«أبل» تكشف عن أنظمة تشغيل جديدة وخاصية «إنتليجنس» للذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين

تستعد لتوفيرها للمستخدمين في وقت لاحق من العام الحالي

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» يتحدث خلال الإعلان عن المنتجات الجديدة في مؤتمر مطوري «أبل» (د.ب.أ)
تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» يتحدث خلال الإعلان عن المنتجات الجديدة في مؤتمر مطوري «أبل» (د.ب.أ)
TT

«أبل» تكشف عن أنظمة تشغيل جديدة وخاصية «إنتليجنس» للذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» يتحدث خلال الإعلان عن المنتجات الجديدة في مؤتمر مطوري «أبل» (د.ب.أ)
تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» يتحدث خلال الإعلان عن المنتجات الجديدة في مؤتمر مطوري «أبل» (د.ب.أ)

أعلنت «أبل» في مؤتمرها العالمي اليوم للمطورين (WWDC) لعام 2024 عن نظام «أبل إنتليجنس» الجديد، الذي يمثل ثورة في الذكاء الاصطناعي الشخصي عبر أجهزة «آيفون» و«آيباد» و«ماك». يُعد هذا النظام نقلة نوعية في كيفية استخدام الأجهزة الذكية، مقدماً قدرات هائلة تعتمد على نماذج التوليد القوية والسياق الشخصي للمستخدمين. ويجمع نظام «أبل إنتليجنس» بين قوة نماذج التوليد والفهم العميق للسياق الشخصي لتقديم تجربة ذكاء اصطناعي فريدة من نوعها. هذا النظام مدمج بشكل كامل في أنظمة «آي أو إس 18» و«آيباد أو إس 18»، و«ماك أو إس سيكويا» على أجهزة «أبل»، مستفيداً من شرائح «أبل سيليكون» الحديثة لتوفير تجربة مستخدم متقدمة تشمل فهم اللغة والصور واتخاذ الإجراءات اللازمة عبر التطبيقات المختلفة.

وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» خلال المؤتمر: «مؤتمر المطورين مليء بالإثارة وهو يمثل لحظة في العام نتمكن فيها من الاحتفال بمجتمع المطورين العالمي لدينا؛ حيث يواصل المطورون إبهارنا بالتطبيقات التي ينشئونها لمنتجاتنا، وهي التطبيقات التي يستخدمها أكثر من مليار شخص حول العالم».

وأضاف: «من المهم بالنسبة لنا أن نزود هذا المجتمع بأحدث الأدوات والتقنيات للقيام بأفضل أعمالهم. اليوم، سنحصل على بعض التحديثات المذهلة لمنصاتنا، وأنا متحمس لأننا سنقدم إمكانات ذكاء جديدة وعميقة نأمل أن تلهم المطورين، وتسعد المستخدمين، وتجعل منصاتنا أكثر ذكاءً وأكثر فائدة من أي وقت مضى».

واستعرضت «أبل» خلال مؤتمرها عدداً من أنظمة التشغيل الجديدة لأجهزتها، التي يتوقع أن توفرها للمستخدمين في وقت لاحق من العام، إذ تعطي الشركة الأميركية فرصة للمطورين لتطوير تطبيقات وفقاً للقدرات الجديدة للأنظمة المحدثة؛ حيث شهدت أنظمة أجهزة «آيفون» و«آيباد» وطرازات أجهزة الماك، بالإضافة إلى جهاز «أبل تي في»، تطويراً جوهرياً مع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي فيها.

خواص الذكاء الاصطناعي

قدرات الكتابة المتقدمة: تقدم «أبل» أدوات كتابة جديدة مدمجة في النظام بالكامل، ما يساعد المستخدمين على تحسين نصوصهم وتلخيصها وتدقيقها بسهولة. سواء كنت تكتب ملاحظات أو منشور مدونة أو رسالة إيميل، ستشعر بمزيد من الثقة مع أدوات مثل أداة إعادة الكتابة (إعادة كتابة) التي تتيح لك تعديل الأسلوب وتقديم النص بأفضل شكل ممكن، وأداة التدقيق (تدقيق) التي تساعدك على التأكد من اتباع قواعد اللغة وبناء الجمل بشكل صحيح.

