«سيسكو» لـ«الشرق الأوسط»: يجب توافق تطورات الذكاء الاصطناعي مع توقعات السوق السعودية

مدير «سيسكو» السعودية: التحول الرقمي يجب أن يكون آمناً

تهدف «سيسكو» من دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)
تهدف «سيسكو» من دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)
TT

«سيسكو» لـ«الشرق الأوسط»: يجب توافق تطورات الذكاء الاصطناعي مع توقعات السوق السعودية

تهدف «سيسكو» من دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)
تهدف «سيسكو» من دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)

بينما تشرع المملكة العربية السعودية في مسارها الطموح نحو التحول الرقمي تماشياً مع أهداف «رؤية 2030»، تقف شركة «سيسكو» السعودية لاعباً محورياً في هذه النهضة التكنولوجية عبر مبادرات استراتيجية والتزام بالابتكار، واضعة الأساس لمستقبل لا يكون فيه التمكين الرقمي مجرد هدف، بل حقيقة.

في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» من الرياض، يشرح سلمان فقيه، المدير العام لشركة «سيسكو» السعودية نهج الشركة متعدد الأوجه لتعزيز المشهد التكنولوجي في المملكة، قائلاً إن «سيسكو» لا تواكب اتجاهات التكنولوجيا العالمية فحسب، من دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في حلولها إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، بل تضمن أيضاً أن تكون هذه التطورات ذات معنى ومتوافقة مع توقعات السوق السعودية. ومن خلال تسخير قوة «WebEx» المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة، تهدف «سيسكو» إلى إحداث ثورة في كيفية تعاون الشركات والأفراد، وكسر الحواجز الجغرافية وتعزيز عالم أكثر اتصالاً.

«ويبكس» هو تطبيق متعدد الوظائف لمكالمات الفيديو والصوت الجماعية لسطح المكتب من «سيكسو» (شاترستوك)

الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي

مع تسارع التحول الرقمي، يبرز الأمن السيبراني باعتباره مصدر قلق بالغ. ويعترف سلمان فقيه، خلال لقائه مع «الشرق الأوسط»، بالطبيعة المزدوجة للذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني، مدركاً قدرته على تعزيز آليات الدفاع وطرح تحديات جديدة. ويعكس التركيز الاستراتيجي لـ«سيسكو» على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني فهماً دقيقاً للمشهد الرقمي. ويقول فقيه إن الرؤية العالمية للشركة ونهجها الاستباقي لمراقبة حركة المرور الرقمية تمكنها من تقديم أنظمة استخبارات وإنذار مبكر لا مثيل لهما لعملائها، ما يضمن بقاء أصولهم الرقمية آمنة.

ويَعد سلمان فقيه أن استثمار «سيسكو» في إنشاء مركزَي بيانات في السعودية يُعدّ دليلاً على تفانيها في تعزيز البنية التحتية الرقمية في المملكة. وقد تم تصميم هذه المراكز لتقديم خدمات التعاون والسحابة، ليس لخدمة السوق السعودية فقط، ولكن المنطقة بأكملها.

الرحلة نحو التسريع الرقمي

إن مشاركة «سيسكو» في السوق السعودية ليست مسعى جديداً. فمع أكثر من 27 عاماً من العمل في المملكة، ظلت «سيسكو» شريكاً ثابتاً في التقدم التكنولوجي في المملكة ملتزمة على المدى الطويل بشكل أكبر من خلال توافقها مع «رؤية 2030» ومشاركتها في برنامج التسريع الرقمي للدولة. وبعد أن أكملت بنجاح دورتين من هذه المبادرة العالمية في المملكة، تستعد «سيسكو» لدورة ثالثة، بالتعاون الوثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (ICT). ويعد سلمان فقيه في حديثه لـ«الشرق الأوسط» من الرياض أنه تم تصميم هذا البرنامج لدعم الاقتصاد الرقمي ومواصلة رحلة التحول الرقمي، والاستفادة من أحدث التقنيات لتلبية توقعات السوق وتحسين نوعية الحياة للسكان السعوديين.

