تقرير أمني سيبراني: زيادة استهداف «الجيوش الآلية» القطاعين الصناعي والتشغيلي

الطاقة والصحة والتصنيع والنقل والخدمات اللوجستية هي الأكثر استهدافاً

فورتينت: التعامل مع الجرائم الإلكترونية يتطلب ثقافة التعاون والشفافية والمساءلة على نطاق أوسع (شاترستوك)
فورتينت: التعامل مع الجرائم الإلكترونية يتطلب ثقافة التعاون والشفافية والمساءلة على نطاق أوسع (شاترستوك)
TT

تقرير أمني سيبراني: زيادة استهداف «الجيوش الآلية» القطاعين الصناعي والتشغيلي

فورتينت: التعامل مع الجرائم الإلكترونية يتطلب ثقافة التعاون والشفافية والمساءلة على نطاق أوسع (شاترستوك)
فورتينت: التعامل مع الجرائم الإلكترونية يتطلب ثقافة التعاون والشفافية والمساءلة على نطاق أوسع (شاترستوك)

مع التقدم التقني المتزايد في عالم الذكاء الاصطناعي، يظل الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ. تقرير جديد يعكس مشهد التهديدات العالمية للنصف الثاني من عام 2023، أصدرته شركة فورتينت «Fortinet»، المختصة في مجال الأمن السيبراني، يقدم نظرة عامة ثاقبة حول التهديدات السيبرانية النشطة من يوليو (تموز) إلى ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام.

كشف التقرير ازدياد استغلال المهاجمين الإلكترونيين للثغرات الأمنية المكتشَفة حديثاً، وارتفاع الهجمات التي تستهدف القطاعين الصناعي والتشغيلي، لافتاً إلى تصاعد تهديدات برامج الفدية ومسح البيانات التي شهدتها القطاعات الصناعية، حيث جرى استهداف 44 في المائة من هذه القطاعات من قِبل برامج الفدية، خلال النصف الثاني من العام الماضي.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من انخفاض عمليات رصد برامج الفدية عموماً بنسبة 70 في المائة، مقارنة بالنصف الأول من عام 2023، لكن هذا الانخفاض رافقه تحول المهاجمين نحو استهداف أكثر دقة وتركيزاً، وتصدرت قطاعات الطاقة والرعاية الصحية والتصنيع والنقل والخدمات اللوجستية والسيارات قائمة أكثر القطاعات المستهدَفة بهذه الهجمات.

وأشار التقرير، الذي يستند إلى تحليلٍ شاملٍ أجراه فريق مختبرات فورتي غارد «FortiGuard Labs» التابع للشركة، إلى أن الجهات الخبيثة تُكثّف جهودها لاستغلال الثغرات الأمنية الجديدة المكتشفة، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على المؤسسات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.

فورتينت: برامج الفدية تستهدف 44 في المائة من القطاعات الصناعية بالعالم (فورتينت)

شبكات الـ«بوت»

لفت التقرير الانتباه إلى شبكات الـ«بوت» (الجيوش الآلية) وقدرتها الكبيرة على الصمود، حيث استغرق تعطيل الاتصالات بين أجهزة التحكم والسيطرة «C2»، بعد اكتشافها الأولي متوسط 85 يوماً، مبيناً أنه على الرغم من استقرار مستوى حركة الـ«بوت» عموماً، فإن شبكات الـ«بوت» المعروفة، مثل «غوست (Gh0st)»، و«ميراي (Mirai)»، و«زيرو أكسيس (ZeroAccess)»، لا تزال تشكل تهديداً قائماً. ونوه التقرير بظهور ثلاث شبكات «بوت» جديدة، في النصف الثاني من عام 2023، وهي «أندروكس غوست (AndroxGh0st)»، و«بروميثيوس (Prometei)»، و«دارك غيت (DarkGate)».

ثغرات جديدة

وجد التقرير أن الهجمات الإلكترونية بدأت بوتيرة متسارعة، فور الكشف العلني عن ثغرات أمنية جديدة «برمجيات إكسبلويت»، حيث تبدأ الهجمات في المتوسط، خلال 4.76 يوم من الإعلان العلني عن الثغرة، وهو ما يمثل زيادة في السرعة بنسبة 43 في المائة، مقارنة بالنصف الأول من عام 2023.