ذكاء تطبيق البريد: في تطبيق البريد، يمكنك الآن تلخيص رسائل الإيميل بسهولة باستخدام ميزة الرسائل ذات الأولوية (الرسائل ذات الأولوية)، التي تعرض لك الرسائل الأكثر استعجالاً أعلى صندوق البريد. يمكنك أيضاً مشاهدة ملخصات الرسائل دون الحاجة لفتحها، وتقديم الردود الذكية (الرد الذكي) التي تقترح عليك ردوداً سريعة وتضمن الإجابة عن جميع الأسئلة في الإيميل.

ميزات صور مبتكرة مع «إيمج بلاي جراوند»: يقدم نظام «أبل إنتليجنس» ميزة «إيمج بلاي جراوند» التي تتيح للمستخدمين إنشاء صور ممتعة بسرعة باستخدام الأنماط المختلفة مثل الرسوم المتحركة والرسوم التوضيحية والرسم التخطيطي. هذه الميزة مدمجة في تطبيقات مثل الرسائل وتطبيق مخصص لها، ما يجعل تجربة التواصل أكثر تفاعلاً وإبداعاً.

تحسينات على ذكاء تقنية «سيري»: تم تحسين تقنية «سيري» بشكل كبير ليصبح أكثر تكاملاً مع النظام ويفهم اللغة بشكل أفضل. يمكن للمستخدمين الآن التواصل مع «سيري» بطرق جديدة وأكثر طبيعية، بما في ذلك القدرة على متابعة المحادثات والحفاظ على السياق من طلبٍ للتالي. حصل «سيري» أيضاً على تصميم جديد مع ضوء متوهج أنيق يلتف حول حافة الشاشة عندما يكون نشطاً.

الخصوصية: عززت «أبل» من معايير الخصوصية مع نظام «أبل إنتليجنس» عبر ميزة «برايفت كلاود كومبيوت»، التي تتيح معالجة البيانات الأكثر تعقيداً بشكل آمن على السيرفرات المخصصة التي تعمل بشرائح «أبل سيليكون». يضمن هذا النهج حماية خصوصية المستخدمين مع توفير قدرات حاسوبية هائلة لتلبية جميع الطلبات.

دمج «شات جي بي تي»: أعلنت «أبل» عن تكامل نظام «أبل إنتليجنس» مع خدمة «شات جي بي تي» من «أوبن إيه آي»، مما يتيح للمستخدمين الوصول إلى قدرات فهم اللغة والصور المتقدمة من دون الحاجة للتنقل بين أدوات مختلفة. يمكن لـ«سيري» الآن الاستفادة من خبرة «شات جي بي تي» لتقديم إجابات أكثر دقة وفاعلية.

توفر النظام: سيكون نظام «أبل إنتليجنس» متاحاً مجاناً للمستخدمين كجزء من إصدارات «آي أو إس 18» و«آيباد أو إس 18»، و«ماك أو إس سيكويا» هذا الخريف، مع توفر الميزات الإضافية تدريجياً خلال العام المقبل. وقالت «أبل» إن نظام «أبل إنتليجنس» كان خطوة كبيرة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي الشخصي، ما يتيح للمستخدمين القيام بالمهام اليومية على أجهزتهم «الآيفون» أو غيرها من أجهزة «أبل» بشكل أكثر ذكاءً وسهولة.

يشاهد الأشخاص العروض التقديمية في المؤتمر السنوي للمطورين العالميين في كوبرتينو بكاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

نظام «آي أو إس 18»

أطلقت «أبل»، اليوم، نظام «آي أو إس 18» الجديد، الذي يعد أكبر إصدار يوفر المزيد من خيارات التخصيص، وأكبر إعادة تصميم على الإطلاق لتطبيق الصور، وطرقاً جديدة لإدارة الرسائل الواردة في تطبيق البريد، وتطبيق الرسائل عبر الأقمار الصناعية.

