد
كومبيوتر «أسوس زينبوك إس 14» بدعم لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وعمر بطارية ممتد

أطلقت شركة «إنتل» سلسلة معالجاتها الجديدة «كور ألترا سيريز 2» (Core Ultra Series 2)، المسماة بـ«لونار لايك» (Lunar Lake) للأجهزة المحمولة، التي تهدف إلى منافسة سلسلة معالجات «كوالكوم سنابدراغون إكس» (Qualcomm Snapdragon X) المتخصصة في تطوير تجارب تقنيات الذكاء الاصطناعي للأجهزة اللوحية والكومبيوترات المحمولة بمستويات أداء مرتفعة، وعمر ممتد للبطارية.

واختبرت «الشرق الأوسط» واحداً من أوائل الكومبيوترات المحمولة التي تستخدم معالجات «إنتل» هذه قبل إطلاقها في المنطقة العربية، من طراز «أسوس زينبوك إس 14» (Asus Zenbook S 14)، الذي يُعدّ بداية حقبة جديدة من الكومبيوترات المحمولة المتقدمة بمعالجات «إنتل»، ونذكر ملخص التجربة.

تصميم أنيق بوزن وسماكة منخفضين ومستويات أداء فائقة

تصميم عملي وأنيق

يُعدّ هذا الكومبيوتر أنيقاً من حيث التصميم، وهو منخفض السماكة والوزن، وهيكله مصنوع من السيراميك والألمنيوم المقوى خفيف الوزن والمقاوم للخدوش. ويقدم الهيكل مناطق جانبية، خصوصاً للسماعات، إلى جانب تقديم 2715 فتحة من فتحات التهوية المربعة، ومنحنية الزوايا من الجهة العلوية، وعدد كبير من الفتحات في الجهة السفلية لتبريد الجهاز، إلى جانب عدم إصداره أي صوت واضح لدى تبريد داراته الداخلية، ما يجعله من أكثر الأجهزة المحمولة هدوءاً لدى الاستخدام المطول.

زر للذكاء الاصطناعي

أزرار لوحة المفاتيح مريحة للكتابة، وهي سريعة الاستجابة، وتجعل الكتابة عليها أمراً سلساً للغاية، مع إضاءتها من الخلف لتسهيل العمل على الكومبيوتر المحمول في الفترات المسائية، إلى جانب تقديم زر خاص لتشغيل مساعد «كوبايلوت»، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم زر جديد بوظيفة خاصة كهذه في لوحات المفاتيح منذ 30 عاماً.

يضاف إلى ذلك تقديم لوحة كبيرة وعريضة للتحكم بالفأرة، تسمح بتحريك الإصبع عليها من الأعلى إلى الأسفل في الجهة اليمنى لتعديل شدة إضاءة الشاشة، ومن الجهة اليسرى لتعديل درجة ارتفاع الصوت، وإلى اليمين أو اليسار في الجهة العلوية للتنقل بين أوقات ملفات الوسائط المتعددة بكل سهولة.

كما يمكن تشغيل برنامج «Asus ScreenXpert» لدى تمرير الإصبع في يمين الجهة العلوية لإدارة البرامج عبر عدة شاشات متصلة بالكومبيوتر.

مزايا متقدمة

يبلغ قطر الشاشة 14 بوصة، وهي تعرض الألوان الغنية بتقنية «OLED»، وتستطيع عرض الصورة بتردد 120 هرتز، للحصول على تجارب بصرية غاية في السلاسة، مع إمكانية خفضها إلى 60 هرتز لدى العمل على برامج الإنتاجية لزيادة مدة الاستخدام عبر البطارية، أو يمكن تفعيل ميزة تعديل التردد حسب الحاجة (Dynamic Refresh Rate) للحصول على أفضل النتائج، فيما يتعلق بسلاسة الصورة وعمر البطارية.

وتقدم الكاميرا المدمجة صورة عالية الدقة للمكالمات المرئية، تدعم التعرُّف على وجه المستخدم، وفتح قفل الكومبيوتر عبر تقنية «Windows Hello»، أو قفل الكومبيوتر آليّاً لدى استشعارها ابتعاد المستخدم عن الكومبيوتر بهدف حماية خصوصية بياناته من أعين المتطفلين.