ويؤكد هذا التسارع أهمية قيام البائعين بالكشف المبكر عن الثغرات الأمنية، وتطوير برامج التصحيح «الترقيع»، والإفصاح عن الثغرات للعملاء بشفافية تامة، مما يساعد في تقليل أخطار الثغرات الأمنية، التي تُعرَف باسم «الثغرات الصفرية (zero-day)»؛ لتمكين المستخدمين من حماية أصولهم الرقمية بشكل فعال.

وإلى جانب الثغرات الأمنية المكتشَفة حديثاً، بيَّن التقرير أن 98 في المائة من المؤسسات رصدت محاولات استغلال الثغرات الأمنية القديمة التي لم تجرِ معالجتها بعدُ، والمعروفة منذ ما لا يقل عن خمس سنوات (N-day). وأضاف أن المهاجمين استغلوا الثغرات الأمنية، التي تجاوز عمرها 15 عاماً، وهو ما يؤكد ضرورة أن تضع المؤسسات «النظافة الأمنية» على رأس أولوياتها، وتطبق برامج تحديثات وتصحيحات مستمرة، وتتبع أفضل الممارسات لتعزيز أمن شبكاتها.

التقرير يستند إلى تحليلٍ شاملٍ أجراه فريق مختبرات فورتي جارد «FortiGuard Labs» التابع للشركة (فورتينت)

مكافحة «نقاط النهاية»

وعلى الرغم من وجود عدد هائل من الثغرات الأمنية المعروفة في نقاط النهاية (الحواسيب والأجهزة المتصلة بالشبكة)، قدَّم التقرير بعض الإيجابيات عن مكافحة استغلالها. وذكر أن البيانات تشير إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات المستهدفة لهذه الثغرات، وأنه لم يجرِ استهداف سوى أقل من 9 في المائة من ثغرات نقاط النهاية، خلال الفترة الماضية، مما يُظهر فعالية الحلول الأمنية المتقدمة في الحد من أخطار الاختراق.

سامي الشويرخ المدير الإقليمي الأول لشركة فورتينت في المملكة العربية السعودية (فورتينت)

وأوضح سامي الشويرخ، المدير الإقليمي الأول لشركة فورتينت في السعودية، أن التقرير يُظهر أن الجهات الخبيثة تُكثّف جهودها لاستغلال الثغرات الأمنية الجديدة المكتشَفة، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على المؤسسات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة.

وقال الشويرخ إن هذه التهديدات تُظهر أخطاراً على البنية التحتية الرقمية الحيوية بالسعودية في كل من القطاعين العام والخاص، التي تُعد ركيزة أساسية لـ«رؤية 2030»، مشيراً إلى أنه «مع ازدياد اعتماد المؤسسات السعودية على الحلول الرقمية، تُصبح أكثر عرضة لهجمات برامج الفدية ومسح البيانات وشبكات الـ(بوت)، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، وتعطّل العمليات، وتلف البيانات».

وشدد على ضرورة تعزيز المؤسسات السعودية استراتيجياتها الأمنية باتخاذ خطوات استباقية لتقوية بنيتها التحتية الرقمية، مؤكداً أهمية الاستثمار في حلول الأمن السيبراني المتقدمة، ورفع وعي الموظفين بأهميتها، وتدريبهم على كيفية التعرف على التهديدات الإلكترونية وتجنبها.

تهديدات متقدمة

ولفت التقرير إلى نشاط 38 من أصل 143 مجموعة من مجموعات التهديدات المتقدمة المستمرة التي تتبعها منظمة «ميتر (MITRE)»، خلال النصف الثاني من عام 2023، ومن أبرز المجموعات التي جرى رصدها، مجموعة «لازاروس (Lazarus Group)»، و«كيموسكي (Kimusky)»، و«APT28»، و«APT29»، و«أندارييل (Andariel)»، و«أويل ريغ (OilRig)».


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم في «أبل ووتش» تستند إلى مستشعر نبضات القلب البصري في الساعة (الشرق الأوسط)

«أبل ووتش» تتيح خاصية التنبيه المبكر لارتفاع ضغط الدم في السعودية والإمارات

قالت شركة «أبل» إنها أتاحت خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم على ساعات «أبل ووتش» لمستخدميها في السعودية والإمارات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
علوم الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

مشروع مثير للإعجاب لا مثيل له في العالم

جيسوس دياز (واشنطن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».