وقالت «أبل» إن المستخدمين سيتمكنون من ترتيب التطبيقات والأدوات في أي منطقة فارغة على الشاشة الرئيسية، وتخصيص الأزرار الموجودة أسفل شاشة القفل، والوصول السريع إلى المزيد من أدوات التحكم في مركز التحكم، ويتم تنظيم مكتبات الصور تلقائياً وعرضها في مكان واحد جديد في تطبيق الصور، كما أن المجموعات الجديدة تجعل الوصول إلى الصور المفضلة سهلاً.

ويعمل تطبيق البريد على تنظيم صندوق البريد الوارد وتبسيطه من خلال تصنيف رسائل الإيميل إلى فئات باستخدام التكنولوجيا الذكية على الجهاز، كما يأتي تطبيق «الرسائل النصية» بتأثيرات نصية جديدة كلياً. ويمكن للمستخدمين الآن التواصل عبر الأقمار الاصطناعية من خلال تطبيق الرسائل عندما لا يتوفر اتصال خلوي أو اتصال شبكة «الواي فاي»، وذلك بقوة التكنولوجيا غير المسبوقة التي تعمل بها قدرات الأقمار الاصطناعية الحالية في «الآيفون».

«آيباد أو إس 18»

استعرضت «أبل» في المؤتمر نظام «آيباد أو إس 18». وهو إصدار ضخم يعزز من تجربة الجهاز اللوحي «آيباد» ليجعلها أكثر تنوعاً وذكاءً من أي وقت مضى حسب ما ذكرته الشركة الأميركية، وفي نظام «آيباد أو إس 18» تأتي الحاسبة إلى جهاز «الآيباد» مع «ملاحظات الرياضيات Math Notes»، إضافة إلى أدوات جديدة للكتابة بخط اليد في تطبيق الملاحظات، مصممة جميعها لتناسب قلم «أبل».

وأوضح أنه أصبح لدى مستخدمي «الآيباد» الآن المزيد من الطرق لتخصيص الشاشة الرئيسية ومركز التحكم، ومع نظام «آيباد أو إس 18»، يتلقى المستخدمون أكبر إعادة تصميم لتطبيق الصور حتى الآن وطرقاً جديدة للتعبير عن أنفسهم في تطبيق الرسائل.

نظام تشغيل الساعة

استعرضت «Apple» اليوم نظام «واتشش11» والخواص التي يقدمها للساعة، حيث يعتمد على تقنية المستشعرات، والخوارزميات المتقدمة، والنهج القائم على العلم، التي توفر معلومات حول صحة المستخدمين ولياقتهم البدنية، وتمنحهم المزيد من التخصيص أكثر من أي وقت مضى.

ويساعد النظام الجديد على إظهار تطبيق العلامات الحيوية القياسات الصحية الرئيسية والسياق لمساعدة المستخدمين على اتخاذ قرارات يومية أكثر استنارة، كما أن قدرة ساعة «أبل» على قياس الحِمل التدريبي توفر تجربة جديدة تغير قواعد اللعبة عند ممارسة التمارين الرياضية لتحسين اللياقة والأداء. أما حلقات النشاط فقد أصبحت أكثر قابليةً للتخصيص، وتستخدم الحزمة المكدسة الذكية وواجهة «الصور» الذكاء لعرض تجارب مخصصة أكثر.

بينما تقدم ساعة «أبل» مع تطبيق «صحتي» في «الآيفون» و«الآيباد» دعماً إضافياً للمستخدمين في حالة الحمل، علاوة على ذلك، تتوفر ميزة الاطمئنان وتطبيق الترجمة والقدرات الجديدة لإيماءة الضغط مرتين في الساعة لإتاحة المزيد من الاتصال.