تفوق معالجات «إنتل»

وتجدر الإشارة إلى أن أداء وحدة معالجة الرسومات مرتفع، وتصل إلى 100 صورة في الثانية في لعبة «Rocket League» بدقة «1200x1920» بكسل، و60 صورة في الثانية في لعبة «Apex Legends» بدقة «1800x2880» بكسل، وهي ميزة تتفوق فيها معالجات «إنتل» على نظيرتها الجديدة «كوالكوم سنابدراغون إكس». ولدى تفعيل نمط توفير الطاقة، وإيقاف الاتصال بالإنترنت وخفض شدة الإضاءة إلى نحو 25 في المائة، يقدم الكومبيوتر نحو 23 ساعة من الاستخدام، أو 14 ساعة في النمط المعتدل، وهي مدة مبهرة في كومبيوتر محمول خفيف الوزن بهذا الشكل.

الكومبيوتر مناسب لمن يبحث عن مستويات أداء مرتفعة، بعمر بطارية ممتد، ووزن وسماكة منخفضين، ومنافذ عدة على شاشة تعرض الألوان الغنية بكل وضوح.

دعم ممتد لتقنيات الذكاء الاصطناعي

وفيما يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فيمكن تحميل برنامج «Intel AI Playground» المجاني الذي يسمح بإيجاد الصور المتقدمة باستخدام أوامر نصية دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، الأمر نفسه بالنسبة للنصوص البرمجية، ورفع دقة الصور منخفضة الدقة، وتحليل وثائق المستخدم والإجابة عن أسئلة مرتبطة وتلخيصها بكل سرعة وسهولة دون المخاطرة برفع تلك الوثائق إلى الإنترنت، ومن ثم المحافظة على خصوصية بيانات المستخدم.

هذا، وسيتم إطلاق تحديث برمجي لنظام التشغيل «ويندوز 11» قريباً، يفتح آفاق تقنيات مساعد «كوبايلوت بلاس» (Copilot Plus) على هذه المعالجات المتقدمة، ما يسمح باستخدام برامج الترجمة الفورية من الصوت أو الفيديو إلى النصوص، والرسم باستخدام الأوامر النصية أو رسومات مبدئية للحصول على رسومات متقدمة ومبهرة، وإيجاد عروض فيديو وفقاً لأوامر نصية، إلى جانب دعم المؤثرات البصرية لدى استخدام الكاميرا الأمامية في المحادثات المرئية أو بث المحتوى عبر الإنترنت، والبحث عن الملفات والصور التي جرى تشغيلها على كومبيوتر المستخدم في أي وقت وفقاً لأوامر نصية تصف تلك الملفات أو الصور، وغيرها من مزايا الذكاء الاصطناعي المتقدمة الأخرى.

كما يستطيع الكومبيوتر تشغيل أكثر من 300 برنامج تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، تشمل برامج تحرير الصور وعروض الفيديو والرسم وبرامج الإنتاجية، وغيرها.

مواصفات تقنية

يقدم الكومبيوتر وحدة معالجة عصبونية (Neural Processing Unit NPU) تستطيع القيام بـ48 تريليون عملية حسابية في الثانية (Trillion Operations Per Second TOPS) (التريليون الواحد هو 1000بليون) مدمجة في المعالج، بصحبة 67 تريليون عملية حسابية في الثانية عبر وحدة معالجة الرسومات، للحصول على ما مجموعه 115 تريليون عملية حسابية في الثانية بينهما، وهي تتجاوز الحد المطلوب لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي «كوبايلوت» من «مايكروسوفت» التي أصبحت متوفّرة في الكومبيوترات المحمولة الحديثة التي تدعمها.

ويعمل الكومبيوتر بمعالج «إنتل كور ألترا 7 258 في» (Intel Core Ultra 7 258V) ثماني النوى (4 نوى للأداء المرتفع بسرعة قصوى تبلغ 4.8 غيغاهرتز، و4 نوى إضافية لتوفير البطارية بسرعة قصوى تبلغ 3.7 غيغاهرتز) بصحبة 12 ميغابايت من ذاكرة «كاش» (Cache) فائقة السرعة.

ويستخدم الكومبيوتر الجيل الثاني من وحدة الرسومات «إنتل آرك غرافيكس 140 في» (Intel Arc Graphics 140V) بـ16 غيغابايت من ذاكرة الرسومات، ويدعم لتقنية تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها (Ray Tracing)، مع تقديم شاشة بقطر 14 بوصة تعرض الصورة بدقة «1800x2880» بكسل.