كما يعرب فقيه عن اعتزازه بقدرة «سيسكو» على العمل ضمن البيئة الديناميكية للسوق السعودية، مسترشداً بمؤشرات الأداء الرئيسية الواضحة والأولويات التي حددتها الحكومة السعودية. ويقول إن استراتيجية الشركة تتضمن التعامل مع مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، لتسريع تحولها الرقمي. ومن خلال تصميم منهجها بما يتناسب مع الاحتياجات الفريدة لكل كيان، تضمن «سيسكو» أن حلولها ليست متقدمة تقنياً فقط ولكنها ذات معنى وذات صلة بأولويات العمل لشركائها وعملائها أيضاً.

الالتزام بالتنمية وتطوير القدرات

بعيداً عن التقدم التكنولوجي فقط، تلتزم «سيسكو» بشدة بالاستدامة والتعلم والتطوير. وينوه سلمان فقيه إلى أن أكاديمية «Cisco Networking Academy» تُعدّ بمثابة حجر الزاوية في التزام شركته بالتنمية المجتمعية. وقد حقق هذا البرنامج العالمي خطوات كبيرة في السعودية، حيث أثّر على حياة أكثر من ثلث مليون شاب سعودي في السنوات العشرين الماضية. ويشدد فقيه أن النساء يمثلن أكثر من 35 في المائة من هؤلاء المشاركين، ما يسلط الضوء على دور البرنامج في تعزيز التنوع بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات داخل المملكة.

كما تعكس جهود «سيسكو» لتحقيق صافي انبعاثات صفرية وتعزيز استخدام الطاقة الخضراء، تفانيها في الإشراف البيئي أيضاً. كما تمتد مشاركة الشركة مع عملائها وشركائها إلى ضمان تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بهم، ما يعرض نهجاً شاملاً لمسؤوليتها البيئية.

جهود الاستدامة

تمثل مبادرات شركة «سيسكو» الاستراتيجية جهداً شاملاً لدعم التحول الرقمي في المملكة. وتتوافق استثمارات الشركة في التكنولوجيا والبنية التحتية ورأس المال البشري مع «رؤية المملكة 2030»، التي تهدف إلى إنشاء مجتمع مُمكّن رقمياً.


مقالات ذات صلة

«أوبن إيه آي» وماسك يتفقان على تسريع محاكمة بشأن تحول الشركة إلى الربح

الاقتصاد شعار «أوبن إيه آي» أمام صورة إيلون ماسك في رسم توضيحي (رويترز)

«أوبن إيه آي» وماسك يتفقان على تسريع محاكمة بشأن تحول الشركة إلى الربح

اتفقت «أوبن إيه آي» وإيلون ماسك على تسريع محاكمة بشأن تحول الشركة للربح، وهو أحدث تطور في خلاف بين أغنى رجل بالعالم وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي».

«الشرق الأوسط» (أوكلاند (كاليفورنيا))
تكنولوجيا عبارة الذكاء الاصطناعي تظهر إلى جانب لوحة مفاتيح وروبوت في صورة مركبة (رويترز)

الذكاء الاصطناعي لا يزال غير قادر على معرفة الوقت وفهم التقويم

وجد باحثون أن الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزاً عن أداء «المهام الأساسية» مثل معرفة الوقت أو فهم التقويم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تهدف مبادرات مثل «النطاق العريض اللاسلكي» إلى ضمان اتصال سلس وعالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة (شاترستوك)

خاص «نوكيا»: السعودية ستكون رائدة عالمياً في نشر شبكات «الجيل السادس»

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، يصف نائب الرئيس الأول لشبكات الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وأفريقيا في «نوكيا» المشهد في السعودية بـ«العاصفة المثالية من النمو».

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا «مانوس» وكيل ذكاء اصطناعي مستقل قادر على تنفيذ مهام معقدة دون تدخل بشري (مانوس)

تعرف على «مانوس»... وكيل ذكاء اصطناعي من الصين

يعمل وكيل ذكاء اصطناعي عاماً (General AI Agent) حيث يمكنه اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام المتعددة بشكل مستقل!