نظام التشغيل الجديد في ساعة «أبل» (أ.ف.ب)

سكويا ماك أو إس

طرحت «أبل» خلال مؤتمر المطورين أيضاً نظام التشغيل الجديد «سكويا ماك أو إس»، وهو الإصدار التالي من نظام تشغيل الأجهزة المكتبية، الذي يقدم طرق عمل جديدة تماماً وميزات الذكاء التحويلي لأجهزة ماك.

وقالت إن نظام «سكويا ماك أو إس» مليء بالقدرات الجديدة والمثيرة، ومنها ميزة انعكاس الآيفون اللافتة، التي تتيح الوصول الكامل إلى الآيفون والتحكم فيه مباشرة من «الماك أو إس»، ما يوسع نطاق ميزة الاستمرارية. ويأتي متصفح «سفاري» بتحديث آخر كبير مع ميزة هاي لايتس الجديدة لاكتشاف المعلومات على صفحات الويب من دون عناء أثناء التصفح.

وقالت إن تطبيق كلمات السر «Passwords» الجديد يُسهّل الوصول إلى كلمات السر وتنظيم بيانات الاعتماد في مكان واحد، بالإضافة إلى أن النظام الجديد يحدث تطويراً للألعاب بشكل كبير.

فيجن أو إس 2

وبعد مرور عام على إطلاقها، استعرضت «أبل» نظام «فيجن أو إس 2»، وهو تحديث مهم لنظارة فيجن برو، الذي يقدم طريقة قوية للمستخدمين لإنشاء صور مكانية باستخدام الصور الموجودة بالفعل في مكتبتهم، ويأتي بإيماءات يد بسيطة للوصول بسهولة إلى المعلومات المهمة، كما يقدم ميزات جديدة لشاشة ماك الافتراضية ونمط السفر والمستخدم الضيف.

ويمكن لمستخدمي «فيجن برو» العثور بسرعة وسهولة على صورهم المكانية المفضلة في تطبيق الصور بتصميمه الجديد، وإدارة المعلومات عبر جميع حساباتهم باستخدام تطبيق كلمات السر الجديد، والوصول إلى أدوات خصوصية جديدة في سفاري، وتجربة إمكانات جديدة في التطبيقات الشهيرة بما في ذلك تطبيق «أبل تي في».

وقالت إنها وصلت إلى أكثر من ألفي تطبيق مكاني مصمم ليناسب جهاز «أبل فيجن برو» وأكثر من 1.5 مليون تطبيق متوافق مع أنظمة «آي أو إس» و«آيباد أو إس»، مشيرة أن نظام «فيجن أو إس 2» يسمح للمطورين بتحقيق أقصى استفادة من قدرات الحوسبة المكانية باستخدام أدوات جديدة، ويسهّل عليهم إنشاء تجارب تطبيقات جديدة كلياً مجسمة أكثر وقابلة للمشاركة بشكل أكبر.


مقالات ذات صلة

«أبل إنتليجنس»... مزايا متفاوتة ومخاطر الهلوسة

تكنولوجيا «أبل إنتليجنس»... مزايا متفاوتة ومخاطر الهلوسة

«أبل إنتليجنس»... مزايا متفاوتة ومخاطر الهلوسة

يلخص النص تلقائياً وينسخ التسجيلات الصوتية... وقد يلفّق المعلومات

بريان اكس تشين (نيويورك)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس يتحدث إلى صحافيين (إ.ب.أ)

جيه دي فانس يرى أن «آبل» تستفيد من العمالة القسرية الصينية

شنّ المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيه دي فانس، هجوماً على شركة «آبل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)

من سرق الأضواء أكثر... «أبل آيفون 16» أم «هواوي Mate XT»؟

«آيفون 16» من «أبل» يقف في تحدٍّ واضح أمام الهاتف الأول في العالم ثلاثي الطيات من «هواوي».

