91 % من المؤسسات السعودية في وضع تنافسي جيد للابتكار في الذكاء الاصطناعي

بحسب دراسة جديدة لشركة «دِل»

«دِل»: الافتقار إلى المواهب وخصوصية البيانات والأمن السيبراني والميزانية الكافية من بين أهم القضايا التي تؤثر على تعزيز الابتكار (شاترستوك)
«دِل»: الافتقار إلى المواهب وخصوصية البيانات والأمن السيبراني والميزانية الكافية من بين أهم القضايا التي تؤثر على تعزيز الابتكار (شاترستوك)
TT

91 % من المؤسسات السعودية في وضع تنافسي جيد للابتكار في الذكاء الاصطناعي

«دِل»: الافتقار إلى المواهب وخصوصية البيانات والأمن السيبراني والميزانية الكافية من بين أهم القضايا التي تؤثر على تعزيز الابتكار (شاترستوك)
«دِل»: الافتقار إلى المواهب وخصوصية البيانات والأمن السيبراني والميزانية الكافية من بين أهم القضايا التي تؤثر على تعزيز الابتكار (شاترستوك)

عبّر المشاركون في بحث «دراسة محفز الابتكار» الذي أجرته شركة «دِل تكنولوجيز» في المملكة العربية السعودية، عن أنه من المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي التقليدي إلى إحداث تحول كبير في الصناعات. يكشف هذا البحث عن التفاؤل من جهة والقلق من جهة أخرى بشأن التغييرات السريعة التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي، حيث إن نسبة المؤسسات التي أعلنت عن نمو مرتفع يتجاوز 25 في المائة في إيراداتها لعام 2023 وصلت إلى 91 في المائة. كما بلغت نسبة المؤسسات التي أعلنت عن تحقيق نمو منخفض في إيراداتها بنسبة تتراوح بين 1 و5 في المائة، أو عن تحقيق إيرادات ثابتة أو منخفضة مقارنة بالفترات السابقة، 75 في المائة من إجمالي المؤسسات المشاركة في الدراسة.

«دِل»: الشركات السعودية ترى أن الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤديان إلى إحداث تحول في الصناعات (شاترستوك)

وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من وجود تفاؤل واسع النطاق بشأن الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن مدى استعداد المؤسسات لوتيرة التغيير السريعة يختلف بشكل كبير. وتقول 91 في المائة من المؤسسات في السعودية، إنها في وضع جيد على الصعيد التنافسي، ولديها استراتيجية قوية في هذا الإطار. وفي الوقت نفسه، فإن نصف المشاركين تقريباً، 48 في المائة، غير متأكدين من الشكل الذي ستبدو عليه صناعاتهم خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. كما أشار نحو ثمانية من كل عشرة مشاركين (أي 80 في المائة) إلى أنهم يكابدون العناء من أجل مواكبة وتيرة التحول هذه. وذكر المشاركون أن نقص المواهب المناسبة (27 في المائة)، ومخاوف خصوصية البيانات والأمن السيبراني (28 في المائة)، ونقص الميزانية (31 في المائة)، هي من أهم التحديات التي يواجهونها في دفع الابتكار.

من الفكرة إلى التنفيذ

أضحت قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على إجراء تحولات في طرق عمل الصناعات أمراً معترفاً به على نطاق واسع. وسلط المشاركون الضوء على قيمة الذكاء الاصطناعي في تعزيز أمن تكنولوجيا المعلومات (62 في المائة)، وتعزيز الإنتاجية (60 في المائة)، وتحسين تجربة العملاء (59 في المائة). وعلى الرغم من ذلك، تبرز مخاوف كبيرة تتعلق بالأمان والخصوصية، ويعتقد 84 في المائة منهم أن بياناتهم وملكيتهم الفكرية ذات قيمة كبيرة جداً بحيث لا تمكن إدارتها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التابعة لجهات خارجية.

وتشير استجابات وردود المشاركين إلى أن المؤسسات تعمل من خلال الجوانب العملية للذكاء الاصطناعي التوليدي في سياق انتقالهم من مرحلة التفكير إلى التنفيذ. وقد ذكر 58 في المائة منهم أنهم بدأوا بتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومع زيادة تبني المؤسسات لهذه التكنولوجيا، فإن الاهتمام يتركز حول فهم أين تكمن المخاطر ومن المسؤول عنها. ويتفق 87 في المائة من المشاركين على أن المؤسسة، وليس الآلة أو المستخدم أو الجمهور، هي المسؤولة عن أي خلل في الذكاء الاصطناعي أو سلوك غير مرغوب فيه.

وقال محمد طلعت، نائب الرئيس لمنطقة السعودية ومصر وليبيا وبلاد الشام وتركيا في شركة «دِل تكنولوجيز»، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُعد أحد أكبر التطورات التي أحدثت ثورة في مشهد التكنولوجيا. ويرى طلعت أن تبني هذه التقنية في مختلف القطاعات بالمملكة العربية السعودية، بدءاً من الرعاية الصحية ووصولاً إلى التمويل، يؤدي إلى دفع الابتكار وتعزيز الكفاءة وفتح الأبواب أمام إمكانيات جديدة. ويضيف بأن «المملكة تستعد من خلال ما تقوم به من استثمارات كبيرة في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي لأن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ مما يعزز نموها الاقتصادي ويحسّن نوعية حياة مواطنيها».

