«مايكروسوفت»: 75 % من الموظفين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز مهامهم اليومية

جاء ذلك في تقرير مؤشر اتجاهات العمل 2024

تقرير «مايكروسفت»: يدرك المحترفون أن هناك فرصاً كبيرة متاحة لأولئك الذين يمتلكون مهارات في مجال الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
تقرير «مايكروسفت»: يدرك المحترفون أن هناك فرصاً كبيرة متاحة لأولئك الذين يمتلكون مهارات في مجال الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
TT
20

«مايكروسوفت»: 75 % من الموظفين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز مهامهم اليومية

تقرير «مايكروسفت»: يدرك المحترفون أن هناك فرصاً كبيرة متاحة لأولئك الذين يمتلكون مهارات في مجال الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
تقرير «مايكروسفت»: يدرك المحترفون أن هناك فرصاً كبيرة متاحة لأولئك الذين يمتلكون مهارات في مجال الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

كشف التقرير السنوي لشركة «مايكروسوفت» حول «مؤشر اتجاهات العمل» في نسخته الرابعة أن المؤسسات العالمية عبر مختلف الصناعات تواجه واقعاً جديداً، حيث يشعر الموظفون بالإحباط بسبب بطء تبني القيادات العُليا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية. ونتيجة لذلك، يقرر العديد من الموظفين جلب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم إلى مكان العمل في مسعى لتبني أحدث التقنيات الرقمية بحسب التقرير.

«مايكروسوفت»: نما منصب «رئيس الذكاء الاصطناعي» بنسبة تزيد على 28 % في عام 2023 وحده (شاترستوك)
«مايكروسوفت»: نما منصب «رئيس الذكاء الاصطناعي» بنسبة تزيد على 28 % في عام 2023 وحده (شاترستوك)

التحدي الحقيقي... يبدأ الآن

يقدم التقرير الذي تم إجراؤه بالشراكة مع منصة «لينكد إن» نظرة شاملة على تأثير الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل وسوق العمل. وأشار إلى أن 79 في المائة من قادة الأعمال يتفقون على ضرورة تبني الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنافسية، إلا أن نقص الرؤية الواضحة للذكاء الاصطناعي والضغط لإظهار عائد استثمار فوري يعيقان خطط التبني. نتيجة لذلك، يقوم 78 في المائة من الموظفين بجلب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم إلى العمل للاستفادة من فوائدها العديدة. ومع هذا، أفاد أكثر من نصف مستخدمي الذكاء الاصطناعي بأنهم لا يرغبون في الاعتراف باستخدامهم لهذه التكنولوجيا في العمل؛ خوفاً من أن يعتبرهم أصحاب العمل «كسالى» أو «قابلين للاستبدال».

وأوضح التقرير أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل قد تضاعف خلال الأشهر الستة الماضية.

حقائق

75 % من الموظفين

يعتقدون أن اكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي ضروري للبقاء في المنافسة في سوق العمل الحالية.

يرى زوبين شاجبار، مدير أول ورئيس مجموعة الأعمال بقسم العمل الحديث وأجهزة «Surface» داخل شركة «مايكروسوفت» لمنطقة أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا، أن نتائج التقرير أثبتت بالفعل الاهتمام الكبير الذي توليه القوى العاملة لتبني الذكاء الاصطناعي، وأوضح شاجبار أن التحدي الأكبر الآن هو أن يتبنى قادة الأعمال نهجاً أكثر مرونة عند تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين موظفيهم، الذين يجدون صعوبة في مواكبة سرعة وحجم العمل الحالي.

وأشار شاجبار إلى أن الفشل في تحقيق ذلك سيؤدي إلى استمرار الموظفين في استخدام حلول الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، مما يحرم المؤسسات من الفوائد التي يوفرها الاستخدام الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، مثل تعزيز الأمن السيبراني وحماية البيانات.

أما أردا أتالاي، المدير الإقليمي لمنصة «لينكد إن»، اعتبر أن التسارع في تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات يؤثر بشكل كبير على سوق العمل.