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد العلم الأميركي معلق على واجهة بورصة نيويورك (أ.ب)

الأسواق الأميركية تستعيد هدوءها بعد أسابيع من التقلبات الحادة

ارتفعت معظم الأسهم الأميركية بشكل طفيف، مقدمةً فترة راحة بعد أسابيع من التقلبات الحادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
تكنولوجيا شركة «أبل» تطلق الإصدار العاشر من ساعتها بتصميم حديث وقدرات جديدة (أ.ف.ب)

ساعات «أبل» الإصدار «9 أو 10»... أيهما تختار ولماذا؟

إليك المزايا والفروقات

نسيم رمضان (لندن)

«أبل إنتليجنس»... مزايا متفاوتة ومخاطر الهلوسة

«أبل إنتليجنس»... مزايا متفاوتة ومخاطر الهلوسة
TT

«أبل إنتليجنس»... مزايا متفاوتة ومخاطر الهلوسة

«أبل إنتليجنس»... مزايا متفاوتة ومخاطر الهلوسة

سيصل أهم منتج جديد من «أبل» لهذا العام هذا الشهر، إذ سيطرح إصدار «أبل إنتليجنس» مجموعةً من أدوات البرمجيات التي تجلب ما تصفه «أبل» بالذكاء الاصطناعي إلى أجهزتها، من خلال تحديثات برمجية مجانية لأصحاب بعض هواتف «آيفون» وأجهزة «ماك» وأجهزة «آيباد».

نسخة أولية وإصدار تجريبي

ستتضمن النسخة الأولية من «أبل إنتليجنس»، التي تنشرها «أبل» إصداراً تجريبياً غير مكتمل، ونسخة محسنة قليلاً من المساعد الافتراضي من «أبل سيري»، وأدوات تلخص النص تلقائياً، وتنسخ التسجيلات الصوتية وتزيل عوامل التشتيت من الصور. وبالنسبة لشركة «أبل»، فإن هذا الظهور الأول هو بداية عصر جديد.

إعادة هيكلة تكنولوجية في «أبل»

ويأتي إصدار «أبل إنتليجنس»؛ نتيجةً لإعادة هيكلة كبرى لشركة «كوبرتينو» في كاليفورنيا، بعد نحو عامين من عملية قلب صناعة التكنولوجيا رأساً على عقب بواسطة روبوت الدردشة «تشات جي بي تي (ChatGPT)» من شركة «أوبن إيه آي».

كان المسؤولون التنفيذيون في شركة «أبل» قلقين من أن يبدو هاتف «آيفون» عتيقاً في نهاية المطاف دون تقنية الذكاء الاصطناعي المماثلة، لذلك أوقفت «أبل» مشروع السيارة ذاتية القيادة، الذي استغرق أكثر من عقد من الزمان في الإعداد، وأعادت تعيين مهندسيها للعمل على «أبل إنتليجنس».

مزايا محدودة

وسوف يصل إصدار «أبل إنتليجنس» من دون كثير من الميزات الأكثر شهرة التي أعلنت عنها «أبل» في يونيو (حزيران) الماضي. وعلى الرغم من أن الشركة أبرمت صفقة مع «أوبن إيه آي»، لتضمين «تشات جي بي تي» في برنامجها، فإن برنامج الدردشة هذا لن يكون جزءاً من هذا الإصدار الأولي. كما أن «سيري» ليس ذكياً بما يكفي (حتى الآن) للقيام بأشياء مثل ربط البيانات من تطبيقات متعددة لإخبارك بما إذا كان اجتماع اللحظة الأخيرة سيجعلك تتأخر عن مواعيدك مع أطفالك. وقالت «أبل» إن هذه الميزات وغيرها سيتم طرحها تدريجياً خلال العام المقبل.

اختبار الإصدار المبكر

وللحصول على معاينة مسبقة، اختبرت إصداراً مبكراً من «أبل إنتليجنس» خلال الأسبوع الماضي. كانت الميزات الجديدة صعبة بعض الشيء للعثور عليها، فقد تم دمجها في أجزاء مختلفة من نظام برامج «أبل»، بما في ذلك أزرار تحرير النص والصور.