«فورتينت»: برامج الفدية تستهدف 44 % من القطاعات الصناعية في العالم (شاترستوك)

مواجهة تحدي الأمن السيبراني

يظل الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ للمؤسسات، حيث أفاد 91 في المائة من المشاركين بأنهم تعرّضوا لهجوم أمني في العام الماضي. واستجابةً لذلك؛ يتبع 94 في المائة استراتيجية نشر الثقة المعدومة، و86 في المائة لديهم خطة استجابة للحوادث لمعالجة الهجمات الإلكترونية أو تسرب البيانات. وتُعدّ البرامج الضارة والتصيد الاحتيالي وانتهاكات البيانات من أكثر مشكلات الأمان شيوعاً. بالإضافة إلى ذلك، يسلط التقرير الضوء على أن 75 في المائة من المشاركين يعتقدون أن بعض الموظفين يتجاوزون إجراءات أمن تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الكفاءة، ويرى 71 في المائة أن التهديدات الداخلية تشكل مصدر قلق كبير؛ مما يؤكد الحاجة إلى تحسين تدريب الموظفين.

تؤكد الدراسة على أهمية البنية التحتية الحديثة والقابلة للتطوير لدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعامل مع أحجام البيانات المتزايدة. يفضل 75 في المائة من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات النماذج المحلية أو المختلطة لإدارة هذه التحديات. علاوة على ذلك، يستطيع 35 في المائة فقط من المشاركين حالياً تحويل البيانات إلى رؤى في الوقت الفعلي لدفع عجلة الابتكار، لكن 91 في المائة يدركون أن البيانات هي عامل تمييز رئيسي في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بهم. ويتوقع ما يقرب من النصف (42 في المائة) أن تأتي غالبية بياناتهم من مصادر الحافة خلال السنوات الخمس المقبلة.

«دِل»: المؤسسات تعمل من خلال الجوانب العملية للذكاء الاصطناعي التوليدي في سياق انتقالهم من مرحلة التفكير إلى التنفيذ (شاترستوك)

النتائج الرئيسية الإضافية

- فجوة المهارات:

أشار 65 في المائة من المشاركين إلى وجود نقص في المواهب اللازمة للابتكار. وسلّطوا الضوء على سرعة التعلم وطلاقة الذكاء الاصطناعي والتفكير الإبداعي كمهارات حاسمة للسنوات الخمس المقبلة.

- الاستدامة:

يرى 42 في المائة أن الابتكارات المستدامة بيئياً هي أولوية. تعد كفاءة الطاقة أمراً بالغ الأهمية، حيث قام 79 في المائة منهم بتجربة الحلول كخدمة لإدارة تكنولوجيا المعلومات بشكل أكثر كفاءة، وقام 73 في المائة منهم بنقل استنتاجات الذكاء الاصطناعي إلى الحافة لتوفير الطاقة.

- تكنولوجيا المعلومات كشريك استراتيجي:

على الرغم من أهمية تكنولوجيا المعلومات، فإن 81 في المائة من صناع القرار في مجال الأعمال يستبعدون أحياناً قادة تكنولوجيا المعلومات من المناقشات الاستراتيجية. ومع ذلك، تتفق كلتا المجموعتين على أن العلاقات القوية بين الأقسام ضرورية للتحسين في المستقبل.

يضع النهج الاستباقي للمملكة العربية السعودية والاستثمارات الكبيرة في أبحاث الذكاء الاصطناعي كقائد محتمل في هذا المجال التحويلي. وتسلط النتائج التي توصلت إليها شركة «دِل» الضوء على الفرص والتحديات التي تنتظر الشركات العاملة في المملكة، مع التأكيد على الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي والتعاون لتحقيق فوائد الذكاء الاصطناعي بشكل كامل في دفع الابتكار والنمو الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

دفاعاً عن غسالة الملابس!

يوميات الشرق امرأة فلسطينية ترتب الملابس على خط في مخيم بالقرب من مستشفى «ناصر» بخان يونس (إ.ب.أ)

دفاعاً عن غسالة الملابس!

هل يمكن الاستغناء عن غسالة الملابس في هذا العصر؟ يطالب أتباع «النمو السلبي»، وهي حركة لإنقاذ العالم من خلال تقليص الاقتصاد ببعض الأفكار الجدلية منها هذه الفكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سفر وسياحة يسمح فقط بحمل الشاحن في حقائب اليد (شاترستوك)

لماذا يمكن أن يُفسد وضع الشواحن المحمولة داخل الحقائب رحلتك؟

من الممكن أن يتسبب الشاحن المحمول (Power Bank) في انطلاق أجهزة الإنذار، ومن ثم خضوعك لفحص إضافي عند نقاط التفتيش الأمنية بالمطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص إنريكي لوريس لـ«الشرق الأوسط»: المملكة العربية السعودية هي أرض واعدة للفرص (اتش.بي)

خاص الرئيس التنفيذي لـ«اتش.بي»: سنطور التقنيات في السعودية ونتوسع بها من هناك

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، يصف الرئيس التنفيذي لشركة «اتش.بي» إنريكي لوريس، المملكة العربية السعودية بالأرض الواعدة للفرص.

