الليلة... «أبل» تكشف عن هواتفها الجديدة وتعوّل على الذكاء الاصطناعي

رجل يتصفح هاتفه بالقرب من شعار شركة «أبل» خارج متجرها بشنغهاي في الصين... 13 سبتمبر 2023 (رويترز)
رجل يتصفح هاتفه بالقرب من شعار شركة «أبل» خارج متجرها بشنغهاي في الصين... 13 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

الليلة... «أبل» تكشف عن هواتفها الجديدة وتعوّل على الذكاء الاصطناعي

رجل يتصفح هاتفه بالقرب من شعار شركة «أبل» خارج متجرها بشنغهاي في الصين... 13 سبتمبر 2023 (رويترز)
رجل يتصفح هاتفه بالقرب من شعار شركة «أبل» خارج متجرها بشنغهاي في الصين... 13 سبتمبر 2023 (رويترز)

تعرض مجموعة «أبل»، اليوم (الاثنين)، مجموعتها الجديدة من أجهزة «آيفون»، وتدمج فيها للمرة الأولى نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعدما كانت متأخرة في اللحاق بركب هذه التكنولوجيا التي أصبحت نجمة سيليكون فالي.

تعوّل المجموعة العملاقة التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا، بقوة على هذه الأجهزة الجديدة، في حين أن منافستَيها، الأميركية «غوغل»، وخصوصا الكورية الجنوبية «سامسونغ» الرائدة عالميا في مجال الهواتف الذكية، أطلقتا بالفعل هواتف جوالة مزودة تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحتاج «أبل» إلى تزويد منتجاتها بمزايا جديدة لدعم مبيعات هواتفها في ظل تراجع نسبي في الزخم. ففي الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، انخفضت مبيعات آيفون بنسبة 1 في المائة على أساس سنوي إلى 39 مليار دولار.

وأكد المحلل في شركة «إي ماركتر» Emarketer غاديو سيفيلا أن «أجهزة آيفون الجديدة هذه مهمة للغاية، إذ إن هذه الفئة من المنتجات هي الأكثر ربحية لشركة (أبل) والعنصر الأساسي في عالمها الآخذ في التوسع من الخدمات والاشتراكات، ثاني أكثر أنشطة الشركة ربحية».

في بداية يونيو، بعد عام ونصف عام من إطلاق شركة «أوبن إيه آي» الناشئة لموجة الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال برنامج «تشات جي بي تي»، كشفت «أبل» عن نظام «أبل إنتلجنس» Apple Intelligence الذي يتيح دمج التكنولوجيا الجديدة في أجهزتها.

وبحسب الشركة، سيكون الذكاء الاصطناعي الخاص بها قادرا على اقتراح ردود على رسائل البريد الإلكتروني وإنشاء الصور. وسيتمكن المستخدمون أيضا من طرح أسئلة أكثر تعقيدا على المساعد الصوتي «سيري»، على سبيل المثال للعثور على صورة في ألبوماتهم من خلال وصفها شفهيا.

«النهضة»

وتقدم «غوغل» و«ميتا» («فيسبوك» و«إنستغرام») و«مايكروسوفت» (المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»)، منذ أشهر، أدوات تتيح إنتاج محتوى عالي الجودة بناءً على استعلامات بسيطة باللغة اليومية.

سيتمكن مستخدمو «أبل» من الإفادة من ميزات جديدة هذا الخريف، ولكن سيتعين عليهم الانتظار حتى عام 2025 لاستخدام ميزات أخرى. وسيتطلب بعضها بلا شك اشتراكا مدفوعا.

وأشار غاديو سيفيلا إلى أن «أبل» ستوضح بالتأكيد أن أحدث الأجهزة فقط هي التي ستكون قادرة على الاستفادة الكاملة من ميزات («أبل إنتلجنس»).

وأضاف: «لهذه الاستراتيجية هدف مزدوج: نشر النظام الجديد بشكل أبطأ... فيما يسهّل إدارته على نطاق واسع، كما أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الجديد سيشجع على شراء أحدث النماذج».

بالنسبة للمحلل في شركة «ويدبوش سيكيوريتيز» دان آيفز، فإن رغبة محبي شركة «أبل» «في الحصول على هاتف (آيفون 16) ستدفع باتجاه نهضة منتظرة بشدة في كوبرتينو (مقر المجموعة) خلال العام المقبل».

ويراهن المحلل أيضا على التعافي في الصين، وهي سوق استراتيجية لشركة «أبل». فقد انخفضت إيرادات المجموعة في هذا البلد بنسبة 6.5 في المائة خلال الربع الذي شهدته الشركة خلال الربيع الفائت.

ومن المتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي المصنوعة من كل الشركات مجتمعة، بنسبة 344 في المائة هذا العام في جميع أنحاء العالم بحسب شركة «آي دي سي»، لتمثل ما نسبته 18 في المائة من إجمالي السوق بحلول نهاية عام 2024.