* ميزات مفيدة... وأخرى غير ناجحة

وُجدت بعض الميزات؛ بما في ذلك أدوات التدقيق اللغوي للنص ونسخ الصوت، مفيدة للغاية. وكانت أدوات أخرى؛ مثل أداة لإنشاء ملخصات لمقالات الويب وزر لإزالة عوامل التشتيت غير المرغوب فيها من الصور، غير ناجحة إلى حد أنه يجب تجاهلها.

كل هذا يعني أن «أبل إنتليجنس» يستحق المتابعة على مدار السنوات القليلة المقبلة لمعرفة ما إذا كان سيتطور إلى منتج لا غنى عنه، لكنه ليس سبباً مقنعاً للإسراف في شراء أجهزة جديدة.

* الأجهزة العاملة بالإصدار

سيعمل «أبل إنتليجنس» على أحدث هواتف «iPhone 16s»، و«iPhone 15 Pro» من العام الماضي، بالإضافة إلى بعض أجهزة «iPad» وأجهزة «Mac»، التي تم إصدارها في السنوات الأربع الماضية.

أدوات «أبل إنتليجنس» المفيدة

فيما يلي الأدوات التي ستكون الأكثر فائدة، والأدوات التي يمكنك تخطيها عندما يصل البرنامج إلى الأجهزة هذا الشهر:

* نسخ التسجيلات الصوتية كتابياً (Transcribe Audio Recordings)

يقدم «أبل إنتليجنس» ميزة تبدو متأخرة منذ فترة طويلة: عندما تستخدم تطبيق المذكرات الصوتية لتسجيل الصوت، سينتج التطبيق الآن تلقائياً نصاً مكتوباً إلى جانب الملف. بصفتي صحافياً يسجل المقابلات بانتظام، كنت متحمساً لتجربة هذه الأداة وسعدت بنجاحها. عندما التقيت شركة تقنية الأسبوع الماضي، ضغطت على زر التسجيل في التطبيق، وبعد أن ضغطت على زر الإيقاف، كان النص جاهزاً لي.

اكتشف برنامج «أبل إنتليجنس» متى كان شخص آخر يتحدث وأنشأ فقرة جديدة وفقاً لذلك في النص. لقد نسخ بعض الكلمات بشكل غير صحيح كلما تمتم شخص ما. ولكن بشكل عام، سهّل لي النص البحث عن كلمة رئيسية لاستخراج جزء من المحادثة.

* طلب المساعدة من «سيري» حول منتج «أبل» (Ask Siri for Help With an Apple Product)

في حين أنه قد يكون من السهل استخدام أي هاتف ذكي أو جهاز لوحي، فإن برامج «أبل» أصبحت معقدة بشكل متزايد على مرّ السنين، لذلك قد يكون من الصعب معرفة كيفية الاستفادة من الميزات التي يصعب العثور عليها.

وقد غرست «أبل إنتليجنس» في «سيري» القدرة على تقديم المساعدة في التنقل بين منتجات «أبل». لا يمكنني أبداً أن أتذكر طوال حياتي كيفية تشغيل تطبيقين جنباً إلى جنب على «آيباد»، على سبيل المثال. لذلك سألت «سيري»: «كيف أستخدم تقسيم الشاشة على آيباد؟». وقد أظهر لي «سيري» بسرعة قائمةً من التعليمات، التي تضمنت النقر على زر في الجزء العلوي من التطبيق. ومن عجيب المفارقات أن «مساعد سيري» لم يتمكّن من تقديم المساعدة حول كيفية استخدام «أبل إنتليجنس» لإعادة كتابة بريد إلكتروني. بدلاً من ذلك، قام بتحميل قائمة بنتائج بحث «غوغل» تعرض مواقع ويب أخرى مع الخطوات.

