«سامسونغ إس 95 دي»: حقبة غير مسبوقة من تلفزيونات الذكاء الاصطناعي

يمنع الانعكاسات على الشاشة بواقعية كبيرة ويرفع دقة العروض القديمة... ترجمة للمحادثات ودعم ممتد للاعبين من خلال كثير من التقنيات

تصميم أنيق بتقنيات مبهرة ودعم ممتد لتجسيم الصوتيات
تصميم أنيق بتقنيات مبهرة ودعم ممتد لتجسيم الصوتيات
TT

«سامسونغ إس 95 دي»: حقبة غير مسبوقة من تلفزيونات الذكاء الاصطناعي

تصميم أنيق بتقنيات مبهرة ودعم ممتد لتجسيم الصوتيات
تصميم أنيق بتقنيات مبهرة ودعم ممتد لتجسيم الصوتيات

قررت «سامسونغ» قلب موازين عالم التلفزيونات الذكية بحل معضلة لطالما واجهت صناع هذه الأجهزة والمشاهدين على حد سواء، وهي منع انعكاس الإضاءة في الغرفة من على الشاشة والمحافظة على درجات السطوع العالية في الوقت نفسه.

وكشفت الشركة عن سلسلة التلفزيونات المتقدمة «إس95دي» S95D التي تُعدّ تعريفاً لتجربة المشاهدة المتقدمة عبر تقنية «أوليد» OLED بمزاياه الذكية وجودة الصورة الفائقة، ليكون من أفضل التلفزيونات التي أطلقت وستُطلًق خلال هذا العام، وبجدارة تامة.

واختبرت «الشرق الأوسط» التلفزيون قبل إطلاقه في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.

مشاهدة أكثر انغماساً بالذكاء الاصطناعي

يستطيع التلفزيون رفع دقة العروض العادية والأفلام القديمة إلى الدقة الفائقة 4K باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويستخدم معالج NQ4 AI Gen2 الذي يوجِِد صوراً بالدقة الفائقة وبغاية الوضوح مدعمة بـ20 شبكة عصبونية للذكاء الاصطناعي AI Neural Network وظيفتها هي التعرف على الصوت والصورة بالدقة العادية أو المنخفضة ورفع الصورة إلى الدقة العالية ورفع وضوح وجودة الصوتيات بشكل ملحوظ.

وتتم هذه العملية للعروض التي يتم بثها عبر التلفزيون أو الإنترنت أو من خلال وحدات التخزين المحمولة. كما تدعم هذه التقنية رفع دقة الألعاب التي تعرض الصورة بالدقة العادية دون حدوث أي تأخير في زمن استجابة اللعبة لأوامر اللاعب.

وتقوم هذه التقنية بتحليل الصورة وتوزيع الألوان فيها وشدة الإضاءة ومعاودة حساب الألوان الصحيحة لرفع جودة صور العروض القديمة التي غالباً ما تكون ألوانها أو شدة إضاءتها باهتة؛ وذلك لبث روح جديدة في تلك العروض والاستمتاع بها بدقة وألوان لم تكن ممكنة في السابق.

ويستطيع الجيل الجديد لمعالج الذكاء الاصطناعي المذكور رفع سرعة معالجة البيانات بنحو 4 أضعاف مقارنة بالجيل السابق، وبكفاءة تبلغ 2.5 ضعف ذلك الجيل. هذا، ويدعم التلفزيون تقنية تطوير عُمق الصورة Real Depth Enhancer التي تحلل الخلفية والعناصر الموجودة بالقرب من الشاشة وتفهم عُمق العناصر وتزيد من تباين الألوان حول العناصر الأقرب لجعلها تظهر أكثر وضوحاً وقرباً من المستخدم.