«حياة جديدة»

مع ذلك، يعرب بعض المراقبين عن شكوكهم حول قدرة «أبل» على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويقول المحلل في شركة «فوريستر» ديبانجان تشاترجي إنه في حال «لاحظ عملاء أبل بعض الاختلافات الطفيفة» بين الطراز الجديد والطرازات السابقة، «فلن يكونوا في عجلة من أمرهم» لشراء النوع الجديد.

وفي وقت تروج الشركات المنافسة لخدمات المساعدة المزودة تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيتركز الاهتمام خلال مؤتمر الاثنين، الذي يحمل عنوان «حان وقت التألق»، على تحديث سيري.

ويأمل ديبانجان تشاترجي أن تبث «أبل حياة جديدة في مساعدها الصوتي الذي أظهرت ثغرات في الاستخدام حتى الآن».

ويُفترض أن تصبح خدمات المساعدة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل جيميناي من «غوغل»، أو ميتا إيه آي، أو كوبايلوت من «مايكروسوفت»، تدريجيا ما يشبه المساعد الشخصي للمستخدمين، مع توافر مستمر وسعة اطلاع كبيرة تبعا لقدرة النفاذ إلى الملفات الخاصة بالمستخدمين كالرسائل والجداول الزمنية والصور.

ويعتقد الخبراء أن شركة «أبل» ستؤكد على أمن البيانات وسريتها في «أبل إنتلجنس»، خصوصا أن النظام الجديد يعتمد جزئيا على شراكة مع شركة خارجية هي «أوبن إيه آي».

ومع ذلك، لن تكون هواتف آيفون بنسختها المقبلة ونظام الذكاء الاصطناعي الجديد متاحة للجميع.

ففي الاتحاد الأوروبي، أرجأت المجموعة إطلاق خدمات «أبل إنتلجنس» إلى أجل غير مسمى، بسبب «شكوك تنظيمية» مرتبطة بالقوانين الجديدة للأسواق الرقمية.

كما أن أسعار الهواتف الجديدة ستكون باهظة.

فقد أطلقت «أبل» العام الماضي هواتف «آيفون 15»، النموذج الأساسي للمجموعة، بالسعر نفسه لـ«آيفون 14» (يبدأ من 800 دولار)، في حين أن أغلى طراز احترافي، «آيفون 15 برو ماكس» (iPhone 15 Pro Max)، يكلف ما لا يقل عن 1200 دولار.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بإغلاق الحدود مع كوريا الجنوبية وبناء دفاعات على الخطوط الأمامية

آسيا جنود من كوريا الشمالية في موقع حراسة بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين 17 يونيو 2020 (رويترز)

كوريا الشمالية تتعهد بإغلاق الحدود مع كوريا الجنوبية وبناء دفاعات على الخطوط الأمامية

قالت كوريا الشمالية إنها ستغلق حدودها بشكل دائم مع كوريا الجنوبية وستبني دفاعات أمامية للتعامل مع «هستيريا المواجهة» من قبل القوات الكورية الجنوبية والأميركية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا مبنى التايمز المقر الرئيسي لجهاز الأمن البريطاني (إم آي 5) في لندن... 22 أكتوبر 2015 (رويترز)

الاستخبارات الداخلية البريطانية: روسيا وإيران ترفعان عدد المؤامرات القاتلة

قال رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية، إن بريطانيا تواجه «ارتفاعاً مذهلاً» في محاولات الاغتيال على الأراضي البريطانية من جانب روسيا وإيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية شخصان يتعانقان بينما يحضر أقارب وأنصار الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 حفلاً بالنصب التذكاري «نوفا» بالقرب من مستوطنة «رعيم» جنوب إسرائيل خلال الذكرى الأولى للهجوم (أ.ف.ب)

بعد عام على «7 أكتوبر»... الإسرائيليون يحيون الذكرى ويقاتلون على جبهات عدة

يقيم الإسرائيليون احتفالات كئيبة لإحياء الذكرى الأولى للهجوم الأكثر دموية بتاريخ إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فيما يخوض الجيش حرباً على جبهات عدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث البارونة باتريشيا أسكتلند في الرياض (الخارجية السعودية)

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأوكراني أندري سيبها، الأحد، العلاقات الثنائية، ومستجدات الأزمة الأوكرانية – الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ طائرة نقل عسكرية سلوفاكية تُجلي أشخاصاً يغادرون لبنان عبر مطار بيروت (أ.ف.ب)

احتمالات التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار في لبنان لا تزال بعيدة

ألقت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من بيروت، بظلال من التشاؤم على إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في لبنان.