ويعمل الكومبيوتر بـ32 غيغابايت من ذاكرة «LPDDR5X» التي تعالج البيانات بسرعة 8533 مليون عملية في الثانية، ويقدم 1 تيرابايت من السعة التخزينية المدمجة فائقة السرعة، بتقنية «M2 2280»، إلى جانب تقديم بطارية بقدرة 72 واط/ساعة، يمكن شحنها بسرعة 60 واط (يمكن شحن 60 في المائة من بطارية الكومبيوتر في خلال 49 دقيقة فقط).

ويقدم الكومبيوتر منفذي «ثاندربولت 4» ومنفذاً واحداً بتقنية «يو إس بي 3.2» ومخرج «HDMI 2.1» للصورة ومنفذاً للسماعات الرأسية. ويعمل الجهاز بنظام التشغيل «ويندوز 11 هوم»، ويقدم كاميرا مدمجة عالية الدقة، ويدعم شبكات «واي فاي 7» و«بلوتوث 5.4» اللاسلكية، ويقدم 4 سماعات مدمجة تدعم تجسيم الصوتيات بتقنية «دولبي آتموس».

وتبلغ سماكة الكومبيوتر 1.1 سنتيمتر، ووزنه 1.2 كيلوغرام، وسعره 7299 ريالاً سعودياً (نحو 1946 دولاراً أميركياً)، وهو متوفر في المنطقة العربية بدءاً من اليوم الأربعاء.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

تكنولوجيا «كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

تكشف دراسة من «كيندريل» عن أن معظم الشركات تستثمر في الذكاء الاصطناعي، لكن ضعف جاهزية القوى العاملة يعوق تحقيق العائد، خصوصاً في الشرق الأوسط.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا استراتيجية «ميتا» تعتمد على تقديم الإعلانات بشكل غير مزعج من خلال ترويج القنوات وحالات إعلانية واشتراكات مدفوعة للمحتوى الحصري (واتساب)

«واتساب» يبدأ عرض الإعلانات لأول مرة في تبويب «التحديثات»

«واتساب» يبدأ بعرض الإعلانات لأول مرة في تبويب «التحديثات» دون المساس بالرسائل الخاصة ضمن استراتيجية تهدف إلى تحقيق دخل مع الحفاظ على الخصوصية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تبني «سيسكو» نظاماً متكاملاً يشمل العتاد والبروتوكولات والبرمجيات لتبسيط استخدام الشبكات الكمومية دون الحاجة لفهم فيزيائي معقد (غيتي)

خاص ​هل تكون شريحة «سيسكو الكمومية» بداية عصر الإنترنت غير القابل للتنصّت؟

«سيسكو» تطور شبكة كمومية تعمل بدرجة حرارة الغرفة لربط الحواسيب الكمومية الصغيرة وتطبيقها في الأمن والتداول عبر حلول عملية قابلة للتنفيذ اليوم.

نسيم رمضان (سان دييغو - الولايات المتحدة)
خاص «سيسكو»: الذكاء الاصطناعي لم يعد مستقبلاً بل أصبح واقعاً يتطلب بنية تحتية جديدة وشاملة (سيسكو)

خاص «سيسكو» ترسم ملامح عصر الذكاء الاصطناعي... والسعودية في قلب استراتيجيتها

«سيسكو» تطلق خلال مؤتمرها السنوي رؤية شاملة لعصر الذكاء الاصطناعي، واضعةً السعودية في قلب استراتيجيتها من خلال شراكات وبنية تحتية وتنمية المواهب.

نسيم رمضان (سان دييغو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل (رويترز)

«أبل» تطلق تطويراً ثورياً في أنظمة التشغيل مع توسع في الذكاء الاصطناعي

كشفت شركة أبل عن مجموعة واسعة من التحديثات الثورية لأنظمة التشغيل الخاصة بأجهزتها المختلفة.

مساعد الزياني (كوبيرتينو)

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)
«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)
TT

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط جاهز تقنياً... فهل الموظفون كذلك؟

«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)
«كيندريل»: معظم المؤسسات استثمرت في الذكاء الاصطناعي لكنّ عدداً قليلاً فقط نجح في مواءمة استراتيجياته مع جاهزية القوى العاملة (غيتي)

لا شك أن الذكاء الاصطناعي يَعِد بفرص هائلة في شتى المجالات. إلا أن دراسة عالمية جديدة أصدرتها شركة «كيندريل Kyndryl»، المزوِّد الرائد لخدمات تكنولوجيا المعلومات الحيوية للمؤسسات، تشير إلى أن الكثير من الشركات حول العالم بما في ذلك في الشرق الأوسط ما زالت تكافح لتحقيق قيمة حقيقية من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