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا سماعات «إيربودز برو2»

«أبل» تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات« إيربودز»

ذكرت وكالة بلومبرغ نيوز اليوم الخميس نقلا عن مصادر مطلعة أن شركة أبل تخطط لإضافة ميزة جديدة إلى سماعاتها اللاسلكية «إيربودز» تتيح الترجمة الفورية للمحادثات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الاصطناعي لا يزال غير قادر على معرفة الوقت وفهم التقويم

عبارة الذكاء الاصطناعي تظهر إلى جانب لوحة مفاتيح وروبوت في صورة مركبة (رويترز)
عبارة الذكاء الاصطناعي تظهر إلى جانب لوحة مفاتيح وروبوت في صورة مركبة (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي لا يزال غير قادر على معرفة الوقت وفهم التقويم

عبارة الذكاء الاصطناعي تظهر إلى جانب لوحة مفاتيح وروبوت في صورة مركبة (رويترز)
عبارة الذكاء الاصطناعي تظهر إلى جانب لوحة مفاتيح وروبوت في صورة مركبة (رويترز)

وجد باحثون أن الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزاً عن أداء «المهام الأساسية» مثل معرفة الوقت أو فهم التقويم، بحسب صحيفة «التلغراف».

ووفقاً لفريق من جامعة أدنبره في المملكة المتحدة، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة غير قادرة على تفسير مواقع عقارب الساعة بشكل موثوق، أو الإجابة بشكل صحيح عن أسئلة حول التواريخ في التقويم.

وأوضح الفريق أن فهم الساعات والتقويمات التناظرية يتطلب مزيجاً من الوعي المكاني والسياق والرياضيات الأساسية، وهو أمر لا يزال يمثل تحدياً للذكاء الاصطناعي.

وأشار الباحثون إلى أن التغلب على هذا التحدي يمكن أن يُمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من تشغيل تطبيقات حساسة للوقت مثل مساعدي الجدولة، والروبوتات ذاتية التشغيل، وأدوات للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية.

واختبر الفريق ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعالج النصوص والصور - المعروفة باسم نماذج اللغة الكبيرة متعددة الوسائط (MLLMs) - قادرة على الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالوقت من خلال النظر إلى صورة ساعة أو تقويم.

أسئلة تتعلق بالتقويم

درس الفريق تصاميم مختلفة للساعات، بما في ذلك بعض الساعات المزودة بأرقام رومانية، مع أو من دون عقارب للثواني، وأقراص ملونة مختلفة.

وأظهرت نتائجهم أنه في أحسن الأحوال، كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تُصيب مواقع عقارب الساعة في أقل من ربع الحالات. وكانت الأخطاء أكثر شيوعاً عندما كانت الساعات تحمل أرقاماً رومانية أو عقارب منمقة.

وأضاف الفريق أن أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي لم يكن أفضل عند إزالة عقرب الثواني، مما يشير إلى وجود مشاكل عميقة في اكتشاف العقارب وتفسير الزوايا.

وطلب الباحثون من نماذج الذكاء الاصطناعي الإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالتقويم، مثل تحديد العطلات وحساب التواريخ الماضية والمستقبلية. ووجد الفريق أنه حتى أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي أداءً أخطأت في حسابات التواريخ في خُمس الحالات.

وقالت روهيت ساكسينا، من كلية المعلوماتية بجامعة أدنبره، والتي قادت الدراسة، إن هناك «فجوة كبيرة في قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتساب مهارات أساسية للغاية».

وأضافت: «يستطيع معظم الناس معرفة الوقت واستخدام التقويمات منذ سن مبكرة. يجب معالجة هذه النواقص إذا أردنا دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي بنجاح في التطبيقات الواقعية الحساسة للوقت، مثل الجدولة والأتمتة والتقنيات المساعدة».