تقنية أخرى يدعمها التلفزيون، هي تحويل ألوان المحتوى العادي إلى تلك المستخدمة في عروض المجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR بشكل آلي، حتى لو كان المحتوى الأساسي لا يدعم هذه الألوان. ويصل عدد الألوان التي يستطيع التلفزيون عرضها إلى أكثر من مليار لون؛ الأمر الذي يزيد من واقعية المشاهد المعروضة على الشاشة، كل ذلك بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتجدر الإشارة إلى أن التلفزيون يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجودة في الهواتف المتقدمة لـ«سامسونغ» للتعرف على الصوتيات والمحادثات وتحويلها نصوصاً؛ الأمر الذي يعني القدرة على ترجمة المحتوى المنطوق بالكثير من اللغات وعرضه على الشاشة نصياً لمن لديه تحديات سمعية أو من لا يريد إزعاج الآخرين أو من لا يتحدث اللغة المنطوقة بطلاقة.

منع انعكاس الإضاءة

ويستخدم التلفزيون تقنيات تمنع انعكاس أي ضوء في الغرفة عن الشاشة دون انخفاض جودة الألوان أو شدة الإضاءة. وينجم عن ذلك درجات إضاءة مبهرة ودرجات اسوداد دقيقة تزيد من مستويات الانغماس. وغالباً ما كانت الشركات تضع طبقة خارجية على الشاشة تشتت إضاءة البيئة من حول المستخدم، ولكن على حساب فقدان شدة الإضاءة الصادرة من التلفزيون.

محاكاة انعكاس الإضاءة في الجهة اليسرى والتقنية الحديثة لمنع الانعكاس في الجهة اليمنى

وفي حال عدم استخدام تلك الطبقة، فتكون النتيجة هي استخدام زجاج خارجي يعكس كل شيء من حول المستخدم، حتى وجهه في المشاهد ذات الإضاءة المنخفضة، وهو أمر يشتت من التركيز ويخفض من مستويات الانغماس. إلا أن تقنيات هذا التلفزيون تجلب أفضل المزايا، حيث لن يلاحظ المستخدم الانعكاسات، ولكن جودة الصورة وشدة الإضاءة لن تتأثر وستبقى المشاهد الداكنة ذات اسوداد دقيق محافظة المشاهد شديدة الإضاءة على درجات الألوان الغنية والصحيحة.

كما يدعم التلفزيون تعديل درجة الإضاءة آلياً حسب ظروف الإضاءة المحيطة به؛ وذلك حتى يشاهد العروض براحة أكبر في الفترة المسائية ولدى إيقاف عمل مصابيح الإضاءة في الغرفة.

ألوان غنية

ومن المزايا المهمة التي يقدمها التلفزيون هي دعم ألوان OLED High Dynamic Range HDR Pro التي تعرض الصورة بألوان غنية جداً وبشدة إضاءة مرتفعة دون التأثير على أي لون محيط بتلك المناطق ناصعة البياض. ويمكن للمستخدم الاستمتاع بأدق تفاصيل الصورة بصحبة الألوان الغنية ودرجات الإضاءة المبهرة.

ويمكن القول بأن هذه التقنية تزيد من إضاءة المشاهد الفاتحة، وفي الوقت نفسه تخفض من شدة إضاءة المشاهد الداكنة بكل دقة، حتى لو كان المشهد يحتوي على مزيج من الدرجات المذكورة، مثل صورة مبنى مضيء في الفترة المسائية، أو ألوان النجوم والكواكب في الفضاء، وغيرها. وتستطيع هذه التقنية زيادة شدة الإضاءة بنحو 70 في المائة مقارنة بتقنية OLED HDR Plus، إلى جانب دعم معالج NQ4 AI Gen2 في رفع دقة الصورة وجودة الألوان دون حدوث أي تأخير بين الصوت والصورة بعد تعديل دقتها وألوانها وشدة إضاءتها.

يدعم التلفزيون تقنيات رفع جودة الصورة لجلسات لعب أكثر انغماساً

الجدير ذكره، أن ألوان التلفزيون معدلة وفقاً لمعايير PANTONE المتخصصة بمحاكاة الألوان بدقة متناهية؛ وذلك حتى يحصل المستخدم على الألوان كما أرادها مخرجو الأفلام والمسلسلات. وتمت معايرة آلاف الألوان وأكثر من 110 درجات من درجات بشرة الأعراق المختلفة الممثلين؛ وذلك بهدف تقديم مشاهد أكثر واقعية مما سبق.

