تدريب روبوت على الرقص والتلويح ومصافحة البشر

لإظهاره شخصية ودودة بدلاً من أن تكون مرعبة

الروبوت أظهر القدرة على تنفيذ الحركات التي تعلَّمها (جامعة كاليفورنيا)
الروبوت أظهر القدرة على تنفيذ الحركات التي تعلَّمها (جامعة كاليفورنيا)
TT

تدريب روبوت على الرقص والتلويح ومصافحة البشر

الروبوت أظهر القدرة على تنفيذ الحركات التي تعلَّمها (جامعة كاليفورنيا)
الروبوت أظهر القدرة على تنفيذ الحركات التي تعلَّمها (جامعة كاليفورنيا)

استطاع مهندسون في جامعة كاليفورنيا الأميركية تدريب روبوت على تعلُّم وتنفيذ مجموعة متنوّعة من الحركات التعبيرية للتفاعل مع البشر، بما في ذلك رقصات بسيطة وإيماءات مثل التلويح والمصافحة.

وأوضح الباحثون أنّ الروبوت يمكنه تنفيذ هذه الحركات في أثناء السير على تضاريس مختلفة، بوصفها جزءاً من خطواته نحو تعلُّم مَهمَّات أكثر تعقيداً في المستقبل، وفق نتائج البحث المقرّر عرضه أمام مؤتمر دولي للروبوتات من 15 إلى 19 يوليو (تموز) الحالي بهولندا.

ويهدف تحسين الحركات التعبيرية والمرونة لدى هذا الروبوت إلى تعزيز التفاعل بين الإنسان والآلة في بيئات مثل خطوط التجميع في المصانع، والمستشفيات والمنازل، حيث يمكن للروبوتات العمل بأمان إلى جانب البشر أو حتى استبدالهم في البيئات الخطرة مثل المختبرات أو مواقع الكوارث، وفق الفريق.

ويتميّز هذا الروبوت البشري بقدرته التعبيرية بفضل تدريبه على مجموعة متنوّعة من حركات الجسم البشرية، مما يمكّنه من تعلُّم حركات جديدة بسهولة وتقليدها. ويشبه الروبوت طالباً يتعلّم الرقص، حيث يمكنه بسرعة تعلُّم حركات روتينية وإيماءات جديدة.

ولتدريبه، استخدم الفريق مجموعة كبيرة من بيانات التقاط الحركة ومقاطع الفيديو الراقصة. تضمّنت التقنيات تدريب الجزء العلوي والسفلي من جسمه بشكل منفصل، مما سمح للجزء العلوي بتقليد حركات مرجعية مختلفة مثل الرقص والمصافحة، بينما ركزت الساقان على حركة ثابتة للحفاظ على التوازن والتنقّل عبر تضاريس مختلفة.

ورغم التدريب المنفصل للجزء العلوي والسفلي من الجسم، يعمل الروبوت تحت سياسة موحّدة تحكم هيكله بالكامل. وتضمن هذه السياسة المنسّقة تنفيذه حركات معقّدة في الجزء العلوي من الجسم خلال المشي بثبات على أسطح مثل الحصى، والتراب، ورقائق الخشب، والعشب والمسارات الخرسانية المتعرّجة.

وأُجريت محاكاة أولاً على روبوت افتراضي، ثم نفّذها الباحثون على آخر حقيقي. وأظهر الروبوت القدرة على تنفيذ الحركات التي تعلمها والحركات الجديدة في العالم الحقيقي.

وقال الباحث الرئيسي للفريق في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، البروفيسور شياولونغ وانغ: «من خلال الحركات التعبيرية والأكثر شبهاً بالبشر، نسعى إلى بناء الثقة وإظهار إمكانات الروبوتات للتعايش في وئام مع الإنسان».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «نعمل على إعادة تشكيل تصوّرات الجمهور للروبوتات بوصفها شخصيات ودودة ومتعاونة بدلاً من أن تكون مرعبة».

حالياً، تُوجَّه حركات الروبوت بواسطة مشغّل بشري باستخدام وحدة تحكُم الألعاب التي تحدّد سرعته واتجاهه وحركاته. ويتصوّر الفريق نسخة مستقبلية مزوَّدة بكاميرا لتمكين الروبوت من أداء المهمَّات والتنقُّل عبر التضاريس بشكل مستقلّ تماماً. ويركز الفريق الآن على تحسين تصميم الروبوت لمعالجة المَهمَّات الأكثر تعقيداً ودقة.