غياب الاستعداد البشري

وفقاً لتقرير «جاهزية الأفراد 2025» من «كيندريل»، فإن 95 في المائة من المؤسسات قد استثمرت بالفعل في الذكاء الاصطناعي، لكن 71 في المائة من القادة يعترفون بأن فرق عملهم غير مستعدة بعد للاستفادة الفعلية منه. والأسوأ من ذلك، أن 51 في المائة من الشركات تقول إنها تفتقر إلى المهارات المناسبة، في حين يرى 45 في المائة من الرؤساء التنفيذيين أن الموظفين إما يقاومون الذكاء الاصطناعي وإما يعارضونه صراحةً.

بيتر بيل نائب الرئيس والمدير التنفيذي لدى «كيندريل» في الشرق الأوسط وأفريقيا ( كيندريل)

بنية تحتية قوية

تُعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أبرز الدول في المنطقة التي جعلت الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من رؤاها الوطنية، مثل «رؤية السعودية 2030» و«استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي». ووفقاً للتقرير، فإن 77 في المائة من الشركات في البلدين تستثمر حالياً في الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي بكثير. ومع ذلك، فإن 39 في المائة فقط من هذه الشركات تحقق عائداً إيجابياً على هذا الاستثمار. ويُظهر التقرير أن 92 في المائة من القادة في الإمارات والسعودية يعتقدون أن بنيتهم التحتية الرقمية من الطراز الأول، لكن 43 في المائة فقط يعتقدون أنها مستعدة لمواجهة تحديات المستقبل. وهنا تتضح الفجوة الخطيرة بين الثقة في التكنولوجيا والاستعداد البشري.

يقول بيتر بيل، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لدى «كيندريل» في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن «الشرق الأوسط يحقق تقدماً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي». ويضيف: «أصبحت جاهزية القوى العاملة موضوعاً محورياً للنقاش ليس فقط في المنطقة، بل في العالم أجمع».

مَن «روّاد الذكاء الاصطناعي»؟

حدَّد التقرير مجموعة صغيرة من المؤسسات تُعرف باسم الروّاد في الذكاء الاصطناعي (AI Pacesetters) وتشكل 14 في المائة فقط من العينة العالمية. هؤلاء يحققون نجاحاً فعلياً لأنهم لا يكتفون بالاستثمار في التقنية، بل يقومون بمحاذاة استراتيجية واضحة تشمل التكنولوجيا والموارد البشرية معاً. ويرى التقرير أن هؤلاء أكثر احتمالاً بثلاث مرات لأن تكون لديهم استراتيجية مكتملة لإدارة التغيير متعلقة بالذكاء الاصطناعي.

كما أنهم أقل عرضة بنسبة 29 في المائة لمواجهة مخاوف الموظفين من الذكاء الاصطناعي. ويتابع بأنهم أكثر احتمالاً بنسبة 67 في المائة لاستخدام أدوات دقيقة لتقييم مهارات موظفيهم، و40 في المائة منهم لا يعانون من أي فجوات مهارية على الإطلاق.

تؤكد «كيندريل» أن إعداد القوى العاملة لمستقبل الذكاء الاصطناعي يتطلب بيئة متكاملة من الثقافة والأنظمة ونهجاً متعدد الأبعاد لبناء المهارات

الذكاء الاصطناعي داخل الشركات

رغم أن 95 في المائة من الشركات تقول إنها استثمرت في الذكاء الاصطناعي، فإن 35 في المائة فقط قامت بدمجه فعلياً في العمليات اليومية، فيما لا تزال 60 في المائة في مراحل الاستكشاف أو التجريب. ويُظهر التقرير أيضاً أن 84 في المائة من الشركات تستخدم أو تستكشف أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن 24 في المائة فقط لديها أطر حوكمة واضحة لهذا النوع من التكنولوجيا. أما فيما يخص إدارة المهارات، فإن ربع الشركات فقط لديها رؤية واضحة لمهارات موظفيها الحالية، وأقل من ذلك لديها أدوات لتوقُّع احتياجات المهارات المستقبلية.