مزايا للاعبين

ويمكن وصل الكومبيوترات الشخصية أو أجهزة الألعاب المتخصصة بالتلفزيون والحصول على مزايا غير موجودة في التلفزيونات الأخرى، تشمل نمط اللعب المتقدم Auto Game Mode الذي يزيد من سرعة عرض الصورة واستجابة اللعبة لأوامر اللعب، وزيادة معدل الرسومات من خلال ميزة Game Motion Plus من خلال إضافة رسومات يصنعها الذكاء الاصطناعي لرفع سلاسة عرض الصورة حتى في الألعاب التي تعرض الصورة بمعدل منخفض.

ونذكر كذلك دعم التلفزيون تقريب جزء من الصورة وجعله يظهر على الشاشة بكل وضوح، مثل الجزء الذي يعرض خريطة عالم اللعبة أو الرادار؛ وذلك لزيادة راحة اللاعبين. كما يدعم التلفزيون عرض الصورة بالنمط العريض جداً Super Ultra Wide Game View، ودعم تقنية توافق معدل الرسومات الصادر من الكومبيوتر أو أجهزة الألعاب المتخصصة مع معدل عرض الصورة من خلال ميزة FreeSync Premium Pro؛ وذلك حتى لا يحدث أي تقطع في عرض الصورة في المشاهد السريعة، مع دعم عرض الصورة بالتردد المتغير VRR (بتردد يصل إلى 144 هرتز). يضاف إلى ذلك دعم التلفزيون تجسيم الصوتيات بتقنيات تزيد من انغماس اللاعبين في عالم اللعبة.

مواصفات تقنية

يبلغ قطر الشاشة 65 بوصة (يوجد إصدار آخر بقطر 77 بوصة)، وهي تعرض الصورة بالدقة الفائقة 4K وبتردد يصل إلى 144 هرتز وبتقنية OLED، مع دعم منع انعكاس الإضاءة الخارجية. وتدعم الشاشة عرض الصورة بألوان تدعم المجال العالي الديناميكي HDR10 Plus، مع دعم OLED HDR10 Pro وبزوايا عريضة.

أما بالنسبة للصوتيات، فيدعم التلفزيون تقنية «دولبي أتموس» Dolby Atmos لتجسيم الصوتيات من خلال السماعات المدمجة بتوزيع 4.2.2 للسماعات المحيطية بقدرة 70 واط، مع دعم تكامل سماعات التلفزيون مع النظم الصوتية المتخصصة للحصول على المزيد من القدرات التجسيمية من خلال تقنية Q-Symphony. ويمكن كذلك ربط أي مصدر للصوتيات (مثل التلفونات والأجهزة اللوحية والكومبيوترات المحمولة، وغيرها) لتشغيل الصوتيات من خلال سماعات التلفزيون عبر تقنية «بلوتوث 5,2»، إلى جانب دعم ربط سماعات الأذن اللاسلكية بالتلفزيون للاستماع إلى صوتيات المسلسلات والأفلام دون إزعاج الآخرين، وخصوصاً في الفترة المسائية.

يضاف إلى ذلك دعم تقنية التكيف الصوتي المتقدم Adaptive Sound Pro التي تستمع إلى المحادثات في العروض وتعدل درجة الموسيقى والمؤثرات والكلام بحيث تكون المحادثات دائماً بغاية الوضوح، مع قدرتها على معرفة وجود صوتيات أخرى من حول المستخدم من خلال الميكروفون المدمج، ليقوم بتعديل درجة ارتفاع الصوت (مثل في حال تشغيل مكنسة كهربائية ذات صوت مرتفع في غرفة المستخدم).