* تسريع الكتابة (Speed Through Writing)

عند الحديث عن البريد الإلكتروني، يتضمّن «أبل إنتليجنس» أدوات كتابة لتحرير كلماتك، ويمكنه حتى إنشاء ردود بريد إلكتروني «جاهزة». لقد استخدمتُ أداة الرد التلقائي لإبعاد مندوب مبيعات في وكالة للسيارات، بسرعة: «شكراً لك على التواصل. لم أعد مهتماً بشراء سيارة في هذا الوقت».

أما بالنسبة لتحرير النص، فقد قمت بتسليط الضوء على رسالة بريد إلكتروني كتبتها بسرعة إلى أحد الزملاء، وضغطت على زر «مراجعة». قام «أبل إنتليجنس» بسرعة بتحرير النص لإدراج علامات الترقيم التي تخطيتها.

أدوات «أبل» يمكنك تجاهلها

* إزالة عوامل التشتيت من الصور (Removing Distractions From Photos)

تتمثل إحدى أكثر ميزات «أبل إنتليجنس» المتوقعة في القدرة على تحرير صورة تلقائياً لإزالة عامل تشتيت، مثل شخص يفسد الصورة في صورة عائلية مثالية بخلاف ذلك.

سيرغب كثير من الأشخاص في تجربة هذه الأداة، المسماة «التنظيف (Clean Up)»... ولكن استعدوا للشعور بالإحباط.

لتجربتها، فتحتُ صورة التقطتها لأفراد الأسرة في حفل زفاف في الهواء الطلق قبل بضع سنوات. ضغطت على زر «Clean Up» على أمل إزالة الأشخاص الجالسين على كراسي الحديقة في الخلفية. وقد حذف البرنامج الأشخاص والكراسي، ولكن تم استبدال مزيج غير مفهوم من وحدات البكسل باللونين الأبيض والأسود بهم.

لقد جرّبتُ الأداة مرة أخرى على صورة لكلبي الكورغي، ماكس، وهو نائم على أريكتي بجوار بطانية. لقد أزال «أبل إنتليجنس» البطانية، وحاول إعادة إنتاج وسادة الأريكة. وبدلاً من ذلك، قام بإنشاء أخدود عميق غير جذاب.

* تلخيص النص (Summarizing Text)

يبدو أن «أبل» تعتقد بأن الإنترنت مليء بكثير من الكلمات. تتمثل إحدى أبرز ميزات «أبل إنتليجنس» في قدرته على إنشاء ملخصات للنص في كثير من التطبيقات، بما في ذلك البريد الإلكتروني ومقالة الويب والمستندات.

بالضغط على زر «التلخيص» في متصفح «سفاري (Safari)»، حصلتُ على ملخص من 3 جمل لمقال من صحيفة «نيويورك تايمز» مكون من 1200 كلمة حول إيجابيات وسلبيات تناول سمك التونة. لقد لخصت شركة «أبل إنتليجنس» فرضية المقال: إن سمك التونة طعام مغذٍ قد يحتوي على نسبة عالية من الزئبق، ويجب على المستهلكين النظر في أنواع سمك التونة التي تحتوي على مستويات منخفضة من الزئبق.

خطر الهلوسة والتلفيق

لسوء الحظ، أوصى «أبل إنتليجنس» في ملخصه، الناس بتناول سمك التونة الأبيض، وهو أحد الأنواع المدرجة في المقال على أنها تحتوي على أعلى مستويات الزئبق.

هذا هو ما يُعرف في صناعة التكنولوجيا بـ«الهلوسة»، وهي مشكلة شائعة؛ حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتلفيق المعلومات بعد الفشل في تخمين الإجابة الصحيحة. كما فشلت الأداة في تلخيص ملاحظاتي. وحديثاً، وللتحضير لاجتماع مكتبي، قمتُ بتدوين ملاحظات حول 3 زملاء كنت سألتقيهم. وبدلاً من إنتاج ملف محكم عن كل شخص، قامت الأداة بإنشاء ملخص لدور شخص واحد فقط.

وقد رفضت شركة «أبل» التعليق على هذا... وباختصار، يمكنك تخطي هذه الأداة.

* خدمة «نيويورك تايمز».

اقرأ أيضاً