إيلي يوسف (واشنطن)

بقضية مكافحة الاحتكار...أميركا تدرس «تفكيك غوغل»

شعار شركة «غوغل» يظهر في لاس فيغاس (رويترز)
شعار شركة «غوغل» يظهر في لاس فيغاس (رويترز)
TT

بقضية مكافحة الاحتكار...أميركا تدرس «تفكيك غوغل»

شعار شركة «غوغل» يظهر في لاس فيغاس (رويترز)
شعار شركة «غوغل» يظهر في لاس فيغاس (رويترز)

تدرس وزارة العدل الأميركية خيار تفكيك «غوغل» بعد إعلان محرك البحث الذي تمتلكه الشركة «محتكراً غير قانوني»، لكن هذه الطريقة ليست سوى واحدة من بين العديد من الحلول الممكنة قيد المراجعة، وفقاً لملف قضائي، بحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

في أوراق المحكمة التي تم تقديمها بوقت متأخر من يوم الثلاثاء، حدد محامو الحكومة سلسلة من الحلول المحتملة التي قد تسعى إليها، بما في ذلك القيود المفروضة على كيفية قيام الذكاء الاصطناعي لشركة «غوغل» باستخراج مواقع الويب الأخرى لتقديم نتائج البحث، ومنعها من دفع مليارات الدولارات سنوياً لشركات مثل «أبل» لضمان أن يكون «غوغل» محرك البحث الأساسي المقدم للمستهلكين على أجهزة مثل «آيفون».

يُعد طلب يوم الثلاثاء الخطوة الأولى في عملية قانونية تستغرق شهوراً للتوصل إلى حلول يمكن أن تعيد تشكيل شركة كانت مرادفة منذ فترة طويلة لتعبير «البحث عبر الإنترنت».

كتب القائمون على إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار في الملف: «لأكثر من عقد من الزمان، سيطرت (غوغل) على قنوات التوزيع الأكثر شعبية، مما ترك المنافسين مع حافز ضئيل أو معدوم للتنافس على المستخدمين. إن معالجة هذه الأضرار بشكل كامل لا تتطلب إنهاء سيطرة (غوغل) على التوزيع اليوم فحسب، بل تتطلب أيضاً ضمان عدم قدرة الشركة على التحكم في العملية بالمستقبل».

وذكر موقع «ستات كاونتر» أن «غوغل» تسيطر على 90 في المائة من السوق العالمية للبحث عبر الإنترنت، فيما تصل هذه النسبة إلى 94 في المائة عبر الهواتف الذكية.

شعار «غوغل» يظهر في متجر للشركة بنيويورك (رويترز)

في أغسطس (آب)، أصدر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية، أميت ميهتا، حكماً يقضي بأن «غوغل» تستغل بشكل غير قانوني هيمنة محرك البحث الخاص بها لقمع المنافسة وخنق الإبداع. وقد حدد جدولاً زمنياً للمحاكمة ومناقشة الحلول المقترحة في الربيع المقبل ويخطط لإصدار قرار بحلول أغسطس 2025.

وستجري وزارة العدل تحقيقاً خلال الأسابيع المقبلة وتطرح اقتراحاً أكثر تفصيلاً في الشهر المقبل.

وقالت لي آن مولولاند، نائبة رئيس الشؤون التنظيمية في «غوغل»، رداً على الدعوى، إن وزارة العدل «تشير بالفعل إلى طلبات تتجاوز بكثير القضايا القانونية المحددة... قد تكون لتجاوز الحكومة صلاحياتها في صناعة سريعة الحركة عواقب سلبية غير مقصودة على الإبداع الأميركي ومستهلكي أميركا».

قالت شركة «غوغل» بالفعل إنها تخطط لاستئناف حكم ميهتا. ويتوقع جورج هاي، أستاذ القانون في جامعة كورنيل، الذي كان كبير خبراء الاقتصاد في قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل معظم السبعينات، أن تستغرق عملية الاستئناف ما يصل إلى خمس سنوات.

خلال محاكمة مطولة في واشنطن، ركز كثير من الأدلة على الصفقات التي أبرمتها «غوغل» مع شركات التكنولوجيا الأخرى لضمان أن يكون محرك البحث الخاص بها هو الوسيلة الأساسية لدى المستهلكين. في عام 2021 وحده، أنفقت الشركة أكثر من 26 مليار دولار لتأمين تلك الاتفاقيات، وفقاً لشهادة المحاكمة.

نتيجة لذلك، ركزت أغلب التكهنات حول الحلول المحتملة على ما إذا كان سيتم منع «غوغل» من إبرام مثل هذه الصفقات. وفي الملف المقدم يوم الثلاثاء، أشار المحامون إلى صفقات التوزيع هذه بعدّها «نقطة انطلاق لمعالجة السلوك غير القانوني للشركة».

وتقترح الحكومة الأميركية كذلك إمكان منع عملاق التكنولوجيا من استخدام المتصفح «كروم» ومتجر التطبيقات الخاص به «غوغل بلاي ستور» ونظام التشغيل للأجهزة النقالة «أندرويد»، لإعطاء محركه للبحث ميزة تفضيلية. ولفتت وزارة العدل إلى أن الحد من الترابط بين مختلف منتجات الشركة قد يمر عبر تغيير «هيكلي»، ملمحة بذلك إلى احتمال تقسيمها.

وردت «غوغل» في بيان نشرته على موقعها: «الفصل بين (كروم) و(أندرويد) سيدمرهما مع أمور كثيرة أخرى أيضاً». وأضافت أن فصلهما بطريقة قسرية «سيغير النموذج الاقتصادي وسيرفع كلفة الأجهزة وسيقضى على قدرة (أندرويد) و(غوغل بلاي) على المنافسة مع (آيفون) و(آب ستور)».