مقالات ذات صلة

الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

يوميات الشرق الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

أثبتت دراسة بريطانية أن الأطفال الذين يعيشون في المناطق الفقيرة والمحرومة يواجهون خطر الإصابة بتسوس الأسنان الشديد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في الرد على استفسارات المرضى (رويترز)

أداة ذكية ترد على أسئلة المرضى بتعاطف «أكثر من الأطباء»

توصلت دراسة أميركية إلى أن أداة ذكاء اصطناعي يمكنها صياغة ردود على استفسارات المرضى بدقة وكفاءة تضاهي ردود الأطباء، وبأسلوب أكثر تعاطفاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق شخصيات الناس لها تأثير كبير على مستوى رضاهم عن الحياة (رويترز)

شخصيتك أم ظروفك... أيهما يؤثر بشكل أكبر على شعورك بالرضا؟

أشارت دراسة جديدة إلى أن شخصيات الناس لها تأثير أكبر على مستوى رضاهم عن الحياة مقارنة بظروفهم الشخصية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام «النمذجة الرياضية» في تطبيقات الأبحاث الطبية الحيوية

«الرياضيات» ترتقي بعلم الأورام الدقيق إلى آفاق جديدة

لـ«النمذجة الرياضية» (mathematical modeling) كثير من التطبيقات في الأبحاث الطبية الحيوية، بما في ذلك الفهم الأفضل للفيزيولوجيا المرضية.

صحتك المشي لدقائق قليلة يحسن مستويات السكر في الدم (أ.ف.ب)

ما الفوائد الصحية للمشي يومياً؟

أكد أطباء على أهمية المشي بشكل يومي لأنه يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل السكري والسرطان، وكذلك تخفيض ضغط الدم والكوليسترول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

«كاوست» تبتكر أداة لعدّ البذور تلقائياً من الصور المجهرية

جوستين براغي الرئيسة التنفيذية لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «ثيا تكنولوجي» (كاوست)
جوستين براغي الرئيسة التنفيذية لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «ثيا تكنولوجي» (كاوست)
TT

«كاوست» تبتكر أداة لعدّ البذور تلقائياً من الصور المجهرية

جوستين براغي الرئيسة التنفيذية لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «ثيا تكنولوجي» (كاوست)
جوستين براغي الرئيسة التنفيذية لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «ثيا تكنولوجي» (كاوست)

نجحت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» في اختراع أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُسمى «سييد كوانت» (SeedQuant) لحساب بذور «الستريجا» تلقائياً من الصور المجهرية؛ ما يعزّز قدراتها في الإنتاج البحثي وتنمية الابتكارات العلمية.

وتتغلّب التقنية الجديدة على صعوبات عدّ آلاف البذور الصغيرة يدوياً، التي قد تستغرق أياماً، بهدف تحسين هذه العملية الروتينية وتطويرها عبر توظيف الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال الباحثة الدكتورة جوستين براغي، بالتعاون مع مختصين في مجال الرؤية الحاسوبية.

وتمكنت «كاوست» من تقديم منتج ابتكاري بحثي يتمثّل في تأسيس منصة «ثيا تكنولوجي» (Thya Technology»، لأتمتة تحليل الصور الكبيرة ومجموعات بيانات الفيديو عبر الإنترنت، إذ تُمكّن هذه المنصة المستخدمين من تحميل الصور الخاصة بهم وتسميتها، لإنشاء نماذج اكتشاف الذكاء الاصطناعي بسرعة؛ ما يلغي الحاجة إلى البرمجة.

سيلفيو جيانكولا وجوستين براغي وبرنارد غانم مؤسسو «Thya Technology» (كاوست)

ما «ثيا تكنولوجي»؟

فازت شركة «ثيا تكنولوجي» في برنامج مسرعة الأعمال «تقدّم» لعام 2022، وكثير من المنح البحثية أتاحت للشركة الانتقال من فكرة إلى كيان قانوني سعودي في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام.

ومؤخراً، تعاقدت «ثيا تكنولوجي» مع مختبرات بحثية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بما في ذلك «مختبر براغي» السابق، و«مركز أبحاث مركز الزراعة الصحراوية» (CDA). تُسهم أدوات الذكاء الاصطناعي المقدمة من خلال المنصة في توفير الوقت والجهد بصفة كبيرة في مجالات علم الأحياء.

وقد توّجت «كاوست» نهجها نحو توظيف الذكاء الاصطناعي بتهيئة البيئة الملائمة لتحويل المسار المهني للباحثة الدكتورة جوستين براغي من مسارها الأكاديمي بدراسة الدكتوراه في علم النبات بصفته جزءًا من برنامج الدكتوراه المشترك في ألمانيا. وأصبحت بذلك الرئيسة التنفيذية لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «ثيا تكنولوجي» (Thya Technology)، متمكنة من اجتياز جولات الاختيار الأولى لبرنامج مسرعة الأعمال للشركات الناشئة «تقدّم» التابع لـ«كاوست»، لتبتعد بعدها عن العمل المختبري والتوجه نحو الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الواسعة.