ويعمل التلفزيون بنظام التشغيل «تايزن سمارت تي في» Tizen Smart TV ويدعم التفاعل من خلال تطبيق «سمارت ثينغز» SmartThings على الهواتف الجوالة بنظامي التشغيل «آندرويد» و»آي أو إس»، وتوفير القدرة على توفير الطاقة أو إيقاف التلفزيون عن العمل أثناء التواجد خارج المنزل، وغيرها من المزايا الأخرى المفيدة.

وبالنسبة للمنافذ، يقدم التلفزيون 4 منافذ HDMI بالدقة الفائقة 4K وبتردد 144 هرتز لجميع المنافذ، مع تقديم 3 منافذ «يو إس بي تايب-إيه» ومنفذ «يو إس بي تايب-سي» لوصل الملحقات المختلفة به (مثل وحدات تخزين الأفلام والمسلسلات وكاميرات الإنترنت)، إلى جانب دعم شبكات «واي فاي 5» اللاسلكية وتقديم منفذ للشبكات السلكية LAN.

أما سماكة التلفزيون فمنخفضة جداً ويكاد لا يمكن ملاحظة وجود الأطراف في الشاشة؛ لأن الصور تمتد في جميع الجهات، حيث تبلغ 11 السماكة مليمتراً فقط، ويبلغ وزنه 18.9 كيلوغرام (يبلغ وزن منصة حمل التلفزيون على المنضدة 10.1 كيلوغرام). ويبلغ سعر إصدار 65 بوصة 11499 ريالاً سعودياً (نحو 3066 دولاراً أميركياً) للطلب المسبق، بينما يبلغ سعر إصدار 77 بوصة 17199 ريالاً سعودياً (نحو 4586 دولاراً أميركياً) للطلب المسبق.


مقالات ذات صلة

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

تكنولوجيا تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

كشفت «مايكروسوفت» عن جهودها لمكافحة الاحتيال الإلكتروني محبطة محاولات احتيال بـ4 مليارات دولار عبر تقنيات ذكاء اصطناعي وحماية مدمجة في منتجاتها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تتيح الميزة الجديدة من «تشات جي بي تي» للمستخدمين عرض وتنظيم جميع الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي في مكان واحد (شاترستوك)

«أوبن إيه آي» تطلق مكتبة صور في «تشات جي بي تي» لتعزز تجربة المستخدم

تحديث جديد في «تشات جي بي تي» يتيح عرض وتعديل جميع الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي دون تكلفة إضافية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يتطلب تحقيق الاستدامة نهجاً شاملاً يشمل الابتكار التكنولوجي وإطالة عمر المعدات وتعاوناً بين جميع أطراف سلسلة التوريد (شاترستوك)

تقرير جديد: 165 % زيادة متوقعة في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي عام 2030

تقرير «سيغايت» يكشف عن تصاعد الضغط على مراكز البيانات بفعل الذكاء الاصطناعي، ويدعو إلى حلول توازِن بين الكفاءة والاستدامة عبر الابتكار والمسؤولية المشتركة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «أوبن إيه آي» تكشف عن تقنية توظف طرق «الاستدلال»... مع الصور

«أوبن إيه آي» تكشف عن تقنية توظف طرق «الاستدلال»... مع الصور

من التعامل مع مسائل الرياضيات، إلى التأمل والتعمق بالمخططات البيانية.

كيد متز (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا ربما قد نتمكن يوماً ما من إجراء دردشة مع الدلافين (رويترز)

الذكاء الاصطناعي قد يتيح للبشر فهم لغة الدلافين قريبًا

قد يتمكن العلماء قريباً من فهم الطريقة المذهلة التي تتحادث بها الدلافين بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير لصحيفة «إندبندنت» البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)
تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)
TT

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)
تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)

أضحى الذكاء الاصطناعي أداةً يُحتفى بها بقدر ما يُساء استخدامها. وتسعى «مايكروسوفت» إلى تعزيز التزامها بحماية بيئتها الرقمية من خلال استراتيجية متعددة الأبعاد لمكافحة الاحتيال والانتهاكات السيبرانية. وفي تقريرها الأخير بعنوان «إشارات سيبرانية» (Cyber Signals)، كشفت الشركة عن حجم التهديدات التي واجهتها بين أبريل (نيسان) 2024 وأبريل 2025، وكذلك عن الدفاعات الواسعة التي نشرتها للتصدي لها.