نسيم رمضان (بالو ألتو (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق الاستخدام «الإشكالي» لشبكات التواصل الاجتماعي يتزايد لدى الشباب الأوروبيين (رويترز)

تزايد الاستخدام «الإشكالي» لمواقع «التواصل الاجتماعي» لدى الشباب الأوروبيين

نبّهت منظمة الصحة العالمية إلى أن الاستخدام «الإشكالي» لشبكات التواصل الاجتماعي يتزايد لدى الشباب الأوروبيين

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
تكنولوجيا الأداة يمكنها إجراء التحريات بسرعة وفاعلية (رويترز)

أداة ذكاء اصطناعي قد تساعد الشرطة في التحريات الجنائية

قد تساعد أداة ذكاء اصطناعي جديدة رجال الشرطة في التحريات الجنائية بسرعة وفاعلية؛ إذ إنها قد تحلل قضايا قد تستغرق من الشرطة 81 عاماً لإنجازها، في 30 ساعة فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ميتا» تكشف النقاب عن نظارات متصلة تشكل مستقبل الهواتف الذكية

رئيس «ميتا» مارك زوكربيرغ يرتدي النظارة (رويترز)
رئيس «ميتا» مارك زوكربيرغ يرتدي النظارة (رويترز)
TT

«ميتا» تكشف النقاب عن نظارات متصلة تشكل مستقبل الهواتف الذكية

رئيس «ميتا» مارك زوكربيرغ يرتدي النظارة (رويترز)
رئيس «ميتا» مارك زوكربيرغ يرتدي النظارة (رويترز)

عرضت شركة «ميتا» (فيسبوك، إنستغرام) أمس الأربعاء أول نموذج أولي لها من نظارات قائمة على الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، على أمل إنشاء منصة حوسبة جديدة للمستهلكين، بعد أجهزة الكومبيوتر الشخصية والهواتف المحمولة.

هذه النظارات المسماة «أوريون» Orion، مزودة بكاميرا وسماعات رأس ومساعد قائم على الذكاء الاصطناعي يتم التحكم فيه بالصوت، على غرار «ميتا راي بان» المتصلة والموجودة في الأسواق منذ سنوات عدة.

وتتضمن النظارات أيضاً أجهزة عرض صغيرة لعرض مقاطع فيديو أو شاشات أو حتى أشخاص على شكل صور ثلاثية الأبعاد، كل ذلك من دون وضع خوذة تعزل المستخدم. وقال رئيس «ميتا» مارك زوكربيرغ: «إنها مثل آلة سفر عبر الزمن، توفّر لمحة عن المستقبل الذي أعتقد أنه سيكون مثيراً بالفعل».

واختتم الملياردير عرضه السنوي للمنتجات الجديدة للمجموعة بهذا الجهاز الجديد، وهي المفاجأة الفعلية الوحيدة للحدث الذي أقيم في مينلو بارك (كاليفورنيا)، المقر الرئيسي للشركة.

وروى كيف شكّل قبل عشر سنوات فريقا لابتكار نظارات لاسلكية، خفيفة الوزن (أقل من 100 غرام)، قادرة على عرض صور واضحة وكبيرة بما يكفي للتكيف مع مختلف الاستخدامات والبيئات، من دون وقف التواصل البصري مع الأشخاص الموجودين جسدياً.

للتفاعل مع الوظائف المختلفة، يمكن للمستخدم الاعتماد على الإيماءات الصوتية واليدوية، وربما الأفكار أيضاً، بفضل أجهزة استشعار موجودة على سوار.

تتضمن النظارات أجهزة عرض صغيرة لعرض مقاطع فيديو أو شاشات أو حتى أشخاص على شكل صور ثلاثية الأبعاد (أ.ب)

«إنها مثل آلة سفر عبر الزمن، توفّر لمحة عن المستقبل الذي أعتقد أنه سيكون مثيراً بالفعل».

وقال زوكربيرغ: «نحن بحاجة إلى جهاز يمكنه إرسال إشارة من الدماغ. هذا أول جهاز مدعوم بواجهتنا العصبية الموجودة على المعصم».

وقال جيريمي غولدمان من شركة «إي ماركتر» إنّ نظارات أوريون «تمثل رهان (ميتا) على عالم ما بعد الهواتف الذكية».

واعتبر أنّ كل شيء سيعتمد على قدرة النظارات على تبسيط الحياة اليومية للمستخدمين، وكذلك على سعرها.

وأضاف: «إذا لعبت (ميتا) أوراقها بشكل صحيح، خصوصاً مع دمج الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، قد تصبح هذه النظارات أكثر بكثير من مجرد أداة مبهرجة».

«إنها مثل آلة سفر عبر الزمن توفّر لمحة عن المستقبل الذي أعتقد أنه سيكون مثيراً بالفعل».

مارك زوكربيرغ