ويسعى الموظفون لتحسين مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز مساراتهم المهنية، بينما يواصل أصحاب العمل جهودهم لجذب أفضل المواهب المتمكنة من هذه التقنيات.

 

حقائق

70 % من المهنيين

يرون أن الذكاء الاصطناعي سيكون عاملاً حاسماً في سرعة ترقياتهم الوظيفية.

وعلى صعيد التوظيف، أشار 66 في المائة من قادة الأعمال إلى أنهم لن يوظفوا شخصاً يفتقر إلى مهارات الذكاء الاصطناعي. بل أوضح 71 في المائة منهم أنهم يفضلون توظيف مرشح أقل خبرة ولكنه يمتلك مهارات في الذكاء الاصطناعي على مرشح أكثر خبرة يفتقر لهذه المهارات.

وأوضح شاجبار أن أبحاث «مايكروسفت» بالتعاون مع «لينكد إن» بينت تزايد الفرص الوظيفية للمهنيين الذين يمتلكون مهارات في الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «مايكروسفت كوبايلوت» (Microsoft Copilot). تساعد هذه الأدوات المهنيين في الإمارات والمنطقة على التعامل التحديات الرقمية.

وأشار إلى وجود زيادة كبيرة في إعلانات الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي لم تكن موجودة قبل بضع سنوات مثل منصب «رئيس الذكاء الاصطناعي» الذي نما بنسبة تزيد على 28 في المائة في عام 2023 وحده.

ونوه شاجبار إلى أن المخاوف بشأن استبدال الذكاء الاصطناعي للوظائف ستظل موجودة في سوق العمل، خاصة مع سرعة تطور هذه التكنولوجيا. لكنه شدد على أن «المستقبل سيكون لأولئك الذين يستغلون الفرص لتحسين مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي ويتكيفون باستمرار مع بيئة العمل المتغيرة».

 


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا شعار شركة «مايكروسوفت» أمام مقرها الرئيسي في واشنطن (أ.ب)

«مايكروسوفت» تعرض مساعد ذكاء اصطناعي مخصصاً لـ«المصانع»

عرضت شركة «مايكروسوفت» مساعداً رقمياً يعمل بالذكاء الاصطناعي مصمماً لتحسين سير العمل في المصانع وغيرها من المنشآت الصناعية.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا))
الولايات المتحدة​ تم اصطحاب المؤيدة للفلسطينيين ابتهال أبو سعد بعيداً من قبل أفراد الأمن أثناء مقاطعتها للرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» للذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان (أ.ب)

موظفة تقاطع كلمة مسؤول بـ«مايكروسوفت» بسبب غزة: أنت من تجار الحرب (فيديو)

قاطعت موظفة مؤيدة للفلسطينيين كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في شركة «مايكروسوفت» مصطفى سليمان احتجاجاً على علاقات الشركة مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا «كوبايلوت» هو محور الحدث المرتقب في الذكرى الـ50 لـ«مايكروسوفت» ويمثل انتقال الشركة من ريادة البرمجيات إلى قيادة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

في الذكرى الخمسين لتأسيسها... هل يتحوّل «كوبايلوت» إلى عقل «مايكروسوفت» الجديد؟

يُتوقع أن تكشف «مايكروسوفت» عن توسعات كبيرة في مساعدها الذكي «كوبايلوت» ضمن احتفالها بمرور 50 عاماً، مؤكدة انتقالها نحو ريادة الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق الملياردير الأميركي بيل غيتس (أ.ف.ب)

بسبب الذكاء الاصطناعي... غيتس يرى أنه لن تكون هناك حاجة للبشر في «معظم الأشياء» بعد عقد

كشف الملياردير الأميركي بيل غيتس إنه خلال العقد المقبل، ستعني التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي أنه لن تكون هناك حاجة للبشر في «معظم الأمور» في العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

خيال عليمي يصبح حقيقة... روبتات دقيقة ستساهم في توصيل الأدوية داخل الجسم البشري

جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)
جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)
TT
20

خيال عليمي يصبح حقيقة... روبتات دقيقة ستساهم في توصيل الأدوية داخل الجسم البشري

جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)
جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)

في حين يبدو أن الروبوتات الصغيرة القادرة على الزحف داخل الأنقاض أو عبر الجسم البشري لتوصيل الأدوية تنتمي إلى عالم الخيال العلمي، إلا أن الواقع أصبح أقرب إلى هذه الفكرة.

باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا يقودون فريقاً دولياً في تطوير روبوتات لينة مبتكرة، تم تصميمها لتكون مرنة وذات قدرة على التفاعل مع المحيطات المختلفة، سواء داخل الجسم البشري أو في بيئات مدمرة، وفقاً لموقع «ساي تك دايلي».

الروبوتات اللينة بين الخيال والواقع

الروبوتات اللينة تختلف عن نظيراتها التقليدية الصلبة؛ حيث تعتمد على مواد مرنة تحاكي حركات الكائنات الحية، ما يمنحها القدرة على التكيف مع الأماكن الضيقة والمعقدة. وهذه الروبوتات تتمتع بإمكانات هائلة، سواء في عمليات البحث والإنقاذ داخل المباني المدمرة أو في توصيل الأدوية داخل الجسم البشري.

التحديات التقنية

رغم إمكانات هذه الروبوتات الكبيرة، فإن دمج أجهزة الاستشعار والإلكترونيات مع هذه الأنظمة اللينة كان يُعد من أكبر التحديات.

ووفقاً للبروفيسور هوانيو لاري تشينغ، أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع، تُمثل أهم التحديات في جعل هذه الروبوتات أكثر ذكاءً وقدرة على التفاعل بشكل مستقل مع البيئة المحيطة بها، دون الحاجة لتدخل بشري مستمر.

دمج الإلكترونيات المرنة

تتمثل الخطوة الرئيسية نحو تحسين هذه الروبوتات في دمج الإلكترونيات المرنة، وهو ما يُعزز قدرتها على العمل في بيئات معقدة دون التأثير على مرونتها. فالحلول المطروحة لم تتوقف عند تحسين القدرة على الحركة، بل شملت أيضاً منع التداخل الكهربائي والمغناطيسي الذي قد يؤثر على أداء الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالروبوتات.

تطبيقات عملية في البحث والإنقاذ والطب

الروبوتات اللينة لا تقتصر فوائدها على الاستخدامات العسكرية أو الصناعية، بل يمكن أن يكون لها دور بارز في الطب أيضاً.

ففي عمليات البحث والإنقاذ، يمكن لهذه الروبوتات التنقل عبر الأنقاض واكتشاف الضحايا المحاصرين. أما في المجال الطبي، فقد تستجيب لتغيرات في مستوى الرقم الهيدروجيني أو الضغط داخل الجسم، ما يُتيح توصيل الأدوية بدقة أو جمع العينات.

الخطوة التالية: حبوبات روبوتية في الجسم

أحد التطبيقات المُثيرة التي يعمل عليها الفريق هو ابتكار حبوبات روبوتية يمكن ابتلاعها والتنقل عبر الجهاز الهضمي، للكشف عن الأمراض أو توصيل الأدوية مباشرة إلى المناطق المتأثرة في الجسم. هذه التكنولوجيا قد تُحدث ثورة في مجال التشخيص والعلاج، ما يُتيح تقليل الحاجة للإجراءات الجراحية التقليدية.

مستقبل العلاجات الوعائية

مع تقدم هذه التكنولوجيا، يتصور الباحثون إمكانية استخدامها في العلاجات الوعائية؛ حيث يمكن حقن الروبوتات في الأوعية الدموية لعلاج الأمراض القلبية أو توصيل الأدوية مباشرة إلى المناطق المتضررة، وهذه التطبيقات قد تفتح آفاقاً جديدة للعلاجات الطبية غير الجراحية.

وفي حين لم تتم بعد تسميتها رسمياً فإن هذه الروبوتات اللينة تُمثل طفرة حقيقية في مجال التكنولوجيا الطبية والإنقاذ. ومع استمرار البحث والتطوير، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُغير شكل الطب الحديث، مقدمةً حلولاً غير جراحية لمشكلات كانت تُعدُّ في الماضي مستحيلة.