دور الذكاء الاصطناعي

معظم الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات الداخلية مثل أتمتة المهام وزيادة الكفاءة التشغيلية، ولكنها نادراً ما تستخدمه لتطوير منتجات أو خدمات جديدة. وهذا يفسر جزئياً سبب ضعف العائد على الاستثمار. وتوضح ماريجو شاربونييه، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في «كيندريل»، أن الاستعداد للذكاء الاصطناعي يتجاوز البنية التحتية التقنية. وتشرح أن «التحضير لعصر الذكاء الاصطناعي سهل نظرياً، صعب عملياً، ولكنه أمر ملحّ للقادة». وتتابع شاربونييه: «إن الأمر يتعلق بتوقع تأثيراته على الأعمال، وربط بيانات المهارات باحتياجات العملاء، وتوفير مسارات متعددة لبناء المهارات وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي».

«كيندريل»: المؤسسات الرائدة في الذكاء الاصطناعي تعتمد على استراتيجيات واضحة لتغيير الثقافة التنظيمية وتتمتع برؤية دقيقة لمهارات موظفيها (أدوبي)

الشرق الأوسط أمام لحظة رقمية حاسمة

رغم الطموحات الرقمية الواضحة في المنطقة، يسلّط التقرير الضوء على حاجة ملحّة لإعادة ترتيب الأولويات؛ فالتركيز الذي كان موجّهاً بشكل كبير نحو تطوير البنية التحتية التقنية يجب أن يمتد ليشمل الاستثمار في العنصر البشري، بوصفه العامل الحاسم في نجاح أي تحوّل تقني. وتبرز في هذا السياق ثلاث فجوات رئيسية تعوق تقدّم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط. أولاها فجوة الثقة، حيث لا يزال كثير من الموظفين في المنطقة يشعرون بالقلق تجاه مستقبل وظائفهم مع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤثر سلباً على تقبّلهم التقنيات الجديدة. الفجوة الثانية تتعلق بالمهارات، إذ يفتقر كثير من المؤسسات إلى رؤية دقيقة لقدرات ومهارات موظفيها الحالية، مما يعوق قدرتها على وضع خطط فعّالة للتدريب أو التوظيف وسد الثغرات. أما الفجوة الثالثة فهي الحوكمة. فعلى الرغم من النمو السريع في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا يزال كثير من الشركات تفتقر إلى أطر تنظيمية واضحة تحكم كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل آمن وأخلاقي.

من الجاهزية إلى المرونة

يشير التقرير إلى ثلاث ركائز أساسية لا بد أن تعمل المؤسسات والحكومات على معالجتها بشكل متوازٍ من أجل تحقيق استفادة حقيقية من الذكاء الاصطناعي. الركيزة الأولى هي الاستراتيجية، والتي تتطلب وضع خريطة طريق واضحة تتضمن أهدافاً محددة وخططاً شاملة لإدارة التغيير، تضمن دمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في مختلف جوانب العمل. أما الركيزة الثانية فهي المهارات، حيث يُعد تطوير نظم دقيقة لرصد المهارات الحالية لدى الموظفين أمراً ضرورياً، إلى جانب بناء بيئات تعليم مستمرة ومرنة تمكّن الأفراد من اكتساب المهارات الجديدة التي يتطلبها عصر الذكاء الاصطناعي. وتكمن الركيزة الثالثة في الثقافة المؤسسية، إذ إن بناء الثقة لدى الموظفين يُعد أمراً محورياً، ليس فقط لتقليل المخاوف المرتبطة بالتكنولوجيا، بل لتحويل هذا القلق إلى دافع للتعلّم والتطوّر والمشاركة الفاعلة في رحلة التحوّل الرقمي.

ولا تُعد هذه الركائز مجرّد توصيات نظرية، بل تمثل ضرورات حاسمة لا غنى عنها. فرغم امتلاك الشرق الأوسط عناصر القوة من حيث التمويل، والرؤية الاستراتيجية، والبنية التحتية المتقدمة، فإن العامل البشري يظل الحلقة الأضعف التي يجب تعزيزها لضمان نجاح شامل ومستدام.

الميزة التنافسية الحقيقية

إذا كانت هناك رسالة واحدة واضحة من تقرير «جاهزية الأفراد»، فهي أن النجاح في الذكاء الاصطناعي لا يعتمد فقط على التقنية، بل على الناس. المؤسسات التي ستتفوّق في هذا العصر ليست بالضرورة الأسرع في تبنّي التكنولوجيا، بل الأذكى في دمجها مع كوادرها.

لدى المملكة العربية السعودية فرصة فريدة لتكون رائدة عالمياً ليس فقط في حجم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، بل في استثمار الإنسان نفسه. وإذا تحقق ذلك، فستكون المنطقة نموذجاً عالمياً في التحول الذكي الحقيقي.