خلال هذه الفترة، نجحت «مايكروسوفت» في إحباط محاولات احتيال بقيمة 4 مليارات دولار، ورفضت 49 ألف طلب شراكة احتيالي، وحجبت نحو 1.6 مليون محاولة تسجيل عبر الروبوتات في الساعة الواحدة. يركز تقرير هذا العام على كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي طبيعة الاحتيال، ليس فقط من حيث التعقيد، بل من حيث سهولة الوصول إليه أيضاً. إذ يستخدم مجرمو الإنترنت أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعة عمليات احتيال أكثر إقناعاً، بسرعة أكبر وبتكلفة أقل. ووفقاً لـ«مايكروسوفت»، فإن جزءاً كبيراً من هذا النشاط ينطلق من أسواق رقمية رئيسية مثل الصين وألمانيا؛ نظراً لحجم التجارة الإلكترونية فيهما.

تصاعد الاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي

أصبح الذكاء الاصطناعي يخفض الحواجز أمام الجرائم السيبرانية. فبفضل أدوات قادرة على تصفح الإنترنت لاستخلاص بيانات حساسة عن الشركات وموظفيها، يمكن للمهاجمين تصميم حملات هندسة اجتماعية معقدة. تشمل هذه الحملات مواقع تجارة إلكترونية وهمية، وشعارات مقلدة، وتقييمات مزيفة، وحتى روبوتات دعم عملاء تستند إلى الذكاء الاصطناعي قادرة على خداع المستخدمين.

كما يستغل المحتالون الذكاء الاصطناعي لإنتاج مقاطع فيديو مزيفة (Deepfakes)، واستنساخ الأصوات، وإرسال رسائل تصيُّد إلكتروني يصعب التفرقة بينها وبين الرسائل الحقيقية. تنتشر كذلك عروض وظائف مزيفة ومقابلات عمل وهمية باستخدام تقنيات توليد النصوص والصور، مستهدفة الباحثين عن العمل.

أطلقت «مايكروسوفت» سياسة جديدة تُلزم فرق التطوير بتضمين تقييمات لمخاطر الاحتيال ضمن مراحل تصميم المنتجات (شاترستوك)

الاحتيال في التجارة الإلكترونية

تشير «مايكروسوفت» إلى تصاعد إنشاء متاجر إلكترونية احتيالية في دقائق معدودة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مقارنةً بالأيام أو الأسابيع التي كانت تحتاج إليها سابقاً. تقوم هذه المتاجر بتقليد علامات تجارية معروفة، وإنتاج أوصاف وصور واقعية للمنتجات، وحتى استخدام روبوتات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتفاعل مع العملاء.

لمواجهة ذلك، عززت «مايكروسوفت» منتجاتها بإجراءات أمنية صارمة. على سبيل المثال، يتضمن «مايكروسوفت إيدج» (Microsoft Edge) الآن ميزة حماية من أخطاء الكتابة في عناوين المواقع، وحظر لانتحال النطاقات، بالإضافة إلى مانع صفحات التحذير الاحتيالية المبني على التعلم الآلي.

«الهندسة الاجتماعية» دون ذكاء اصطناعي

ليس كل أنواع الاحتيال تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ففي أبريل 2024، رصدت فرق الأمان في «مايكروسوفت» نشاطاً متزايداً من مجموعة «Storm - 1811»، وهي مجموعة إجرامية مالية استغلت أداة «مايكروسوفت كويك أسست» (Windows Quick Assist). قامت المجموعة بانتحال صفة موظفي الدعم التقني واستخدمت تقنيات «التصيّد الصوتي» (vishing) لخداع الضحايا ومنحهم صلاحية الوصول عن بُعد.

