بينما تشرع المملكة العربية السعودية في مسارها الطموح نحو التحول الرقمي تماشياً مع أهداف «رؤية 2030»، تقف شركة «سيسكو» السعودية لاعباً محورياً في هذه النهضة التكنولوجية عبر مبادرات استراتيجية والتزام بالابتكار، واضعة الأساس لمستقبل لا يكون فيه التمكين الرقمي مجرد هدف، بل حقيقة.
في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» من الرياض، يشرح سلمان فقيه، المدير العام لشركة «سيسكو» السعودية نهج الشركة متعدد الأوجه لتعزيز المشهد التكنولوجي في المملكة، قائلاً إن «سيسكو» لا تواكب اتجاهات التكنولوجيا العالمية فحسب، من دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في حلولها إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، بل تضمن أيضاً أن تكون هذه التطورات ذات معنى ومتوافقة مع توقعات السوق السعودية. ومن خلال تسخير قوة «WebEx» المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة، تهدف «سيسكو» إلى إحداث ثورة في كيفية تعاون الشركات والأفراد، وكسر الحواجز الجغرافية وتعزيز عالم أكثر اتصالاً.
الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي
مع تسارع التحول الرقمي، يبرز الأمن السيبراني باعتباره مصدر قلق بالغ. ويعترف سلمان فقيه، خلال لقائه مع «الشرق الأوسط»، بالطبيعة المزدوجة للذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني، مدركاً قدرته على تعزيز آليات الدفاع وطرح تحديات جديدة. ويعكس التركيز الاستراتيجي لـ«سيسكو» على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني فهماً دقيقاً للمشهد الرقمي. ويقول فقيه إن الرؤية العالمية للشركة ونهجها الاستباقي لمراقبة حركة المرور الرقمية تمكنها من تقديم أنظمة استخبارات وإنذار مبكر لا مثيل لهما لعملائها، ما يضمن بقاء أصولهم الرقمية آمنة.
ويَعد سلمان فقيه أن استثمار «سيسكو» في إنشاء مركزَي بيانات في السعودية يُعدّ دليلاً على تفانيها في تعزيز البنية التحتية الرقمية في المملكة. وقد تم تصميم هذه المراكز لتقديم خدمات التعاون والسحابة، ليس لخدمة السوق السعودية فقط، ولكن المنطقة بأكملها.
الرحلة نحو التسريع الرقمي
إن مشاركة «سيسكو» في السوق السعودية ليست مسعى جديداً. فمع أكثر من 27 عاماً من العمل في المملكة، ظلت «سيسكو» شريكاً ثابتاً في التقدم التكنولوجي في المملكة ملتزمة على المدى الطويل بشكل أكبر من خلال توافقها مع «رؤية 2030» ومشاركتها في برنامج التسريع الرقمي للدولة. وبعد أن أكملت بنجاح دورتين من هذه المبادرة العالمية في المملكة، تستعد «سيسكو» لدورة ثالثة، بالتعاون الوثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (ICT). ويعد سلمان فقيه في حديثه لـ«الشرق الأوسط» من الرياض أنه تم تصميم هذا البرنامج لدعم الاقتصاد الرقمي ومواصلة رحلة التحول الرقمي، والاستفادة من أحدث التقنيات لتلبية توقعات السوق وتحسين نوعية الحياة للسكان السعوديين.
كما يعرب فقيه عن اعتزازه بقدرة «سيسكو» على العمل ضمن البيئة الديناميكية للسوق السعودية، مسترشداً بمؤشرات الأداء الرئيسية الواضحة والأولويات التي حددتها الحكومة السعودية. ويقول إن استراتيجية الشركة تتضمن التعامل مع مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، لتسريع تحولها الرقمي. ومن خلال تصميم منهجها بما يتناسب مع الاحتياجات الفريدة لكل كيان، تضمن «سيسكو» أن حلولها ليست متقدمة تقنياً فقط ولكنها ذات معنى وذات صلة بأولويات العمل لشركائها وعملائها أيضاً.
الالتزام بالتنمية وتطوير القدرات
بعيداً عن التقدم التكنولوجي فقط، تلتزم «سيسكو» بشدة بالاستدامة والتعلم والتطوير. وينوه سلمان فقيه إلى أن أكاديمية «Cisco Networking Academy» تُعدّ بمثابة حجر الزاوية في التزام شركته بالتنمية المجتمعية. وقد حقق هذا البرنامج العالمي خطوات كبيرة في السعودية، حيث أثّر على حياة أكثر من ثلث مليون شاب سعودي في السنوات العشرين الماضية. ويشدد فقيه أن النساء يمثلن أكثر من 35 في المائة من هؤلاء المشاركين، ما يسلط الضوء على دور البرنامج في تعزيز التنوع بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات داخل المملكة.
كما تعكس جهود «سيسكو» لتحقيق صافي انبعاثات صفرية وتعزيز استخدام الطاقة الخضراء، تفانيها في الإشراف البيئي أيضاً. كما تمتد مشاركة الشركة مع عملائها وشركائها إلى ضمان تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بهم، ما يعرض نهجاً شاملاً لمسؤوليتها البيئية.
جهود الاستدامة
تمثل مبادرات شركة «سيسكو» الاستراتيجية جهداً شاملاً لدعم التحول الرقمي في المملكة. وتتوافق استثمارات الشركة في التكنولوجيا والبنية التحتية ورأس المال البشري مع «رؤية المملكة 2030»، التي تهدف إلى إنشاء مجتمع مُمكّن رقمياً.