أوضحت «مايكروسوفت» أن «Quick Assist» لم يتعرض للاختراق، وإنما تم استغلال وظيفته المشروعة. استجابت الشركة بإضافة رسائل تحذيرية ضمن الأداة، وتقوم الآن بحظر أكثر من 4400 محاولة اتصال مشبوهة يومياً، أي ما يعادل 5.46 في المائة من إجمالي الجلسات عالمياً.

ولتقليل المخاطر، توصي «مايكروسوفت» باستخدام أداة «ريموت هيلب» (Remote Help) للدعم التقني في المؤسسات، حيث تُستخدم داخلياً ضمن بيئة المؤسسة وتوفر مستوى أمان أعلى.

يُستخدم الذكاء الاصطناعي من قِبل المحتالين لإنشاء مواقع وهمية تقييمات مزيفة مقابلات عمل غير حقيقية ومقاطع فيديو مزيفة (شاترستوك)

تدابير على مستوى المؤسسات

تمتد بنية «مايكروسوفت» لمكافحة الاحتيال لتشمل أدوات متعددة، منها «مايكروسوفت ديفندر فور كلاود» (Microsoft Defender for Cloud) الذي يراقب موارد «أزور» (Azure) ويكشف عن الثغرات والتهديدات. كذلك «مايكروسوفت إيدج» (Microsoft Edge) الذي يحظر المواقع الاحتيالية ويكشف عن محاولات انتحال الهوية. أما البصمة الرقمية «ديجيتال فنغربرينتينغ» (Digital Fingerprinting)، فتستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لرصد السلوك الاحتيالي في حين يحلل «مايكروسوفت ديفندر سمارت سكرين» (Microsoft Defender SmartScreen) سلوك المواقع وسمعتها لحظر الروابط الضارة.

من خلال تقنيات الكشف المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإشارات الاحتيال اللحظية، تعمل «مايكروسوفت» على إيقاف البنية التحتية الخبيثة بسرعة. كما يتعاون فريق الجرائم الرقمية التابع لها مع سلطات إنفاذ القانون حول العالم لتفكيك الشبكات الإجرامية؛ ما أسفر عن مئات الاعتقالات والإجراءات القانونية.

الاحتيال في الوظائف والعروض المزيفة

يستغل المحتالون الذكاء الاصطناعي لتوليد إعلانات وظائف مزيفة وسير ذاتية ومقابلات عمل وهمية. لمكافحة ذلك؛ تنصح مايكروسوفت بتفعيل المصادقة متعددة العوامل لحسابات أصحاب العمل والتحقق من هوية أصحاب العمل عبر مواقعهم الرسمية. أيضاً توصي بالحذر من العروض التي تتطلب دفعاً أو التي تُرسل من عناوين بريدية غير موثوقة والانتباه لمؤشرات المقابلات المزيفة مثل عدم التزامن بين الصوت والصورة، أو الكلام المتقطع. وتدمج «مايكروسوفت» الوقاية من الاحتيال في عملية تطوير منتجاتها. وبدءاً من يناير (كانون الثاني) 2025، تُلزم مبادرة «Secure Future Initiative» جميع الفرق بتضمين تقييمات لمخاطر الاحتيال ضمن مراحل تصميم المنتجات.

نصائح لحماية المستهلكين

تنصح «مايكروسوفت» المستخدمين باتباع الخطوات التالية لحماية بياناتهم:

- الحذر من العروض العاجلة أو «لفترة محدودة»

- التحقق من عناوين المواقع قبل النقر على الروابط

- تجنب التحويلات البنكية المباشرة أو الدفع بالعملات الرقمية

- التأكد من مصداقية أصحاب العمل وعدم مشاركة معلومات شخصية أو مالية دون تحقق

تتطور مقاربة «مايكروسوفت» لمكافحة الاحتيال بتطور التهديدات. وفي وقت أصبح فيه الذكاء الاصطناعي سلاحاً بيد كل من المهاجمين والمدافعين، تتبنى الشركة موقفاً واضحاً، وهو تطوير منتجات مضادة للاحتيال بطبيعتها، وتزويد المستخدمين بالأدوات والمعرفة التي يحتاجون إليها للبقاء آمنين.